أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة















المزيد.....

خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اجتمع في الدوحة عاصمة قطر يوم أمس ( السبت 22.06.2013 ) ، وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية وأوربية ، إضافة إلة الولايات المتحدة الأمريكية ، تحت مسمى " مؤتمر أصدقاء سورية " ، أو ( لندن 11 ) والمعني هنا ، أصدقاء الشعب السوري والثورة السورية المستمرة منذ منتصف شهر آذار 2011 .
تعود الأسباب الأساسية للتناقضات الواردة في عنوان هذه المقالة ،وبالتالي الموقف المتباين ( نسبياً ) للدول الـ 11 التي تصف نفسها بمجموعة "اصدقاء الشعب السوري" من كل من الثورة السورية ، والنظام السوري ( نظام عائلة الأسد ) الذي قامت ضده هذه الثورة ، إلى استناد هذه المواقف المتباينة لهذه المجموعة من الثورة السورية ، سواء في مؤتمر الدوحة اليوم أو في المؤتمرات التي سبقته في الأشهر الماضية ، بصورة خاصة إلى مايلي:

ـــ وقوف دولتين كبريين من دول الفيتو الخمس ،( روسيا والصين ) وبسبب مصالحهما الاقتصادية
والجيوسياسية ، إلى جانب النظام السوري ( لصاحبه بشارالأسد ) ، ضد ثورة آذار 2011 السورية .
ـــ رغبة العديد من دول النظام الرأسمالي / الامبريالي العالمي ، بإبقاء باب الصراع مفتوحاً على
مصراعيه ،بين الأقلية الشيعية والأكثرية السنية ، ليس فقط في الوطن العربي ، وإنما في العالم
الإسلامي كله . ذلك أن انشغال العرب والمسلمين بهذا الصراع ، سوف يضعفهم جميعاً ، وسوف تبقى
بالتالي اليد العليا ــ على المدى المنظور على الأقل ــ لهذه الدول الكبرى المتطورة ، ولصنيعتهم "
إسرائيل " .
إن الشعارات المذهبية التي يطرحها بعض المتشددين الإسلاميين من التيارين السني والشيعي ، إنما
تمثل ـ بنظرنا ـ أكبر هدية يقدمها هؤلاء المتشددين للنظام الرأسمالي العالمي ، وهي الهدية التي
كان وما يزال يبحث عنها هذا النظام ، لإجهاض كل ثورات الربيع العربي ، وبينها الثورة السورية .
ـــ العلاقة الإيجابية بين نظام عائلة الإسد وإسرائيل ، والتي كانت ثمرتها الكبرى ، الصمت المستمر
لنظام عائلة الأسد ، على احتلال إسرائيل لهضبة الجولان عام 1967 ، بل والتخلي عن القضية
الفلسطينية كلها ، وهو ماعبر عنه أحد كبار المسؤولين السوريين في نظام حافظ الأسد ، ذات يوم ،
بقوله : " ليقلع كل أشواكه بيده !!" والكلام كان موجهاً للفلسطينيين . ولعل هذه العلاقة الإيجابية مع
إسرائيل ، هي التي تقف وراء دخول حزب الله وإيران والمالكي على خط القتال في سورية ،
وحسمهم معركة " القصير " لصالح بشار الأسد ، أمام سمع العالم وبصره وأيضاً صمته . ولايخرج
مؤتمر الدوحة ــ بتقديرنا ـ عن كون صمته كان من النوع المسموع والمقروء .

إن موقف بعض دول ( لندن 11) ، من جهة ، مع الشعب السوري والثورة السورية ضد بشار الأسد ، ومن جهة أخرى ضد المقاومة العراقية و مع نوري المالكي حليف بشارالأسد العضوي ، والذي جاء على ظهر الدبابات الأمريكية عام 2003 بمساعدة إيرانية وخليجية معروفة للجميع ، إنما ينطوي بنظرنا على إزدواجية مكشوفة يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ازدواجية يرفضها العقل السليم والمنطق السليم
وبالتالي يرفضها الشارع العربي ، و ثورات الربيع العربي ، وترفضه بالتالي الثورة السورية .

إن مانرغب ان نقوله لإخواننا في الدوحة حول هذا الموضوع ( ونزعم أن شباب ثورة آذار يتفقون معنا في هذا الرأي ) : أيها المشاركون في " مؤتمر أصدقاء الشعب السوري " من العرب والمسلمسن وغيرهم ، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، نتجاوز بها هذه الازدواجية في موقف دولكم من المسألتين السورية والعراقية ، وهي ، أن تقفوا إلى جانب " الشعب " في كلا البلدين ، أي عملياً أن تقفواإلى جانب الديموقراطية الحقيقية ، وليس إلى جانب الديموقراطية المزيفة ، سواء ديموقراطية " بريمر" التي جاءت بدستور الاحتلال الإنجلو ـ أمريكي عام 2005 ، والذي بدوره ( الدستور)جاء بنوري المالكي إلى سدة الحكم ، أو ديموقرطية المادة 8 من دستور حافظ الأسد 1973 ، والذي بدوره أوصل بشار الأسد إلى سدة الحكم . إن التطبيق الحقيقي للديموقراطية الحقيقية ، يستلزم بداية ، تطهير البلدين من عفن الاستبداد والفساد ، ذلك العفن الذي مابرح ينخر في الجسم السوري منذ 1970 ، وينخر في الجسم العراقي منذ 2003 . ينبغي فتح أبواب ونوافذ البلدين للهواء النقي ، المطعم بالحرية والكرامة ، وبالمساواة والعدالة ، وذلك تمهيداً لولوج محراب هذه الديموقراطية الحقيقية ، حيث لن يكون على رأس السلطة التي ستطبق وتحمي هذه الديموقراطية ، لابشارالأسد في سورية ، ولا نوري المالكي في العراق.

لقد تجسدت ، التناقضات والتباينات ، في مواقف " أصدقاء الشعب السوري " الـ 11 ، والتي حملها البيان الختامي (غير السري ) ، والمؤتمر الصحفي لوزيري خارجية أمريكا وقطر، وكذلك بعض التصريحات الخاصة لبعض المشاركين ، بصورة أساسية بالآتي :
ــ الاستمرار في لعبة عدم التطابق بين القول والفعل ، لدى بعض هؤلاء " الأصدقاء !! " ، وكذلك في
لعبة ماهو" معلن " وما هو " مسكوت عنه " ،
ــ جعل دعم الثورة مسؤولية خاصة ، وفردية ، تتعلق بما تراه وبالتالي تقرره لنفسها وبنفسها ، أية دولة
من هذه الدول الـ " الصديقة " ،
ــ اتفاق الجميع ( !!) ، على أن كافة المساعدات التي يمكن أن تقدم للثورة السورية حاضراً ومستقبلاً ،
يجب أن تصب في طاحونة جنيف2 ،( جنيف كيري ولافروف ) أي جلوس " الطرفين " على
طاولة المفاوضات ، للحوار وحل كافة الأمور المختلف عليها بالتوافق ، بما في ذلك مصير بشار
الأسد ، وعائلته ، وكل من تلطخت يداه معهم بدماء الشعب السوري من المرتزقة والشبيحة والأتباع .
ــ محاولة شق صفوف الثوار ، إلى عسكريين ومدنيين ، إسلاميين وعلمانيين ، متطرفين ومعتدلين ،
واللعب بورقة هذا الإنقسام ، وتوظيفها في تبريرمواقفهم من الثورة السورية ،سواء أكانت هذه المواقف
باتجاه الأمام ، أو باتجاه الخلف ، أو مكانك راوح .
ــ تنفيذاً وترسيخاً لمخطط الدول الكبرى ، في استمرار اللعب بورقة الانقسام الطائفي في المنطقة ، فإن
الدول العربية ( الإسلامية السنية ) سوف تعطى ـ غالباً ـ هامشاً خاصاً للحركة ، يساعد هذه الدول
الكبرى ( صديقة الشعب السوري !) على الاستمرار في مسك عصا الصراع السني الشيعي في المنطقة
من منتصفها ، وجعله يستمر أطول مدة ممكنة ، لأن هذا هو ماتريده " إسرائيل " على مايبدو.
ــ إن إطالة أمد الحرب بين المعارضة والنظام في سورية أطول مدة ممكنة ، وعدم السماح للمعارضة
السورية بالانتصارعلى نظام بشارالأسد ،هي الهدف الحقيقي ــ من وجهة نظرنا ــ عند أغلبية
"أصدقاء الشعب السوري" المحترمين ، ولكن ــ بطبيعة الحال ــ ليس كلهم ؟!. لقد أوضح أحد وزراء
الخارجية الكبار المشاركين في مؤتمر الدوحة ، بصورة لالبس فيها ، من أن المساعدة العسكرية التي
سيقدمها أصدقاء سورية للمعارضة السورية ، يجب ألاّ تسمح بتحقيق انتصارهذه المعارضة على
النظام ، وإنما إحداث توازن عسكري ، يسمح لهذه المعارضة بالذهاب إلى جنيف 2 .
إذن فهو القتال إلى ماشاء الله ، وهي المؤتمرات والبيانات والتصريحات ، أيضاً إلى ماشاء الله .

لا ياسادة ، لقد شب الشعب السوري عن الطوق ، وما عاد رغم حاجته إلى سلاحكم ، يقبل بأقل من النصر، النصرعلى مصاصي دمائه ، وسارقي رغيف خبزأبنائه ، ومدمري بيوته ،وقاتلي زهرات شبابه ومشردي أسره . وليست ثورات الربيع العربي ،التي فجرها جيل الشباب في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق ، والتي يحاول بعض المشاركين في مؤتمراتكم العتيدة الإلتفاف عليها واحتواءها ، إلاّ الطلائع الرائدة لهذا النصر ، الذي تحسبونه بعيداً ، ونراه قريباً . والله أعلم .
ــــ انتهى ــــ



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر حول الثورة السورية (2) / G8
- خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية
- ماوراء جنيف وما وراء الوراء
- ثورة آذار 2011 ومؤتمر جنيف2
- علم الإجتماع في الوطن العربي
- خواطر حول الإخوان المسلمين والثورة السورية
- عامان والثورة مستمرة
- في سورية : انتفاضة أم ثورة ؟
- ثورات الربيع العربي بين الرأي والرأي الآخر
- بشار الأسد وحكاية العصابات المسلحة
- نداء أخوي ثان
- المعارضة السورية في ميزان النقد ، مساهمة في التحليل والحل
- الدفاع عن الرسول : نعم ولكن!
- النظام السوري إلى أين؟
- حزب البعث وسرطان الطائفية
- التغير الإجتماعي بين الإصلاح والثورة الحالة السورية نموذجاً
- ليس من رأى كمن سمع
- جيش الأسد : من مذبحة الحولة إلى مجزرة تريمسة
- نداء أخوي
- الخامس من حزيران 1967


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة