أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - مع قصيدة وشاعر للاحتفاء بما يليق بالمشهد















المزيد.....

مع قصيدة وشاعر للاحتفاء بما يليق بالمشهد


نجوى شمعون

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


مع قصيدة وشاعر للاحتفاء بما يليق بالمشهد
نجوى شمعون

الشاعر الفلسطيني إبراهيم جابر إبراهيم مواليد مخيم عقبة جبر / أريحا (فلـــــــسطــــــــــين ) لأبوين لاجئين من قرية اسمها النعاني قضاء الرملة ،خرج مع النازحين الى الأردن بعد حرب 1967
هذا هو صوتك صوت الناي حول خيمة تدق في الغيم صداك، اسم لامع في سماء الشعر يحتفي دائماً بقصيدته على طريقته الخاصة تعلو كنجم فوق أشغالنا اليومية تسرقنا من كل شيء حتى نعد أنفاسنا على أصابعنا واحد اثنان ونكمل العد بأنفاس لاهثة أو تكاد تخلو الأمكنة من الهواء بحضوره تغطينا الدهشة الدهشة وحدها سيدة المكان
هذا الرجل المتخفي في قصيدة على هيئة الشعر يأتي بقصائد حارقة تصيب القلب تتلفه وهو لا يكترث بالمارة المعذبين على أشجار قصائده لا ترهبه صورة الأنثى يغزلها في قصيدة ويركض منها تاركاً عطرها يصنع ما يصنع على المارة والمتلقي والمدن والبحار والهواء ... يتناول قميصه كقلبه ويفر هارباً نحو القصيدة أي رجل هذا الذي،الذي لا يهاب الموت لا يهاب القصيدة يُقارعها يعجنها دون أن يزيح ضميره عنها ضميره المنتبه لفتنتها وضحكتها الطارئة بحسب النص الممزوج بدمه وعرقه كفلسطيني نازح،هل نزحت معه القصيدة تاركة الخيمة لخيمة أكثر امتلاءً بالوطن الشاعر يطير بنا في النص على امتداد شاسع للمفردة وللمكان والزمان، كثافة المناخ الشعري في وجه خفتنا بالأشياء وثقل ووزن الكلمة في مدارها هناك قصيدة تشي بكل ما قيل وما لم تقله ،وتعاقب كل ما فيها كتعاقب الليل والنهار ،هو فقط يبهرك ويترك لك الفوضى حين تناجيك قصائده فوضى لذيذة من انهيارات فيك تعيد تشكيل نفسك وتحرص على سرقتك كلك من كل شيء حتى أنفاسك اكتم أنفاسك حين تغوص في بحره وخذ حذرك فقط ... من الجمال المُعذب لقلبك المرهف حين تقوده القصيدة لحتفه ..لا أنصح ضعاف القلوب بالقراءة أو محاولة التلصص على عالمه المتحف بكل أساطير وسر القصيدة ... بكل جنوده المدججين بالورد والسحر،أنت لا تصنع معروفاً مع نفسك فقط حين تتلو الشعر ينهض أموات المدينة يتصارعون بهدوء المقتول على قصيدته الأنثى
شاعر لا ينفك يبهرك بقصائده يقتلك عن قصد ويرحل مودعاً إياك تاركاً خلفه قصائده القنابل كلما قرأت قصيدة طلبت المزيد من العذاب عذاب الجمال في يده رقة الكلمات والشعر والموسيقى تكتب عنه والكلمات لا توفيه حقه في المعنى في تاج الشعر ...

ماذا يفعلُ رسّـامٌ في السجن
يرسمُ بابـاً .

ثُمَّ يُغلقهُ جيّداً ،
(ولانَّ الهواء البارد من النافذة العالية ، الغبار ، خيط الضوء الشحيح، صوت الريح ، .. كُلّها بالفلسطينية الفُصحى !
ينامُ مطمئناً )

وفي الخارج يرتجف السجّان البولوني من البرد ، ومن عوزه
للترجمة !
(إلى محمد سباعنة ) .

ماذا يفعل قارئ بزحمة المعنى فوق رأسه –للسجان عاداته حيرة المعتقل الذي يضمه مع المعتقل ...التباس الفعل بالمفعول به – صرخة ليل لسجين يقف على المعنى دون أن تلامسه الرصاصات
يرسم باباً مطلق الحرية في الوصف في انفتاح العالم الخارجي على يد ترسم يد سجينة اعتقلها الغرباء وناموا
يد خفيفة تمطر ألوان يد ترتجف من البرد تقاوم مخرز وتطيل التحديق في العتمة لتصنع نورها ...يا الله أي وصف يوقظ العالم ليبكي يوقظه من دموعه ليصفق للضوء ضوء شحيح وصوت الريح تعزف كلها بالفلسطينية الفصحى ينام مطمئناً هكذا يقول وهكذا يكون الوجع منتصباً ألفاً لا يميل ولا يهادن شحوب لونه في المكان ..من المسجون إذن...!!؟؟



أريـدُ أن أصعد درجَ المعنى خطوتين إضافيتين :

لأطلّ على كلّ ما أنفقتُه من لغوٍ
ومن حديثٍ ضعيف
لم يصمد أمام صورة " الفتى الشابّ " !
الفتى الذي حملك بيدٍ واحدة الى المعنى الخفيف !
مثل بالونٍ مُلوّن في
حلبةِ الرقص

وأنا اكتب نصوصي الرديئة عن قوامك السَهل !

وتلك معجزته : غير حزينٍ على شيء .

يملأ قبعته بالضحك المُنوّع
أو يخرج يده من جيبه غير قلقٍ من أخطاء البلاغة أو حكمة النقدِ !
.
وانـا بكفّي العامرة بالمَشَقّـة أضبطُ الإيقاع : هنا سأحبُّكِ أكثر إن لم تخُنيَّ لغتي ، هنا سأعيدُ الشهر أسبوعين الى الوراء لتشتهيني في موسم الخصب . هنا سنبكي معاً لأن الحب أقلُّ عافيةً مما نغنّي له . هنا سأنتظركِ وفي يدي لغتي .

تلك
التي أصعد درجَ المعنى خطوتين إضافيتين لأعيدها: لم تعد تكفِني لغتي !




إنه الشاعر الذي يفتح أمامك الجدران والهواء والعوالم الغير مرئية ينقرها كطائر ويتركها تسيل في الهاجس المفتوح على التأويلات على شهقة الحياة حين تولد قصيدته يعمدها بعناية فائقة ويتركها لتقف على أصابع يدها
اللغة التي يجيدها جيداً يبتكرها بوعي الفطن لغربته لدلال المفردات ولحنها المغزول بالقصيدة يحتفي بها أينما ذهب يجادل للانتصار للحياة ولدهشة النص ..ليس مصادفة أن تتبع خطواته دبيب حرفه وجريان المعنى الدقيق لفكرة ناضجة التقطها بحرفية عن أشجارها وأكمل المسيرة
القصائد تنتمي لهاجس العام لقضايا نبيلة لا يلتفت لها العالم بأي حال من الأحوال ولو انتبه قليلاً لفاضت الدنيا على أهلها بالسلم والعدل
شعرية مختلفة شكلت معالمها روح الشاعر مشاغله بالهم اليومي بقضايا لا زالت عالقة هناك حيث لا أحد يمر لتنفلت من بوتقة الألم الألم الذي أغرق أصابعنا العازفة طلباً للحياة لومضة لشعاع ضيق من الضوء في الممر الممر المتهالك علينا جاءت القصيدة لترفع سقف المجاز وتشعل بيدها درب الحياة المعتمة الصدئة في وضعها الراهن والميت

هل يشعر المتلقي بدقات قلب الكلمات كلمات الشاعر حين ترف العين عين الله على الكلام وتصمت اليد للحظات تعانق نبض الكلمة وجرحها لتقول يا الله أنا ها هنا يسقط جلدي يتقاطر دمي على الصورة ولا شجر في الطريق يعيدني لسيرتي الأولى طفل الحكاية حين يكبر.



هناك . تحت حجرٍ لامعٍ مثل نهدٍ صغير . هناك . تحت الكلام الذي راودنـي مرَّتين ولم أقُله لك ؛
الكلام الذي يظلُّ يراوغُنـي
مثل زرٍّ لم أحبسه في عروتِهِ تماماً .
هُنـاك ،
أعود مثل كهلٍ يرسلُ كَفَّهُ الضريرةَ ، قَبلهُ ،
تعُدُّ أخطاء الطريق .
كفَّه التي تفركُ أي حجرٍ ؛ ولا شيء هنـاك
غير صرير الكلام .
الكلام الذي راودنـي مرَّتين ولم أقُله لك .

حجر لامع مثل نهد صغير .تحت الكلام الذي راودني مرتين ولم أقله لك
الحجر القاسي يلمع تحت شمسه والنهد الطري الحجر اللامع والنهد المثير للربكة والكلام الذي يراوغني
أي لغة تلك التي تتشابك بكل معنى قريب وبعيد عن التخيل يأخذنا لنشرب ثم نعطش في بحره السماء وسمائه عالية نجترح فيها الكلام الجميل الشائك البعيد القريب كفتنة ليل يمارس غوايته


كل ما يحدث لك ، بعدَ الرابعة من عمرك ،
محض
تدريبات مكثفةٌ على القسوة !
محاولات حثيثة لإعادتك في "صورة الحيوان" الذي خلعتَ ملابسه !
.
كُلَّما قال رجلٌ لامرأةٍ أحبّكِ ، تناقص سُكّان الغابة واحداً .
..
لكنَّ حراسَ الغابة يخرجون كل يومٍ لوظيفتهم العنيدة : استعادة مَن استطاعوا .

وأنـا عبثـاً أختبئ خلف ظهرك !
.
تعبتُ : سأعود ماشياً ، وطائعـاً و
جَسـوراً !
حيث لا تلزمني هناك البراهين كل يوم .


المدينة التي صارت غابة الغابة التي صارت مدينة من يُفرغ يومنا حتى آخره من الوجع من اشتهاء الألم لماذا لا يدفع رجل المدينة أسقام تحاصر مدينته والغابة ممتلئة عن آخرها بهم أي قسوة تحيط بنا ونربيها كما نربي الخيل والأمل والفرح ..كل هذا يدركه التعب أفكك المفردات وأصمت كعادة القناص كعادة رجل الأمن حين يحاول جاهداً أن يفك طلاسم أغنية لا تُعنيه لا تملأ روحه بالسؤال أو دفء المعنى هكذا حياتنا انزياح شوكة لقدوم لغم أحاول الهروب من المعنى المعنى الذي يقصدني كلما تداخلت أغصان الأشجار تشابكت الفكرة وعل يقفز لذاكرتي لا أريد أن أفسر أكثر أصبت بالقصيدة وما ترميه من نبال
شكراً الشاعر الراقي إبراهيم جابر لكل هذا الجمال الباذخ هنا هناك ...



#نجوى_شمعون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطراف النهار
- انحسار
- هنالك نساء
- قلب العاشقة
- ملح الروح
- لسعة النحل
- كل ما فيً ذئاب الضوء
- رقصة ضوء
- الصهيل
- ارفعوا الأنخاب عالياً
- في الغابة أيضاً حب
- اكتمال الحنين
- متحف الدار البيضاء غزلية المبدع بالكتاب
- توحش العطر فيك
- سيرة الماء
- في الروح مذبحة /جثة غزال
- توهج الندى على جسدي
- فخاخ الحب رعشات ضوء
- ظل العاشق ظلي
- قدم في الهواء


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - مع قصيدة وشاعر للاحتفاء بما يليق بالمشهد