أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - بيت العصافير..الحنين إلى مافات في زمن الضواري















المزيد.....

بيت العصافير..الحنين إلى مافات في زمن الضواري


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


يشكل خطاب القاص (ربيع عودة) وفواعله ومعطياته النصية في مجموعته (بيت العصافير)* محاولة في العودة إلى الأمل والحنين إلى ما فاتَ ، والمفتقد في الراهن الضاري، الذي هو ليس زمن قيم وتوجهات ما قد مضى ، ويتشكل ذلك من خلال اهتمام (ربيع عودة) بالنثر (المهموس) الذي اجترحه ووضع بعض سماته ومحدداته واستثمره الشاعر (حسين مردان)، ونَظر له أستاذنا الراحل د. علي جواد الطاهر في كتابه ( الحبكة المنغمة بالاشتراك مع القاص عائد خصباك. كما تناوله وكتب عنه الناقد عبد الجبار عباس. ومع أن(ربيع عودة) وضع على عنوان مجموعته الرابعة (قصص.. ونصوص) فهي لا تقع على وفق المحددات الحداثاوية للقص، فثمة انعدام في متونه للآخر ومهيمناته ومنها : الراوي بكل أشكاله وتوجهاته التي تم التنظير لها عالمياً ومحلياً، وكذلك الحبكة والحوار وفي الأهم منها السرد في معانيه المعروفة، إذ له أساليب عدّة, تكون لدى السارد بما يشبه الأدوات بين يديه ، والسارد يعمد في اختياراته الأداة والمنحى الذي يناسب ما يطمح لإظهار توجهاته الفكرية والحياتية، وما يشعر به ويسعى لتقديمه، مستثمراً ما يراه مناسباً من تقنيات فنية. والأسلوب عادة كما متعارف عليه هو السرد.فالسرد هو من الأساليب المتّبعة في القصص والروايات وكذلك المسرحيات و اليوميات والمذكرات وهو ينسجم مع طبع الكثير من الكتّاب وأفكارهم وذلك لمرونته وكشف مقدرة الكاتب وتوجهاته الفكرية وقدراته الفنية, والسرد هو أداة للتعبير, ويقوم الكاتب من خلاله وبواسطته بترجمة الأفعال وردودها والسلوكيات الإنسانية والأماكن بأسلوبه الخاص وعلى وفق إمكانياته الفنية- الفكرية ، وبذلك يكون الكاتب قد قام بتحويل المحكي وترتيب الأحداث في نصه مع الانسجام بين توجهاته وأفكاره عبر اللغة التي تطرح تلك المعاني. وفي السرد الفني تنعدم الحاجة لتقديم المواعظ والحِكم , وذلك لأن السرد يظهر كل ما هو ممكن ومتخيل، وإن حصل ما هو عكس ذلك فهو زيادة وحشو يضعفانه ويؤثران سلباً في بنية المسرود و ينشأ من هنا الضعف في تركيبته. وللسرد صيغ متنوعة فيمكن أن يروى شفهياً أو كتابة أو حواراً أو أن يكون عن طريق الصور والإيماءات وقد يقع أيضاً بصيغ فنية مبتكرة أخرى، سينمائياً ومسرحيا..الخ.فحسب رولان بارت السرود لا حصر أو عدَ لها. مجموعة ربيع عودة ، التي قدم لها القاص " قصي الخفاجي" تتألف من قسمين ، ضم القسم الأول(12) موضوعاً و هذه يمكن أن تقع في منطقة القصة القصيرة جداً. لكنها تتجه إلى المتلقي بسهولة ودون توازن في هذا النوع. فعبر الحبكة المنظمة والومضة المفتوحة يمكن خلق قصة قصيرة جداً. والثاني(6) وتقع في ما سماه عودة بالـ(نصوص)، و هي اقرب لمدونات يومية مشغولة بما تراه وتتفاعل معه ذات المُدون، دون رؤى إبتكارية. وعلى العموم فان(بيت العصافير) بلغتها المبسطة لا تبدو قريبة من منطقة القص الفني بل هي تقع في منطقة المنثور مع أنها تحمل ثيمات يمكن أن تتطور بشيء من الجهد والتعب والفطنة وعبر الانتقالات الفنية المنظمة و دون سرعة نفض اليد عنها،لما يعرف بالقصة القصيرة جدا، حتى أن ربيع عودة أحياناً لم يوضح الإشكال في ما يذكره في البداية ويقر في النهاية عكسه، ففي نصه (موديل)،مثلاً، يرد في الصفحة( 18) :" مثل بجعة يدفعها الأثير، ممسكة ابنتها الصغيرة التي تجاوزت- الحلم- بقليل " لكنه في الصفحة(20 ) يذكر كونها "امرأة عصرتها عنوسة السنين، أسقطت من بين أناملها - قلم شفاهها الأحمر"، دون معرفتنا لمن وجه وعنى به خطابه الأخير، أما القسم الثاني فهو أشبه بالسير لبشر مزقهم الاستبداد والظلم الاجتماعي واللاعدالة وقسوة واقعهم، فذهبوا حالمين بحياة مليئة بالأحلام إذ يتحول كل شيء عندهم إلى الممكن عبر الحب الشخصي. (بيت العصافير) انعكاس متماثل مع حياة وتوجهات القاص (ربيع عودة) والمعروف في الوسط الثقافي البصري بالبساطة والطيبة والدماثة والابتعاد عن المثاقفة التي لا معنى أو جدوى لها أو منها، ونصوصه تحاول الإفلات من وضعه الاجتماعي القاسي ومعاناته التي يتجاوزها عبر لغة نثرية بسيطة و جميلة، لكن دون تعقيد الأفكار والرؤى وحمولتهما. وضع القاص (قصي الخفاجي) في مقدمته للمجموعة عوالم (ربيع عودة) تحت المجهر وقام بتشريحها، ومنها أن (ربيع) "منغمر في انشغالاته على الصوغ المنهمك بتشكيل الجملة المشتعلة بسطوة الجمال". لكن، الخفاجي، يحسب ربيع عودة قريب من جيل الستينيات ، الذي تميز بثورته على الموروث الأدبي والفني والسياسي وحتى الأخلاقي، دون أن يبحث في الظروف والأوضاع العامة والخاصة التي كانت خلف ذلك. ونرى أن الفنان سواء أكان قاصاً أم شاعراً أم تشكيلياً أم مسرحياً، لا يقاس ما يطرحه بزمن ولادته وانما بتنوع قدراته وإمكاناته الفنية والفكرية- الخاصة في ما يقدمه من نتاجات، مهما كان عمره. كما يؤكد الخفاجي أن ربيع عودة" ليس معنياً بالسرد السائد حداثياً". ويذهب الخفاجي في مقدمته لتحليل الجملة القصصية لدى ربيع عودة فيرى أنها تعود "إلى ما قبل الريادة العراقية والعربية، وهي في (بيت العصافير) تنتمي إلى بدايات عهد النهضة الفنية التي بزغت على الساحة العربية في مصر ولبنان والعراق".لكن جملة (ربيع عودة)، تنفرد بكونها تنتمي إلى تلك الروح المفعمة بالتوجه الرومانسي المفقود في زمن الضواري الراهن الذي يطبق على حياتنا. في بعض نصوص (بيت العصافير) ثمة ما يطلق عليه (بالبورتريه) في التشكيل من ناحية التجسيم وايلاء السمات الخاصة اهتماماً مخلصاً في تأكيد خصوصية المُهدى له النص كما في(جلَّ...نار) الذي يهديه إلى القاص(ناصر قوطي) وكذلك(طيور) و المُهدى إلى القاص (ياسين شامل). والمجموعة بكليتها تشعل الحنين إلى زمن لن يتكرر و تسرب منا ، من خلال إهدائها إلى أستاذنا القاص الرائد محمود عبد الوهاب. محتويات (بيت العصافير) تقدم نفسها عند لحظة كتابتها، ولم يسعَ (ربيع عودة) لإعادة النظر فيها ثانية وتشذيبها أو الإضافة لها، وهي محاولة لاستعادة زمن مضى ولن يستعاد قطعاً، و تحاول مراقبة ضياع الإنسان وقيمه بندم وحسرة ولوعة ومرارة، و ما تفتقده (بيت العصافير) هو عدم الاهتمام بحياة القاع الاجتماعي وتطلعاته الإنسانية البسيطة المشروعة، والذي يعيشه ويواجهه وانبثق منه بتحدٍ، القاص (ربيع عوده) والذي هو الراوي الوحيد والعليم في (بيت عصافيره).
* دمشق- 2013 / اتحاد أدباء وكتاب البصرة- الغلاف: ياسين شامل



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابلو نيرودا:.. في-البحرُ والأجراس-
- المسرحي محمد جاسم عيسى: الدُرُ النفيس
- الناقد المسرحي -حميد مال الله-.. وداعاً
- الأديب الثقافية:.. تعاود الصدور
- الأمل في انتخابات.. نزيهة شفافة
- الشاعر الأمريكي براين ترنر في -هنا أيتها الرصاصة- و الجرح ال ...
- آمال العراقيين..وانتخابات مجالس محافظاتهم
- أ .د. قصي سالم علوان الجلبي و الحركة النقدية حول شعر أبي نوا ...
- ا.د. قصي سالم علوان الجلبي و الحركة النقدية حول شعر أبي نواس ...
- الشاعر عبد الخالق محمود وفجائع..عازف آخر الليل
- عبير التوابل: للكاتب إحسان السامرائي .. وبعض المسكوت عنه
- (انكسارات مرئية)..للقاص ياسين شامل
- إياد صادق.. الارتحال الأخير
- أنشودة المطر.. قراءة جديدة
- التشكيلي هاشم تايه: حياة هشة.. هي إلى حدّ ما حياتي وهي أوهن ...
- أنور الغساني يكتب إلى مهدي محمد علي عن بائعة التمر وخبز البي ...
- (مقهى الدَكَّة) في البصرة:..فضاء ثقافي ..وزمن سبعيني/8
- أسئلة التجديد والإصلاح الديني، التنوير، والتحديث..حوار د. سر ...
- مقهى (الدَّكة) في البصرة :كزار حنتوش..والقصيدة الضائعة/7
- جدل الشعر والرسم و- قيم تشكيلية في الشعر العراقي-


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - بيت العصافير..الحنين إلى مافات في زمن الضواري