أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التضامن من اجل بديل اشتراكي - أمريكا الجنوبية بركان شعبي















المزيد.....


أمريكا الجنوبية بركان شعبي


التضامن من اجل بديل اشتراكي

الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن أمريكا اللاتينية قد أصبحت تشكل خلال السنوات الأخيرة البؤرة الرئيسية لمقاومة الامبريالية والليبرالية الجديدة .ولعل اكبر إسهام لشعوب القارة هو إعادة إحياء الأمل من جديد في إمكانية تحرر الشعوب من الامبريالية والرأسمالية. ففي هذه القارة تقترن النضالات والكفاحات الشعبية مع عودة النقاش من جديد حول آفاق ومضمون البديل الاشتراكي في القرن الواحد والعشرين.
لكن ادا الاتجاه العام للمسار السياسي للقارة يميل نحو اليسار، فإن فهم ما يجري في هذه القارة يستدعي تحليل هذا المسلسل السياسي في تناقضاته، للوقوف ،في نفس الآن ،على دينامية هذا المسلسل وعلى حدود شروطه الموضوعية والذاتية.
سنتناول في هذا الجزء الأول، العناصر التي تمنح هذا المسلسل بعده الثوري وتغذي ميولاته الاشتراكية،من خلال تناول تجربة الثورة البوليفارية في فينزويلا.وفي جزء ثاني سنتطرق للعناصر التي تعيق دينامية هذا المسلسل وتكبح آفاق تحوله إلى مسلسل ثوري للتغيير الاشتراكي.

تنبيه
لا يدعى صاحب هذا المقال الإحاطة بمجمل تفاصيل المسلسل السياسي الجاري بأمريكا اللاثينية أو القدرة على تقديم تحليل مفصل للتحولات السياسية الجارية في هذه البلدان، بل يحصر مساهمته ضمن هدف تقديم المفاتيح الأساسية التي تسمح للمناضلين والمهتمين بمتابعة مسلسل التحولات السياسية والاجتماعية في جنوب القارة الأمريكية.
تصنيف طبيعة الحكومات
يمكن تصنيف حكومات أمريكا اللاتينية ضمن ثلاثة مجموعات:
1- مجموعة الحكومات الليبرالية المحافظة التابعة أو العميلة بشكل مباشر للولايات المتحدة، ويمثل نظام اوريبي (كولومبيا) ما يمثله الكيان الصهيوني بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة (قاعدة عسكرية أمريكية للتدخل في دول المنطقة).
2 – مجموعة الحكومات الليبرالية الاجتماعية ، بقيادة قوى سياسية شبيهة بما يسمى "يسار الوسط" ( شعبوية وطنية مطروزة باشتراكية ديمقراطية) يعبر هذا الصنف من الحكومات، عن سعي البرجوازيات المحلية الصاعدة إلى حد أدنى من الاستقلال السياسي والاقتصادي ، في إطار شراكة مع الامبريالية تحفظ مصالح قطاعات البرجوازية المحلية. وتتمثل هذه المجموعة في حكومات البرازيل والأرجنتين .
3 – مجموعة الحكومات الوطنية الجذرية بقيادة اليسار الوطني( والاشتراكي). وهي حكومات انبثقت عن انتخابات ديمقراطية تمكنت من خلالها القوى الاجتماعية والشعبية من إيصال ممثليها إلى الحكم بعد موجة من النضالات والمواجهات المباشرة مع الطبقات الحاكمة. تسعى هذه الحكومات،تحت ضغط شعبي قاعدي، الى قطيعة جزئية مع الامبريالية والرأسمالية الليبرالية، عبر نهج سياسة اقتصادية واجتماعية تستهدف استعادة الموارد الطبيعية والاقتصادية من تحكم الشركات الرأسمالية و إعادة توزيع الثروة الوطنية لصالح الطبقات الشعبية . تتألف هذه المجموعة أساسا من فنزويلا وبوليفيا والإكوادور .
تشكل هذه المجموعة الأخيرة، المدعومة بمحيط من الحركات الشعبية وشبكات التضامن في مختلف بلدان القارة، أهم بؤرة عالمية لمناهضة الامبريالية والليبرالية الجديدة. وهي لهذا السبب تحضى باهتمام بالغ من قبل اليسار العالمي والحركات المناهضة للامبريالية.
سياق جهوي وعالمي جديد
شكلت القارة الأمريكية مند القرن التاسع عشر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة ومختبرها لتجريب مخططاتها الاستعمارية وسياساتها العدوانية ضد الشعوب.
فبمبرر حماية الأمن القومي ومكافحة الشيوعية ومحاربة تجارة المخدرات، قامت المخابرات الأمريكية بشن حرب استئصال ضد اليسار والحركات الوطنية المناهضة للامبريالية. ولأكثر من قرن عاشت شعوب القارة تحت شبح التهديد بالتدخل العسكري المباشر أو دعم اشد الأنظمة رجعية ودموية لمعاقبة كل سعي للتحرر من القبضة الامبريالية.
مع نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، زال، في نظر الامبريالية الأمريكية، "الخطر المحتمل" الذي يمكنه تهديد سيطرتها على شعوب القارة على المدى المباشر. فاليسار الجذري إما تم سحقه من قبل الأنظمة العسكرية أو تم إنهاكه في حروب أهلية غير متكافئة. أما كوبا، "قلعة الشيوعية"، فقد أنهكها الحصار الاقتصادي، ومع زوال الحليف السوفياتي فقد بدى للأمريكان قرب ساعة سقوطها.
في ظل هذه الشروط، عرفت القارة الأمريكية مع بداية عقد 90 من القرن الماضي، مرحلة استقرار سياسي نسبي لم يسبق أن عرفته منذ القرن التاسع عشر. فقد خرجت كل بلدان القارة(باستثناء كولومبيا) من حالة الحروب الأهلية بعد تخلصها من أنظمة الحكم العسكرية. بينما ساد الاعتقاد في الأوساط السياسية، بما في ذلك أوساط اليسار، أن القارة قد دخلت مرحلة "انتقال ديمقراطي" أرادته الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون "توافقيا" بين عملائها ومعارضيها، وعلى قاعدة "دستور انتقالي" لا يعبر عن سيادة شعوب المنطقة ولا يلبي طموحاتها في التحرر الوطني والاجتماعي والثقافي، بقدر ما يعبر عن سيادة الشركات المتعددة الجنسيات ويلبي أطماعها الاستعمارية.
في ظل هذا المناخ الأيديولوجي والسياسي،تحول كثير من جنرالات الجيش وعمداء أجهزة الأمن وكبار موظفي الإدارة والمؤسسات، إلى زعماء وقادة لأحزاب سياسية، تشكلت برعاية وتمويل أمريكيين. وتخلى القسم الأكبر من اليسار الثوري عن خيار الكفاح المسلح ليتحول إلى خيار النضال الديمقراطي، لكسب رهان تصويت الأغلبية الشعبية على مرشحيه للوصول أو المشاركة في الحكومة للتناوب على تدبير سياسات اقتصادية واجتماعية معدة سلفا من قبل المؤسسات الدولية والحكومات الامبريالية.
بينما غير قسم آخر من اليسار عقيدته ليتخلي عن النضال السياسي بمختلف أشكاله والتحول إلى "نضال مدني" تقربا من المنظمات غير الحكومية لربح رهان تمويل برامج تربية الشعوب على "المواطنة" و"حقوق الإنسان" ومشاريع "مكافحة الفقر" .
بالموازاة مع حملات الترويج لخريطة الطريق الأمريكي إلى الديمقراطية، وحسب المعطيات التي كانت تتوفر عليها الحكومة الأمريكية آنذاك، لم تعد دول وسط أمريكا وجنوبها تحضى بمرتبة الأولوية في الإستراتيجية العسكرية والأمنية للولايات المتحدة. فقد انتقل مركز الثقل في هذه الإستراتيجية من القارة الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي الفارسي.
نهوض شعبي جديد
في ظل مناخ سياسي واديولوجي رجعي، حيث أضحت فرضية الوصول إلى الحكم ببرنامج مناهض للامبريالية ومعادي للرأسمالية مستبعدة حتى من قبل اليسار الاشتراكي الجذري. وحيث أصبحت الفرضية الوحيدة الممكنة والواقعية هي التعايش السلمي مع الامبريالية في كنف رأسمالية معولمة،التعايش بين المواطن الفرد الذي فقد التحكم في كل شئ والشركات المتعددة الجنسيات التي تتحكم في كل شئ....
في ظل هذه الشروط وعلى الاتجاه المعاكس للتيار الليبرالي الجارف،انبثقت حركات المقاومة الشعبية في عدد من بلدان القارة الأمريكية.
فعلى بعد ازيد من قرن على حروب الاستقلال الوطني عادت روح سيمون بوليفار وزاباتا لتلهم من جديد شعوب القارة لمواصلة معركة التحرر الوطني والاجتماعي. ففي 1994 استيقظ العالم على انتفاضة سكان إقليم شياباس (المكسيك) بقيادة جيش زاباتا للتحرير الوطني.وفي 2002 احتضنت مدينة بورتو اليغري (البرازيل) اكبر تجمع عالمي للحركات الاجتماعية والشعبية تحت شعار "عالم آخر ممكن".
ومع توالي الأحداث السياسية والاجتماعية اتضح ان شعوب القارة الامريكية تعرف انطلاقة جديدة في مسلسل نضالها التحرري
مسلسل نضالي جديد.
فقد عرفت فنزويلا على سبيل المثال، انتفاضة شعبية في عام 1989 سيتم سحقها في الدم، وقد كانت هذه الانتفاضة نقطة في الصراع السياسي والاجتماعي بهذا البلد. فقد تمكن اليسار من استغلال القمع الوحشي الذي تعرضت له الجماهير المحتجة، للتعبير عن ارادة سياسية واضحة للتخلص من المافيا الحاكمة(الشرط الذي غاب في المغرب بعد القمع الوحشي لانتفاضة دجنبر 90 ). وهو ما سؤدي إلى تطوير وتوسيع حالة التجذر الناشئة وتعميق حدة الاستقطاب بين الشعب والاوليغارشيا الحاكمة التي ارغمت على التنازل عن الحكم عن طريق صناديق الاقتراع لتفادي ازاحتها تحت ضغط الشارع. هذه هي الشروط التي كانت خلف انتصار تشافيز في الانتخابات الرئاسية، وتحت ضغط الحركات الشعبية سيجدر تشافيز برنامجه ابتداء من سنة 2005 .
اما بوليفيا فقد عرفت معارك كبيرة من اجل ستعادة الماء والغاز والموارد الطبيعية من يد الشركات متعدد الجنسيات ، وهي المعارك التي ستعطي نفسا جديدا للمنظمات النقابية الفلاجية والمنظمات الشعبية للشعوب الأصلية. وبما ان قادة المنظمات النقابية والشعبية لم يكن هو البحث عن ابرام اتفاق اجتماعي مع الحكومة، فسيتم استثمار موجة التجذر الشعبي لتأسيس حركة سياسية( الحركة من جل الاشتراكية) كتعبير عن تصميم قادة الحركة على انزال هزيمة سياسية بالطبقة الحاكمة والإطاحة بسلطتها.
في هذا السياق وتعبيرا عن الارادة القوية في تغيير النظام وصل ايفو موراليس الى الرئاسة في ......
و يجب التذكير بان المسلسل النضالي الجديد قد اخترق كل بلدان القارة ما جعلها تعيش على ايقاع عدم استقرار سياسي بين (1995 – 2005 ) تطور إلى أزمة سياسية ومؤسساتية في العديد من البلدان(الارجنتين عام 2001 ، بوليفيا 2003 و2005 الاكوادور 2005) .
وقد تمكن اليسار من الدمج بشكل ملموس بين النضال ضد الخوصصة واتفاقيات التبادل الحر وحماية البيئة والمصادر الطبيعية وحقوق الشعوب الاصلية والنضال من اجل تغيير طبيعة الحكومة. ويجب التذكير هنا بقدرة اليسار على التخلص من عدد من الكليشيهات والنماذج التي كانت تقف عائقا أمام انغراسه في عمق الطبقات الشعبية، و هو ما مكنه من بناء قطب اجتماعي شعبي يعكس كل تناقضات المجتمع(الاضطهاد والاستغلال واللامساواة ....) و يعبر عن قوة سياسية قادرة على الهيمنة وسط الشعب كشرط لعزل الطبقة الحاكمة .
حركة اجتماعية متجددة
من خلال تحليل المسلسل النضالي المفتوح في القارة الأمريكية منذ انتفاضة زاباتا بإقليم شياباس (المكسيك) سنجد أن القوى الرئيسية التي لعبت دورا ومحركا وطليعيا ليست هي نفسها في كل البلدان. ففي بعض التجارب لعبت الشعوب الأصلية دورا قياديا (المكسيك ،بوليفيا، الاكوادور)
وفي حالات أخرى كان زمام المبادرة بيدالفلاحين (البرازيل وبيرو وباراغواي). وفي بعض البلدان لعب الاجراء وسكان المدن دورا رئيسيا(الأرجنتين وأوروغواي) وفي بلدان اخرى الجماهير الشعبية المفقرة والمهمشة دورا بارزا (فنزويلا ، ومنطقة البحر الكاريبي ، وأمريكا الوسطى).
يعكس هذا التعدد والتباين في القاعدة الاجتماعية للعامل الذاتي طبيعة التركيبة الاجتماعية لهذه البلدان (بعد عقود من اعادة الهيكلة الاقتصادية) كما يعكس اختلاف التجارب السياسية وخصوصيات كل بلد.
تختلف القاعدة الاجتماعية المحركة للمسلسل السياسي في امركيا اللاثينية عن القاعدة الاجتماعية في الاحذات الكبرى التي عفتها القارة في القرن الماضي.
وفي تحليله لطبيعة الكتلة الشعبية المحركة لهذا المسلسل السياسي، يعتبر كلاوديو كاتز(اقتصادي ماركسي ارجنتيني سبق ان شارك في المنتدى الاجتماعي بالمغرب)ان "القوى الموضوعية المحركة لمسلسل اشتراكي هي مجموع المضطهدين والمستغلين، بل ايضا جميع اولئك الذين يعانون من اللامساواة، وليس فقط قطاعات العمال المشاركين مباشرة في انتاج فائض القيمة. ان المهم هوبناء التقارب بين مختلف هذه القطاعات في خضم نضال مشترك يأخذ شكل بؤر تمرد متعددة ".
اشكال نضال جديدة
يلاحظ أيضا من خلال تحليل المسلسل السياسي في امريكا اللاثينية،ان القطاعات الشعبية طورت اشكال نضالها وابتكرت أشكال جديدة من اشكال المقاومة الشعبية السلمية(المسلسل السياسي السابق كان يرتكز على المقاومة المسلحة) تتمحور حول:
- العصيان الشعبي المدني من خلال الاحتلال المباشر للأراضي والمصانع ودورالسكن......
- التسيير الذاتي، من خلال خلق وسائل اعلام بديلة(اداعات شعبية) وتكوين شبكات و قنوات موازية لترويج البضائع وتقديم الخدمات
- التنظيم الذاتي للسكان والقرى والمعامل من خلال تشكيل مجالس شعبية في الاحياء
مسلسل الثورة البوليفارية
ان وصول شافيز الى السلطة في عام 1998 لم يكن مجرد نتيجة انتخابية ، بل كان تعبيراعن تحول هام في الوعي والمزاج الشعبيين، حيث ادركت قطاعات شعبية واسعة، بعد عقود طويلة من المقاومة والانفجارات الاجتماعية، ضرورة التخلص من الطغمة الحاكمة.
لقد انعكس هذا التحول في الوعي الشعبي على المسار السياسي للرئيس نفسه. فبعد تشكيل حكومته اعلن تشافيز عن برنامجه الحكومي والذي لم يكن يتعدى تدابير ديمقراطية واجتماعية (تكوين الرأس المال البشري ،نهج طريق ثالث ، مكافحة الليبرالية الجديدة المتوحشة).وهي تدابير غير معادية بشكل صريح للراسمالية . لكن رد الفعل العنيف من قبل الأوليغارشية المحلية والامبريالية من جهة ، وتجذر الحركة الشعبية من جهة اخرى،سيجذران الصراع ليضعا الرئيس امام خياران : خيار الليبرالية الاجتماعية (تجربة لولا) او خيار الاشتراكية.
و بحلول عام 2005 ،اعرب شافيز عن رفضه القاطع للرأسمالية ، وعن ضرورة قامة اشتراكية جديدة في القرن 21.
وخلال الخمس سنوات الاخيرة مست التغييرات النظام السياسي والاقتصادي،
وسنستعرض ادناه مثالين ، الاول على الصعيد السياسي والثاني على الصعيد الاقتصادي، من اجل توضيح عمق التحولات الجارية او التي يستهدفها مسلسل الثورة البوليفارية في فينزويلا.
بناء نظام ديمقراطي شعبي
1 -مجالس بلدية داث سيادة
تعتبرالمجالس البلدية وحدات ترابية للمشاركة الشعبية و الحكم الذاتي ، وهي تتدخل في اتخاذ القرار وممارسة دور الرقابة بشأن جميع المسائل المتعلقة بالصحة والتعليم ، وإدارة الأراضيي في المناطق الحضرية والريفية ، والإسكان ، والحماية والمساواة الاجتماعية ، و الاقتصاد الشعبي ، والثقافة ، والأمن ، ووسائل الاتصال والمعلومات ، والترفيه والرياضة والغذاء والماء و خدمات الكهرباء والغاز وجميع القضايا الأخرى التي يرى المجلس ضرورة معالجتها (art9.)
ترتكز هذه المجالس البلدية على مجالس شعبية تتشكل على الأقل من 20 ٪-;- من عدد السكان البالغين 15 عاما.
2 – الاستفتاء الشعبي
يتم تشجيع كل اشكال المشاركة الشعبية الفعالة لاعطاء السيادة الشعبية تجسيدا ملموسا . فالمادة 70 من الدستور تنص على عدد من اشكال مشاركة الشعب لممارسة السيادة السياسية :
- الانتخابات لشغل المناصب العامة
- الاستفتاء والاستشارات الشعبية
- إلغاء ولاية المنتخبين واقالتهم
- المبادرات التشريعية والدستورية والتأسيسية
تطال السيادة الشعبية كل الشؤون الاقتصادية والاجتماعية ،
يمارس الشعب سيادته من خلال عدة مؤسسات دستزرية: هيئات الرقابة المدنية، بنيات التسيير الذاتي ، الإدارة المشتركة ، والتعاونيات بجميع اشكالها.. .
وتتمتع الاستفتاءات الشعبية بطابع استشاري وهي تطال جميع المجالات وممكنة على جميع المستويات، من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني (art71).
ويمنح الدستور للشعب حق اقالة او انهاء مدة ولاية المنتخبين (art72). وكل مشاريع القوانين التي تناقش في الجمعية الوطنية ، والمعاهدات والاتفاقات الدولية يمكن أن تخضع لاستفتاء شعبي قبل اقرارها والمصادقة عليها.كما يمكن للشعب ان يلغي بواسطة استفتاء قوانين أو مراسيم رئاسية .
ان ما نستخلصه من هذه التغييرات على المستوى السياسي والمؤسساتي، التي جاءت بها الثورة البروليفارية هي الارادة السياسية القوية للتاسيس لنظام ديمقراطي شعبي يدمج بين الديمقراطية التمثيلية واليات الديمقراطية التشاركية والديمقراطية المباشرة، على أساس الاعتراف الواسع بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاقرار بسيادة الشعب على كل شؤونه. هذا ما يجعل الدستور البوليفاري هو الدستور الاكثر ديمقراطية وتقدمية من كل دساتير العالم في الوقت الراهن. يجعلها واحدة من الدستور البوليفاري الأكثر تقدمية في العالم.
اعادة بناء الاقتصاد
استهدف البرنامج الاقتصادي لحكومة شافيز تحقيق ثلاث اهداف مباشرة:
1 - اطلاق موجة تاميمات واسعة للقطاعات والشركات الاستراتيجية. حيث سيتم الاقدام على فرض سيطرة الدولة على قطاع النفط من خلال السيطرة على الشركة اللعملاقة.....
2- اطلاق برنامج اصلاح زراعي.....
3- تشكيل نسيج اقتصادي موازي يرتكز على شبكة من التعاونيات الانتاجية ، وتحويل المقاولات المفلسة او التي تم الاقدام على اغلاقها من قبل ارباب العمل الى النظام التعاوني، اما بتسيير ذاتي من قبل عمالها او تحت تسيير مشترك بين ممثلي العمال والدولة.
4 –استعادة عائدات الصادرات (الفائض الاجتماعيي )من تحكم الاوليغارشيا والشركات المتعددة الجنسيات واعادة توزيعها في شكل نفقات اجتماعية وخذمات عمومية وبنيات تحتية لتحسين مستوى عيش اغلبية السكان ( اختلاف كبير مع اكدوبة التنمية الاجتماعية المعمول به في باقي البلدان الخاضعة للوصاية الامبريالية).
ان مسلسل التاميم لا يستهدف تكوين قطاع عام خاضع لتسيير الدولة (التاميم والتسيير البيروقراطيين للاقتصاد) بل يستهدف توفير الشروط الاقتصادية( الغاء هيمنة السوق) من اجل اعادة بناء الاقتصاد على اسس جديدة (اشتراكية). أي تغيير علاقات الانتاج الراسمالية وليس اتستبدال نمودج راسمالي (راسمالية السوق) بنمودج راسمالي جديد (راسمالية الدولة).
تغيير علاقات الانتاج الراسمالية
بالموازاة مع سياسة التاميم التدريجية واعادة توزيع الفائض الاجتماعي ، والتي هي تدابير اقتصادية واجتماعية لا تخرج عن السياق الراسمالي، يتضمن البرنامج الاقتصادي لحكومة تشافيز تدابير داث طبيعة معادية للراسمالية، تتمحور حول هدف ادخال تغييرات جذرية على علاقات الانتاج الراسمالية.
لتحقيق هذا الهدف سيتم تطوير ما يسميه برنامج شافيز"مقاولات الانتاج الاجتماعي" التي هي حسب تعريف تشافيز نفسه " وحدات اقتصادية لإنتاج السلع والخدمات، في شروط يتمتع فيها العمل بمدلوله الحقيقي لا المستلب،حيث لا تمييز في العمل سواء على مستوى شغل الوظائف او على مستوى الامتيازات. هي وحدات اقتصادية قائمة على المساواة بين اعضائها، وعلى التخطيط التشاركي الفعال، وتتمتع بوضع ملكية عمومية او جماعية او هما معا"
الإنجازات المؤقتة
ان انجازت الثورة البروليفارية مهمة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار السياق السياسيي العالمي (انتصارالثورة الليبرالية المضادة) . تتجلى هذه الانجازات على المستوى السياسي كما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي :
فقد سمح انتخاب جمعية تأسيسية باطلاق دينامية سياسية جديدة وسط الشعب الفينزويلي. وباقرار الدستور البوليفياري اصبح بامكان الشعب الانخراط والمشاركة في بناء سيادة شعبية فعالة وواسعة .
وكدلالة على النتائج الايجابية لبرنامج حكومة شافيز نستعرض بعض الارقام كمؤشرات على اهمية المكاسب الاجتماعية التي انتزعها الشعب الفينزويلي :
- تقليص النسبة المئوية من الفنزويليين الذين يعيشون تحت خط الفقر الى النصف بين عامي 2003 و 2008 ( من 62 ٪-;- إلى 31 ٪-;- )
- انخفاض نسبة الأمية بشكل يكاد يكون ....
- تحسن مستوى التكوين المهني والعلمي
- تعميم الرعاية الصحية المجانية
- ارتفاع مستوى الاستهلاك الجماهيري .
- ارتفاع مستوى الدخل الفردي
هذه الحصيلة المؤقتة من المكتسبات الديمقراطية والاجتماعية التي انتزعها الشعب الفينزيلي قد تبدو ممكنة دون الحاجة الى مسلسل ثوري، لكن تطويرها وتوسيعها وتحصينها من محاولات الارتداد عليها من قبل الطبقة الراسمالية امرغير ممكن دون مسلسل ثوري يستهدف قطيعة جذرية مع الراسمالية .
البعد القاري والاممي لمسلسل الثورة البوليفارية
ان احد نقط القوة التي يرتكز عليها مسلسل الثورة البوليفارية هو المنظور القاري والاممي لمسلسل التغيير الجذري .فالتحالف البوليفاري للشعوب الامريكية هو مثال حول البعد القاري لمسلسل الثورة البوليفارية. يتعلق الامر بالتقدم نحو تحقيق مهمة توحيد شعوب القارة لمواجهة التحديات التي تطرحها مواجهة حقيقة للامبريالية ومن اجل خلق قاعدة مادية الضرورية لتحرر شعوب القارة من الراسمالية العالمية.
وقد طرح قادة فينزويلا مشروع التحالف البوليفاري كبديل لمشروع التجارة الحرة بين الامريكيتين الذي يخدم مصالح الشركات المتعددة الجنسيات وتحت تحكم وسيطرة المؤسسات الامبرالية الدولية وفي نفس الان كبديل لمختلف مشاريع الاندماج الراسمالي الملبية لمصالح البرجوازيات المحلية.
اما البعد العالمي للثورة البوليفارية، فلا يقف عند حدود المعركة التي يقودها شتافيز ضد المنطق الاستعماري المتغطرس للامبريالية الامريكية اومواقف الحكومة الفينزويلية الداعمة لنضال للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني او صمود الشعب الكوبي ضد الحصار الاقتصصادي او دعمها للشعوب المقاومة للهيمنة الامبرالية، بل ان تشافيز باطلاقه النداء من جل اممية خامسة يكون قد وضع الثورة البوليفارية على سكة الثورة الاشتراكية العالمية".
جاء هذا النداء في سياق سياسي عالمي يخيم عليه شبح انفجار شامل لمختلف مظاهر ازمة النظام الراسمال، وعدم وجود أي بديل اخر غير البديل الاشتراكي.(يتبع)



#التضامن_من_اجل_بديل_اشتراكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللبرالية الجديدة والانتقال من -الإعلان- إلى الانتهاك العالم ...
- حول المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير
- أية نقابة لأي نضال نقابي
- التضامن من اجل بديل اشتراكي في المؤتمر العالمي السادس عشر لل ...
- أي مستقبل لليسار داخل النقابات؟
- عن أي مشروع نقابي يدافع اليسار الجذري؟ عمل نقابي لأية أهداف ...
- ازمة الحركة النقابية: أي دور لليسار؟
- التناقض بين الخط النقابي الديمقراطي والخط النقابي البيروقراط ...
- رسالة التضامن من اجل بديل اشتراكي للرفاق والرفيقات في تيار ا ...
- تجميع قوى اليسار الجذري وآفاق إعادة تشكل يسار اشتراكي ثوري
- نقاش في أطروحات الاول للنهج الديمقراطي
- نحن وتيار النهج الديمقراطي: هل نسير في نفس الاتجاه؟
- حول الاختيارات التكتيكية لجماعة المناضل ة
- من أجل بديل ديموقراطي شعبي تحرري
- حول البرنامج والشعارات والتكتيك
- اليسار الماركسي وأفق بناء قطب معادي للرأسمالية
- مع الشعب في كفاحه من اجل تغيير النظام من اجل دستور ديمقراطي ...
- في قلب حركة 20 فبراير لكن برؤية اشتراكية ثورية
- مع كفاح الشعب الفلسطيني مع حركة التضامن الاممي
- حول المسلسل التاريخي لحركة النضال من اجل الحقوق الإنسان الأس ...


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التضامن من اجل بديل اشتراكي - أمريكا الجنوبية بركان شعبي