أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - مغزى ما يحدث في تركيا














المزيد.....

مغزى ما يحدث في تركيا


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 22:45
المحور: المجتمع المدني
    



على غرار بلدان " الربيع العربي " فاجأت تركيا العالم باندلاع المظاهرات والاعتصامات في ساحات وميادين استنبول والعاصمة أنقرة وغيرها من المدن التركية ، والتي شارك فيها مئات الألاف وتخللتها مصادمات عنيفة بين المحتجين الأتراك وشرطة مكافحة الشغب ، والتي نجم عنها حتى الآن مصرع أربعة أشخاص و اعتقال المئات و جرح خمسة الاف من بينهم بضعة مئات من الشرطة . تصدرت احتجاجات ساحة تقسيم وحديقة غازي القريبة منها و التي تم اقتحامهما بالقوة من قبل الأمن التركي بعد مضى ثلاثة اسابيع العناوين الرئيسية لأجهزة الاعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي في داخل تركيا وخارجها، كما وصل صداها إلى الجوار الإقليمي ، كما انتقدت بلدان مؤثرة في الشأن التركي مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي التي تطمح تركيا لنيل عضويته الإستخدام المفرط للقوة من قبل الأمن ضد المتظاهرين . زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة التركية طيب رجب اردوغان والعديد من اقطاب الحكم في تركيا ردو بقوة على تلك الانتقادات معتبرين ما جرى محاولة من المعارضة التركية لإستغلال لقضية بيئية محدودة من اجل توظيفها سياسيا لزعزعة الحزب الحاكم ، وبأن ذلك التصعيد تقف ورائه بعض القوى المتطرفة ، والرعاع والسراق والمخربين .. وبأن تركيا حققت في عهد أردوغان الكثير من المنجزات ( وهي حقيقية ) التنموية والاقتصادية والاجتماعية حتى في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية . السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يستحق إزالة 600 شجرة من حديقة غازي لغرض إعادة بناء ثكنة عثمانية قديمة ، أو تشييد برج تجاري وسكني حديث كل هذه الاحتجاجات الواسعة التي تمثل أخطر وأكبر تحدي يواجهه حزب العدالة والتنمية منذ وصوله إلى الحكم قبل أكثر من عشر سنوات ؟ من الواضح بأن المعارضة ( القومية واليسارية ) العلمانية وانصار البيئة بل وكثير من المواطنيين العاديين لهم رؤية أخرى مغايرة للرواية الرسمية ، إذ يعتبرون بأن الحديقة تعد متنفسا لسكان استنبول وهي احد المعالم الحضارية للمدينة التي تتوزع مابين أوربا وأسيا ، وان هدم الحديقة يندرج في اطار ارضاء جشع كبار رجال الاعمال الأتراك والأجانب ، وقبل كل شيء يأتي في سياق المحاولات المحمومة للحزب الحاكم للإجتثاث التدريجي لمقومات الدولة المدنية و قيم العلمانية والديمقراطية التي ارسى دعائمها مصطفى كمال اتاتورك باني تركيا الحديثة على انقاض الخلافة العثمانية التي انهيت رسميا في عام 1924 ، وبأن الحزب الحاكم الذي التزم بالحفاظ على الدستور المدني / العلماني والذي على ارضيته حقق فوزه في الانتخابات ، يعمل جاهدا لإعادة عثمنة الدولة والمجتمع والثقافة، وبأن وراءأحلام إعادة امجاد الأمبراطورية العثمانية يكمن التورط و التدخل التركي الواسع والنشط في بلدان المشرق والمغرب العربي ، وذلك من خلال تبني واحتضان الإسلام السياسي وخصوصا جماعات الأخوان المسلمين في تلك البلدان ، وبأن الخطاب الرسمي التركي يحمل طابعا مزدوجا ، فهو يخاطب الغرب بتأكيده على قيم العلمانية والديمقراطية ، في حين يتضمن خطابه الموجه للعالمين العربي والإسلامي التركيز على تعميم فهمه وتطبيقه للنموذج الاسلامي المنشود . الغرب من جهته يسعى إلى تعميم النموذج التركي ( الإسلام المدني المعتدل ) في العالميين العربي والإسلامي ، وليس لديه مشكلة في قيادة تركيا ( ايدلوجيا وسياسيا ) لهذا التحول ، وذلك لأسباب مهمة عدة من بينها ، كون تركيا كانت ولا تزال وثيقة الصلة بالولايات المتحدة الأمريكية وبالغرب عموما على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية ، سواء في مرحلة الحرب البارد أو ما بعدها ، وفي العهود الديكتاتورية العسكرية أوالديمقراطية على حد سواء ، بما في ذلك الحكومة الحالية التي تمثل اليمين المحافظ ، حيث تتبنى بقوة أليات السوق الحرة والخصخصة ، وحرية التجارة ، كما تمتعت تركيا من قبل بعضوية السوق الأوربية المشتركة ، و تحتل مكانة متقدمة في حلف شمال الأطلسي ، و تنتشر فيها العديد من القواعد والمنشئات الأمريكية والغربية بمافي ذلك منصات صواريخ باتريوت ، ولا ننسى العلاقات السياسية و العسكرية والاقتصادية ( بغض النظر عن أزمة قافلة غزة ) المميزة التي تربط تركيا مع إسرائيل ، كما تعمل الحكومة التركية جاهدة من أجل نيل عضوية الاتحاد الأوربي. لقد عملت الولايات المتحدة وحليفاتها في أوربا والمنطقة كل ما في وسعها من أجل إفراغ الحراك الثوري في بلدان " الربيع العربي " من مضمونه الاجتماعي والسياسي المستند الى الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وفك التبعية للخارج ، وذلك من خلال إعادة تأهيل تلك الآنظمة المتهالكة عبر بوابة الإسلام السياسي، حيث النموذج الاسلامي التركي كان حاضرا ، رغم الاختلاف الموضوعي بين الحالة الإسلامية التركية ( المتقدمة) على شوائبها وقصورها ، مقارنة بالحالة الإسلامية العربية ( المتخلفة ) سواء على صعيد انساق السلطة والمجتمع والثقافة ، أو طبيعة المكونيين الإسلاميين رغم جذرهما المشترك. ختاما نقول أردوغان يستطيع إبراز الكثير من المنجزات المهمة التي حققها في حين رجعت البلدان العربية تحت حكم الإسلام السياسي عقودا إلى الوراء.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - مغزى ما يحدث في تركيا