أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله محمود أبوالنجا - الشرعية خط أحمر..ومغالطات الجماعة ومؤيديها !!















المزيد.....

الشرعية خط أحمر..ومغالطات الجماعة ومؤيديها !!


عبدالله محمود أبوالنجا

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما واجهت المواطنين المصريين أزمات أو مشكلات حياتية يومية فى الحصول على احتياجاتهم اليومية من سلع وخدمات ، راحوا يتذمرون ويعلنون احتجاجهم بكل السبل المتاحة أمام كل فرد منهم وتبعاً لامكانياته وقدراته التواصلية مع المجتمع . فمنهم من ينفس عن غضبه من المعاناة عبر البرامج الحوارية على شاشات الفضائيات ومنهم من يعرض معاناته عبر الصحف ومنهم من يلجأ الى التظاهر أو الاعتصامات ، حتى وصل الأمر بملايين المصريين الى الانضواء تحت لواء حملة تمرد ، والتى يقول بعض المراقبون أنها جمعت مايقارب العشرين مليون توقيع لمواطنين يطالبون بسحب الثقة من الدكتور مرسى العياط مندوب جماعة الاخوان الدعوية الاسلامية فى قصر الرئاسة بجمهورية مصر العربية . يجدر بنا أن نخمن أن العشرين مليوناً الذين وقعوا على سحب الثقة من الدكتور محمد مرسى العياط ، هم الطلائع التى امتلكت الجرأة والجسارة على اعلان سحبها الثقة من مرسى العياط الذى هو رئيس مصر ، وذلك فى حد ذاته حدث نادراً مايتكرر فى الحياة السياسية للشعب المصرى ، الذى كان طوال تاريخه ، لا يفتش وراء حكامه ، واذا لفت نظره أى قصور أو تجاوز قام به الحاكم ، تراه - الشعب - يتجاوز عن القصور والسلبيات ، ولكنه يختزنها فى ذاكرته الجمعية ، ويتعايش مع انعكاسات ذلك القصور وتلك السلبيات ويواصل حياته اليومية متحملاً وصابراً حتى تقول الأقدار كلمتها فى مصير هذا الحاكم أو ذاك . لكنه هذه المرة ، لم يكمل مرسى العياط عامه الأول كمندوب للجماعة فى قصر رئاسة جمهورية مصر العربية ، حتى أعلن ذلك الشعب عن عدم رضاه بسياسات مرسى العياط وسخطه على مايعانيه من مشاكل حياتيه ومعيشية يومية بسبب تلك السياسات ، التى تتمحور أغلبها حول هدف أخونة كل مؤسسات الدولة المصرية ، لتمكين الجماعة من السيطرة على كل مقدرات الشعب المصرى ، لتسخيره فى تحقيق المشروع السياسى ، الذى أسس من أجله حسن البنا تلك الجماعة ، متخذاً من الدعوة الاسلامية أداة فعالة ومؤثرة فى أدلجة عقول وتفكير بسطاء المصريين وعوامهم من المسلمين ! ذلك المشروع المتمثل فى اعادة احياء الخلافة الاسلامية انطلاقاً من الأرض المصرية لتعم العالم الاسلامى ، ثم تنطلق منه الى جميع دول العالم . بالطبع الهدف هو من أنبل أهداف أى مسلم بسيط لا يفكر فى مدى امكانية تحقيق ذلك المشروع من عدمه ، فى ضوء اختلاف زمانى تام عن الزمان الذى تكونت فيه الخلافة الاسلامية ، أو فى ضوء متغيرات عالمية واقليمية فى المنظومات القيمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية ، المعقدة تعقيداً يجعل مجرد طرح الفكر الذى يتبنى تلك الرؤى الدينية لمسألة الحكم ، يصطدم اصطداماً حاداً وعنيفاً بتلك المتغيرات على المستوى الدولى والاقليمى وكذلك فى داخل المجتمعات الاسلامية نفسها . وهذا هو مايحدث بالضبط بين الأغلبية العظمى من الشعب المصرى من جهة وجماعة الاخوان ومؤيديها من جهة أخرى . تشعر وتدرك جماعة الاخوان حجم السخط الشعبى المتزايد على رؤاها الايديولوجية فى ادارة شئون البلاد بواسطة مندوبها مرسى العياط فى قصر الرئاسة . تلك الايديولوجية القائمة على السمع بوقار واحترام حتى ولو كانا مصطنعين لكل مايقوله الحاكم دون مناقشة أو مراجعة أو نقد أو نقض أوتمحيص ، والتسليم بصدق وصحة كل مايصدر عن الحاكم حتى ولو قال ذلك الحاكم [ ريان يافجل على الكوسة أو الملوخية ] تؤمن الرعية على كلامه وتردد خلفه [ ريان يافجل ] مع أن المطروح أمام أعينهم نبات الكوسة أو البامية أى على مبدأ أحمد راتب فى فيلم الارهابى عندما زجر عادل امام بقوله [ لا تناقش ولا تجادل ياأخ على !! ] . تلك الايديولوجية القائمة على طاعة كل مايصدر عن الحاكم من أوامر أو تعليمات أو توجيهات دون أدنى تفكير أو مناقشة أو مراجعة عقلانية أو قانونية أو دستورية . وتلك هى رؤيتهم وأيديولوجيتهم التى تربوا عليها ، فى كيفية شكل العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس ! الحاكم هو السيد الآمر الناهى المطاع الذى لا يجب ولا يجوز أن يرفع أى فرد من أفراد الرعية عينيه أمامه ؛ بل يطاطىء رأسه ويحنى جبهته ويتحاشى التحديق فى عينيه تحاشياً تاماً ، ولا ينبس ببنت شفه أكثر من سمعنا وأطعنا ، حتى ولو كان بغير فهم أو تدبر ! وبالطبع تلك الايديولوجية وذلك النمط فى العلاقة بين الحاكم والمحكوم يتصادم تصادماً تاماً مع جوهر وماهية النظام الديمقراطى فى الحكم . فالنظام الديمقراطى فى الحكم ، حتى وان كان مازال يحتفظ فيه المسئول الأول فى الدولة أو الاقليم أو الولاية بلفظ ( حاكم ) الا أن وضعه وممارساته وصلاحياته كلها هى من أجل خدمة الشعب طبقاً للدستور والقانون ؛ أى هو فى جوهر مهامه ومسئولياته خادماً للشعب وليس سيداً عليه ، كما يتباهى الحمقى من كوادر الجماعة ومؤيديها بأنهم أسياد الشعب عندما ينتقد سياساتهم بعض العوام أو الناشطون السياسيون . وليت تلك الايديولوجية فى كيفية شكل العلاقة بين المسئول التنفيذى الأول فى الدولة ( الرئيس أو رئيس الحكومة ) يقف عند الحد الذى أوضحناه ، بل انه يتعدى كيفية العلاقة الى مفهوم وجوهر الشرعية . فجميعهم أو جلهم وعلى اختلاف مستوياتهم السياسية يعتبرون الشرعية هى الفوز بالأغلبية فى الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية ، وماداموا حصدوا الأغلبية ، فلابد من اكمال الدورة البرلمانية أو الفترة الرئاسية التى نص عليها الدستور حتى نهايتها دون النظر الى أية تغيرات ذاتية أو دولية أو محلية تشكل عائقاً أما استكمال البرلمان لدورته أو الرئيس أو رئيس الحكومة لمدته ! تلك هى الشرعية فى عقيدتهم السياسية النابعة من ايديولوجيتهم ورؤيتهم لممارسة الحكم ! وتلك لعمرى مغالطات مقصودة ومحسوبة والغرض منها التأثير على العوام والبسطاء لحشدهم من أجل استمرار تيارهم فى الحكم ، رغماً عن أية مستجدات تهدم تلك الشرعية الدستورية أو تنقضها . فالشرعية الدستورية مستمدة من الدستور ، والدستور يستمد قوته وشرعيته وسريان أحكامه من الغالبية التى وافقت عليه من الشعب . ماذا لو أن انتخابات البرلمان جرت على أحد الأسس الغير دستورية ؟ هل يكمل البرلمان دورته التى نص عليها الدستور لو طعنت جماعة أو حتى فرد بعدم دستورية ذلك البرلمان وتبين صحة ذلك من خلال نظر القضية فى المحكمة الدستورية العلياً ؟ أم يتم تنفيذ ماتصدره المحكمة الدستورية العليا فى هذا الشأن ؟ وكذلك الحال بالنسبة للرئاسة . اذا أجريت انتخابات رئاسية طبقاً للدستور الذى يستمد قوته وسريانه وشرعيته من الشعب ، ثم فاز أحدهم بمقعد الرئاسة ، وأقسم اليمين على احترام الدستور والقانون ، وعدم مخالفتهما والعمل على تفعيل نصوصهما ، تنفيذاً لارادة الشعب ، الذى منه يستمد الرئيس شرعيته ، فاذا بهذا الرئيس يحنث فى قسمه بمخالفته لأحكام الدستور والقنون ، بارتكابه أفعالاً أو اصداره تعليمات أو أوامر تضر بمصالح الأمة كأن تدفع بالبلاد الى الحرب الأهلية أو الفتنة الطائفية أو تتسبب فى الحاق أضرار بالغة تهدد الأمن القومى للبلاد بواسطة دول أو منظمات ارهابية فى الداخل أو الخارج ، وتغاضى أعضاء البرلمان عن تلك المخالفات الواضحة والصريحة أو كان البرلمان قد تم حله لسبب أو لآخر ، ألا يطعن ذلك فى شرعية الرئيس ؟ ألا يتسبب ذلك فى فقدان الرئيس لشرعيته فى أعين الغالبية التى انتخبته ؟ فاذا لم يتحرك البرلمان أو أية جهة لمحاسبة الرئيس على مخالفاته لأحكام الدستور والقانون وخرجت الغالبية العظمى من الشعب تمارس حقها الدستورى فى التظاهر السلمى واعتصمت فى الشوارع والميادين طالبةً من الرئيس التنحى عن الحكم لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، ألا يعتبر ذلك مطالب شرعية يجب عليه الاستجابة لها ؟ الشعب الذى منحه الشرعيه هو نفسه الذى خرج وأسقط عنه تلك الشرعية ! رفض الرئيس الاذعان للمطالب الشرعية للشعب الذى هو مصدر كل السلطات بما فيها السلطات الدستورية واستقوى على الغالبية العظمى من الشعب بالأقلية التى تؤيده ، مالحل ؟ يصبح هو والأقلية التى تؤيده خارجين على حكم الغالبية التى ترفضه ، وفى هذه الحالة يتسبب فى وقوع البلاد فى حرب أهلية تدمر الدولة وكل مؤسساتها . هنا لابد لنا أن نسترجع بيان الجيش المصرى الذى ألقاه القائد العام للقوات المسلحة نيابة عن أفراد الجيش لاحتواء الأمر ، وبالطبع ليس من المعقول أو المقبول دولياً أن ينحاز جيش الشعب لرئيس أو نظام أسقط الشعب عنه الشرعيه . اذن الشرعية منوطه بالغالبية العظمى من الشعب التى قد تمنحك الشرعية عبر الدستور الذى أقرته ، وهى أيضاً التى تسلبك هذه الشرعية عبر التظاهر السلمى والاعتصام فى الشوارع والميادين حتى رحيلك ، لأنها بخروجها ومطالبتها برحيلك تكون فى نفس الوقت أسقطت الدستور الذى سبق أن وافقت عليه ، أو عطلته مؤقتاً حتى رحيلك ، ومن حقها بعد ذلك أن تستأنف العمل بنفس الدستور أو حتى اعادة تشكيل دستور جديد . تلك هى الشرعية التى هى بالفعل خط أحمر وليست شرعية الصناديق التى يغالطون بها البسطاء والعوام . انها شرعية الشعب التى بدونها يصبح الدستور نفسه فاقداً لشرعيته وليس فقط الرئيس أو البرلمان !

بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا – العضو المؤسس فى حزب المصريين الأحرار
القاهرة فى الجمعة 28 يونيو 2013



#عبدالله_محمود_أبوالنجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يغدر أوباما بقيادات الجيش المصرى ؟
- 30 يونيو بداية ثورة تصحيح الأخطاء والخطايا
- الحداثة والتراث الدينى ..والسيد أغونان و30 يونيو 2013
- كلمة لشعب مصر قبل بداية الطوفان 30 يونيو
- الأزمة السورية وصراع النفوذ
- الأصابع القطرية وسدود النهضة الاثيوبية وخراب مصر !
- نهضة اثيوبيا .... وخراب مصر !!!
- [ شاعرٌ فاق َ الذُّرىْ ]
- قصيدة بعنوان [ شاعرٌ فاقَ الذ ُّرى ْ ]
- [ خماسيات]
- [ ياويلَ قلبى ]
- قصيدة [ ياويحَ ماقالتْ ]
- قصيدة [ نَبْعُ السِّحْر ِ ]
- قصيدة شعر ( حَوراء )


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله محمود أبوالنجا - الشرعية خط أحمر..ومغالطات الجماعة ومؤيديها !!