أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الحجاج - مذكرات ضمير أبله














المزيد.....

مذكرات ضمير أبله


سامي الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 29 - 00:34
المحور: المجتمع المدني
    


(يُعرف الضّمير أو ما قد يسمّى " الوجدان " هو قدرة الإنسان على التّمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التّمييز بين ما هو حقّ وما هو باطل، وهو الّذي يؤدّي إلى الشّعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقيّة، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتّفق الأفعال مع القيم الأخلاقيّة، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كلّ إنسان.)
عندما كُنت طفلًا ثمة اشياءٌ مشاكسةٌ كثيرة ٌتسكن فيّ ومن هذه الآشياء كُنت مولعاً بصيد العصافير وبعد الصيد يبتدء الشواء ،كانت تغمرني سعادة لا حدود لها خاصة حين ادعوا احداً من اصدقاء المنطقة ليأكل معي ،وحدث ذات مرة ان بدأت العصافير تبني عشاً في شجرة منزلنا، فرحت كثيراً لآنني هذه المرة اصطادها حيّةٌ،وبدأت أراقبهن على بُعد الى أن بدأت اسمع زقزقة صغارها وحانت ساعة الصفر ، صعدتُ اليهن على سلم معدني فوجدتُ في العش اربعة ، أخذت احداهن وبدأت الآم تطير حولي وقرب صغيرها الذي بيدي يزقزق،وكنتُ قبل ذلك قد ربطت خيطاً بباب الدهليز الذي يتحكم بأغلاقه نابض (سبرنك) ،وضعت صغيرها في داخل الدهليز وقرب الباب وسحبت الخيط الى ان دخلت واغلقت الباب واصطدتها ووضعتها في علبة كرتون، وفعلت نفس الشئ مع الآب،ولكنني عند مطاردتي له داخل المنزل ارتطم بزجاج النافذة وسقط ومات،عند ذلك احسست بتأنيب الضمير فأعدت الصغير الى عشه واطلقت سراح امه,لكن وخزات الضمير بدأت تؤلمني كثيراً، وتعذبني وتمطرني بوابل من الآسئلة المحرقة,ماذا لو ان احد قتل ابي؟كيف اتدبر معيشتي ؟وكيف اتواصل مع مدرستي؟ ومن الذي يعينني ويرعاني ويوفر لي المأوى والملبس والمأكل؟ ومن ومن...؟ومنذ ذلك الحين توفقت عن ممارسة هذه الهواية المقرفة ولأن الطفولة كما قيل عنها كالأسمنت المبلل أي شيء يسقط عليه يترك فيهِ أثرًا !
غير أن دهشتي تكمن في ذاتي أكثر من أي شيء آخر, حين عشت في فنلندا وعرفت قوانينها التي ضخمت الشعور لدي بالذنب مما كنت اقترفه مع العصافير في بلدي،وجدتُ هنا اكثر البيوت تعلق في الآشجار الآطعمة للطيور, وهناك مجموعة من القوانين تحمي الطيور ومن هذه القوانين على سبيل المثال وليس الحصر ,ان من يقتل غراب متعمداً تصل عقوبته الى ثلاث سنوات سجن!
قد يُؤنّبك الضمير في بعض الآحيان وقد تتألم وتشعر بالعذاب والمحاسبة وقد يَشعرك بأنك اسوء خلق الله ولكن كُن مطمئناً اذا تفاعلت مع هذا التأنيب وأخذت بأسبابه ستصبح أطهر انسان بالوجود
ليس المطلوب دين او اخلاق او قيم او أمن او خدمات او عيش كريم..المطلوب ضمير اذا توفر وفّر كل شئ..!
في مصر بالآمس القريب حدثت جريمة بشعة في قتل وسحل رجل الدين حسن شحاته والآبشع من ذلك لم يسمحوا بدفنه!
وقبلها بفترة ليست بعيدة في لبنان قُتل الشاب المصري محمد مسلم بطريقة اكثر بشاعة وعلق عارياً على احد اعمدة الكهرباء وتم التمثيل بجثته بدوافع ثأرية مجنونة!
هذه التركيبة من النفسيات المأزومة اصبحت ظاهرة لا يستهان بها في مجتمعاتنا العربية ... وما يحدث في العراق وسوريا كل يوم من مجازر ومذابح مروعة ضد الآبرياء تقشعر لها الآبدان ويندى لها جبين الآنسانية ، ولكن الآكثر أيلاماً ان صناعة الموت هذه صناعة عروبية بأمتياز وبأيدي محترفة للآخوة الآشقاء العرب! كل صناعات العرب بائرة كاسدة فاسدة ألا صناعة الموت وتصديره الى دول الجوار فقد صنعوها بمهارة واتقان ليس له مثيل!
شاعر العراق الكبير مظفر النواب كانت له صرخة في خرائب العروبة
,هل عرب انتم؟؟
والله انا في شك من بغداد الي جدة!
الجرائم الآنفة الذكر التي حدثت وتحدث تناقلتها وسائل الآعلام اما ما خفي فأعظم وافظع. كل المصائب اتت وتأتي نتيجة غياب الضمير لآن الضمير هو ضوء الآحاسيس النبيلة في دواخل النفس البشرية وهو الرقيب الذي يهذب السلوك، وهو النور الذي نرى به الآشياء والسلوك هو انعكاس لهذا النور،فكلما كانت كمية الضوء داخل القلب اكثر كلما كان السلوك اكثر تهذبا واكثر انسانية وتحضر،واذاغاب هذا النور كان الآنسان اكثر همجية واكثر وحشية من الحيوان المفترس.



#سامي_الحجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا صاحبي..ليس ثمة شئ أسوء من الخيانة والغدرْ!
- ما نشره الزميل أزهر جرجيس في مقاله الموسوم (بس تعالوا)
- لماذا ندع الآفاعي تخترق نسيجنا الوطني؟
- شيخ الشهداء.. وشيخ الجبناء
- ألا ساء ما يفعلون بنا!
- عقوق الوطن وحقوق المواطن
- فقاعات من الزمن المنسي
- وداعاً لمن كانت له المبادئ ثوباً وكفنا..
- المزيد المزيد من امطار الصيف على اصنام الكذب والزيف
- خيانة دم الشهداء جريمة عظمى لا تغتفر
- أداء الواجب بأتقان أعظم مكافأة لمن أراد ان يربح نفسه
- الطيبة والسذاجة بين الخيط الاسود والابيض
- سر جمالية الغميزة او الرصعة على الخد
- الصراط غير المستقيم في تعاقب الزمن اللئيم
- خارج حدود جاذبية التبجح !مذكرات غير صالحة للنشر
- عضة الحشر ولا عضة البشر!!!
- ماذا تفعل قبل خمس دقائق من بدء يوم القيامة؟؟؟
- (هنا شرارة حرب وهناك شرارة اخرى )
- وقريباً سنرى هزيمة الأرهاب... تمشي على قدمين!
- من قلة الخيل شدّوا عالذياب سروج!!!


المزيد.....




- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الحجاج - مذكرات ضمير أبله