أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خضر - يومٌ من أيام القيامة..!!














المزيد.....

يومٌ من أيام القيامة..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 02:22
المحور: الادب والفن
    


انتبه أحد المعلّقين العرب، وهو المصري مأمون فندي، إلى حقيقة غابت في زحام وغابة الآراء والأخبار: إعلان "الجهاد" من القاهرة، مؤخراً، الذي أطلقته جماعة تصف نفسها "بعلماء الأمة" ينتقص من سيادة الدولة، ويهدد مستقبل الدولة الحديثة في العالم العربي. وهذا، أيضاً، ما صاغه محمد حسنين هيكل، بطريقة مجازية، بالقول: شعرتُ، أمام التلفزيون، وكأنني أنظر إلى مصر في القرن الثامن عشر.
جاء الإعلان المذكور في سياق حملة للإسلام السياسي، ترعاها دول في الإقليم والعالم، تحض العرب على "الجهاد" في سورية ضد عبدة "اللات والشيطان". والمقصود بهؤلاء: نظام آل الأسد، وحزب الله اللبناني. هذا على السطح، ولكن أدنى من السطح، حيناً، بقليل، وفوق السطح، أحياناً، بكثير، فإن المقصود هم الشيعة العرب والإيرانيون.
وهذا ما صاغه القرضاوي بكلمات لا تحتمل اللبس، أو التأويل: "كيف لمائة مليون من الشيعة أن ينتصروا على مليار وسبعمائة مليون مسلم" ويقصد بالمسلم السني. وهذا ما عاد وكرره في اعتذاره لمشايخ المملكة (يقصد السعودية) الذين كانوا أنضج منه لأنهم عرفوا حقيقة إيران وحزب الله. بكلام أوضح لم تعد المعركة في سورية بين شعب يريد الحرية، ونظام الاحتلال الأسدي، بل أصبحت بين الشيعة أينما كانوا، والسنة أينما كانوا. في سورية، وفي كل مكان آخر.
كان "نضج" مشايخ المملكة، وما يزال، ترجمة للسياسة الرسمية السعودية من ناحية، وتتويجاً لموقف الوهابية، التاريخي، وهم سدنتها والناطقون باسمها، من الشيعة والتشيّع، من ناحية أخرى. أما اعتذار القرضاوي فيندرج في، ويترجم، موقف وسياسة مشيخة قطر.
يتساوى هذا "النضج" مع "نضج" مضاد، في المعسكر الآخر، يتجلى في دعوة مجلس الإفتاء الأعلى في نظام آل الأسد إلى "الجهاد ضد كل من وقف واستهدف سورية". ليس هذا وحسب، بل هو "فرض عين"، كما ذكر مفتي النظام، على المسلمين في سورية، والعالمين العربي والإسلامي.
يترجم مقاتلو حزب الله "فرض العين"، على الأرض، بكلام عن زينب التي يجب ألا تُسبى مرّتين، ورايات الحسين المرفوعة على أنقاض بيوت قتلوا أهلها في القصير. هذا على الأرض، وفي حقول القتل، أما في "الخطاب" على شاشة التلفزيون، فيحتل الكلام عن "المقاومة" صدارة بيت البلاغة الفارغة.
ولا يتوانى دعاة الوهابية في الرد: يدعو أحدهم "المجاهدين" في سورية، إلى ذبح الأسرى من حزب الله، ويتمنى عليهم أن يفعلوا ما يمكّنه من تحقيق متعته الشخصية. ومتعته الشخصية، لمن شاء المزيد، أن "ينحر" بيده عشرة من الأسرى الشيعة.
لم يسبق أن وصل العالم العربي إلى هذا الدرك. كنّا نسمع ما يشبه هذا الجنون، والتوّحش، قادماً من كهوف أفغانستان قبل سنوات مضت، فنقول هذه لغة ومفردات الهامش القادم من قرون بعيدة، وساكن الكهوف والفيافي البعيدة. ولكن لغة ومفردات الهامش زحفت إلى المتن، لتصبح مرئية ومسموعة، ومرفوعة على رايات القاعدة السوداء في الحواضر العربية. ومنها، وفي حكمها، أن يصدر إعلان "الجهاد" من القاهرة، عاصمة الدولة الأهم، وأهم ضمانات الدولة العربية الحديثة.
جاء الإرهاب إلى العالم العربي، وبهذا القدر من الجنون والتوّحش، نتيجة "للجهاد" الأفغاني. لكن "الجهاد" السوري يهدد بتقويض حاضر ومستقبل الدولة العربية الحديثة، بقدر ما يفتح الباب أمام حروب أهلية (طائفية) تعيد التذكير بحرب الثلاثين عاماً، في القرن السابع عشر، بين البروتستانت والكاثوليك، في أوروبا الوسطى، وأوروبا كلها في واقع الأمر.
تدور الحرب الواقعية، الحقيقية، في سورية بين القسم الأعظم من السوريين، ونظام آل الأسد، وعنوانها الرئيس الحرية. وتنخرط فيها السعودية وإيران (لأسباب إقليمية لا تتعلّق بالديمقراطية، والحرية) ويتخندق فيها على جانبي الصراع الروس والأميركيون (لأسباب تتعلّق بموازين القوى، والمصالح، في الإقليم والعالم). ومع هؤلاء كلهم، وإلى جانبهم، وفي ركابهم: بيادق، وبيارق، وبنادق.
وربما يسأل سائل: السوريون يريدون الخلاص من الاحتلال الأسدي، الذي لن يسقط إلا في بحيرة من دمه، بعدما أوغل في دماء السوريين. فهل يترّفعون عن مساعدة تأتي من هنا أو هناك؟ الجواب: هم لا يملكون، في الواقع، وللأسف، هذا القدر من رفاهية الاختيار. ومسؤولية ما حدث، ويحدث، تقع على عاتق نظام آل الأسد.
ومع ذلك، ينبغي التذكير بحقيقة أن حاجة السوريين إلى أسلحة مضادة للطائرات، والدروع، وإلى منطقة للحظر الجوي، أكبر ألف مرّة من حاجتهم إلى العشرين ألف "مجاهد"، الذين يريد أحد الدعاة السعوديين إرسالهم للقتال في سورية.
مضادات الطيران، والدروع، والحظر الجوي، أضمن لحاضر ومستقبل سورية والمنطقة من المتطوعين. وبهذا المعنى تقع مسؤولية مضاعفة على عاتق الأميركيين، الذين رفعوا نصائح ومصالح إسرائيل فوق كل اعتبار. فهي التي تحفظّت، وما تزال، على تسليح المعارضة السورية، بمضادات الدروع والطيران، خوفاً من استخدامها ضد دروعها وطيرانها في حاضر، أو قادم الأيام.
ومع هذا كله، وفوقه، وقبله، وبعده، تقع مسؤولية الدفاع عن مفهوم وهوية الدولة الحديثة في العالم العربي ـ وهي مسؤولية أخلاقية، ووطنية ـ على عاتق الخائفين، والمُحذرين، من دعوات "الجهاد"، وانفتاح صراع بين شعب يريد الحرية، ونظام يحتل البلد، على حرب وهمية ومتوّهمة تعود بالعرب إلى يوم الجمل قبل 14 قرناً، وتجنّد من البيادق، والبيارق، والبنادق، ما يكفي لجعل الحاضر يوماً طويلاً من أيام القيامة.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ثورة، ولا إنقاذ..!!
- جريمة الغامدي وموت الضمير..!!
- وأخيراً، دولة الحق الطبيعي..!!
- فتح والنساء واليد الطالبانية..!!
- لن يقفز..!!
- سورية أصبحت مثل غزة..!!
- مأساة إغريقية كاملة..!!
- في رثاء مارتن رتشارد..!!
- أنا أحبُ الأخ الأكبر..!!
- جهاد النكاح..!!
- أجساد النساء، أقدم الأراضي العربية المحتلة..!!
- الأدب العربي يربح، بالتأكيد..!!
- بوتين لم يُزوِّج ابنته لسيف الإسلام..!!
- نُذر الانتفاضة..!!
- ابن عثيمين وصل..!!
- مولانا وجهة نظر خاصة..!!
- البرابرة هم الحل..!!
- غزوة عبد الرحيم الموريتاني..!!
- كلامٌ في كلام..!!
- الطين والتراب في مطلع العام الجديد..!!


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خضر - يومٌ من أيام القيامة..!!