أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأسنان والسياة ..حذار من الإهمال














المزيد.....

الأسنان والسياة ..حذار من الإهمال


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل أيام وجدت نفسي مضطرا للتعامل إستراتيجيا مع طبيب الأسنان ،عله يصلح ما أفسده الدهر ،وتسبب به إهمالي على مدى السنون،حتى وصلت أسناني إلى درجة الإستعانة بالأجنبي "الطبيب"،وقرع بابه للتدخل.
تألمت كثيرا خلال مراحل عمل الطبيب رغم "البنج"أو المخدر،ناهيك عن صوت آلاته الزنانة ،كطائرة بدون طيار ،وهي موضة الحروب هذه الأيام.
خلال معايشة الألم وأصوات الآلات الزنانة ،ورائحة اللوازم الطبية ،سرحت بي الذاكرة المتوقدة،وغاصت بي- رغم الألم وتبعاته – في علم الإجتماع حيث عناد الأطفال ورفضهم تنظيف أسنانهم قبل النوم وبعد تناول الطعام،وميلهم أحيانا كثيرة إلى الكذب على أمهاتهم ،بأنهم نظفوا أسنانهم،وهم في حقيقة أمرهم لم يفعلوا ذلك أساسا ،بل إستعانوا بالكذب منجاة من العقاب ،علما أن ألمهم بعد الدخول في مرحلة خراب الأسنان سيكون أشدا ،كما أنهم يرفضون وبشدة الذهاب مع أولياء أمورهم إلى عيادات الأسنان خوفا من الألم وآلات طبيب الأسنان.
بعد علم الإجتماع جاء علم السياسة الذي أستندت فيه على علم الإجتماع وخرجت بنتيجة مفادها أن خراب الأسنان لم يبدأ عندي اليوم بل بدأ منذ الطفولة ،وهذا يعني أن حال العرب المايل لم يبرز لنا اليوم بل مضى عليه وقت طويل ،ولم نداوي جروحنا التي إتسعت لتنزف الصديد بدلا من الدم ،وهذه مرحلة خطرة ومتقدمة ،تقتضي القطع للتخلص من الألم ووقف زحف "الغرغرينا" إلى بقية انحاء الجسم.
علم السياسة هو الذي جر علينا الويلات لأننا لم نقس الأمور بالأدوات الهندسية الصحيحة ،بل إعتمدنا على الشبر والذراع ،دون أن نكون ملمين حتى بعلم القياسات العربي،وبالتالي كانت قياساتنا مثل مقاساتنا خاطئة في البداية والنهاية ،ولم نفز شأننا شأن الآخرين الذين حسبوا لكل شيء حسابه وخططوا لكافة المراحل.
بسبب إهمالنا ،ضاعت البلاد والعباد ،وتضاعف الثمن الذي يتوجب علينا فعله،لأن الحدث ومعالجته في وقته توفر الجهد والمال ،وعليه فإن ربط الأسنان بالسياسة يجب ألا يكون مستغربا ،إذ لو أن الطفل منذ صغره إستمع إلى نصائح ذويه ومعلميه وواظب على تنظيف أسنانه وحمايتها من المؤثرات الخارجية لما وصل به الأمر وهو متقدم بالسن إلى اللجوء إلى طبيب الأسنان بعد خراب مالطا.
الإهمال والسكوت عن الألم مع الشعور بالخراب المتزايد في الأسنان،هو الذي يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ، إذ أنني لا أتمنى حتى لمن يناصبني العداء مثل هذا الموقف ،وأن يسلم نفسه للطبيب طواعية بفعل الألم وطلبا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه،ويعمل في فيه آلاته .
مراحل علاج الأسنان طويلة وأولها صورة البانوراما وما يترافق مع ذلك من مخاطر إشعاعية ،يليها إبرة المخدر ،وألم الأسنان رغم التخدير ،ناهيك عن أصوات الآلات ،وما يحدث في تانك العملية التي تشبه الجراحة.
في تلك الحالة تكون مضطرا للتعامل مع شركة التامين ،بمعنى أنك لجأت للأجنبي كي يساعدك في التخفيف من المصاريف والكلف ،وتكون بذلك قد إستسلمت لشروطه النافذة ،تماما كما هو الحال بالنسبة للبنك وصندوق النقد الدوليين،كما أن شركات التأمين تفرض عليك أسعارها واطباءها ،وتكون مضطرا للتعامل معها والإستجابة لشروطها.
الحال العربي هذه الأيام لا يختلف عن الأسنان الخربة التي مر عليها زمن لم تشهد فيه زيارة لطبيب ،ولذلك وجدنا أنفسنا مضطرين لدفع الكلف العالية ،والإستعانة بالأجنبي وقبول شروطه السرية والعلنية ،وبتنا نتألم كثيرا ،كما هو الحال بالنسبة لمريض الأسنان رغم التخدير ،لأنه لا يوجد علاج مطلق ،بل هناك مساحة للألم حتى مع التخدير.
لو أننا داوينا جروحنا السياسية منذ أول نزف ،لما إضطررنا للتعامل مع حالتنا التي إرتقت إلى " الغرغرينا"وضرورة القطع،لكننا إرتضينا بقبول الأمر الواقع تحت شعار:ضع رأسك بين الرؤوس ،وقل يا قطاع الرؤوس،وكذلك:اليد التي لا تقدر عليها ،بوسها وإدع الله ان يكسرها.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون السوريون في الأردن..إندماج خطر
- محمد عساف ..الأراب أيدول والبيبسي الداعمة لإسرائيل
- حزب الله إلى المقصلة
- الصراع في الشرق الأوسط مستمر ما بقي النفط العراقي
- العلاقات العربية-الصينية ..المعيقات وأسباب التباعد
- اللاجئون السوريون في الأردن ..كلام يجب أن يقال ويسمع!
- العلاقات العربية –التركية..الواقع ،وأساليب النقلة النوعية
- متنزه -تكسيم -هل يزهر ربيعا تركيا؟
- السيناريو الأسوأ..نهاية المطاف
- أزمة -تكسيم-..هل ستكون مقدمة لتقسيم تركيا؟
- السلام الإقتصادي ...القضية بحجم رغيف الخبز
- سيناريو ضرب ايران – كلاب مدربة تحمل متفجرات
- الأردن في عيد إستقلاله السابع والستين.زأزمات تتعمق ولا حلول
- الشعب الأردني ..عفارم
- الأردن وسوريا ..التورط غير المحسوب
- المواطن الأردني لا باكي له
- الأردن وإسرائيل ..ألا يكفي إمتحانات
- الأقصى ..ماذا بعد الإدانة؟
- الهروب الكبير
- الإعلام الأردني بين الخصخصة والأمننة ..يا قلبي لا تحزن


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأسنان والسياة ..حذار من الإهمال