أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - مرسي ..بين هاملت ويوليوس قيصر














المزيد.....

مرسي ..بين هاملت ويوليوس قيصر


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 13:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مرسي ..بين هاملت ويوليوس قيصر
اكتب تلك لمقالة من ارض الكنانة وانا في في قلب الحدث.
لقد امتلأت بطون الصحف وبرامج توك شو التليفزيونية كتابتا واحديثا على تلك الاحداث الاخيرة التى تشهدها مصر على مسرح الحياة السياسية ، وخاصة خطاب مرسي الاخير الهزلي الفوضوي ، حيث المشاهد التى تتخللها العديد من المواقف الدراماتيكية ،وتارة تكون دراجيتية وقد تكون كوميديا سوداء بامتياز ، فكاتب السيناريو يفاجئنا كل مرة بحدث او موقف لاقناع المشاهد برؤيتة الجديدة،والان يريد ان يثبت لنا انه عبقري في مهنته وليس دخيل عليها ويمكنه ان يتفوق على شكسبير الادب ويحولنا بعبقريته من"" شخصية هاملت الى يوليوس قيصر""الفاذة من خلال رؤية اخراج جديدة معتمد فيها على الاشتباك الساخن بين الاطار الفكري للنص والاطار التاريخي والانساني والايديولوجي للواقع المصري ،وكما فعل في هاملت حيث اطلق فيها العنان لرؤية الاخراج لتحمل هوية خطاب الاخراج من خلال تفكيك أنساق النص ذاته والعبث ببنيته ليقدم مشهد ويؤخر اخر او يحذف مشهد ليأتي باحداث تكون في شكل (دراماتورجي) ، وهذا ما شهدناه بالامس في خطاب مرسي ، حيث ""أكون أو لا أكون"" تلك هى اشهر العبارات تداولا في دنيا الادب العالمي ،فقد كتبها وليام شكسبير منذ اكثر من ٤-;-٠-;-٠-;-عام لتلازم شخصية هاملت في المسرحية التى تحمل اسمه ، اما الان اصبحت تلك العبارة اكثرشهرتا واستخداما في المشهد الان على مسرح الحياة السياسية المصرية ، هذا المشهد بكل مواقفة وادواته جعل الحالة المصرية اكثر ترقبا وارتباكا وتخوفا ، فكرسي الرئاسة اصبح مثقلا بعبء الالتزام بالانتقام الذي يقوده الى الانتحار السياسي حتما ، نحن نعرف ان هاملت شكسبير لم يتخذ قراره بالانتقام او الانتحارعلى عجل الا بعد فصلين اخرين اعتمد فيهم على الدراية والتأنى وقراءة المستقبل , فمن المفارقات بين شخصية هاملت شكسبير وهاملت الاخوان ن الاولى رغم كل ما عليها الا انها كانت شخصية على قدر بالغ من الذكاء والحكمة والحنكة وكانت شخصية كاريزمية ترى السلبيات والايجابيات في كلا الاختيارين وكانت شخصية مستقلة وليست مدفوعة او مدعومة ووجه وقناع لتحقيق اغراض الغير, على العكس تماما من شخصية هاملت الاخوان ، وكذلك عندما قررهاملت شكسبير ألا يتخذ قرار فقد اعتبر ذلك قرار بحد ذاته وقرر بشكل نهائي الا يتخذ قرار مستندا على ان اي قرار بلا وعي او ادراك او ترك الامور تجري على هواها واهواء الاخرين وتركها لتصاريف وتحكم العوامل الخارجية لتلعب بها كما تشاء فهو ليس بقرار اما هاملت الاخوان فهو على النقيد من ذلك تماما .
اما في مشهد يوليوس قيصر الان الذي بدأ بقول " انا القائد الاعلى للقوات المسلحة " فهو لم يحذف من النص الاصلي حرفا وحدا اثناء العرض انما اضيف لقطات سينمائية في الخلفية للشخصيتين الرئيسيتين للمشهد ليكشف عن وجه الخلل في سلوك الشخصية وايحاء للمشاهد بأنه ليس هناك وقت للجلوس في هذا العراء فالمخلص منتظر وان الامل بشوارعه وحواريه ومفارقه لن يتحقق الا بهم وحدهم بعدتهم وعتادهم وقادرين على مسح سوء الظن والفهم .فالمشهد الان بدء مع رفع الستار جنبا الى جنب معا وأسقاط على شاشة العرض خلفهما لقطات سينمائية للاحداث الاخيرة في سيناء ورفح المصرية من مقتل ل16 من الجنود وهم في مهمتهم الحدودية ثم اتبعها بلقطة قرار احالة المشير طنطاوي ,ورئيس الاركان عنان الى التقاعد ليكون عرضا مستمرا بدون انقطاع معتمدا على المؤثرات الصوتية والحركية وما لهما من اثار نفسية على المشاهد ليزيد العرض إثارة بأول طعنة يتلقاها يوليوس قيصر بعد عدة تحذيرات وبعدها تنهال عليه الطعنات ليسقط على درج التتويج وتحت قاعدة التمثال ,ثم نرى رفاقه واعوانه (بروتس وأنطونيو)خلف جسده الملقى العائم في الدماء ليتقدم بروتس أنطونيو ليؤبن يوليوس قيصر ،وبعدها نرى جسد بروتس ملقى على الارض ويتقدم أنطونيو اتباعه وبعض القادة ليؤبن بروتس .هكذا لأنتاج خطابا او مفهوم جديد ناقض لدلالة خطاب النص الاصلي حيث تم اعادة النص القدم بكامل احداثه مع نص السيناريو بمفهومه الجديد الذي شرع في اخراجه دون حذف حرف او اضافة حرف وعلى الرغم من ذلك سوف يعطي لنا خطابا ومفهوما مخالفا لخطاب النص القديم ولكن بنسق بنائي جديد بوسيط سينمائي يدور في فلك الحدث وليخدم الواقع باحداثه الديناميكية الان.

[وهنا سوف اترك لكم حسا وقراءتا الربط بين شخصيات نص يوليوس قيصر وبين طبيعة وسيكولوجية الشخصيات المؤثرة على الحدث في مصر الان]

واخيرا نقول فالاحداث متسارعة وحركية بشكل تعدى المعهود ، تنبئ بان المشهد القادم اكثر سخونة وما نخشاه الا يستطيع كاتب الاخراج التحكم في النص وينتهي العرض المسرحي بمشهد (جناح باكستان )وقد يعاد تشخيصه على مسرح الحياة السياسية المصرية بكامل مشاهده وكل ادواته مما يزيد الاحداث دراما ولكن هذه المرة ان من يقوم بالدور تنقصهم التجربة والكاريزما والدهاء السياسي أو الشرعية التاريخية الأمر الذي كان وراء الكثير من حالات الصراع والتنافس والتآمر الامر الذي يمهد لسقوط مصر في أتون الخلافات وأعاقة قيام تجربة ديمقراطية راسخة مسنودة بركائز علمانية مدنية على نحو ما كان تتمناه مصر الثورة ,حتى لاتتكرر فكرة المدارس الديوباندية وأنصار أبي الأعلى المودودي (منظِّر فكر حركة الإخوان المسلمين)الباكستانية هو انتقال الجماعات والقوى والأحزاب الإسلامية المتشددة وقيامهم بدور تدميري وتخريبي ضد فكرة الدولة المدنية الحديثة القائمة على ركائز الديمقراطية.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي..يذكرنا بجحا الضاحك المضحك
- اردوغان.. بين الحلم واتفاقية لوزان
- قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية
- مرسي.. بين الكاريزما والانجازات والتسول
- اسرائيل وايران..الهدف الاستراتيجي
- مصر الثورة..هل لها من ناصر؟
- صكوك الاخوان الاحتكارية(فرمان1867م)
- الاردن..( الشعب والملك ووحدة التراب )
- مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)
- هاملت الاخوان بين النوبة وبورسعيد
- بورسعيد..شوارعها الملتهبة بين( اللنبي ومرسي )
- مدن القناة.. بورسعيدي وافتخر
- مصر الثورة..بين الامل وكنعان إيفرن
- مصر الثورة.. ( أهل الكهف برؤية جديدة )
- مصر..حكومة تكنوإخوان والحل غرفة إنقاذ
- سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - مرسي ..بين هاملت ويوليوس قيصر