أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية















المزيد.....

مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 23:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نفجع بخبر دموي وحشي، وعن مجزرة مروعة، كالتي حصلت في زاوية أبو مسلم في محافظة الجيزة المصرية، لا أستطيع في الوهلة الأولى أن أكتب، وكأن قلمي يصاب بالشلل من هول الصدمة، أو كأن الكلمات تخجل من أن تفصح عن حقيقة المشاعر. وقبل أن نصدم بمجزرة الجيزة المصرية، كنت قد بدأت بمقالة عن الأحداث الدموية الأخيرة في العراق، ذات الطابع الطائفي أيضا، كما كان الحال مع ما حصل في مصر، ولم أكمل المقالة، ككثير من المقالات التي أبدأها وأتركها بدون تكملة وبدون نشر طوال سنوات كتابتي. أردت أن أسمي مقالتي تلك «إِلامَ شره الإدمان على الدم العراقي؟»، وبدأتها على النحو الآتي:
إلام مسلسل الدم؟ إلام ينزف العراق؟ إلام أنهار الدماء؟ إلام الأحزان؟ إلام الدموع؟ إلام الأشلاء؟ إلام الضحايا؟ لماذا تبقى حياة الإنسان عندنا رخيصة؟ أيا كان الجزار، قاعديا تكفيريا، بعثيا صداميا، طائفيا سنيا، طائفيا شيعيا، وأيا كانت الضحايا، شيعة، سنة، مسيحيين، صابئة، إيزيديين. والله تعبنا، وتعمقت جراحنا، وتصاعدت صراخ أوجاعنا، وتصاعدت أرواح ضحايانا تشكو ظلمها إلى بارئها، وسئمنا سماع تصريحات سياسيينا ومسؤولينا الأمنيين، سئمنا سماع سوف، وسوف، وسوف، كما هي سَوفَوسَوفات الخدمات وغيرها من الوعود. وكم كان بليغا كلام أحد المواطنين، أن البلد أصبح منتهكا. لماذا نزيف الدم الشيعي بالذات، أقولها بالرغم أني لست شيعيا، ولا شغل لي بالانتماء إلى أي طائفة، أقولها وبالرغم من إدانتي للقتل الطائفي المضاد على أيد طائفية شيعية للدم السني. لماذا بعثتم أيها السياسيون الشيعة وأيها السياسيون السنة روح الكراهة الطائفية، ولماذا بذرتم بذور الفتنة الملعونة، ولماذا عمقتم الخنادق، رغم تاريخ التآخي الطويل بين الشيعة والسنة، بين المسلمين وغيرهم من يهود ومسيحيين وصابئة وإيزيديين، لماذا جعلتم العراق مكونات تباعد بينها الفواصل، موحيا كل طرف منكم أنه مدافع عن مكونه، وكم أصبحت مفردة (المكون) هذه مقيتة، واستبدلها البعض بمفردة (الشعب) لنكون شعوبا وأمما، بدلا من أن نكون شعبا واحدا متنوعا وأمة واحدة متعددة الهويات الصغيرة. لماذا باعدتم في المسافات بين أبناء القوميات المتآخية والمتعايشة لزمن طويل، فجعلتم منهم كُرداً مُتخندِقينَ في كرديتِهِم، وعَرَباً مُتفاخِرينَ بعروبتِهِم، وتُركماناً خائِفينَ على تركمانيتِهِم، وآشوريينَ مهمشةٍ آشوريتُهم؟
وتوقفت عند هذه النقطة من مشروع مقالتي، ربما لأني رأيت أن الكلمات قاصرة عن التعبير، فخجلت نيابة عنها من قصورها، الذي هو قصوري. وجاءت مجزرة زاوية أبو مسلم ببشاعة لم تعهدها مصر، وأصبت بالهلع والقرف والغضب والحزن، وليس لي شغل بالدفاع عن شيعة كشيعة، أو عن سنة كسنة، أو غيرهم، إلا بمقدار دفاعي عن كل من يلحقه الظلم والقتل والإرهاب، ولا يهمني أن يقال أني إنما أكتب لعدم تخلصي من خلفيتي المذهبية، التي طلقتها بالثلاث منذ ما يقارب السبع سنوات، ولكن هذا لا يمنعني من أن أؤدي واجبي الإنساني في رفض قتل الشيعة بسبب عقيدتهم، حتى لو افترضنا أنهم أصحاب عقيدة باطلة ومنحرفة وفاسدة، فهل يكون مواجهتها بالقتل، أم بالحوار وبالتثقيف على ما هو أصح حسب قناعة أصحابه؟ ثم من يضمن إن من يرى بطلان وانحراف وفساد عقيدة هؤلاء، لا تشتمل عقيدته هو على قدر قلّ عنه أو زاد عليه من البطلان والانحراف والفساد؟ متى نتعلم أن نواجه الكلمة بالكلمة، والفكرة بالفكرة، ولا نتقاتل على عدالة الصحابة، وطهر أمهات المؤمنين، وعصمة فاطمة الزهراء، وولاية علي، وإمامة أهل البيت، ونتقاتل على معارك أكل عليها الدهر وشرب، من سقيفة وجمل وصفين وطف. كما هزتنا يومها جريمة قتل إخواننا المسيحيين في مجزرة كنيسة سيدة النجاة في خريف عام 2010، هزتنا مجزرة قتل الشيخ الشيعي المصري حسن شحاتة ورفاقه، بهذه الطريقة الوحشية المرعبة في محافظة الجيزة.
القتل الطائفي مدان من أي جهة صدر، حتى لو كانت الهوية العامة للإرهاب والقتل الطائفي سنية بنسبة 90%، كما يقدر البعض، ولست بصدد نفيه ولا تأييده، وحتى لو افترضنا إن هوية الإرهاب والعنف الطائفي شيعية بنسبة 10%، فلا يمنع ذلك من إدانة العشرة بالمئة، كإدانة التسعين بالمئة. والتكفير نجده في كل المذاهب، بقدر أو بآخر، إنما الفرق إن هناك تكفيريين عقلاء لاعنفيين، وتكفيريين لاعقلانيين دمويين، تكفيريين في السر، وتكفيريين في العلن، تكفيريين على مستوى علماء ورجال دين كالقرضاوي فقيه الإرهاب والطائفية ومن على شاكلته، وتكفيريين على مستوى جهلة العامة، يبقى التكفير بأي مستوى كان، يمثل الأرضية الخصبة لنمو الإرهاب والعنف الطائفي والديني.
مجزرة زاوية أبو مسلم، كانت مروعة ووحشية إلى درجة يصعب وصفها. وهنا يجب أن نقول بكل إنصاف إن علمانيي مصر وعقلاء سنة مصر أجمعوا على إدانة هذه الجريمة، بأكثر بكثير مما شهدناه في العراق، لاسيما من أبناء الطائفة المزاولة للإرهاب، إذا معظم أولئك الذين أعلنوا إدانة الدريمة هم من خلفية اجتماعية سنية، بقطع النظر عما إذا كان بعضهم من عقلاء المسلمين، وبعضهم ملحدين، أو لادينيين؛ أقول بأكثر بكثير مما نشهده في العراق، فالذين يدينون القتل الطائفي ضد الشيعة معظمهم من الشيعة، والذين يدينون التعذيب ضد السجناء السنة في سجون العراق معظمهم من السنة، دون أن ننفي وجود أصوات رافضة ومستنكرة من نفس الوسط السني العراقي ليمارسه بعض السنة من القتل الطائفي، إلا أنها لم تكن بمستوى ما شهدناه في مصر، وتجاوز علمانييهم وعقلاء مسلميهم السنة للتخندق الطائفي. وهكذا لم نجد إلا القليل جدا جدا من الشيعة ممن أدان القتل الطائفي الشيعي ضد السنة على الهوية، سيما ما كان ذروته عام 2006، حتى لو كان رد فعل على القتل الطائفي السني آنذاك ضد الشيعة على الهوية.
ثم اليوم شاهدنا رئيس وزرائنا في احتفالية مولد الإمام المهدي، الذي يعتقد الشيعة بولادته في الخامس عشر من شعبان، حسب تقويم المسلمين، كولد مدعى أو معتقد به للإمام الحادي عشر للشيعة، ناسيا أنه رئيس وزراء العراق، وليس داعية إسلاميا شيعيا. كما نرى كيف سُخّرت فضائية (العراقية) لبرامج شيعية، ناسية أنها فضائية دولة، وليست فضائية حكومة شيعية، أو فضائية طائفة معينة. المهم سمعنا المالكي اليوم يتغزل بحركة الإخوان المسلمين، يوم كانوا (الدعاة - نسبة إلى حزب الدعوة) يحبون الإخوان المسلمين، نعم كانوا أو حتى لا أبرئ نفسي أيام جاهليتي كنا نحبهم، وكانت تكاد لا تخلو مكتبة داعية منهم من كتب حسن البنا وسيد قطب وفتحي يكن وأبو الأعلى المودودي. كيف لا وما كان حزب الدعوة، كما قلتها بعدما أعلنت استقالتي منه عام 2006، أني اكتشفت أنه لم يكن إلا النسخة الشيعية لحركة الإخوان. الآن اكتشف رئيس وزرائنا أن حبهم للإخوان كان نتيجة تشخيص خاطئ وسذاجة، وإلم يقلها، بسبب انخفاض الوعي عندهم يومذاك. فمتى يرتقون بوعيهم ليكتشفوا خطأ إيمانهم بحزب الدعوة وفكر الدعوة وما يسمى بثقافة الدعوة البعيدة كل البعد عما يمكن اعتباره ثقافة. نعم كنت منهم، واستغرابي من نفسي كيف كنت لربع قرن منهم جعلني أكتب في آذار 2012 العبارة الآتية: «بالتأكيد كنت أتمتع بقدر كاف من التخلف يؤهلني لأكون في حزب إسلامي»، وأضيف «أن أكون في حزب متمذهب شيعيا»، رغم تأثره بحركة الإخوان السنية، مما جعل الوسط المحافظ في النجف يتهم الدعاة بالتسنن، بل وبالوهابية، بسبب انفتاحهم على ما يسمى بالفكر الإسلامي الحركي السني، وبسبب دعوتهم يومذاك إلى تهذيب الشعائر الحسينية، وتخليصها من مظاهر المبالغة والدموية والتخلف. لكننا شهدنا كيف تبنى حزب الدعوة بعد سقوط الديكتاتور المشروع الشيعي، لأنه كان المشروع الذي يلبي نزعتهم المذهبية من جهة، كيف لا وهناك علمانيون بل لادينيون غير متخلصين من شيعيتهم أو من سنيتهم، علاوة على أنهم اكتشفوا أن ركوبهم موجة التشيع السياسي يحقق لهم طموحاتهم في السلطة، ليتحولوا إلى الحزب القائد في العراق. فأي حب للإخوان المسلمين هذا الذي تتكلم عنه يا أبا إسراء، يا (دولة) (الحاج) المالكي؟
متى نتخلص في العراق من الإسلام السياسي؟ ومتى تتخلص المنطقة كلها من وباء الإسلام السياسي، وكوارث الطائفية في العراق، ومصر، وسوريا، والبحرين، ولبنان، والسعودية، وإيران، و...، و...، ناهيك عن أفغانستان ، بل وحتى تركيا.
لا أمل في خلاصنا إلا بالعلمانية.
متى نستوعب هذا القانون، متى نتخلص من الإسلام السياسي، ومتى تتخلص المنطقة كلها من وباء الإسلام السياسي، وكوارث الطائفية في العراق، وسوريا، ومصر، والبحرين، ولبنان، والسعودية، وإيران، و...، و...، ناهيك عن أفغانستان ، بل وحتى تركيا.
متى نتعلم تهجي قانون العصر؟
أم هل سنبقى في أسر التاريخ، لاسيما في أسر ذلك المقطع السيئ منه؟



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 4/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 3/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 2/4
- «التنزيهية» كخلاصة ل(لاهوت التنزيه) وشرحها 1/4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 11
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 10
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 9
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 8
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 7
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 6
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 2
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 1
- رسالة من الله إلى الإنسان
- دويلات شيعية وسنية وكردية ومناطق متقاتل عليها
- الفرائق الخمسة من اللاشيعة واللاسنة
- الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 2/2


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية