أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مصر الى أين؟!















المزيد.....

مصر الى أين؟!


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما‮-;- ‬-;-فاز الإخوان بالانتخابات البرلمانية في يناير وفبراير‮-;- ‬-;-2012‮-;- ‬-;-بحصص الأغلبية،‮-;- ‬-;-رغم حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان قانون الانتخاب وما ترتب عليه من حل مجلس الشعب، قبل يومين من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمد مرسي،‮-;- ‬-;-مرشح جماعة الإخوان المسلمين،‮-;- ‬-;-ورئيس حزب الحرية والعدالة،‮-;- ‬-;-حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عصر يوم‮-;- ‬-;-24‮-;- ‬-;-يونيو‮-;- ‬-;-2012، فوزه بفارق أقل من مليون صوت عن منافسه المرشح المستقل أحمد شفيق‮-;- ‬-;-ليشكل قمة الانتصار للحركة الإسلامية في مصر والعالم العربي، وليطرح العديد من التساؤلات حول النموذج الإسلامي المتوقع لحكم الإسلاميين في مصر !!..الى التطور الجذري في طبيعة النظام السياسي في مصر، مع اعتلاء جماعة الإخوان المسلمين قمة النظام السياسي، وقبول المؤسسة العسكرية بهذا التحول، يثير تساؤلات مهمة حول ما إذا كان هذا التطور يعبر عن تحول جذري وهيكلي حقيقي في ذهنية العسكر في مصر أم لا، ومستقبل العلاقة بين العسكر والإسلاميين.... وربما يكون من المهم، في هذا الإطار، العودة إلي أحد النماذج المهمة في العلاقة بين العسكر والإسلاميين.... وتمثل التجربة الباكستانية مثالا مهما في هذا الإطار، خاصة أن بعض الكتاب بدأوا يطرحون بالفعل فرضية تحول مصر إلي النموذج الباكستاني...رغم الفروق الواسعة بين نماذج الإسلاميين‮-;- ‬-;-غير العرب،‮-;- ‬-;-المتعددة والمختلفة في الحكم، كالنماذج الإيرانية،‮-;- ‬-;-والتركية،‮-;- ‬-;-والباكستانية،‮-;- ‬-;-أو الماليزية أو الإندونيسية وغيرها، فإن كلا منها‮-;- -‬-;-بحكم التشابه المرجعي على الأقل‮-;-- ‬-;-قد يمثل نموذجا ممكنا للتأسي والاعتبار، ‬-;-ولكن يظل لكل منها سياقاته،‮-;- ‬-;-ولحظاته،‮-;- ‬-;-وحاضنته الثقافية،‮-;- ‬-;-والاجتماعية الخاصة به‮-;-. ‬-;-وقياسا على ذلك،‮-;- ‬-;-نري أن هناك نماذج مستبعدة من مخيلاة حركة الإخوان !!!..

‬-;-يأتي النموذج السوداني،‮-;- ‬-;-تحت حكم عمر البشير أول النماذج المستبعدة، رغم قبضته الشمولية على السلطة قبل‮-;- ‬-;-23‮-;- ‬-;-عاما، لكونه نموذجا انقلابيا عسكريا في الأساس،‮-;- ‬-;-ولكونه‮-;- ‬-;-غير ديمقراطي في ممارسته السياسية،‮-;- ‬-;-أو بنيته الفكرية‮-;-....‬-;- وهو نموذج فاشل على مستوي الدولة‮-;- -‬-;-التي انقسمت‮-;-- ‬-;-كما أنه يتصف بالعزلة،‮-;- ‬-;-وحالة عدم الاستقرار والرفض الدولي والإقليمي، كما أنه في طريقه للانهيار بعد أن انفجرت إرهاصات ثورة في وجهه ‬-;-وهذا النموذج الانقلابي قد لا يتحقق إلا في حالة قيام انقلابات مستبعدة في اللحظات الحالية في مصر !!!..وهناك ‬-;-النموذج الباكستاني‮-;-/ ‬-;-الأفغاني‮-;-: ‬-;-وهو نموذج يمكن وصفه سياسيا بضعف الدولة المركزية، وترك الحالة السياسية الداخلية دون تدخل كبير، بينما تحتفظ المؤسسة العسكرية بالملفات السيادية،‮-;- ‬-;-وشئون الأمن القومي والملف النووي‮-;-....‬-;- ووصف ثقافيا بالتقليدية الشديدة،‮-;- ‬-;-حيث يمتزج القبلي مع الديني مع الطائفي،‮-;- ‬-;-في سياقات ضعف مستويات التنمية،‮-;- ‬-;-والتعليم،‮-;- ‬-;-وزيادة معدلات الفساد،‮-;- ‬-;-وعدم الشفافية‮-;-....‬-;- ولا يمثل كذلك نموذجا قابلا للجذب أو التأسي،‮-;- ‬-;-وشرطه الوحيد تجربة ارتداد حداثية وعنيفة،‮-;- ‬-;-تكاد تكون مستبعدة في مصر !!..

علي الرغم من تأسيس الدولة الباكستانية علي أساس تقسيم ديني لشبه القارة الهندية، والسماح بعمل الأحزاب الإسلامية، فإنه يصعب الحديث حتي الآن عن نموذج واضح الملامح لما يمكن أن نطلق عليه "نموذجا إسلاميا" في الحكم، بسبب أنه لا توجد تجربة إسلامية من الأساس - إيجابية كانت أو سلبية - في الحكم، وذلك باستثناء صعود الأحزاب الإسلامية الستة الرئيسة (جماعة علماء باكستان، وجماعة علماء الإسلام - جناح فضل الرحمن، وجماعة علماء الإسلام - جناح سميع الحق، وجماعة أهل الحديث، والحركة الإسلامية الباكستانية (الحركة الجعفرية سابقا)، والجماعة الإسلامية) تحت مظلة "تحالف العمل الموحد" في الانتخابات البرلمانية والمحلية عام 2002، والتي حصلت فيها مجتمعة علي 58 مقعدا في الجمعية الوطنية، وأغلبية مقاعد الجمعية التشريعية لإقليم الحدود الشمالية الغربية، بما مكنها من تشكيل الحكومة المحلية في الإقليم، ومجيئها في الترتيب الثاني داخل الجمعية الوطنية لإقليم بلوشستان، بما مكنها من تشكيل الحكومة الائتلافية في الإقليم مع حزب برفيز مشرف..... باستثناء هذه التجربة، لا توجد تجربة للإسلاميين في الحكم... كما لم تستطع أي من القوي الإسلامية الوصول إلي منصب الرئاسة، منذ نشأة الدولة الباكستانية...الأهم من ذلك أن التجربة السابقة لصعود الإسلاميين لا تمثل مؤشرا حقيقيا علي قدرة الإسلاميين علي الوصول إلي السلطة في باكستان.... صعود الإسلاميين في هذه الانتخابات كان أقرب إلي الصعود "المخطط" من جانب الرئيس السابق (الجنرال) برفيز مشرف، بالتعاون مع الجيش والمخابرات العسكرية، لتحقيق أهداف محددة، ارتبط بعضها بطبيعة المشهد السياسي، الداخلي والإقليمي والدولي، خلال فترة ما بعد سبتمبر 2001، وارتبط بعضها الآخر بطبيعة تحالف مجلس العمل الموحد.... لذلك يصعب الاستناد إلي هذه الخبرة للقول إن هناك نموذجا لتجربة إسلامية في الحكم في باكستان.... فما حدث خلال الفترة من 2002 إلي 2008 هي تجربة محدودة جدا بالقياس بالتاريخ الباكستاني، كما أنها تجربة تمت هندستها بمعرفة الرئيس السابق مشرف، سرعان ما انتهت بانتهاء نظامه....خلاصة القول، إذن، إنه إذا كان للتجربة الباكستانية من دروس مهمة بالنسبة للحالة المصرية هنا، فإن المؤسسة العسكرية قد تقبل في مراحل معينة إعادة النظر في نمط موقعها داخل النظام السياسي، من وضع المهيمن علي النظام، إلي أخذ خطوة للخلف، والانتقال من نموذج هرمي أو رأسي لتوزيع القوة أو السلطة داخل النظام، تقع فيه المؤسسة العسكرية علي قمته، إلي نموذج تتشارك فيه القوة أو السلطة مع النخبة المدنية....

أما النماذج الأقرب التي‮-;- ‬-;-يمكن استدعاؤها للتطبيق،‮-;- ‬-;-فهي نموذجان‮-;-:‬-;-
1- ‬-;-النموذج التركي‮-;-: ‬-;-وهو نموذج يؤكد الهوية العلمانية للدولة في دستوره، وقام الجيش الأتاتوركي،‮-;- ‬-;-وفق الدستور،‮-;- ‬-;-بحماية هذا النظام الأساس للدولة‮-;-....‬-;- وقد تجلي هذا النموذج إسلاميا مع سياسة العمق الاستراتيجي لتركيا، ومبدأ العثمانية الجديدة الذي يؤكد دور تركيا كقوة ناعمة تطبق سياسة‮-;- "‬-;-صفر مشاكل‮-;-" ‬-;-مع الجيران، وهو ما تأكد بالأخص بعد الفوز الثاني لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية عام‮-;- ‬-;-2006،‮-;- ‬-;-وبراجماتية الأداء السياسي،‮-;- ‬-;-رغم ثورية اللغة الأردوغانية أحيانا في اعتماد مبدأ المصالح الإقليمية أكثر من العاطفة الدينية‮-;-....‬-;-ويمكن تمييز هذا النموذج بحفاظه على وضع خاص للجيش في سيطرته على دوائر الأمن القومي،‮-;- ‬-;-والشئون العسكرية،‮-;- ‬-;-وقرارات الحرب‮-;-....‬-;- ولعل هذا ما حاولت أن تنحو به وثيقة المبادئ الأساسية للدستور في مصر‮-;- - ‬-;-التي عرفت إعلاميا بوثيقة السلمي‮-;- - ‬-;-وتم إسقاطها في‮-;- ‬-;-24‮-;- ‬-;-نوفمبر‮-;- ‬-;-2011‮-;- ‬-;-في مادتيها التاسعة والعاشرة، وعاد لتمكينها الإعلان الدستوري المكمل في‮-;- ‬-;-17‮-;- ‬-;-يونيو‮-;- ‬-;-2012‮-;- - ‬-;-اليوم الثاني لانتخابات جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية المصرية‮-;- -‬-;- هذا ما يشير له النموذج التركي،‮-;- ‬-;-رغم ما أصابه من تغيرات في الحقبة الأردوغانية مع تحولات القوى السياسية في تركيا لصالح حزب العدالة والتنمية،‮-;- ‬-;-وضغوطات ملف الاتحاد الأوروبي،‮-;- ‬-;-واشتراطات هذا الملف في جوانب الديمقراطية،‮-;- ‬-;-والعلاقات المدنية‮-;- - ‬-;-العسكرية...‮-;-.‬-;-والأهم‮-;- ‬-;-أنه لم يكن ثمة خلاف بين المؤسسة العسكرية والمدنية حول طبيعة الترتيب الإقليمي،‮-;- ‬-;-والعلاقة مع الولايات المتحدة‮-;-. ‬-;-بل تعد استفادة أردوغان وانحيازه لهذا الشأن أكثر من استفادة العسكر، وتراجع دور المؤسسة العسكرية،‮-;- ‬-;-بعد ضرب حكومة أردوغان لعدد من أبرز ممثليها المتورطين في السابق في قضية شبكة أرغينيكون الشهيرة سنة‮-;- ‬-;-2008،‮-;- ‬-;-والتي بدأت محاكمتها عام‮-;- ‬-;-2011‭-;-‬-;-....ولكن البراجماتية والحرص على مسائل الناس أكثر من مسائل الأيديولوجيا في فكر وممارسة حزب العدالة والتنمية،‮-;- ‬-;-جعلا النموذج التركي كما هو حفاظا علي مدنية الدولة،‮-;- ‬-;-ورعاية لمسائل الحريات،‮-;- ‬-;-والتركيز على براجماتية السياسة ومرونتها‮-;- -‬-;-تقدما وتراجعا‮-;-- ‬-;-أكثر من اعتماده شعارا جامدا،‮-;- ‬-;-أو مبدأ تصدير النموذج،‮-;- ‬-;-كما هو الشأن مثلا في النموذج الإيراني...‮-;-.‬-;-

2- النموذج الإيراني‮-;-: ‬-;-جسد هذا النموذج علامة على الصحوة الإسلامية،‮-;- ‬-;-وإعلانا قويا،‮-;- ‬-;-وملهما لها، باعتبارها قمة صعود ونجاح الإسلام السياسي في العالم الإسلامي، شحذ من خلاله النهج الانقلابي والجهادي بالخصوص..‮-;-.‬-;- وممن انبهرت به حركة الجهاد في فلسطين، التي كان مؤسسها الراحل فتحي الشقاقي‮-;-.....‬-;- وقد‮-;- ‬-;-غدت الحركات الإسلامية حركات اجتماعية قوية تمثل المعارضة الأقوى والأكثر حضورا للأنظمة الحاكمة‮-;- "‬-;-العدو القريب‮-;-"‬-;-،‮-;- ‬-;-في المنطقة، وكذلك قوى الممانعة للقوى العالمية الكبري‮-;- "‬-;-العدو البعيد‮-;-"‬-;-،‮-;- ‬-;-أو الأولي بتعبيرات القاعدة،‮-;- ‬-;-أو الشيطان الأكبر بتعبير الخميني‮-;-"‬-;-،‮-;- ‬-;-وإمكان تمكينها،‮-;- ‬-;-رغم معارضة هذه القوى الكبري‮-;-....‬-;- وقد كرس من زخم التجربة الإيرانية اللغة التبشيرية والعدائية للغرب،‮-;- ‬-;-وحداثته التي تمثلتها‮-;- ‬-;-الثورة في مرحلتها الأولي،‮-;- ‬-;-مرحلة المحافظين التقليديين بين عامي‮-;- ‬-;-1979‮-;- ‬-;-حتي عام‮-;- ‬-;-1989،‮-;- ‬-;-عام وفاة الخميني بالخصوص، وعادت‮-;- ‬-;-مع صعود نجم أحمدي نجاد والمحافظين الجدد سنة‮-;- ‬-;-2005،‮-;- ‬-;-وتثبيت نتائج الانتخابات العاشرة في يونيو‮-;- ‬-;-2009،‮-;- ‬-;-واستمرار مسلسل الإقصاء للتيار الإصلاحي داخل الدائرة نفسها،‮-;- ‬-;-فضلا عن الاتجاهات الفكرية والسياسية الأخري فى نتائج انتخابات 2013....يقوم هذا النموذج بالأساس على فكر مرشد الثورة،‮-;- ‬-;-آية الله الخميني، ‮-;-و ‬-;-التمركز حول ولاية الفقيه كأساس للحكومة الإسلامية، تلك النظرية التي صاغها واجتذب لها الشارع الإيراني عبر شرائط الكاسيت،‮-;- ‬-;-رغم تحفظات عدد من المراجع الشيعية عليها، وهو ما ساعد على أرثوذكسية ومحافظة التجربة الإيرانية،‮-;- ‬-;-وهيمنة الوصاية عليها من قبل الولي الفقيه،‮-;- ‬-;-أو مرشد الثورة، الذي يمتلك صلاحيات واسعة‮-;-......‬-;- كما ساعد على التمكين لها‮-;- ‬-;-غياب بعض من الإصلاحيين الأوائل الذين مهدوا للثورة قبل قيامها، شأن الدكتور على شريعتي سنة‮-;- ‬-;-1977،‮-;- ‬-;-قبل أن تنطلق شرارتها عام‮-;- ‬-;-1978‭-;-‬-;-...كما صرعت الثورة أو‮-;- ‬-;-قضت على‮-;- ‬-;-من له شبهة إصلاحية في صفوفها،‮-;- ‬-;-بدءا من آية الله طالقاني،‮-;- ‬-;-ومرورا بآية الله منتظري،‮-;- ‬-;-وعبد اللطيف يزدي،‮-;- ‬-;-والتيارات الليبرالية والحرياتية الأخري‮-;-....‬-;-

ورغم أن المواقف العملية المتأخرة،‮-;- ‬-;-كدعم إيران لنظام بشار الأسد ،‮-;- ‬-;-قد باعدت جزئيا بين تيارات الإسلام السياسي ‬-;-كالإخوان المسلمين وغيرهم وبين إيران وحلفائها الداعمين لنظام بشار بكل قوة، فإن تصريحات سابقة للرئاسة المصرية،‮-;- ‬-;-رحبت بالاقتراب مع الدولة الإيرانية،‮-;- ‬-;-واعادت العلاقات المقطوعة معها.... ولكن يظل هذا مشروطا بتوازن القوى الداخلية،‮-;- ‬-;-ومدي مرونة الخطاب والممارسة السياسية لها، هذا رغم تشابه فكري وتنظيمي واضح بين التجربة الإخوانية والخومينية، لن يتلاشي إلا بتأكيد الفصل بين الدعوي والسياسي في جماعة الإخوان المسلمين، أو بين مؤسسة الرئاسة ومكتب إرشاد الجماعة التي خرج منها الرئيس،‮-;- ‬-;-ورفض محاولة الوصاية الدينية من قبل علماء الدين على سياسات وتشريعات الدولة، كما سعي برنامج الإخوان سنة‮-;- ‬-;-2007‮-;- -‬-;-وهو ما نراه مستبعدا‮-;-- ‬-;-سنكون في هذه الحالة أقرب للنموذج الإيراني ووضعه من سواه،‮-;- ‬-;-خاصة أن المزاج السياسي الإيراني يظل شرقيا دينيا،‮-;- ‬-;-بينما التجربة الأتاتوركية والمزاج الأورو-متوسطي يظل مكينا في الوعي التركي‮-;-....‬-;-

الغريب فى الامر ان جماعة الإخوان المسلمين رفضت تصريحات رئيس الوزراء التركي،‮-;- ‬-;-رجب طيب أردوغان،‮-;- ‬-;-في زيارته لمصر في سبتمبر‮-;- ‬-;-2011،‮-;- ‬-;-المؤكدة على الهوية العلمانية لدولته، وعلى أنه ينشد لمصر المصير نفسه، حيث نص الدستور التركي على هذه العلمانية كهوية للدولة‬-;-،‮-;- ‬-;-ورفضه الحازم لوصف أحد قيادات الإخوان لحزب العدالة والتنمية،‮-;- ‬-;-الذي يتزعمه، بأنه حزب إسلامي، قائلا‮-;- "‬-;-إن حزب العدالة والتنمية ليس حزبا إسلاميا‮-;-"‬-;-، مشيرا إلى أنه‮-;- "‬-;-لا يوجد ما يسمي بحزب إسلامي ديمقراطي، فهذا تعريف خاطئ‮-;-.... ‬-;-إلا أن التجربة والسياقات ومحددات المسار تجعل التجربة التركية هي الأقرب لمخيلة الاخوان المسلمين فى مصر..‮-;-.‬-;- وخير مثال على صدق كلامى ‮-;- ‬-;-رفع صور محمد مرسي في ميدان التحرير،‮-;- ‬-;-ممهورة بتعبير‮-;- (‬-;-أردوغان العرب‮-;-)‬-;-....وهناك دليل أخر قدمه مرسى عندما نجح حيث أرسل تطميناته للداخل والخارج،‮-;- ‬-;-من خلال حفاظه على المعاهدات التي وقعتها مصر‮-;-....‬-;- ربما لن يكون ممكنا إعلان علمنة الدولة،‮-;- ‬-;-كما هو في تركيا،‮-;- ‬-;-والاستعاضة عنه بمدنيتها التي لا تعني فقط عسكرتها،‮-;- ‬-;-ولكن تعني في المقام الأول عدم تدينها أو طوأفتها،‮-;- ‬-;-والتمكين للتسامح السياسي والفكري بين أطيافها السياسية المختلفة‮-;-....‬-;-إلا أن هذه المرونة الأردوغانية التي تفصل بين العاطفة والممكن،‮-;- ‬-;-وتركز على مطالب الناس‮-;- ‬-;-أكثر من أولويات الأيديولوجيا،‮-;- ‬-;-ستظل هي الممكن، خاصة مع تقدير أن الأوزان النسبية للقوى المدنية والشبابية تزداد‮-;-....‬-;- وهو ما أكدته الانتخابات الرئاسية الماضية في مصر.....‬-;- حيث تبدو المشاكل العميقة الاقتصادية والاجتماعية في الداخل مستعصية على الحلول السريعة والسحرية لها،‮-;- ‬-;-مما يجعل الاخوان في مقاعد الحكم‮-;- -‬-;-اضطرارا واختيارا‮-;-- أقرب للقبول بالنموذج التركي من سواه، ببراجماتيته السياسية،‮-;- ‬-;-والسلام مع الداخل والخارج‮-;-....‬-;-

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطجة الكلامية والقلمية لعبيد الملالى لن ترهبنى
- فض الاشتباك حول قبر السيدة زينب
- الانتخابات الرئاسية الإيرانية وأدلجة الاسلام
- الاخطبوط الاخوانى والجيتو المعنوى
- الاقتصاد وتعزيز الديمقراطية
- الوهج السياسى للاخوان يقابله خفوت دينى
- ملف المياه مع اثيوبيا يرسم خريطة مصالح جديدة بعيدا عن الدور ...
- المشاخخ من امثال الحوينى هم اصل المشكلة وليس الاسلام
- الاتحاد الاوربى هو حصان طروادة الذى استخدمه اوردوغان لذبح ال ...
- لا مجال للتصادم بين دول حوض النيل فهم عائلة واحدة وارد بينهم ...
- الداخلية كالعاهرة التى تضاجع اى نظام غيروا السياسة الأمنية ب ...
- اشكالية تدجين العقول باسم الدين واستمرارية التشريع والتكليف ...
- فى ثقافة قمعستان العربية لا يرتقي سوى الأوغاد
- الرئيس الايرانى القادم سيكون شماسا وليس كاهنا
- بلطجة اخوانية ضد احد اعضاء حركة تمرد ببيلا
- المناداة بالخلافة هى التى افسدت حياة الناس فى كل العصور
- لايوجد شىء اسمه السياسة النظيفة فتشوا عن الفرق بين السياسى و ...
- محمد حسان والحوينى وجهان لكابوس يصعب التعايش معه
- الاخوان يقلدون الاتراك فى المتاجرة باسم الدين
- رسالة تحذير الى العدو الصهيونى


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مصر الى أين؟!