أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - الرئيس بوش للأمير عبدالله: النفط مقابل البقاء ...















المزيد.....

الرئيس بوش للأمير عبدالله: النفط مقابل البقاء ...


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في الوقت الذي شنّت الصحافة الموالية للحكومة السعودية حملة إعلامية عنيفة للنيل من مدير المعهد السعودي بواشنطن علي الأحمد حين ألقى كلمته في الكونجرس أمام الأمريكان في 6 أكتوبر 2004 م متهمةً إياه بالخيانة لوطنه وأنه علقمي، امتدحت بشكل فج زيارة الأمير عبدالله ولقاءه مع الرئيس الأمريكي مُبرزةً "العلاقات الحميمة" منذ لقاء عبدالعزيز بروزفلت على السفينة يو إس إس كوينسي في 14 فبراير 1945 م.
صور الرئيس بوش في صحافتنا المحلية وهو ممسكاً بيد الأمير عبدالله والأخبار التي تقول بأن الرئيس بوش وجّه رسالة معناها بأن "هذا صديقي"، والرسالة الأخرى بأنّه ليس مؤيداً لإسرائيل، كما قالت الصحف نقلاً عن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، كلّ ذلك رسائل ليست موجهة للغرب، بل للشرق. كما أن حكوماتنا ومؤسساتها الدينية لها رسالتان، واحدة للغرب تتحدث عن الإصلاح وحقوق الإنسان والصداقة مع الغرب، وأخرى رسالة داخلية تتحدّث عن الكراهية الواجبة لليهود والنصارى ووجوب استعبادهم إذا لم "ينضموا تحت راية الوهابية"، فالغرب أيضاً لهم رسائل مشابهة.
رسالة بوش بعد مغادرة الأمير عبدالله هي قانون مطروح على الكونجرس يُطالب بمقتضاه زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين والطاقة الكهربائية، وزيادة محطّات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، وفتح أماكن جديدة في ألاسكا للتنقيب عن النفط. بعض "المحللين" أُصيبوا بالدهشة بهذا الخبر خاصةً وأنه لازم انتهاء زيارة الأمير عبدالله، وهنا "المحللين" ربما القصد هم المسؤولون السعوديون الذين لازالوا يراهنوا على البقاء في الحكم بامتثالهم لقرارات الولايات المتحدة الأمريكية وهي العمل على خفض سعر النفط عن طريق ضخ أكبر كمية منه حِفاظاً "على مصالح دول العالم" كما تقول ماكينة الإعلام السعودية، وأيضاً التوسع في البنية التحتية لزيادة إنتاج النفط لاستمرار تدفق النفط الرخيص في المستقبل. هذه وعود قطعتها الحكومة السعودية على نفسها، فما هي وعود الحكومة الأمريكية للحكومة السعودية مقابل كلّ ذلك؟
اندهش البعض من تراخي الضغط الأمريكي الساعي للإصلاحات في السعودية، والذي هو أصلاً في أضعف حالاته حيث أن الرسالة كانت مشوشة سابقاً ولاحِقاً ولا ترقى لأن يُنظر إليها خارج المصالح الأمريكية في المنطقة. البعض رأى ما حدث هو استمرار لزيادة ابتزاز أمريكي لحكومة آل سعود، فآل سعود على استعداد لأن يُضحّوا بكل شيء للبقاء يوماً آخر في الحكم، أو على الأقل إلى أن تنتهي المصلحة الأمريكية، وهذا بدون شك في علم الغيب، خاصةً مع ارتفاع الطلب العالمي على النفط والذي أدّى إلى ارتفاع أسعاره بشكل "لا يروق" للسّاسة الأمريكيين. إذا كان هناك مصلحة كبيرة للغرب ولأمريكا بالتحديد في انخفاض سعر النفط، فما المصلحة التي يجنيها "السعودييون" كشعب يزيد تعداده على عشرين مليون نسمة؟
الأرقام التي نشرتها أكثر من جهة رسمية تبين بأن الطبقة الوسطى في ضمور وأن الفقر بات السمة العامة للبلاد، وإن ارتفاع سعر النفط لم يُغير شيئاً في حياة الناس، حيث أن البطالة على حالها، المستوى المعيشي للفرد ومعدل الدخل السنوي للفرد أيضاً في انخفاض؛ وما قاله سعود الفيصل قبل سنوات بأن قطاع الاستثمار في الغاز سيوفر مليون وظيفة أصبح أشبه بنكتة أبريل التي داعبت مخيل البسطاء، مثلها مثل برنامج تنمية الموارد البشرية الذي وعد بتدريب مئات الألوف من السعوديين وتوفير الوظائف لهم.
بعد أن كان سعر النفط لا يتجاوز العشرة دولارات للبرميل وارتفاعه الساحق إلى ما يُقارب الستين دولاراً، وبعد متابعات دقيقة من الصحافة للأرقام والإيرادات مطالبةً بأن ينعكس ذلك الفائض على رواتب الطبقة الفقيرة وعلى البنية التحتية وعلى أسعار الخدمات الرئيسية مثل الهاتف والكهرباء، توقّفت هذه التداولات الصحفية خوفاً من أن تطالها "صفعات" الإصلاح الحكومي، كما طالت الأخوة قادة الإصلاح الوطني الذين لازالوا يقبعون في سجن وزارة الداخلية، الأستاذ متروك الفالح، الأستاذ عبدالله الحامد والأستاذ علي الدميني.
هل نخشى مواجهة الحقيقة التي دائماً هي أننا الحلقة الضعيفة كشعب، وكحكومة، وكأمة؟ هل نخشى القول بأن الغرب دائماً يضع مصالحهم فوق كل اعتبار، حتى لو عنى ركل مؤخرة "شعارات الحرية والإصلاح والمساواة الخ" التي نادى ولازال ينادي بها نهاراً، ويسكر ليلاً نشواناً بغباء البعض وتصديقه بأن الغرب فعلاً خرج من الدائرة الضيقة للمصالح، وهو فعلاً قد خرج من هذه الدائرة الضيقة، إلى الدائرة الأوسع للمصالح. هذه المصالح عنت وتعني بأن تقوم الولايات المتحدة بعصر الحكومات الديكتاتورية لآخر قطرة نفط، إلى أن تكتمل البنية الأمريكية لتقليل الاعتماد على النفط، وبعدها ليذهب آل سعود أو غيرهم إلى الجحيم. بعدها ستنظر "أمريكا" من جديد إلى الوضع الداخلي القريب من الغليان بنوع من القلق لما فيه "من خروقات لحقوق الإنسان وحقوق المرأة واستمرار الحكم الديكتاتوري".
الإصلاحات وآلية الدفع القوية في اتجاه الديمقراطية كانت ولازالت أكثر ما يُقلق الحكومات الغربية لأن ذلك يعني الشفافية والمحاسبة وهذا يتناقض مع سياستهم في الحصول على النفط الرخيص بـ "شخطة" قلم والذي يتناقض مع مصالحنا كشعب لا يحصل من واردات النفط إلاّ على سجون جديدة وآلة قمع متطورة تزداد حجماً وقوة. لن تضغط الحكومة الأمريكية على الحكومة السعودية لدفعها نحو الإصلاح والانفتاح والديمقراطية، على الأقل ليس في الوقت الراهن، ولن تتحرك أمريكا أيضاً لنصرة دعاة الإصلاح والسبب ببساطة هو أن الحكومة السعودية هي الدجاجة التي تبيض ذهباً. فإلى أن تنفق هذه الدجاجة أو أن تُصاب بمرض داخلي يؤثر على إنتاجها من البيض الذهبي، عفواً، النفطي، عندئذ فقط ستتحرك أمريكا وتبكي على سجناء الرأي الذي قضى العديد منهم في السجون تحت التعذيب وغيرهم لازال في الزنازين.
لا يجب التعويل أصلاً على أمريكا في أن تتحرك لنصرة شعبنا لنيل حقوقه المشروعة فمصالح أمريكا في اتجاه معاكس غير مصالحنا كشعب (على الأقل منذ نشأة الحكومة السعودية)، ولا يجب أن ننتظر نصرة الآخرين أو طلب مساعدتهم لنا قبل أن ننصر أنفسنا بالدفاع عن حقوقنا؛ كشعب يعيش تحت "الاحتلال السعودي" يجب أن نتحرك مُطالبين بما نستحق كآدميين وكمواطنين، نطالب بأن نعيش بكرامتنا، نطالب بالديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة ونطالب بدستور مكتوب يُحتكم إليه، نُطالب بالمحاسبة والشفافية، ونطالب بفصل السُلُطات التشريعية عن القضائية عن التنفيذية، ونطالب بوجود مؤسسات المجتمع المدني، ونطالب ونطالب، وندفع الثمن سِجناً وتغييباً وتعذيباً، وإلاّ فلا نلومنّ إلاّ أنفسنا.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزيرتان سعوديتان في ضيافة الرئيس بوش
- إيران: ديكتاتورية بلكنة عربية
- سياسي شيعي يرأس مجلس الشورى السعودي
- إكرام -المرأة- دفنها
- بشر أم آلهة؟ الجزء 2/2
- بشر أم آلهة؟ الجزء 1/2
- في يومٍ غير بعيد
- لو كان الحريري شيعياً
- جفّت الأقلام ورُفِعت الصحف
- طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!
- لن أعتذر يا شيخنا ..
- مكاشفات في فكر صالح الفوزان
- يا شيخنا لو زرتنا ..
- مبروك لأهل القطيف حرمانهم من لجان الانتخابات البلدية
- مع -مكاشفات- الطائفية
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - الرئيس بوش للأمير عبدالله: النفط مقابل البقاء ...