أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان الهندي - الشرق الأوسط في التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2013- ترجمة عليان الهندي - حلقة 1















المزيد.....



الشرق الأوسط في التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2013- ترجمة عليان الهندي - حلقة 1


عليان الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي 2012 -2013

مركز أبحاث الأمن القومي – جامعة تل أبيب
تحرير عنات كوارتس، شلومو بروم

محاكاة للتقييمات السنوية التي تطرح بجهاز الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، يقدم مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب تقييما سنويا يشرف عليه كبار الباحثين السياسيين والعسكريين بإسرائيل وفي مقدمتهم رئيس المركز الجنرال احتياط عاموس يادلين رئيس جهار الاستخبارات السابق. وبدأ طرح التقييم الاستراتيجي عام 2009 الذي يتضمن التحديات والتهديدات التي واجهت إسرائيل في العام المنصرم، وكيفية مواجهتها في العام القادم، والفرص المتاحة أمام إسرائيل وكيفية استغلالها. والأبرز في هذا التقييم هو اضطلاع كتاب التقييم على الكثير من تفاصيل السياسات الإسرائيلية السابقة واللاحقة، ما يعطي مقالاتهم نوعا من المصداقية، وقدر من الاضطلاع على بعض المخططات الإسرائيلية المستقبلية.
وحرر التقييم الحالي عنات كوارتس وشلومو بروم، فيما شارك 15 عشر باحثا وباحثة في كتابة التقييم الحالي، الذي نشر في شهر شباط عام 2013.
ويضم التقييم الحالي يضم ثلاثة عناوين مركزية هي:
التطورات الإقليمية-انعكاسات دولية - الذي يضم العناوين الفرعية التالية: مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إيران والمجتمع الدولي عام 2012: لعبة نووية جديدة أم عودا على بدإ، استعدادا لشرق أوسط نووي، التقلبات الداخلية وتغييرات في الميزان الاستراتيجي الاقليمي، الربيع العربي –عبر التدخل العسكري الخارجي في المنطقة.
إسرائيل والشرق الأوسط - ويضم العناوين الفرعية التالية: إسرائيل والمأزق السياسي –استعدادا لتفكير مجدد. الربيع الأردني- شتاء هاشمي: إنعكاسات على العلاقات الإسرائيلية الأردنية، مستقبل السلام بين إسرائيل ومصر، الأزمة في سوريا :تهديدات وفرص لإسرائيل، الربيع العربي وصعود الاسلام السياسي، القاعدة والجهاد العالمي - البحث عن اتجاه.
إسرائيل والحلبة الداخلية - ويضم العناوين الفرعية التالية، الحوار العلني في إسرائيل في مسألة مواجهة المشروع النووي الإيراني، نفقات الأمن والتحديات الاجتماعية في إسرائيل.
الخلاصة – تحديات الأمن القومي الإسرائيلي 2012 – 2013 : من الانتظار إلى استغلال الفرص.
ونحن في مركز الأبحاث التابع لـ م.ت.ف اخترنا ترجمة العنوان الرئيسي "إسرائيل والشرق الأوسط" الذي يضم ستة مواضيع. ومن هذا العنوان الفرعي استثنينا ترجمة القاعدة والجهاد العالمي. كذلك قمنا بترجمة خلاصة التقرير.
ومن أجل التسهيل على القارئ استخدمنا مصطلح التقرير بدلا من التقييم، لأن التقييم وفق المفهوم الصادر عن المركز هو مصطلح يستخدم في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.



تحديات الأمن القومي لإسرائيل
2012-2013 - من الانتظار إلى سياسة المبادرة

خلاصة التقرير
عاموس يادلين•
يتحدث الجنرال احتياط عاموس يادلين، عن ضرورة طرح إسرائيل لمبادرة في الشأن الفلسطيني تتمحور حول حل مرحلي أو القيام بخطوات أحادية الجانب، وسقوط النظام السوري يضعف دول محور المقاومة". ويطالب بدعم استمرار النظام الحاكم في الأردن.

أسس الميزان لعام 2012
تواجه إسرائيل خمسة تحديات أساسية هي: المشروع النووي الإيراني، المحافظة على اتفاقات السلام مع مصر والأردن أمام التغييرات في العالم العربي، والحرب الأهلية بسوريا، واحتمال أن تدفع باتجاه اندلاع حرب إقليمية في المنطقة الشمالية، والعلاقات مع الفلسطينيين في الضفة وغزة في مجالين هما: محاولات تجديد المفاوضات والتحدي العسكري من غزة، والمحافظة على المكانة الدولية لإسرائيل.
وكان ميزان عام 2012 مختلط. لكنه، يحتوي على السلبيات والإيجابيات التي تعتبر أكثر. واختيار حكومة إسرائيل تبني موقف سلبي –موقف الإنتظار الأقل تحملاً للمخاطر- نجح هذا العام من دون أحداث أمنية دراماتيكية مرتبطة بتغيير وضعها الجيوسياسي. وفضل أصحاب القرار الأمن القومي في إسرائيل التركيز على الموضوع النووي الإيراني، على أي موضوع آخر.
الردع الإسرائيلي القوي ضمن سنة إضافية من الهدوء على الحدود الإسرائيلية مع أعدائها التقليديين. ومكن هذا الهدوء إسرائيل من استمرار نمو اقتصادها والاهتمام بالمواضيع الداخلية التي تشغل بال الجمهور، أكثر من قضايا الأمن الخارجي. ولم تبادر إسرائيل إلى شن هجوم عسكري على إيران، رغم التقييم الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية أمام جمهورها والعالم، الذي أشار إلى ضرورة شن هجوم خلال خريف عام 2012. وأدعت إسرائيل مراراً وتكراراً أن الاستراتيجيات التي اتبعت لن توقف المشروع النووي الإيراني. وبدى أن المفاوضات التي جرت في بغداد واسطنبول وموسكو والعقوبات غير فعالة، ولم تكن المعركة السرية التي لم يتحمل مسؤوليتها أي طرف، ذات فائدة. وبدا النظام الإيراني مستقر. والاستراتيجية الوحيدة الباقية، هي الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية. وبدت التغيرات الاستراتيجية الإسرائيلية تظهر في نهاية العام، عندما غيرت إسرائيل من الخطوط الحمراء، حين قررت إيران إضافة ألاف وحدات الطرد المركزي، وتوفير كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، تكفي لتصنيع قنبلة نووية واحدة. وإثر ذلك شدد، المجتمع الدولي الذي أخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد –بالنصف الأول من العام الماضي على الأقل- من العقوبات على طهران، وبدا أن العقوبات تؤثر بقوة على قطاعات إيرانية كثيرة مثل الطاقة والمال الذي يؤثر بشكل حقيقي على الإقتصاد الإيراني.
وفي سياق آخر، ورغم تسليم السلطة للأخوان المسلمين في مصر، ما زالت اتفاقيات السلام مع مصر والأردن سارية المفعول. كما صمدت اتفاقيات السلام رغم العملية العسكرية عامود الغيم -المواجهة العسكرية مع قطاع غزة. لكن اللهجة القادمة من القاهرة أصبحت أقل نعومة، ولم يذكر الرئيس المصري إسرائيل على لسانه، ولم تلتقي المستويات السياسية من الطرفين بعد. ومع ذلك، لعبت مصر دور إيجابي في المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس في غزة، ويبدو أنهم يفهمون جيداً أن الصراع العسكري مع إسرائيل لا يخدم المصالح المصرية.
وفي سياق مختلف، تملك سوريا أقوى جيش بين أعداء إسرائيل، لكنها تمر اليوم بحرب أهلية تسنزف وتدمر الجيش السوري من حيث ترتيب القوات والمعنويات. وسبق للجيش السوري أن تسلح بمئات الصواريخ بعيدة المدى وآلاف القذائف الصاروخية القادرة على الوصول لتل أبيب. كما تملك سوريا دفاع جوي حديث وأسلحة متطورة ضد الدبابات ومشاة مدربين وأسلحة كيماوية. وأصبحت الأسلحة والقوات المذكورة أقل تهديدا لإسرائيل منذ نهاية عام 2012، أكثر من بدايتها. والخشية من إنزلاق المعارك من سوريا إلى إسرائيل لم تتحقق باستثناء قذائف معدودة. وظلت جبهتا الجولان ولبنان هادئتين.
ومع الفلسطينيين، استمر الجمود في المسيرة السلمية. ورغم أن السلطة الفلسطينية ضعيفة سياسيا واقتصاديا، إلا أنها تتحدى إسرائيل في الساحة الدولية، وتسعى للمصالحة مع حماس. وردا على ذلك، اختارت الحكومة الإسرائيلية موقف سلبي تجاه السلطة وعاقبتها بصورة معتدلة وفقا للقيود الدولية، مع توجه لعدم إنهيارها. ولا يوجد شك، أن الهزيمة السياسية المهمة التي واجهتها إسرائيل هي بالأغلبية الحاسمة التي رفعت فيها مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وعدم قدرتها على تجنيد "أغلبية أخلاقية" تعارض هذا التوجه.
وأعادت عملية عامود الغيم الهدوء إلى الحدود مع غزة، بعد عام من عدم الهدوء. وبإستثناء تعزيز العقوبات على إيران، لم تنجح إسرائيل بالتقدم في الحل مع التحديان المركزيان اللذان يواجهان أمنها ومكانتها الإقليمية على المدى البعيد، وهما مواجهة إيران خاصة مشروعها النووي، والعلاقات مع الفلسطينيين. فإيران ما زالت تتقدم من مرحلة إلى أخرى نحو القدرات النووية العسكرية، وتحتاج اليوم لقرار سياسي لتصنيع قنبلة نووية. ومن أجل ذلك، تجمع إيران كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. ورغم أن العقوبات الموجهة ضد إيران أصبحت شديدة وفعالة أكثر من الماضي، وتأثيرها الاقتصادي-الاجتماعي واضح، لا ندري إذا شكلت العقوبات الإقتصادية أداة ضغط على إيران، تدفعها للموافقة على تسوية تمنع تسلحها النووي.
وعلى خلفية التقلبات في الوطن العربي، تعمق الجمود السياسي الإسرائيلي-الفلسطيني. ويبدو أنه لا توجد فائدة من محاولات إحياء مسيرة المفاوضات بهدف التوصل لحل نهائي. وفي ظل عدم وجود خيارات لتسوية نهائية، يزداد ميزان عدم الاستقرار وعدم الوضوح. وفي الساحة الفلسطينية، بدأت تظهر آثار الضعف على نظام الرئيس عباس. ومحاولة تعزيز مكانته من خلال الإنجاز الذي حققه في الأمم المتحدة بواسطة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، تأثيرها قصير المدى، لأن الجمهور الفلسطيني سيكتشف مع مرور الوقت أن الحديث لا يدور عن تغيير جوهري. وكل ما حققته السلطة الفلسطينية هو في قدرتها على إزعاج إسرائيل بالمنظمات الدولية. والنتيجة هي، يزيد الوضع من حالة الإحباط في أوساط الجمهور الفلسطيني. وإذا تواصل هذا التطور صعوداً، سيدفع باتجاه الانهيار الكلي لإحتمال التوصل مستقبلاً لحل قائم على دولتين لشعبين، خاصة إذا تغيرت السلطة في رام الله –التي تعتبر جهة الحوار مع إسرائيل اليوم، وترفع شعار الحل السياسي وتتعاون في مجالات مختلفة، بسلطة غير مريحة لإسرائيل. والتهديد المرافق هو بوادر إندلاع العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، التي بدأت إشاراتها الأولى تبرز على السطح. ومقابل ذلك، يبدو أن الحدود مع قطاع غزة تشهد استقراراً معيناً، نتيجة جولة المعارك بين إسرائيل وحماس، ونتيجة للتغيرات في النظام المصري الذي يلعب دور كابح لما يجري بساحتي غزة وسيناء.
معيار آخر مثير للمشاكل في الميزان الحالي هو، ترجع مكانة إسرائيل الدولية وشرعيتها ومستوى التسامح الدولي تجاه سياسة الاستيطان الخاصة بها. ورغم دعم الولايات المتحدة –الحليف المهم والأساسي لإسرائيل وأمنها- ودعم بعض الدول لإسرائيل بحقها في الدفاع عن نفسها أمام حماس بغزة، لكننا لا يمكن تجاهل استمرار تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا، وعند بعض المجموعات العرقية المؤيدة تقليدياً لإسرائيل في الولايات المتحدة. والنقد الموجه للبناء في يهودا والسامرة والقدس، دفع لأول مرة منذ سنوات طويلة بإمكانية فرض عقوبات عملية ضد إسرائيل.

التقلبات في العالم العربي
مر عامين على التقلبات في العالم العربي -المسماة الربيع العربي- ومن غير واضح إلى أي اتجاه أيديولوجي وسياسي تسير فيه الأنظمة الجديدة في الدول العربية المركزية، وأي رؤية إقليمية ودولية سيتم تبنيها، وما هي سياستها اتجاه إسرائيل. وتحققت التقييمات القائلة بأن الحركات الإسلامية ستصبح التيار المركزي في معظم الدول التي سقطت فيها الأنظمة السابقة. وتبين أن الحركات الإسلامية هي الأحزاب الوحيدة في الدول العربية التي لها بنية تحتية تنظيمية وقاعدة شعبية واسعة، نابعة من الطابع الديني والمحافظ للمجتمعات العربية، خاصة المناطق الريفية منها، التي تشكل أغلبية السكان. لكن ذلك، لم يقدم رداً كافياً على مسألة طابع وسياسات النظام الذي ستتبناه الحركات الإسلامية. ومن المهم التوضيح، أن عالم الحركات الإسلامية، عالم واسع جداً من الآراء. والسؤال المطروح هو، هل سُيشكل في العالم العربي سلطة حزب إسلامي في إطار نظام حكم ديمقراطي لوقت طويل ؟. الجواب على هذا السؤال يظل مطروحا. ونماذج مصر وتونس لا تعطي رداً على ذلك، لأن الأحزاب الإسلامية هيئت نفسها لحوار ديمقراطي، لكنها تبنت أساليب وخطوات غير ديمقراطية، ومن ضمن ذلك قمع حرية الرأي، بهدف تعزيز قوتها. وأظهر جمهور المدن، ذو التوجهات العلمانية-الحضرية أكثر، في الدولتين قدرة على الصمود والرد بالإحتجاج الشديد على أعمال الحكومات الإسلامية، التي اعتبروها تجاوزا لقواعد الديمقراطية، وفي حالات غير قليلة نجح الجمهور بالتصدي وإيقاف التوجهات الدكتاتورية. ومن غير الواضح كيف سيؤثر الميزان غير المستقر على مر الزمن. وطالما تمت المحافظة على قواعد اللعبة الديمقراطية يبدو أن الأحزاب الإسلامية التي صعدت للسلطة تعترف بالحاجة إلى تلبية كافة احتياجات الجمهور، الذي أعطاها مكانتها الجديدة. ومعظم مطالب الجمهور هي في المجال الإجتماعي-الإقتصادي، وتمتد إلى السياسة الخارجية والأمن، لأن الجمهور وفق الأغلبية جمهور وطني يتأثر بالتغييرات الغريبة.
وإلى جانب الأحزاب والجمهور، هناك عنصر ثالث يتمثل بالجيش والجهاز القضائي اللذان يملكان جدول أعمال مختلف. وهما، مثل الجمهور يقومان بدور ضابط للحكومات التي تقودها الحركات الإسلامية. وهنا أيضاً الميزان غير مستقر، حيث يخوض هذان الجهازان صراع مثل بقية اللاعبين. ومن غير واضح إذا ما كانت ستفقد هاتان المؤسستان قيمتهما تدريجياً، أو أنهما وبخطوة ثورية وسريعة، تحدث تغييرات على الحكومات التي يسيطر عليها الإسلاميين. والسؤال المركزي هو، هل صراع القوى يتركز على السياسات الإجتماعية-الإقتصادية، أم أن الأنظمة الجديدة ستركز على السياسة الخارجية، التي يسهل تحقيق النجاحات فيها، والتي يعتبرها الجمهور موضوع حساس بالنسبة له. وعلى سبيل المثال، عرض الرئيس المصري محمد مرسي (رجل الأخوان المسلمين) انجازات معينة في مجال السياسات الخارجية خلال وقت قصير من موعد تسلمه المنصب، حيث حصلت مصر على امتيازات من الدول الغربية، إلى جانب إظهار سياسات مستقلة وإعادة بناء مكانة معينة كقائدة في العالم العربي وأظهرت تأثيرا في الحلبة الإسرائيلية-الفلسطينية أكثر من أي لاعب خارجي آخر. وفي المقابل، عندما حاول مرسي إحداث تغييرات في السياسة الداخلية واجه صعوبات ضخمة، خاصة من قبل الجمهور.
العقبات التي تضعها التقلبات الإقليمية ستستمر حتى في عام 2013، نظراً لاستمرار شعور الأنظمة القديمة التي لم تسقط بعد بأنها ما زالت مهددة. ولأن اتجاه التطورات غير واضح. ففي سوريا تطور الاحتجاج العام إلى حرب أهلية دموية، ذات ميزات طائفية، يحارب فيه السنّة نظام الأقلية العلوية والداعمين له. ومن جانبهم يحارب المسيحيين والأكراد من أجل المحافظة على مكانتهم، أملين الحصول على حكم ذاتي شبيه بالذي يتمتع به أكراد العراق. ومن غير المعرف أياً من السيناريوهات سيتحقق، حرب أهلية متواصلة، أو سقوط النظام وصعود نظام إسلامي جديد. ويبدو أن سوريا ستصبح دولة فاشلة تتميز بعدم الاستقرار المتواصل، أو تتفكك لعدة دول طائفية. ولكل سيناريو انعكاسات بعيدة المدى على كل المنطقة، وعلى إسرائيل بشكل خاص وهي انعكاسات ذات أهمية كبيرة ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الأردن، رغم عدم وجود تهديدات حقيقية على استمرار وجود الملكية حتى الان، لكن هناك صعوبات وضغوط متزايدة.
وفي حالات معينة، تبين أن لا أساس للتقييمات الأولية بخصوص تأثير الثورات العربية على ميزان القوى الإقليمي وأنها ستكون مهمة وذات إنعكاسات خطيرة. فعلى سبيل المثال، اعتقد النظام الإيراني، لأسباب مفهومة، أن التقلبات الإقليمية تخدم مصالحه، وبدا أن الأنظمة الموالية للغرب تسقط واحداً بعد الآخر، وتحسن علاقاتها مع النظام الإيراني. لكن هذه التقييمات لم تكن سليمة، فقد أتضح أن تناقض المصالح الأساسية بين الدول العربية وإيران ليس بسيطا، وربما تعزز الخلاف. ويرى العالم السني بالدعم الإيراني لتمرد البحرين ودعم نظام بشار الأسد، تهديد للسنة في العالم العربي، ومحاولة لتعزيز قوة الشيعة في هذه المنطقة. وعلاوة على ذلك، دعم إيران لسوريا كشف نفاق إيران، التي قدمت نفسها على أنها نصير الشعوب العربية في صراعها ضد الحكام الديكتاتوريين والفاسدين والقامعين، والحرب الأهلية في سوريا تحولت إلى مواجهة غير مباشرة بين إيران والدول العربية السنية. وتطلب الانتشار الإقليمي الجديد من كل دولة أو تنظيم تحديد موقفه ولأي طرف ينتمي. لأنه يعد للحياد مكان في المنطقة، فقطر الطرف المناور بين إيران ومنافساتها، انضمت إلى المعسكر المعادي لإيرن، ولعبت دوراً مركزياً في هذا المجال. حماس التي تعتبر تنظيم سري وتابع لحركة "الأخوان المسلمين" المصرية، وجدت نفسها في وضع معيب، فمن جانب تطلعت قياد حماس إلى الإبتعاد عن إيران وحزب الله من أجل عدم الظهور وكأنها في حلف مع السيئين. ومن جانب آخر، لم تجد حماس بديل عن الأسلحة الإيرانية، ومن الناحية العملية ظلت حماس مرتبطة بإيران.

الانتقال من عام 2012 - 2013
ستة انتخابات مهمة ،بعضها أكيد، ستجري في الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وإيران والسلطة الفلسطينية وربما سوريا. ومجرد إجراؤها ونتائجها ستؤدي إلى افرازات كبيرة. بعدها سيكون واضحاً، من هم أصحاب القرارات والزعماء الذين سيؤثرون على الطريقة التي ستواجه فيها إسرائيل تحديات عام 2013. رئيس الولايات المتحدة أنتخب ورئيس الحكومة الإسرائيلية سيؤدي اليمين في شهر فبراير أو مارس 2013. والانتخابات في السلطة الفلسطينية غير بادية للعيان. والمصالحة بين فتح محماس ليست عميقة بما فيه الكفاية لإجراء الإنتخابات. وستؤدي الانتخابات في إيران إلى تغيير الرئيس، لكن كما هو معروف، الذي يقرر ويرسم السياسة في إيران هو الزعيم الأعلى، الذي يسيطر عليها من دون أي علاقة بنتائج الانتخابات. لكن، وبسبب تزايد الضغوط الإقتصادية، هناك إمكانية بأن تسبب الانتخابات ونتائجها احتجاجات عامة وتقلبات في الساحة الإيرانية الداخلية. وفي مصر ستجري جولة أخرى من الإنتخابات البرلمانية، لكن الرئيس مرسي سيظل في منصبه ويواجه في الأساس مشاكل داخلية واقتصادية -كيف سيستجيب لتطلعات ورغبات الشعب المصري، وتلقى مساعدة مالية واسعة من العالم من دون القدرة على تلبية الطلبات المطلوبة منه مثل تقليل الدعم الحكومي وتقليص القطاع العام. وإجراء إنتخابات في سوريا يبدو ضعيفاً. وحتى لو سقط الأسد وأجريت انتخابات، فإن سوريا مثل مصر تحتاج إلى مساعدات إقتصادية مهمة من أجل إعادة بناء الدولة.
وإذا سارت الأمور وفق ما ذكر، سينشغل الرئيس الأمريكي ورئيس حكومة إسرائيل بالقضيتين المركزيتين لأمن إسرائيل وهما المشروع النووي الإيراني والقضية الفلسطينية –تجديد مسيرة السلام. وذلك يحتاج لثقة متبادلة بينهما، ودراسة دائمة للتهديدات والفرص، ووضع سياسة فعالة منسقة -أحيانأً بشكل واضح وأحياناً بإعتراف متبادل بمصالح الدولتين والخطوط الحمراء لكل منهما- توفر ردود أفضل على التهديدات وتقدم منسق للمصالح المشتركة.
وقبل التركيز على التوصيات من أجل إتباع سياسات، من الأجدر التوسع بذكر التهديدات والفرص التي تواجه إسرائيل عام 2013. ومن المهم الاستعداد لمواجهة أي التهديدات، وتقييم أيا منها يتطلب التقدم بمبادرة صحيحة تغير اتجاه التطورات، وتعطي أفضل الأجوبة لاحتياجات الأمن القومي الإسرائيلي.

التهديدات
1. تطلع إيران لإمتلاك السلاح النووي، أو قرار إسرائيلي أو أمريكي بمهاجمة إيران - رغم التصريحات التي تراجعت حدتها حول مهاجمة المشروع النووي الإيراني في الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يوجد شك أن تقدم إيران لامتلاك القدرات النووية العسكرية هو التحدي الأساسي الذي تواجهه إسرائيل عام 2013. ونتيجة لعقوبات ضخمة أو كتأمين ضد الهجوم، يستطيع الإيرانيين إتخاذ قرار بالإنسحاب من وكالة الطاقة الذرية وتصنيع القنبلة. لكن، إذا لم يتخذوا مثل هذا القرار المتطرف، فإنهم وفي الفترة الواقعة بين الربيع وصيف عام 2013 سيتجاوزون الخطوط الحمراء التي وضعها رئيس حكومة إسرائيل في خطابه أمام الأمم المتحدة، إذا واصلوا التخصيب بنسبة 20%. وكما هو مفهوم يستطيع الإيرانيين إبطاء حركة التخصيب، أو تحويل اليورانيوم المخصب إلى وقود، كما قاموا بذلك في نهاية عام 2012. ومع ذلك، توقف الإيرانيين اليوم تحت الخط الأحمر، وفي نفس الوقت يوسعون عمليات التخصيب ويزيدون من حجم الموارد المخصبة الموجودة بحوزتهم، يعد أمر خطير بالنسبة لإسرائيل، ويسمح لإيران بإنتاج قنبلة نووية في فترة قصيرة نسبياً.
2. مواجهة عسكرية مع إيران وأتباعها –حزب الله، الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وبدرجة أقل حماس- نتيجة الهجوم على إيران - هناك أسس لتقييم أن مثل هذه المواجهة لن تكون واسعة وشاملة، كما يحاول البعض تصويرها، لأن قدرة الرد العسكري الإيراني محدودة، لكن الخوف الأساسي للتصعيد سيأتي من حزب الله والجهاد الإسلامي وبعض المنظمات الفلسطينية التي تخشى من الثمن السياسي الداخلي، ومن قدرة وقوة الردع الإسرائيلية التي تعززت مكانته بعد عملية "عامود الدخان". ومع ذلك، على إسرائيل أن تستعد لمثل هذه الإمكانية من أجل الرد، حتى لو كان ضد أحد الجبهات فقط.
3. تراجع مسيرة السلام - لم تتحقق المخاوف من تعرض اتفاقات السلام مع مصر والأردن للضرر بصورة جوهرية، نتيجة زعزعة الأوضاع في العالم العربي. كما أن الرأي العام في هذه الدول يتفهم بأن تحسين الوضع الإقتصادي لا يسير سوياً مع الاحتكاك والمواجهة مع إسرائيل. ورغم طرح مصر امكانية إجراء تعديل على الملحق العسكري لاتفاق السلام بهدف تعزيز السيطرة على سيناء، إلا أن المخاطر على الاتفاق نفسه لم تعد كالسابق. والسؤال الذي يطرح نفسه هو، وإذا لم يتحسن الوضع الإقتصادي ماذا سيحدث، نظام حكم الأخوان المسلمين لا يستطيع تنفيذ الوعود التي قدمها والإحباط في أوساط الجمهور يتزايد. حينها يمكن توجيه الاحتجاجات نحو إسرائيل والعلاقات معها. كما يعاني اتفاق السلام مع الأردن من برودة في العلاقات بين الدولتين، ومن عدم رضا الملك من سياسة إسرائيل في كل ما يتعلق بمسيرة السلام. وإذا أمتدت الانتفاضات العربية إلى الأردن يمس الإستقرار فيه، وسيكون ذلك تهديد خطير جدا للهدوء السائد على طول الحدود الشرقية لإسرائيل، ويلزم ذلك إسرائيل بتغيير كبير في نشر قواتها، وفي الرؤية الأمنية وفي تفعيل الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع الأردن.
4. العزلة السياسية لإسرائيل - سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، مع الإحساس بنيتها مهاجمة إيران ¬-سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة والعالم- تمس كثيرا مكانة إسرائيل السياسية في الساحة الدولية. ويتطور تقييم يقول، بأن حكومة إسرائيل تحاول إفشال حل "دولتين لشعبين"، وأنها غير مستعدة للمساهمة في إستقرار الشرق الأوسط، ومنع حدوث تطورات تمس كثيراً المصالح الغربية في المنطقة. وإلى جانب التفكير بهذه المصطلحات، انبعث خوف من التصعيد في ظل عدم وجود استقرار اقليمي، مع الانعكاسات الدولية لذلك، خاصة إذا قررت إسرائيل مهاجمة إيران من طرف واحد، أو جر الولايات المتحدة لمثل هذه المعركة. وعبر عن عزلة إسرائيل بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالإعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب غير رسمي في المنظمة الدولية، التي تمت الموافقة عليه بأغلبية كبيرة حتى من قبل أصدقاء إسرائيل التقليديين، وبالشجب الشامل لقرار حكومة إسرائيل الرد على الخطوة الفلسطينية أحادية الجانب بتوسيع البناء في المستوطنات، بما في ذلك المناطق الحساسة مثل E1. وحصل إنطباع أن الإتحاد الاوروبي على وشك إصدار قرار بفرض عقوبات اقتصادية على المستوطنات. والأخطر بالنسبة لإسرائيل هو إمكانية سوء العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في فترة أوباما الثانية. ففي نهاية عام 2012 برزت حقيقة، وقبل الإنتخابات الأمريكية، أمتنعت فيها الإدارة الأمريكية عن العمل بشدة لمنع إتخاذ قرار في الجمعية العمومية بالشأن الفلسطيني، أو تخفيف رد أوروبا المؤيد للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. وذلك على عكس سياستها في العام الماضي، عندما أراد الفلسطينيين تقديم طلب الإنضمام كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. وأحبط التهديد الأمريكي بفرض فيتو على نتائج التصويت الخطوة الفلسطينية. وبخصوص عام 2013 يتضح أن هناك احتمال بمواجهة بين إسرائيل وبين الإدارة الأمريكية حول تجديد مسيرة السلام. وهناك خطر آخر تواجهه إسرائيل وهو استمرار الضغوط من أجل مقاطعة إٍسرائيل ومنتجاتها في أوروبا، نا يمس باقتصادها.
5. توسع المناطق غير الخاضعة للسيطرة – مناطق حدودية تقع في الجانب الآخر من الحدود مع إسرائيل- ظاهرة ضعف السلطة المركزية عبّر عنها، على سبيل المثال، بفراغ سلطوي في شبه جزيرة سيناء، التي تتواجد فيها جهات إرهابية -إسلام متطرف ومجرمين. ومن شأن هذه الظاهرة أن تمتد لسوريا، إلى منطقة الجولان. وإذا زعزع النظام الأردني، ستنتشر في غور الأردن والبحر الميت وصحراء النقب، ما سيحول الحدود مع إسرائيل إلى مناطق توتر. وهناك مصدر قلق إضافي يتمثل بكمية الأسلحة غير التقليدية في سوريا وكمية القذائف الصاروخية بعيدة المدى، وهذا الوضع يتطلب مراقبة دائمة لمنع تهريبها إلى المنظمات الإرهابية، وكذلك إيجاد ميزان ردع أمام اللاعبين الجدد في الساحات المختلفة.
6. إنهيار السلطة الفلسطينية وصعود قوة حماس – يبدو أن هناك مبالغة من إمكانية سيطرة حماس على الضفة الغربية، كما سيطرت على قطاع غزة، ذلك أن الجيش الإسرائيلي هو المسيطر الفعلي. لكن الخوف الحقيقي هو من السيطرة السياسية لحماس على الضفة، نتيجة تنفيذ خطة المصالحة بين فتح وحماس، وإتحاد سياسي متجدد بين المنطقتين. لكن، إمكانية تحقق هذا السيناريو منخفضة. والسيناريو الأكثر تحقق هو انتشار الفوضى في حال إنهارت السلطة الفلسطينية نتيجة فقدانها الشرعية، ونتيجة أوضاعها الإقتصاية وتجدد أعمال العنف.
7. قيود على حرية عمل إسرائيل بسبب تأثير الشارع العربي - الحساسية المتزايدة في أوساط الأنظمة الحاكمة في الدول العربية لردود فعل الشارع ومواقفه، تفرض قيوداً كبيرة على حرية عمل إسرائيل. وعلى إسرائيل أن تدرس جيداً إنعكاسات أعمالها على علاقاتها بمصر، بأي مواجهة محدودة في سيناء أو بغزة. ومنذ عملية عامود الدخان الإسرائيلية في قطاع غزة، بدا واضحاً أن الرأي العام في الدول العربية خاصة في مصر، يشكل إعتباراً مهماً في أي قرار إسرائيلي بشن عملية برية، وعلى أكثر دقة، الإمتناع عن شن هجوم بري على القطاع. ولعب هذا الأمر دوراً كبيراً في منع إسرائيل من توسيع عمليها العسكرية بواسطة دخول قوات برية إلى قطاع غزة.
8. قيود على حرية عمل إسرائيل بسبب الخوف من عدم شرعية إضافية لها ولسياساتها - الجمود في المسار الفلسطيني، إلى جانب ازدياد الإنتقادات الدولية لإسرائيل، في أعقاب الحرب على قطاع غزة خلال عملية "الرصاص المنصهر"، وتقرير غولستون. وما جرى أضاف ضغوطاً كبيرة على إسرائيل كي لا تتصرف بحرية عسكرية خلال عملية عامود الدخان، حيث اضطرت إسرائيل إلى إلغاء قصف عدد كبير من الأهداف، خوفاً من رد الفعل الدولي، والتسريع بعملية عدم شرعيتها في الساحة الدولية.
9. تعاظم مشاكل الأمن المشترك - نتيجة التطورات المذكورة هناك تعاظم بالمشاكل الأمنية الإسرائيلية في الساحات المختلفة. فشبه جزيرة سيناء ما زالت مركز للإرهاب الجهادي والفلسطيني، ودمج العنصرين معا يزيد من حجم المشاكل. ولا يبدو أن الإدارة المصرية مصرّة على إجراء علاج جذري للمشكلة المتعلقة بالسيطرة على شبه جزيرة سيناء. ويمكن التعرف على إشارات بداية مشكلة مشابهة على الحدود السورية-الإسرائيلية. والقذائف التي سقطت على الأراضي الإسرائيلية من سوريا نتجت عن صراع داخلي، لكن الجهات الجهادية في أوساط المتمردين معنية بلفت بعض الإنتباه إلى الساحة الإسرائيلية، خاصة على ضوء انتشار الفوضى في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، من غير الواضح إلى متى سيستمر الهدوء مع قطاع غزة، منذ جولة القتال الأخيرة، خاصة إذا قررت الجهات المسلحة الأكثر تطرفاً من حماس العمل ضد إسرائيل وجددت القصف من القطاع على إسرائيل، ولم تستطيع حماس منع هذه القوى، أم أنها لم ترغب بمواجهة شاملة مع هذه التنظيمات. وفي النهاية، فإن إحتمال اندلاع إنتفاضة ثالثة في الضفة الغربية في الأشهر القريبة غير مرتفعة، وذلك بعد الجهود التي بذلتها السلطة لتهدئة الوضع، وبسبب الجو الفلسطيني العام الذي لا يتطلع إلى مواجهة. لكن مستوى الإحباط مرتفع، وعبر عن التوتر بزيادة أعمال العنف من جانب الفلسطينيين، ومن نشاط "تحديد السعر" الذي يقوم به المستوطنين. وربما تتطور الأحداث إلى انفجار شامل. وفيما يتعلق بالحدود الإسرائيلية-اللبنانية يبدو أن الردع المتبادل بين إسرائيل وحزب الله ما زال مستقرا، لكن أي تطور مع إيران سيزعزع هذا الاستقرار

فرص
إلى جانب التهديدات، يوفر الوضع الحالي في الشرق الأوسط لإسرائيل فرص في مجالات مختلفة، وهذه المجالات هي:
1. إمكانية تغيير النظام في سوريا - سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يمس بمحور المقاومة الذي تقوده إيران. ورغم الإفتراض القائل بأن إيران ستجد بدائل جزئية عن سوريا، كممر لمساعدة حزب الله والفصائل الفلسطينية، إلا أنها ستجد صعوبة في استمرار العلاقات التنظيمية معها. وسيتعرض حزب الله للضرر بشكل خاص لأن سوريا هي الممر الوحيد لتزويده بالسلاح. وبالإضافة إلى ذلك، تمس الحرب الأهلية في سوريا كثيراً بالجيش السوري، وأشك بأن الجيش السوري يستطيع المشاركة في مواجهة عسكرية مهمة مع إسرائيل في المستقبل المنظور.
2. تصعيد المواجهة بين إيران والدول العربية السنية – من الناحية العملية، يخوض الطرفان حرب في سوريا، ويقود التيار السني السعودية وقطر، اللتان تزودان المتمردين بالمساعدات العسكرية. في حين تساعد إيران وحزب الله النظام في معركة البقاء. ويعزز تقاسم الأدوار المذكور ويقوي المصالح المشتركة لإسرائيل والدول السنية، التي ربما تتطور إلى استعداد من جانب الدول العربية السنية إلى التعاون مع إسرائيل من أجل إحباط المشروع النووي الإيراني. ويذهب بعض العالم السني إلى التطرف، حيث تعزز فيه قوة التيارات السلفية وتنظيم القاعدة. لكن في جزئه الآخر، معتدل وعلماني ومؤيد للغرب. والتحدي بالتعاون بين إسرائيل والعالم السني المعتدل، الذي تؤيده الدول الغربية، هو الفرصة التي على إسرائيل الاهتمام بها من أجل إقامة أحلاف جديدة.
3. المصالح المشتركة مع تركيا – انهارت سياسة "صفر مشاكل" التي اتبعتها الحكومة التركية، والتي طورت تركيا من خلالها علاقاتها مع سوريا وإيران، في أعقاب تطورات الربيع العربي. وبين نظام الأسد وتركيا صراع بسبب الدعم التركي للمعارضة السورية. كما أن التنافس بين أنقرة وطهران على القيادة الإقليمية عاد إلى البروز إلى السطح، فتركيا في وضع صعود جديد يتطلب منها إعادة صياغة سياستها تجاه دول المنطقة، وموازين القوى فيها. وعلى هذه الخلفية اتضحت المصالح المشتركة لإسرائيل وتركيا، اللتان تلتقيان بضرورة تغيير النظام في سوريا واستمرار استقرار الدولة، وكذلك وقف تقدم المشروع النووي الإيراني.
4. المصالح المشتركة مع مصر - الاعتبارات التي يعمل وفقها نظام الأخوان المسلمين في مصر تعبّر عن بعض المصالح المشتركة بين مصر وإسرائيل، وهذه المصالح هي: الحاجة الفورية للرئيس مرسي بتحسين الوضع الاقتصادي في مصر، ما يدفعه لطلب المساعدة من الغرب، والتعاون الإسرائيلي المصري من أجل استمرار الهدوء في الساحة الفلسطينية، يساعده في حقيق هدفه. التقارب الفكري بين الأخوان المسلمين وحماس، إلى جانب إعادة مكانة مصر في العالم العربي، تعزز من قدرتها على التأثير بما يحدث في قطاع غزة، وضبط العناصر الراغبة بتصعيد الصراع ضد إسرائيل. وبالنسبة لمصر، فإن قدرتها على التأثير على إسرائيل بواسطة المفاوضات والتعاون هو ذخر يعزز مكانتها بالعالم العربي وفي الساحة الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، للدولتين مصلحة مشتركة لتعزيز السيطرة المصرية على سيناء، ومنع نشاط المجموعات المسلحة بهذه المنطقة، وكل ذلك يؤدي لممأسسة الاعتبارات التي تمكن القيادة المصرية من التغلب على التحفظات الأيديولوجية-الدينية من إسرائيل، وإقامة علاقات واقعية معها.
5. تفهم وإعتراف دولي بالمشاكل الأمنية الإسرائيلية - في العمليتين العسكريتين في غزة "الرصاص المنصهر وعامود الغيم" أتضح أن مهاجمة إسرائيل لحماس والجهاد الإسلامي بصورة مراقبة، تحصل على تأييد دولي، بمعى أدق كلما كانت الإصابات في صفوف المدنيين أقل، وجدول أعمال العمليات العسكرية أقل، ومن دون معركة برية معقدة، تنال إسرائيل على دعم وفهم وحرية عمل من جانب الحكومات الغربية. واتضح أنه بمثل هذه المواجهات تحصل ربما حماس على بعض الدعم المحلي، لكن على دعم أقل من الغرب.
6. إمكانية تجديد مسيرة السلام مع الفلسطينيين - جزء من التطورات الإقليمية يمهد الطريق أمام تجدد مسيرة السلام مع الفلسطينيين. والاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو غير رسمي في الأمم المتحدة، يعتبر إنجاز للسلطة الفلسطينية، ويمكن الرئيس عباس من تجديد المفاوضات مع إسرائيل من دون شروط مسبقة كما تطالب إسرائيل، أو بشروط أقل من الشروط السابقة التي رفضتها إسرائيل. والمكانة المتعززة لمصر في الساحة الإقليمية، من شأنها أن توفر غطاء لعودة السلطة الفلسطينية لطاولة المفاوضات. ومن وجهة نظر إسرائيلية، إعادة انتخاب الحكومة يدفع باتجاه خطوات سياسية ويشكل فرصة لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الفلسطينيين ويجدد الحوار مع السلطة الفلسطينية ويحسن العلاقات بين إٍسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، ويعزز مكانة إسرائيل الدولية.
7. الاستقلال في مجال الطاقة – تعزز في إسرائيل عام 1913 قطاع الطاقة بعد الكشف عن مخزون الغاز الطبيعي. واستخراج الغاز عام 2013 يقلص تعلق إسرائيل بمصادر الطاقة غير الموثوقة، وتساعد في النمو الإقتصادي، ويوفر ميزانيات لسلطة الحكومة والجمهور. وبالإضافة لذلك، تتحرر الولايات المتحدة تدريجيا من التعلق بالنفط الشرق أوسطي، بفضل زيادة إنتاج الغاز والنفط، وإزدياد التكنولوجيا الحديثة، تقلل من التعلق بالعالم العربي وبالنفط الشرق أوسطي.

مواجهة التهديدات، الفرص وعدم الوضوح
مالت إسرائيل في واقع عدم الوضوح، الذي برز عامي 2011 و 2012، إلى تبني سياسة "التخندق" السلبي، بهدف تقليص الأضرار، ذلك أن طرحها لمبادرة يحملها قدراً من المخاطر. ومنذ أن بدأت الثورات في العالم العربي، إختارت إسرائيل سياسة الانتظار إلى حين اتضاح الصورة، وذلك للرد على التطورات التي تحدث وتحسين قدرة الدفاع ضد تحقق التهديدات المختلفة. ورغم أن هذه السياسة حققت بعض الإنجازات، لأنها كانت حذرة جدا في إدارة الأزمات، وفي الرد العسكري على تطور الأحداث خلال العامين الماضيين، مثل امتناع الحكومة عن زعزعة العلاقات الإسرائيلية المصرية بعد الهجمات التي شُنت على إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. كما عبرت المواجهة العسكرية "عامود الدخان" محدودة الحجم، والأولى التي اندلعت منذ سقوط نظام حسني مبارك، عن الحذر الإسرائيلي والرغبة بالمحافظة على العلاقات مع مصر. وسبب إضافي للحذر الاستراتيجي هو أن إسرائيل أمتنعت عن فتح جبهات جديدة سياسية وعسكرية في مناطق مختلفة، تؤدي إلى حرف الإنتباه عن القضية الأخطر والأهم، التي تواجه إسرائيل وهي إيران.
ومع ذلك، وعلى خلفية المخاطر، فإن التخندق لا يساعد في التصدي للتوجهات السلبية، ولا يسمح باستغلال فرص جديدة. وعليه، لا تكفي السياسة الحالية للتصدي للتأثيرات السلبية على علاقات إسرائيل بالعالم العربي، النابعة من زيادة قوة الجمهور العربي. ولا تمكن السياسة المذكورة التصدي بفعالية للعزلة السياسية وعدم الشرعية المتزايدة لإسرائيل. كما أن السياسة التي اتبعتها إسرائيل في العامين الماضيين لا تمنع أو توقف اندفاع إسرائيل نحو دولة ثنائية القومية. كما أنها لا تسمح باستغلال الفرص والتعاون مع العالم العربي وتركيا، التي توفرت في أعقاب التقلبات الإقليمية.
وعليه، من المهم أن تتضمن سياسة إسرائيل عنصر آخر، يقلل المخاطر ويزيد من الفرص المتوفرة في المنطقة، والتي يمكن لها أن تخدم مصالح إسرائيل وهي:
1. تعميق الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بهدف التوصل لتفاهم واضح بين الدولتين في مواجهة التهديد الإيراني – يتوجب على الدولتين أن يوفرا ردا مشتركا حول متى يتبين لهما أنهما استنفذتا كل الخيارات غير العسكرية مع إيران، ومتى منع امتلاك إيران للقدرات النووية العسكرية يتطلب هجوم عسكري. ويجب دراسة كيف تتحول المعلومات الإستخبارية المشتركة والتفاهمات الإستراتيجية المتشابهة، والأهداف الاستراتيجية المتشابهة (عدم تمكين إيران من امتلاك قدرات عسكرية نووية) إلى اتفاقات بخصوص الطريق الأسلم لوقف المشروع، وهي طريقة تخدم مصالح الطرفين والثقة المتبادلة بين أوبام ونتنياهو عنصر أساسي في وضع خطة عمل مقبولة على الأطراف، وربما منسقة فيما بينهما.
2. مساعدة لحل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية - لإسرائيل مصلحة بالاتفاق بين الولايات المتحدة و/أو مع الدول 1+5P وبين إيران، يتم في إطارها ترتيب الشروط لمنع تحويل إيران إلى قوة نووية عسكرية. وعلى إسرائيل إجراء حوار عميق مع الولايات المتحدة ومع بقية الدول المشاركة في المفاوضات مع إيران، بحيث تطرح أمامها أفكار مختلفة ومعقولة بخصوص الصفقة، في حال توفرت ظروف للتوصل لصفقة مع إيران، لا تهدف إلى اعاقتها. ويدور الحديث عن حل يوقف التقدم الإيراني ويعزز جهاز الرقابة - الحل المفضل من ناحية استراتيجية على خيارات القنبلة أو القصف.
3. العودة لطاولة المفاوضات مع الفلسطينيين - من الصعب التوصل إلى تحسين مهم في علاقات إسرائيل مع العالم العربي والتعاون الفعال ومواجهة التحديات مثل تحدي المشروع الإيراني من دون تحريك مسيرة السلام السياسية مع الفلسطينيين. والعودة إلى طاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية مهم لمواجهة الضعف الذي تمر به السلطة، ما يدفع حماس إلى تعزيز قوتها. كما أن استمرار الوضع على حاله يجر إسرائيل لواقع دولة ثنائية القومية في الساحة الإسرائيلية-الفلسطينية -خاصة في وضع تبلور فيه مصلحة إسرائيلية بترتيب العلاقة مع حكومة حماس في غزة. الاستعداد لدفع الثمن مقابل تحريك مسيرة السلام مع الفلسطينيين يغير النظرة السلبية القريبة والبعيدة من إسرائيل. ويجب التأكيد أن يكون هدف تحريك مسيرة السلام هو إحداث تغيير حقيقي بالوضع في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية. وفي الواقع السياسي الحالي الذي يمر به الطرفين، فإن إمكانية تغيير الوضع عن طريق التركيز على مفاوضات التسوية النهائية، تعتبر ضعيفة. وعليه، من المهم دراسة إمكانية اتباع خطوات أحادية الجانب منسقة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، أو التوصل لتسويات جزئية مع السلطة الفلسطينية، من أجل المحافظة على استمرار المسيرة السلمية، وعلى حل "دولتين لشعبين". والجدير ذكره، أن على إسرائيل الاستفادة من عدم الرغبة الفلسطينية بالتوصل لحل من خلال المفاوضات، من أجل تحقيق حلمها بإقامة دولة يهودية ديمقراطية -آمنة وشرعية.
4. إقامة علاقات مستقرة مع النظام الجديد في مصر – تعتبر المصالح المشتركة بين إسرائيل ومصر المتمثلة بالمحافظة على الهدوء الأمني في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، أساس العلاقات بين الطرفين. وفي هذا المجال، يمكن التوصل لتسويات أمنية جديدة في سيناء وترتيب وقف إطلاق النار مع حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في غزة. وتعديل الملحق العسكري من اتفاق السلام مع مصر، ما يعتبر موافقة من الأخوان المسلمين على اتفاق السلام بين الدولتين، وهذا موضوع مهم. ولا تستطيع إسرائيل استمرار تنسيق سياستها مع الجيش المصري فقط، فمن المهم لها توسيع اتصالاتها لتشمل الحكومة المصرية الجديدة، ومحاولة إجراء حوار مع الجمهور المصري، مستغلة بذلك الشبكات الإجتماعية على الانترنت.
5. توسيع التعاون مع الدول العربية السنية - إضافة إلى التركيز على العلاقات مع مصر، من المهم التأكيد على تبني سياسة إضافية. ففي المناطق المجاورة لإسرائيل مثل الأردن، تستطيع إسرائيل مساعدته في مواجهة المشاكل الإقتصادية، ومساعدتها على تلقي مساعدات من الدول الغربية. كما أن الاتفاق على دور للأردن في الساحة الإسرائيلية-الفلسطينية في إطار محاولات إحياء مسيرة السلام من شأنه أن يدفع باتجاه التعاون بين الدولتين. وبخصوص الدول السنية الأبعد، يفضل التعاون مع دول الخليج بهدف بناء تحالف ضد إيران ومشروعها النووي. وفي هذا الإطار، من المهم تجديد الحوار حول المشروع العربي للسلام، وهي خطة مهمة، تستحق أن تحول لأساس للمفاوضات، وليس وثيقة تحدد معايير السلام قبل المفاوضات نفسها.
6. تحسين العلاقات مع تركيا – رغم الشكوك بإمكانية تحسن وعودة العلاقات التي كانت قائمة بين إسرائيل وتركيا قبل صعود حزب العدالة والتنمية للسلطة، فإن تحسين العلاقات مع تركيا يساهم في مواجهة الإنعكاسات السلبية للتقلبات العربية، وإقامة تحالف إقليمي ضد إيران بمشاركة إسرائيل. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، على حكومة إسرائيل المبادرة من أجل وضع حد للتوتر الذي نشأ في أعقاب حادثة سفينة مرمرة. والثمن المطلوب من إسرائيل لعودة العلاقات إلى سابق عهدها معروف، وإسرائيل لن تتضرر إذا دفعت الثمن، وهو ليس باهظاً مقارنة مع المكاسب، مثل إشراك تركيا إضافة إلى مصر من أجل استمرار الهدوء في قطاع غزة، والدولتان على علاقة جيدة مع حماس في غزة.

خلاصة
واجهت إسرائيل بنجاح تحديات الإنتفاضات العربية التي وقعت من عامي 2011-2012. وظلت إسرائيل جزيرة من الاستقرار في شرق أوسط ملتهب. قدراتها العسكرية وحذرها بعدم الانجرار لصراع لا لزوم له، وتحالفها الأمني والسياسي مع الولايات المتحدة، منع وقوع صدامات عسكرية واسعة النطاق. كما أن وقوع انتفاضة ثالثة، أو موجة مسيرات غير عنيفة على اسلوب "الربيع العربي" إلى حدود دولة إسرائيل لم تتحقق، وظل الردع الإسرائيل قوياً ومؤثراً أمام الدول المجاورة وأمام المنظمات المختلفة التي تسيطر على مناطق مختلفة.
ومع ذلك، لا يزال التهديد النووي الإيراني يحلق في سماء إسرائيل، ولا توجد حلول لمنع تسليح التنظيمات الإرهابية في لبنان وغزة. والتراجع في مكانة إسرائيل الدولية والتشكيك بشرعيتها، كان نقطة الضعف الأساسية في الأمن القومي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة.
مصطلح "عام الحسم" أصبح أمراً عادياً، ومن غير المناسب استخدامه عام 2013. ومع ذلك، ينتظر إسرائيل ربيع وصيف حاران –وقائع مهمة وأساسية تتطلب من إسرائيل قرارات شجاعة من أجل تغيير التوجهات السلبية. قضية المشروع النووي الإيراني، واستقرار اتفاقات السلام، والصراع الداخلي في سوريا، ومسيرة السلام مع الفلسطينيين تتطلب إعداد ترسيم وتوزان بين سياسة حذرة تتضمن بعض "التخندق" وبين سياسة فعالة تمكن إسرائيل من مواجهة التحديات، حيث الواقع الدولي بشكل عام والشرق الأوسط ينتظرها.



#عليان_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع - عامود الغيم -حلقة 3
- التقرير الاستراتيجي لمؤتمر هيرتسليا الإسرائيلي 2013- ترجمة ع ...
- العملية العسكرية الإسرائيلية عامود الغيم - ترجمة عليان الهند ...
- العملية العسكرية الإسرائيلية عامود الغيم - ترجمة عليان الهند ...
- الحروب الجديدة لإسرائيل
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة-مواقف إسرائيلية
- عامود الغيم -العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة : عملي ...
- أعطوا غزو لمصر
- خطة الجنرال أييلاند لضم غزة لمصر - ترجمة عليان الهندي
- إسرائيل والإسلام السياسي بين المواجهة والتعايش
- عام على الثورات العربية - الموقف الاسرائيلي ترجمة عليان الهن ...
- عام على الثورات العربية - الموقف الاسرائيلي ترجمة عليان الهن ...
- عام على الثورات العربية - الموقف الاسرائيلي ترجمة عليان الهن ...
- ملاحظات فلسطينية حول موقف الحركة الصهيونية من مذابح اليهود ! ...
- هل ستندلع الحرب بين إسرائيل وإيران
- التقرير الاستراتيجي 2011 الحلقة الأخيرة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة قبل الأخيرة
- التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي السنوي 2011 الحلقة السابعة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة السادسة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة الخامسة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان الهندي - الشرق الأوسط في التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2013- ترجمة عليان الهندي - حلقة 1