أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - خوف داخل أسوار المدرسة














المزيد.....

خوف داخل أسوار المدرسة


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 20:36
المحور: الادب والفن
    


خوف داخل أسوار المدرسة
سعد محمد موسى

أحياناً كانت تراودني ثمة كوابيس ليلية عن رعب مدارس الطفولة والمعلمين القساة آنذاك . وفي الليلة الماضية طاردني كابوسين في منامي .
كان أحد الكوابيس عن المعلم القاسي (حاتم) والذي كان يدرس مادة الدين والقراءة الخلدونية في مدرسة 17 تموز في مدينة الناصرية.
كان هذا المعلم المرعب ذو القامة النحيفة والطويلة والتي كانت تقارب المترين، وببدلته الرمادية التي كان يرتديها طوال السنة دون أن يغيرها أو حتى يكويها ..
وقد كان المعلم مولعاً بإقتناء عصا التعذيب وهو يمتلك متحفاً لجمع العصى في احدى زوايا غرف إدارة المدرسة. وكان يفتخر بمتحفه هذا امام المعلمين الذين هم أقل قساوة منه.
وكان أيضاً ينعت العصى باسماء متنوعة ويستخدمها لعقوبات مختلفة .. من ضمن عصى التعذيب التي مازلت أتذكر بعض من أسماؤها هي .. ( العلوية .. الخشتنانة .. الحبابة .. الجريدة .. المسطرة)
....

استاذ حاتم كان يعلمنا في مرحلة الاول إبتدائي أبجديات اللغة العربية .. (دار دور... نار نور...) وذات يوم طلب من جميع الطلبة أن يكتبوا الواجب البيتي على السبورة السوداء .. بالطباشير الابيض ... وحين جاء دوري كنت أرتعد خوفاً فكتبت.. دار دور نار نور... على السبورة وكان إملائي صحيحاً ولكن المشكلة إنيّ كتبت تلك الكلمات من الجهة اليسرى الى الجهة اليمنى.. فكانت حصتي حينها ضربة عصا واحدة على باطن كفي الايمن مع تعالى قهقهات المعلم الفظ ساخراً حول الكتابة الخائفة .. أما زملائي الاخرون فكانت حصصهم من ضرب العصا أكثر من ذالك. ...
الحكاية الثانية أو الكابوس الثاني !!
فحدثت حين طلب معلم الرسم (باقر) من الطلبة أن يرسموا مشهد المطر
كنت حينها في مرحلة الصف الاول الابتدائي
فتح الاطفال كراسات الرسم وسبحت خيالاتهم في المطر، وفي نهاية الدرس مرّ الاستاذ باقر على جميع التلاميذ لكي يشاهد رسوماتهم وحين جاء دوري تناول كراسة الرسم وتطلع بإستغراب أمام طلاسم التخطيط، في أعلى الصفحة كنت قد رسمت بقلم الرصاص شخصاً طويلاً ونحيفاً مستلقياعلى الغيوم وهو يسكب الماء من سطلٍ يحملة بين يديه على المارّةِ وفوق ارصفة وشوارع المدينة ،فيما بعض المارة كان يحتمي تحت المظلات، واخرين يقفون تحت شجرة كبيرة .،كان الرجل الذي يشبه "الله" يحمل سحنات أبي الذي غادر وجودي وانا بعمر سنتين حيث ملامحه مازالت منقوشة بتضاريس ذاكرتي البريئة، بفضولٍ طفولي سألت امي ذات صباح ممطر وهي كانت تحملني على كتفها في سوق " الصفا" وانا اشعر بزهوٍ وكأني أكاد أن ألمسَ السماء، عن مصدر المطر، اجابتني ان المطر يأتي من الله ياصغيري وحين سألني المعلم عن معنى وجود الشخص المستلقي على الغيوم اخبرته انه الله , وان الماء الذي يسكبه من السطل هو المطر, أتذكر الصدمه التي رسمت ملامحَ الدهشةعلى تضاريس وجهه البليد ،حينها استشاط غضباً فعاقب مشهد المطر بتمزيق ورقة الرسم من كراستي وألقاها في سلة المهملات وعاقب وقاحة مخيلتي بوضع قلم الرصاص الذي استخدمته للرسم بين اصبعيّ وضغط عليهما بقبضة يده القوية ،كان ألماً يفوق تحمل طفل بعمر سبع سنوات زجَرني بشدة لكي لا ارسم الله مرة اخرى.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدى لحكايات في افق الذاكرة
- وشم فوق جسد موجة
- قلبي ان لم يضمه العشق يصدأ
- الاغنية الاخيرة فوق ناصية العشق
- مرثية رصيف الطفولة والوطن
- سمفونية العطور وكرنفال العشق
- حين يتسلل القدر نافذة المساء الاخير
- تقويم العشق
- تعويذات المتيّم
- العاشق وفتاة النهر
- ياوجع الارتحالات والغياب
- تهجدات في ظل فيضّك
- مكابدات فوق ضفاف الجرح
- قداس في محراب القمر
- وشم لقبلة أخيرة على جسد زقاق
- نقوش على جدارٍ منسيّ
- تلاوة الببغاء شارلي الاخيرة
- أمنيات في حضرة 2013
- أشخاص في ذاكرة مدينة
- ايقونات في معبد الطفولة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - خوف داخل أسوار المدرسة