أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!














المزيد.....

الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 22:49
المحور: حقوق الانسان
    



أيها الاخوة المواطنون،
ملايين منكم، منهم من أعطوني أصواتهم في الانتخابات الرئاسية ومنهم من انحازوا إلى أحمد شفيق، قرروا تصعيد مناهضتهم إياي ورفضهم للمشروع الإسلامي الذي جعلني المرشد مؤتمنا عليه، والخروج في 30 يونيو للتعبير عن رفض الشعب لرئيسهم المنتخب.

وخرج أتباعي في ميدان رابعة العدوية بعدما أتينا بهم من كل فج عميق، وركبوا حافلات من محافظات بعيدة وقريبة، وأصيبوا بلوثة هستيريا الصياح والصراخ والتكبير كأنهم مُقــْــدمون على حرب في جبال أفغانستان، أو سيحررون حلب من الاستعمار السوري الذي يقوده بشار الأسد.

أنتم تعلمون جيداً أنني كغيري من الجماعة لست أكثر من خادم يتابعُ لسان المرشد، إذا شتم شتمنا، وإذا لعن أكلنا غريمه، وإذا مدّ يده قبــَّـلناها، وإذا خلع حذاءه حملناه له، وإذا أمــَـرَ أطعنا، ولو خاض بنا لــُـجّة البحر وظلماته، خضناه معه حتى ننتهي إلى قاعه أو جوف سمك القرش.
الثلاثون من يونيو يقترب، وأتباعي تحولتْ ألسنتُهم إلى سكــّـين جزار قبل جــَـزِّ الرأس، والخلافة الإسلامية علىَ مرمىَ حجر، بل أكاد أرى العرشَ في استانبول يهتز فرحاً بقرب لمـْـسِ مؤخرتي لملمسه الحرير، وزعماءُ الدنيا يستعدون لوضع أوراق اعتمادهم علىَ حــِـجـْـري، وأنفحُ كل واحد منهم صُرةَ بها مئة دينار إسلامي من ذهب ومثلها من .. فــِـضــّـة.

أيها الاخوة المواطنون،
عام كامل مَضــَـىَ وأنتم ومرشدي وصانعو الطغاة في الفضائيات تنفخون تجويفَ جمجمتي حتى أيقنتُ أنَّ الورمَ عبقرية، وأنَّ الهواءَ بــِــناء، وأنَّ الكون دان لي فسـَـمـِـعـَـتْ الكواكبُ خــُــطـَـبي فصـَحـَـحــَـتْ مسارَاها.
وفجأة شعرت بأن نيزكاً أتاني من حيث لا أوُتــَـىَ، وضربني ضربة قلبت حياتي عاليها سافلها، فتصــَدَّرَ ضميري كلَّ مشاعري، وأنار إيماني بالله عقلا كان المرشدُ قد أطفأه، فحلــَّـقـَـتْ الملائكة فوق رأسي، وعلمتُ أنني تحررتُ من أسياد الجن والإنس، فرأيت الآتي:
رأيت مــِــصرَنا مُقبلة علىَ حربٍ أهلية ستجعل رواندا نــُـزهة بجانبــِـها، ورأيتُ المتسابقين إلىَ الحور العين يطيحون بسيوفهم وخناجرهم رؤوس الناس دون رحمة أو شفقة، فنحن لو صــَـمتنا علىَ معارضتهم إيانا فسوف نعود إلى سجون هربنا منها، وزنزانات تشهد أننا كنا ساكنيها على مر العصور والعهود والحُكــَّـام.

بحثت عن حل يحفظ ماءَ وجهي قبل أنْ يتحول إلىَ دماء، ومَخرج ينقلني من سحل في الشوارع إلى بطل في عيون أعدائي، ومن قزم أمام المرشد والشاطر والعريان إلى فارس ألغى قاموسَ التهكم الشعبي ضده ليتحول إلى مديح في ملحمة نبيلة بدلا من أن تحكي عن تمرد في الشارع، تقــُــصّ على التاريخ تمرداً في القصر وفي الجماعة، فكنتُ الأرنبَ الذي تــَـضــَـبــَّـعَ، والفأرَ الذي تذئــَّـب، والقط َّالذي خربش من حاول قطع ذيله.

لقد قررت، أيها الاخوة المواطنون، الطلبَ من ملايين الأتباع والاخوان والعبيد أن يلزموا ديارهم، ويغلقوا عليهم بيوتهم، ويراقبوا مشهد 30 يونيو من بعيد لأعرف شعبية وحجم ومساحة وقوة جماعتنا في الشارع المصري، وأتأكد أن طــُـزَّنـَـا العاكفية أكبر من الاخوان، وأنَّ أرض الكنانة صغرت بنا في عام كامل فتقزّمت في عيون جيرانــِــنا، وصغرت في تقارير سفراء العالم في قاهرتنا.

لن أسمح لمرشدي وزُمـُـري وشاطري وجماعتي أنْ يجعلوني سفــَّـاحَ العصر، ودراكيولا الخلافة، لذا فإنني أحقن دماء الناس من كل الأطراف، فهي حرام في يومنا هذا.. في شهرنا هذا.. في تمردهم وتجردنا.
إذا توقف مريدونا وأتباعنا وأغنامنا من مصّاصي الدماء الذين شربوا من مخاط وجدي غنيم، وبصاق عاصم عبد الماجد، ورذاذ البلتاجي عن دعوات الجهاد والنصر على الأعداء المصريين وجعلوا يوم 30 يونيو وما بعده استعراض قوة رَفــْــضِ الموقـّـعين علىَ ( تمرد) فقد انتقلنا من مذبحة الوطن إلى إنقاذه، ورضي الله عنا جميعاً، فالشيطان سيلطم وجهه سبعين مرة على قراري هذا.
إنني أدعو كل من يحبني من أعضاء الجماعة أو المتعاطفين معها أن يتركوا شوارع وميادين مصرنا الحبيبة يرتع فيها المعارضون، وتنقل الفضائيات صور حشودهم، وتعرف الدنيا أن الوعي عائدٌ إليَّ، وأن الضمير استيقظ، وأن إيماني بالله منع نقطة دم واحدة تسقط من جسد متمرد أو متجرد.

أيها الاخوة المواطنون،
هذا خطابي الذي تخيله صاحب هذه الرسالة فإذا ألقيته على مسامعكم سترون جناحي ملاك يخرجان من بين أضلعي، ونورَ ربي أشرق على وجهي، وإذا كان هذا الخطاب أضغاثَ أحلام خائفٍ على مصر، وأنني ماضٍ في طريق دفــْـع أتباعي لمنازلة ومقاتلة الملايين في 30 يونيو، فأنا والمرشد وكل قيادات جماعة الاخوان الملعونين نستحق السحلَ في شوارع القاهرة، ثم القاء ما تبقى من جثثنا لتماسيح النيل الأزرق.
قراري هذا هو الحل الوحيد .. الوحيد .. الوحيد لتتفتح أبوابُ الجنة لي، وإذا خرَس لساني فأحسب أن نار الجحيم ستضاعف شهيقها وهي تفور، فأنا وقيادات جماعتنا الارهابية العفنة سنكون طعاماً شهياً لجمر جهنم و .. شواظ ســَـقــَـر.

أيام قليلة لتتأكدوا أنني فارس، نبيل، مؤمن، حكيم، حُرٌّ، عاشق لوطني وديني، أو أنني مصّاصُ دماءٍ و.. ابن كلب!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 22 يونيو 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين إخوانجي و .. فلولي!
- مصر في 30 يونيو .. الاحتمالات المتوقعة!
- حوار بين مواطن مصري و .. الرئيس القادم!
- خرافة سحب الثقة!
- تساؤلات لا تبحث عن اجابات!
- ألف ليلة و .. ليلة، يرويها طائر الشمال
- رسالة مفتوحة إلى أحبابنا .. شركاء الوطن!
- تحيتي إلى الثيران!
- سيدي الذئب .. الحِمْلانُ تشكرك!
- والله لا يسامح غير الغاضبين!
- لا فائدة في العصيان المدني إلا إذا ...
- حواريو الديكتاتور الديني هم شياطين البؤس المصري!
- ثلاثة أيام في لندن!
- عشرون جريمة ارتكبها مرسي .. مئة حُكم بالإعدام أفلَتَ منها!
- تحريضٌ صريحٌ لثورةٍ عسكريةٍ و.. شبابية!
- تمنيات طائر الشمال لعام 2013
- مرسي للمصريين: موعدنا يوم الزينة!
- عشر خطوات لازاحة حُكم الإخوان والسلفية المتخ ...
- بيع مصر باسم الله!
- من يأكل لحم السوريين بعد الأسد؟


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!