أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!














المزيد.....

لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 16:55
المحور: حقوق الانسان
    


لا أرى أيَّ مفاجأة في قتل الشيعة فتفاصيلُ المشهد المصري في السنوات الأخيرة تـَـشي بكل ما يحدث الآن وسيحدث غداً، لا قدر الله.
مفردات القاموس اليومي في مصر كان مجموعها يقرأه بنفس القدْر الأعمى والبصير، ولا يخطيء في حرف واحد، فكانت: دين، مذهب، عقيدة، خطبة، الآخر اللعين، مقاطعة، سني، شيعي، وهابي، قبطي، علماني، كافر، عدو الإسلام، نصراني، فضائية دينية، فتوى، عاصم عبد الماجد وأبو إسلام والحويني وموريس صادق وعبد الله بدر وزكريا بطرس.
وجاءت لغة الكراهية تحملها رياح من تجمعات سنية وشيعية وقبطية وفتاوى من المنظمات الإسلامية وحارق المصحف في أمريكا والذي بال على الانجيل في مصر، ومقاطعة شركاء الوطن والصمت على مذابح ضد أقباطنا مع تواطؤ من الدولة على الصمت وعدم ملاحقة المجرمين.
الدولة كلها تزايد، وترفع الأكفّ بالدعاء على الآخر، ويستخرج إبليس من القرآن الكريم ما يوسوس به إلى أتباعه أنها كلمات مقدسة فإذا لسانه هو الذي يُفَــسِّرالرسالة السماوية.
قتلُ الشيعة ليس مفاجأة فنحن قتلنا أنفسنا وأهلنا وجيراننا وأحبابنا في كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة، والمواطــَــنة أصبحت الجزء الأصغر في العلاقات الاجتماعية بين المصريين.
كلنا قتلة فنحن نخرس أمام من يرفض النشيد الوطني، ومن يُطـَـزّز الوطن ولو كان زعيم أكبر جماعة دينية، ونحن أعداء الفنون والابداع والجمال والتسامح.
كلنا قتلنا فقد ذهبنا إلى صناديق الاقتراع فاخترنا الارهابيين ليحكموننا، وانتظرنا أن يهبط الوحي عليهم فإذا بإبليس يسبقهم إلى قصر الاتحادية وينتظرهم هناك بعد ابلاغ السفيرة الأمريكية و .. أولاد العم في تل أبيب!
كلنا قتلنا، فنحن نلعب لعبة الازدواجية، ونتعانق ويحتضن بعضنا بعضا وفي يد كل منا خنجر مسموم موجه لظهر صاحبه.
كلنا قتلة، فنحن نجلس كالحمقى أمام الشاشة الصغيرة، ونسمع محمد حسان ومحمود شعبان ويوسف البدري وصفوت حجازي ووجدي غنيم ومحمد مرسي وزكريا بطرس والشاطر والبلتاجي وموريس صادق والعريان وبديع وتختفي منّا نفخة روح الله فينا، ونــَــضحَىَ بلهاء نصفق، ونهلل، ونؤيد، ثم نطلب من كبارنا وحُكامنا وأمرائنا وشيوخنا أن يغتصبوننا بعد كل فتوى، ويبصقوا على وجوهنا إثـْـرَ كل حوار ديني ومذهبي وطائفي وتقديسي .
كلنا قتلة فالشيعة الذين تم سحلهم ليسوا أكثر من صورة مكررة عما حدث للأقباط .. شركاء الوطن، وسيحدث للبهائيين، وللعلمانيين، وللمتمردين، ولمخالفي مصّاصي الدماء الذين أخرجهم كبيرهم من السجن، ومدَّهم بالسلاح، وهو واثق أننا شركاء معه في تدمير مصر.
أنت قاتل لأنني سمعت صمتك بالأمس ولم تكن أبكماً، لكنك تفضل الانضمام إلى مغتالي وطنك، فلم تدافع عن الآخر السني أو الشيعي أو القبطي أو العلماني أو الملحد أو اليهودي أو المجوسي أو البوذي أو الحائر أو المرأة أو العانس أو المعارض أو ... فأخرجت خنجرك المسموم وقلت لصاحبك في غرفة مغلقة لم يسمعكما غير الله: إلا هذا، فأنا أختلف معه، لذا يتوجب التخلص منه.
كلنا نعرف الحل ونغضّ الطرف عنه، إنه التوقف النهائي عن الاشارة إلى دين ومذهب وطائفة الآخر، والتوقف النهائي عن الحديث في الدين لعامين أو ثلاثة أعوام حتى يتخلص المجتع من المزايدين الذين يبثون روح الرعب والخوف من الآخر.
أخشى أن يأتي الوقت الذي يقرر فيه المصريون، جميعا، الارتداد عن الدين والعقيدة والمذهب والطائفة قبل أن نضطر لنروي ظمأنا من دماء بعضنا.
مذبحة الشيعة في مصر ليست مفاجأة، كما تزعمون، فقد أخرجت الطافية الكريهة لنا لسانها قبل المذبحة بوقت طويل.
لا يــَـقـُـلْ أحدكم أنه بريء فقد كان بالأمس يقول لزوجته أو ابنه أو صديقه أو جاره في مكان مغلق كلاما يصبّ في صالح المذبحة .. أعني المذابح القادمة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 24 يونيو 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!
- حوار بين إخوانجي و .. فلولي!
- مصر في 30 يونيو .. الاحتمالات المتوقعة!
- حوار بين مواطن مصري و .. الرئيس القادم!
- خرافة سحب الثقة!
- تساؤلات لا تبحث عن اجابات!
- ألف ليلة و .. ليلة، يرويها طائر الشمال
- رسالة مفتوحة إلى أحبابنا .. شركاء الوطن!
- تحيتي إلى الثيران!
- سيدي الذئب .. الحِمْلانُ تشكرك!
- والله لا يسامح غير الغاضبين!
- لا فائدة في العصيان المدني إلا إذا ...
- حواريو الديكتاتور الديني هم شياطين البؤس المصري!
- ثلاثة أيام في لندن!
- عشرون جريمة ارتكبها مرسي .. مئة حُكم بالإعدام أفلَتَ منها!
- تحريضٌ صريحٌ لثورةٍ عسكريةٍ و.. شبابية!
- تمنيات طائر الشمال لعام 2013
- مرسي للمصريين: موعدنا يوم الزينة!
- عشر خطوات لازاحة حُكم الإخوان والسلفية المتخ ...
- بيع مصر باسم الله!


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!