أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج














المزيد.....

يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج


نبيل عودة

زارني في بيتي في الناصرة صديق عزيز وشاعر مبدع اثبت نفسه على الساحة الأدبية، قال لي بمجرد ان اراح جسمة على المقعد في الصالون انه في سبيله لإصدار ديوانه الشعري الجديد.
قلت له بلا تردد، ان ذلك بشارة خير لعلها تساعد القارئ على التمييز من جديد بين الغث والسمين مما ينشر من شعر في بلاد صار الشعر فيها عقاب للقارئ.او كما قال أحدهم:"كثر الشعر وقل الشعراء"!!
قال : لكني خائف من النقد .
استهجنت خوفه .. فسارع يقول : لا أقصد الخوف من النقد الادبي ، إنما احتقر النقد الذي يسود صحافتنا ويسود بياض صفحاتها .
قلت : اذن اكتب مقدمة للديوان اذكر فيها ان نقد الديوان ممنوع إلا لمن يحصل على إذن مسبق من الشاعر ، كل من يتجاوز ذلك سيجازى قضائيا بتهمة التشهير وتجاوز الحدود .
ضحك حتى كاد يختنق ..
عندما استعاد انفاسه اضفت : كنا في مشكلة ادبية واحدة فأصبحنا في مشكلتين .
سأل : ماذا تعني ؟
أوضحت : كنا نتحدث عن فوضى الشعر في بلادنا ، المستوى المتدني لما ينشر ، فبرز من يحول الفوضى والشعر المتدني الى شعر عبقري وإبداعات لا مثيل لها منذ فجر الحضارة ، حتى تبدو الياذة هوميروس بجانب الشعر غير الناضج الذي شحذ اقلام نقادنا "الأوادم" وسحرهم عملا ضحلا ساقطا .
وواصلت القول وهو مصاب من جديد بالإغشاء ضحكا : حتى محمود درويش لم يحظ بمثل هذا المديح المنفلت وهو في قمة عطائه قبل ان يغادرنا .. لا أذكر ان شعراءنا المعروفين، بدءا من توفيق زياد وسميح القاسم وحنا ابو حنا وحنا ابراهيم وجمال قعوار وفوزي عبدالله وسالم جبران وغيرهم ، حظوا بمثل هذا التقييم كعباقرة الشعر، كما يحدث اليوم في ما يسمى نقدا .
التقط انفاسه وسأل : الحل ؟
قلت بلا تردد: أن نشترك بالتهريج !!
- كيف ؟
- من تجربتي الخاصة ، اعرف أن المصارحة لا تنفع وتحولك الى عدو لئيم وحقود... لذلك الحل بإضافة المدائح بلا حساب ، جعل الناقد قمة العبقرية .. والمنقود أبرع المبدعون وألمعهم.
- أي التخريب ..؟! سأل . فأجبت :
- الكلمة الصادقة لا تفهم .. المبالغة بلا منطق وبلا عقل هي أفضل تنبيه للمجزرة الأدبية التي ترتكب دون عقاب.
عبر عن خوفه من أن ذلك يقود إلى مزيد من الغرور ، لدى من لا يفقهون معنى الأدب والإبداع الأدبي ، ممن يحملون صفة الشعراء عنوة ، أو يركبون حمار النقد بالشقلوب .. هذه المدائح الساخرة تزيدهم غرورا .
قلت: ربما.. لكن القارئ سيفهم، هذا هو المهم وأضفت: أحد أصدقائي المقربين والقريب من آرائي الثقافية أيضا، يمارس على موقع من مواقع الانترنت المديح المبالغ فيه... الموقع ينشر والمهزلة مستمرة ... بعض ردود الفعل التي وصلته تشير الى ان "السبت فات بقفا اليهودي" (تعبير نستعمله بمعنى ان المسألة صارت من الماضي ). بدأ البعض يستهجن المديح .. ويبدو ان المدح بلا شواطئ أفضل من الكلمة الصادقة في عصرنا الشعري المريض ..
- " لكن من يستوعب ان المبالغة في المدح هي ذم ؟" وأضاف :
- المهم كيف سأحل مشكلتي بأن لا يتعرض لديواني من أحسنت وصفهم ...؟
قلت: كن جريئا واطلب مباشرة ممن لا تراه أهلا لمراجعة ديوانك أن يبعد شره عنك.. وإلا صنع منك شاعرا كبيرا,، هذا أنت تستحقه بجدارة.. ولكنك كبيرا مع خنافسه الشعرية، بأسلوب ممجوج خلو من الفكر الثقافي والنقدي واللغوي.
قال بحزن : أنا في مشكلة .
سألته: هل تريدني أن أقوم بالمهمة بدلا منك.. أنا لا أتردد..؟
تأخر في الاجابة، فسارعت أقول : هل اعتبر صمتك صمت العروس ؟
فأجاب بحيرة واضحة: لا أستطيع أن أكون فظا.
غضبت : هل تعتبرني فظا ؟
اعتذر : اطلاقا لا، أعتبرك أجرأ من حمل القلم .. أتمنى أن يكثر أمثالك.
قلت: لا تمدحني أكثر من اللزوم حتى لا يصبح مدحك ذما..
انهينا الحديث، وصديقي الشاعر المبدع الأصيل، حائر كيف يطلب من بعض مهرجي النقد أن لا يكتبوا عن ديوانه الجديد.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة الشاعر الفلسطيني ابن الناصرة جمال قعوار
- يوميات نصراوي: الزنزانة
- يوميات نصراوي: مرحى للإنتفاضة!!
- خرجت من الظل إلى الضوء مباشرة
- لقاء بعد عشرين عاما
- ملوك خالدون
- يوميات نصراوي: عاشت اللحى الثورية !!
- حل الدولتين؟.. ضم 8000 دونم جديد للمستوطنات
- محمد الدرة يقض مضاجعهم
- يوميات نصراوية: نجمة داوود لحماية قفا الولد
- لا ربيع عربي بدون عصر نهضة عربي
- خطة تطهير عرقي يطرحها وزير خارجية إسرائيل المنتظر
- ثلاثة احدات في الذاكرة من استقلال اسرائيل
- شعر بالمحكي من واحة البقيعة للشعراء
- مراجعة لكتاب: حكايتي مع التعليم العربي للأقلية الفلسطينية في ...
- الحاجز 1978 - 2013
- آخر خبر !!
- -حدود الروح-: حوارات مثيرة مع الكاتب اليهودي سامي ميخائيل
- اوباما ودبلوماسية أن يقول ما يرضي الجميع..
- الإئتلاف يقرر رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست - الرد السي ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج