سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 09:28
المحور:
القضية الفلسطينية
اصبح خبر وصول محمد عساف للمرتبه الاولى خبرا دوليا اشارت اليه الصحف العالميه مثل الغارديان و الصحف الاسرائيله مثل هارتز.
و من غير المؤكد ان خبرا كهذا كان سيحظى بهذا الاهتمام لولا تعبيراته المهمه فيما يتعلق بالصراع مع اسرائيل
التى اعتمدت و تعتمد استراتيجيه تدمير الهويه الفلسطينيه.
و هذا الفرح العظيم الذى عبر عنه الشعب الفلسطينى و الذى شاهدناه فى خروج الفلسطينيين الكثيف فى الوطن و الشتات مرده هذا الصراع الذى يشعر فيه الفلسطينيون ان ارضهم ووجودهم و ثقافتهم مستهدفه من قبل اسرائيل .
فمنذ حوالى القرن يناضل الشعب الفلسطينى من اجل ان يحيا حياه طبيعيه فى وطن حر و امن .و منذ حوالى مائه عام كان الخبر الوحيد عن الفلسطينى مرتبطا بالقتل و الاحتلال و التعذيب و النفى و التهجير و مصادره الاراضى و كان الفلسطينيون خلقوا للمعاناة فقط. لذا فان محمد عساف غنى الحلم الفلسطينى الذى حرم منه اجيال عديده و هو حلم الحريه.
و هذا الالتفاف المنقطع النظير الذى يشكل مساحه فرح و مساحه لتاكيد الذات الوطنيه يحمل فى طياته رسائل عديده منها قدره الفاسطينييون على الابداع و التفوق متى تتاح لهم الفرصه. و رساله للقوى السياسيه الفلسطينيه بالتوحد و للعالم لكى يدعم كفاح الشعب الفلسطينى المشروع فى الحريه و الاستقلال.و رساله للصهاينه ان القمع و الاحتلال لن يقوض من عزائم الشعب الفلسطينى من اجل نيل حقوقه المشروعه فى وطن الاباء و الاجداد.
ليس من المبالغه القول ان الثقافه الفلسطينيه كانت الجبهه الاولى التى وقفت ضد المشروع الاستيطانى الصهيونى منذ البدايه . و الاسماء كثيره من شعراء المرحله الاولى من المقاومه مثل
ابراهيم طوقان و عبد الكريم ابو سلمى و حنا ابو حنا الى محمود عبد الرحيم الى الفنانين اسماعيل شموط و تمام الاكحل الى كامل المغنى و القائمه تطول .
كان الدفاع عن الارض و عن الهويه هو المضمون الاساسى الذى غلب على الثقافه الفلسطينيه المهدده دائما من قبل الاحتلال الصهيونى ذات الطابع الالغائى..فقد تم تغيير اسماء المدن و الشوارع و القرى الفلسطينيه ربما فى اكبر عمليه نفى شعب كامل فى العصور الحديثه.
و قد وضعت شاشات كبيره فى ثلاثى مدن فلسطينسه لمتابعه اغانى عساف و هى رام الله و غزه و الناصره. لكن المفارقه ان احدا من سكان هذه المدن قادر على الذهاب الى المدينه الاخرى, الامر الذى يعطى الاحتفاء بنجاح عساف بعد التحدى الوطنى . ففى هذا اليوم توحد الشعب الفلسطينى و توحدت فلسطين كلها من جنوبها من غزه الى اقصى الشمال فى الجليل .و لعل قرع اجراس الكنائس فى مدينه الناصره بعد سماع خبر نجاح عساف يعطى بعدا رائعا لشعب موحد و لحضاره تسامح فى هذه الظروف حيث تشهد المنطقه اقتتالات تاخذ طابعا دينيا.
باحث فى الفكر و التاريخ
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟