أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - العودة للقرابين البشرية فى أبو النمرس















المزيد.....

العودة للقرابين البشرية فى أبو النمرس


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 20:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجريمة التى قام بها اكثر من ثلاثة آلاف من المسلمين السنه من مواطنى قرية ابو النمرس – احدى القرى التاربعة لمحافظة الجيزة - بالهجوم التتارى على عدد من بيوت المسلمين الشيعة واحراق منازلهم وقتل اربعة منهم والتمثيل بجثثهم بسحلهم فى الشوارع ثم تجميعهم والاعتداء عليهم بالشوم والعصى بعد موتهم هى جريمة بشعه بكل المقاييس .

لو راينا اليوتيوب وراينا اهل القرية وهم يهجمون على بيوت الشيعه حاملين السكاكين والسيوف لتطهير بلدتهم من نجس الكفار والخارجين على الدين لعادت بنا الذاكرة على الفور الى مشاهد من الكتابات التراثية والتى صورت لنا القتال بين جماعات الاسلام ضد معارضيهم بداية من جماعة الاسلام الاولى ضد كفار قريش ، ثم ماتلاها من جماعات اسلام اعتقدت انها الفرق الناجية ضد جماعات اسلامية اخرى من النيف وسبعين فرقة الضالة والتى بدات فى موقعة الجمل بين انصاركل من على ومعاوية وماتلتها من حروب اطلق عليها " الفتنة الكبرى " حتى استقرار الامويين على الخلافة بعد الانتهاء من قتل آخر معارضيهم – الزبير بن العوام - والتمثيل بجثته وتعليقها على الكعبة . ويمتد بنا التاريخ من الخوارج الى ثوار الزنج الى القرامطة ............. الخ ، حتى نهاية عصر الدولة العثمانية واعلان سقوط الخلافة رسميا فى العام 1924

ولكن اذا نظرنا الى الحدث برؤية نقدية لنضعة ضمن الفكر الانسانى فسوف يعود بنا الى الفور الى البدايات الاولى لهذا الفكر عندما كانت تقدم الاضاحى البشرية كقرابين الى آلهة الشر اتقاءا لشرها او الى آلهة الخير استدرارا لمنحها ، وكان الابن الاكبر لشيخ القبيلة هو القربان المفضل لارضاء هذه الآلهة .

قصة القرابين :
يختلف علماء الانثربولوجى بين قائل ان القربان ( والقربان تعنى التقرب الى الآلهة ) بدا بالحيوان ثم تدرج الى الانسان ـ وآخر يقول انه بدا بالانسان ثم انتهى بالحيوان ، وانا ارى ان الراى الثانى هو الاصوب للاسباب التالية :
- قبل ان تستقر الطبيعة على الارض الى مانعرفه منذ بداية التاريخ بعد انتهاء العصر المطير والذى ارى انه كان سببا رئيسيا فى وصول الامطار الغزيزة على مرتفعات وسط افريقيا فى هذا العصر لتشق طريقها شمالا حتى تصل الى مصباتها فى البحر الابيض ليظهر ف التاريخ وادى النيل وتستقر حوله المجموعات البشرية القادمة من افريقيا ومن الشرق والغرب فى المشتركات القروية الاولى وتمارس الزراعه وتظهر اول حضارة فى التاريخ ( وتشترك فى هذا مع مصر ايضا وفى نفس الوقت تقريبا اول الحضارات البشرية فى الرافدين بعد ان شق نهرى دجلة والفرات طريقهم جنوبا من مرتفعات تركيا الى بحر العرب )
ومع شراسة وزمجرات الطبيعة الاولى رات المجموعات البشرية التى عاصرته ان تقدم اغلى ماعندها اتقاءا لشر الهة العواصف والبراكين والامطار الرعدية فكان الابن الاكبر ، ولكن ومع استقرار الامور اعتقد الانسان ان الالهة اصبحت اقل شراسه من ذى قبل فقدم لها الحيوان بديلا والذى راى انها رضيت به بعد ان هدات ثورتها .

- قصة الذبيح فى كل من التوراه والقرآن وان كان الخلاف بينهم على ايهما كان الذبيح ، فسواء كان اسحاق جد اليهود ام انه اسماعيل جد العرب ، الا انه فى النهاية ترديدا لاسطورة القربان البشرى المتمثل فى الابن البكر المقدم للآلهة والذى استبدل بالحيوان بدلا من الابن البكر ( وفديناه بكبش عظيم )

- تتحدث لنا التوراه كثيرا عن رائحة الشواء التى كان يفضلها الاله يهوه دون غيرها ، وعن محروقات اللحم التى كانت تذبح يوميا على مذبحة ارضاءا له وهى ايضا فى النهاية ترديدا لاسطورة تقديم القرابين .

- وبجانب محروقات اللحم تقدم التوراه قربان بشريا آخر للإله يهوه توثيقا للعهد بين جدهم الاكبر ابراهيم والاله ايل وهو جزءا من القضيب الذكرى ( الغرلة – بضم الغين وتشديد الراء -) توثيقا للعهد بينهم بمنحهم الارض من
النهر الى البحر والذى توسع فيما بعد ليصبح من النيل الى الفرات .

- الختان الذكرى المصرى يصب فى هذا الاتجاه حيث اعتقد انه هو الشعيرة التى قدمها المصرى القديم للآلهة بديلا عن القربان البشرى حيث يقدم للآلهة قطعه من اعز مايملك الانسان ورمز رجولته وفحولته وهو قطعه من قضيبه الذكرى، ولاندرى ان كانت تطورا وارتقاءا حضاريا عن شعيرة اقدم متمثلة فى القربان البشرى كما كان الكبش ارتقاءا حضاريا وبديلا فى مجتمعات اخرى عن الاضحيات البشرية ام لا؟ ولكن الختان بدأ منذ بداية التاريخ المكتوب فى مصر الفرعونية ، ولم نقرأ اى اسطوره عن عملية الفداء الا ما قرأناه فى التوراه كميثاق عهد بين النبى ابراهيم والاله ايل .
وعن المصريين اخذ اليهود عادة الختان وادخلوها مقدسهم كعهد بين نبيهم والههم وعند ذلك يقف رائد التحليل النفسى فرويد ليتعجب ويتساءل : كيف يأخذ اليهود المستعبدين والفارين من استبعاد المصريين احدى عاداتهم فى الختان ؟ ويصل به التحليل ان النبى موسى لم يكن سوى احد امراء بيت اخناتون المؤمن برسالته والذى خرج من مصر بعد موت سيده واخذ معه كل المؤمنين برسالة اخناتون من المصريين ومعهم بقايا اليهود المستعبدون فى مصر ، وفى صحراء سيناء يأمر بختان كل من لم يختتن من الخارجين معه . ومن اليهود اخذ المسلمين هذه الشعيرة .

- اما عن عروس النيل التى قيل انها كانت تلقى حتى يفيض النيل فليس لها اى اثر فى الكتابات المصرية المدونه او حتى ذكرى شاحبة فى اسطورة قديمة ، ولكن يبدوا انه كما حافظ المصرى القديم بقيمة السامية الراقية على حياة الرجل وقدم بدلا منه قطعه من غرلته ( الختان الذكرى ) فكان من الطبيعى ايضا ان يحافظ على حياة المراة عندما كان يحتفل بقدوم النيل ويلقى اليه دمية على هيئة عروس احتفالا بالفيضان .
اما ماذكرة الاخباريون العرب عن منع عمربن الخطاب لوالى مصر عمرو بن العاص من القاء فتاه فى النيل فلا دليل عليه الا انه يدخل ضمن الحكى الاسطورى الشفاهى .

العودة الى القرابين البشرية :
اذن ... منذ بداية التاريخ المكتوب قبل اكثر من سبعة آلاف عام تمت الاستعاضة بالقرابين البشرية ارضاءا لللآلهة اما بالختان ( للمصرى ) واما بكبش عظيم ( للبدوى ) ، ولكن الحرب الدائرة بين كل من امريكا واسرائيل من جانب وايران من جانب اخرى وصلت الى قرية ابوالنمرس جنوب القاهرة ، ومع الصرخات الهستيرية والتكفير والحض والتحريض على سفك الدماء من شيوخ السلفيه المدعومين من مملكة آل سعود ضد ايران والشيعة نرى جمهورا من الغوغاء والاغنام يسير المغيبون العقل والمشحونين بنداءات القتل ارضاءا لله تسير وراء النداء لتقتل اربعة من الشيعه المصريين وتعيد الى الاذهان تقديم القرابين البشرية ارضاءا للآله فى البدايات الاولى لمرحلة التوحش البشرى .......

** فهل رضى الله وشبع من الدماء ؟ ام انه يريد المزيد من القرابين البشرية وينتشى ويتلذذ برائحة محروقات البشر ؟



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- ( حور محب - السيسى ) هل يتكرر التاريخ ؟
- مرسى بين ايزيس المصرية والبعولة العربية
- القول الاخير فى سباق الاسلمة والتنصير
- الاخوان بين السندان الامريكى والمطرقة السلفية
- مرسى بين سخرية القدر وسخرية المصريين
- ردا على مقال زميلى الاستاذ / لطيف شاكر
- مرسى وشرعية الصندوق
- تأملات فى الشخصية المصرية : الرجل الفهلوى
- حول لقاء ( مرسى – الليثى ) واشكالية الحكم الدينى
- هل يطيح الجيش المصرى بحكم الاخوان ؟
- تاملات فى الشخصية المصرية : الابن العاق 2/2
- الى السيد اوباما : الاخوان على خطى الحبيب
- مرثية وطن .. قبيل الرحيل
- جحافل الامن المركزى واليد الحديدية
- ماعادت نساء مصر من لعب ولا رجالها لمن غلب
- إخراب مصر من بن الخطاب الى بن العياط ..!!
- ليبرالية التعدد وديكتاتورية التوحيد ( من اخناتون الى مرسى )
- فضيحة مرسى والنائب العام الجديد
- نيرون الاخوانى يحرق مصر


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - العودة للقرابين البشرية فى أبو النمرس