أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية















المزيد.....

السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 03:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موجة سعار اسلامية دينية تجتاح المنطقة كانت سببا اساسيا في خلع كسوة الربيع العربي الزاهية والباسه سملا مكفهرا يشبه وجه وهابي مؤمن. موجة سعار خبيثة مركزها حيث يخرج قرن الشيطان، السعودية وقطر، موجة سعار اسلامية تستبدل كل ما هو انساني وصداقي وحبيب بكل ما هو حيواني وعدائي وبغيض، تستبدل الحب بالحرب والارهاب بالسلام. موجة اسميت في وقتها الصحوة الاسلامية، حيث اوقظت الافاعي المقدسة من سباتها ودخلت البيوت فانشبت انيابها ونفثت سمومها فظهرت على الناس اعراضها، حقد وبغض وكراهية، قتل وذبح واغتصاب وكذب ونفاق وعداء، لحايا وبغايا وارهاب، سعار محموم ينمو في بيئات الفقر والجهل والعدم فيحول الناس الى جواسيس يراقب بعضهم البعض الاخر، حتى اذا ما رأوا اي اختلاف عند هذا او ذاك، كبروه وضخموه وعادوه الى درجة القتل. سعار اسلامي يتحاور بالسكاكين والبنادق والحراب ويمنع على الالسنة الكلام.المسعورون يغمضون اعينهم عن الواقع التعس الذي يعيشون فيه، ويحلمون بحور العين والغلمان المخلدون.
الاخطر ان المصابين بالسعار الاسلامي لا يشعرون انهم مرضى، بل على العكس، يعتقدون انهم كانوا مرضى فتعافوا، ونيام فصحوا، واغبياء فتذاكوا واميين فتعلموا. قد يبادرونك بالقول السلام عليكم، لكنهم بعد حين ينشبون السكين في رقبتك، قد يقولون لك احبك بالله وهم يبغضونك ويطعنونك بالظهر، قد يقسمون لك بالامان ثم يواجهونك بابشع انواع الخيانة، الغدر، ميكافيليي الطبع، غايتهم تبرر وسيلتهم حتى لو كانت الوسيلة هي الجريمة وقتل الانسان.
سعار طائفي بغيض انتشر واتسع وظهرت اعراضه حتى على من يدعون انهم علمانيون او يساريون او شيوعيون قدامى، اغمضوا اعينهم عن الفضائح التي يرتكبها المسعورون في سوريا، اغمضوا اعينهم عن بشاعات اهتز لها وجدان العالم، ولم تهتز لهؤلاء، ادعياء العلمانية واليسارية والماركسية ولو شعرة واحدة، ظهروا على حقيقتهم، محرفون صفراويون اغبياء لا يفهمون لا بالنظرية ولا بالتكتيك، يدسون السم بالعسل فيشربه المغفلون ويلتذون بطعم الغفلة المختارة. انهم ، ورغم ادعاءهم العلمانية، يتبعون مثلا اسلاميا حقيرا ينتقدونه احيانا ويتبعونه في اغلب الاحيان، انصر اخاك ظالما او مظلوما، ومثلا انتهازيا اورثتهم اياه تجربتهم السياسة السقيمة، عدو عدوي صديقي. عجائز متصابية يحبون من طرف واحد، ينشدون اناشيد الغرام لحبيب مجهول ان ظفر بهم لما سلمت ظهورهم من كرباجه ولا السنتهم من نصل سيفه، حبيب ان ركزت ولو قليلا في مقالاتهم المتغزلة بحبهم المتفسخ له، لرأيت ملامح وجه حبيبهم المجهول على حقيقته، ملتحي يتأزر بسكين وسيف، رشاش يتدلى من على كتفه، راية لا اله الا الله محمد رسول الله كانها سرب غربان تعلو فوق راسه، معصوب الرأس بالبغض والكراهية، مبطن بنيات القتل والتمثيل بالجثث، اسمه القاعدة او جيش النصرة او جند الشام او فتح الاسلام او احمد الاسيراو ابو عمر البغدادي، لا ننسى ان البعض منهم هام بحب الزرقاوي الى درجة الشغف.
تتسائل بينك وبين نفسك، وماذا عن كتاباتهم السابقة ضد القاعدة، وضد الارهاب وضد جرائم طلبان بعد 11 سبتمبر، وتتذكر فجأة، ان نفس هؤلاء كانوا يصورون الارهاب في العراق مقاومة مع ان الارهاب كان ضد امريكا التي يتوسلون بها الآن ان تتدخل.
هم قد لا يرون التناقض، فالمصاب بالسعار الطائفي تقعده حمى الحقد والبغض عن ان يفكر، وتشل اعصاب الاحساس عنده فلا يشعر.
لا يهتمون باعداد الضحايا ولا يأبهون لمناظر الجثث، ولا بالدمار والخراب. يصمون آذانهم عن سماع اوجاع الناس وآلام الضحايا والمنكوبين. فهم كنساء المسلمين في حروب محمد، مكانهم خلف ادبار المحاريين في خلفيات ومؤخرات الجبهات، مهمتهم التصفيق والتشجيع والهتاف للثورة ، فليستمر القتال، ولتفقد العوائل ابنائها، بما فيهم هؤلاء المقاتلين المغفلين القادمين من بلاد بعيدة، يبتغون فضلا من الله ورضوانا.
وما دام الثوريون القاعدون وراء مكاتبهم، هم وعوائلهم في مامن وآمان، فحيا على الكفاح حيا على الثورة.
اتسائل هل يوجد اختلاف بين هؤلاء الاوغاد وبين الشيخ محمد عريفي الذي دعا الى الجهاد في مصر ثم رحل على متن طيارة خاصة ليقضي وقت الصيف بلندن.؟
هؤلاء من نفس فصيلته وان اختلف الجلد.
السعار الاسلامي المصري
خمسة ضحايا مصريين لا تزال جثثهم طرية، كبيرهم حسن شحاته، شيخ في الثامنة والستين من عمره، لا يستطيع طلوع السلم الا بصعوبة بالغة، قتلوهم بدم بارد، بابشع صورة يمكن ان يتخيلها انسان، افترسوهم كما تفترس الكلاب الارانب، وتلذذوا بتعذيبهم واستمتعوا بمناظر دمائهم وتهشيم عظامهم بسادية مفرطة بلغت حد الاندماج الكامل في مشهد الجريمة، لا لشي الا لانهم شيعة.
المهاجمون نزعوا انسانيتهم عنهم كما ينزعون ملابسهم فبانوا على حقيقتهم وحوش اسلامية مسعورة، غابوا في لذة القتل الديني كما يغيب المدمن في اكستاسي حقنة كواكيين مغشوش. كانوا يرصدون اي حركة من الضحايا التي لم يبقى فيها من الحياة الا اهتزازات الوجع وتقطع نياط القلب،فيجهزون عليهم مرة اخرى بالعصي والحجارة فيختفي الارتعاش وشتد عذاب الروح في جسد الضحية. سكين عمياء تغرس في رقبة الشيخ حسن ويذبح وسط استحسان وتكبير الاهالي. اننا امام مشهد يذكرنا بمشاهد القتل التي كانت تمارسها عصابات الكوكس كلان ضد المواطنين اصحاب البشرة السوداء في امريكا، لا لشيء الا لانهم سود البشرة.
To lynch a Nigger´-or-to lynch a Shia thers is no difference
هذا هو ما انتجته الثورة السورية، حرية القتل على الهوية، هذا ما انتجته الوهابية والسلفية والاخونجية اضمحلال الشعور الانساني وتماهيه مع التحيون.
رغم كل استنجادات وتوسلات الضحايا قبل قتلهم، ورغم ان تجمع الجمهور الهائج وصيحاته الهستيرية، ورغم حصار البيت ثم اقتحامه وكسر الابواب ثم الاستمتاع بالقتل قد استغرق وقتلا طويلا، ورغم استنجادات الضحايا بتلفونات الموبايل واتصلات الاقارب والاصدقاء بالشرطة والجهات المسؤولة ان تنقذهم من الوحوش الادمية المصممة على افتراسهم، لم تحرك الشرطة ساكنا ولم تقدم الى مكان الحدث، اتت بعد ان تمت الجريمة واكتملت اخر حلقاتها بذبح الشيخ حسن شحاتة بكل وحشية، ان ذلك يشير الى ان الجريمة لا تبعد عن تخطيط واضح، ابتدأ بتهييج الناس الى حد فقدانهم لعقولهم ثم التحكم بهم كدمى قاتلة.
ثلاثة الاف شخص تجمهروا وتجمعوا وحُفزت فيهم غريزة سفك الدم والقتل، التي اعادها التثقيف الديني الفضائي وتاثيرات بلاغات شيوخ الدين الاسلامين اللغوية واحياها الثوار السوريين الذين كانوا يقابلون بالامتداح والاسحتسان من الاسلامين ومن العلمانيين عندما يجهزون على ضحاياهم بالسكاكين و يشقون صدروهم وياكلون قلوبهم ويرمون الاطفال من شواهق البنايات ويغتصبون النساء، ويقودون حملات التكفير والحقد المذهبي.
ثلاثة الاف رجل وامراة وطفل وشيخ تجمعوا ولم يتحرك في اي احد منهم وازع انساني او رحمة او تعطاف آدمي فيبادر الى حماية الضحايا حتى لو بالكلام او بالنهي عن التمثيل بالجثث، لم يحاول احد ذلك، بل لم يقم اي شخص بابعاد الاطفال كي لا يرون الضحايا وهي تشرح وتقطع بالسكاكين وهي ما زالت على قيد الحياة. لم يمنع احد ان تسحل الجثث بالموتور سكلات ويهترس الجلد عن اللحم واللحم عن العظم.
لم تواسي امراة من تلك القرية الملعونة نساء عوائل المغدوريين، لقد فقدت المراة الاسلامية حسها النسائي واشتركت بالاستماع بالجريمة والتفرج وقضاء الوقت ثم اعادة كل تفاصيل المجزرة وهن يجتمعن مع بعولهن حول موائد الطعام، فيا لها من شهية دموية.
الربيع التونسي الثوري انجب الثورة المصرية التي عشنا معها بكل احساس الثوار، سرقت الثورتان بتامر خليجي واضح، لكن الشعب المصري لم يكف عن الكفاح وسيستمر في ثورته الرائعة لينهي حكم السفاحين الاخوان وليعيد لمصر كرامتها وانسانيتها.
عندما انتهى الربيع العربي في مصر، ولم يزهر في منطقة اخرى.
ما جرى في ليبيا كان مخططا سعوديا قطريا امريكيا فرنسيا وليس ثورة، لم نرى في ليبيا وجوه الثوار، راينا وجوه الارهابيين والقتلة والسفاحين والمسعورين والقطريين، فاي جامع واي تراث للقطريين في قاموس الثورات؟.. رأيناهم كيف يجهزون على قتلاهم بحركات جنسية بذيئة للغاية..
هذا النموذج الليبي قد انجب ما يسمى بالثورة السورية التي استخدمت اساليب وطرق ونماذج غاية في البشاعة في التعامل مع الخصوم والمناوئين و المختلفين دينيا او مذهبيا. ومثلما لم يهتم {الثوار الليبيون} بمصير مدنهم وقراهم والا بحياة الناس وهي تقصف وتخرب، كذلك لم يهتم {الثوار السوريون} لا بحياة الناس ولا بالمدن ولا بالقرى ولا حتى بالتاريخ.
ما رايناه من جريمة قتل في قرية زاوية مسلم هو استجابة كاملة للخطاب السوري الطائفي التحريض والهوس المسعور نحو القتل والذبح وحياء روح الانتقام. وهو ايضا سعار وهوس اسلامي تقوده قطعان الشيوخ الوهابية والسلفية المدعومين باموال البترو دولار وفتاوى شيوخ الفتنة والارهاب.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله
- القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا
- البحث عن جثة صحابي
- الاسلاميون اذا دخلوا ثورة افسدوها!!
- الدول الغربية ترفع شعار الاسلام هو الحل.
- دولة الاغلبية الشيعية!!
- عراق بلا دين عراق افضل، عراق اقوى واجمل.
- مهمات الشيوعيون العرب
- نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية
- فوضى الحرية
- التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي
- لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟
- من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيت ...
- من اخطاء الرفيق فؤاد النمري: البرجوازية الوضيعة! 1-2
- الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق
- تهميش المذهب السني في العراق.
- الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي
- هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية