أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - الدولة الفاشلة














المزيد.....

الدولة الفاشلة


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة الفاشلة


ان النموذج الذي صدرته لنا امريكا بعد التغيرات التي اطلق عليها اسم الربيع العربي ايحاءا بالبهجة والاعتدال الذي يتميز به الربيع في الوطن العربي ... لم يكن اكثرمن النموذج الفاشل للدولة .......
ولقد سعت امريكا الى الترويج عبر وسائل الاعلام انها بصدد انشاء انظمة ديمقراطية تراعي المبادىء العامة للحريات وحقوق الاقليات واطلاق حرية التعبير والراي واقامة دولة القانون التي تحقق نوعا من العدل والمساواة بين افراد المجتمع التي افتقدها الانسان العربي منذ سايكس بيكو ولحد الان مرورا بانقلابات العسكر ووصولا الى جمهوريات التوريث التي ممارست ابشع اساليب الظلم والاضطهاد والتجهيل ....الا ان
الذي يجب ان ندركه ان امريكا وهي تغزو العالم العربي هي تسعى الى ترسيخ مصالحها وترسيخ امن اسرائيل فقط ..... والا بماذا نفسر عدائها السافر لدول ديمقراطية مثل فنزويلا او ايران ..... في الوقت الذي تدعم فيه انظمة قمعية تضطهد شعوبها منذ اكثر من مائة عام دون ان تحرك ساكنا مثل السعودية وقطر وانظمة خليجية اخرى ...لا بل هي تنشأ القواعد العسكرية فيها لضمان استمرار هذه الانظمة في التسلط على شعوبها ولا يهمها هنا اقامة انظمة ديمقراطية . .....والجواب ببساطة ان سياسات هذه الدول لا تمس المصالح الامريكية وبالتالي فهي غير معنية هنا بانشاء الديمقراطية ... كما لا يجب ان نغفل هنا ان الدول التي اطيح بها فيما يسمى بالربيع العربي كانت صنيعة امريكا وكانت تحضى بدعمها وتأيدها ولكن تم التضحية بها لان المشروع الصهيوني الامريكي تغير في المنطقة ....ويتطلب ادوات اخرى وعناوين اخرى ....وملامح بلحية طويلة ودشداشة قصيرة وفتاوى تكفيرية ....
ان سبب الحرب على العراق واتهامه بامتلاكه لاسلحة الدمار الشامل ...هو احتلال العراق للتحكم في مصادر البترول وبما يخدم الاهداف الامريكية بالهيمنة والمنافسة السياسية والاقتصادية على العالم ... ولم يكن في اولوياتها ان تقيم دولة ناجحة ....وهي كانت تستطيع ذلك لو ارادت ذلك ..... ان العراق يمتلك امكانات بشرية وموارد طبيعية هائلة تؤهله لبناء دولة حديثة .لكن ما نراه اليوم هو مشروع
الدولة الفاشلة التي تغطي كل مساحة العراق....... فيما عدا اقليم كردستان .
ان مصطلح الدولة الفاشلة الذي أطلقته الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون لوصف بعض الدول الديمقراطية والغير ديمقراطية .حيث يلمح الى امكانية التدخل الامريكي للحفاظ على الامن الدولي ومصالح امريكا العليا حتى ان اضطرت لضربها او احتلالها او اسقاط نظامها ....اي بمعنى ان اعرق الدول ديمقراطية لا تسلم من العقاب ان هي تجرأت على تهديد المصالح الامريكية .
وبعد عشر سنوات على التغيير نرى ان النموذج الذي يفخر به الامريكان ويقدموه للشعوب العربية هو النموذج العراقي ....وهو في حقيقة الامر اسوء نموذج للدولة الفاشلة ....
ان العراق كدولة غير قادرة على حماية مواطنيها من العنف والدمار ولا تستطيع ان تقدم اي منجز في ظل التشرذم والانقسام الحاصل بين مكونات المجتمع العراقي ....كما انه مهدد بتجدد الحرب الطائفية باي لحظة .... ويتم تسخين الاوضاع بين المكونات بشكل مستمر ...على ان لا تصل الى درجة الانفجار ... دولة تحكم من قبل مليشيات ويتم ادارة الصراع بين هذه المليشيات تبعا للمكاسب التي تجنيها من ثروة البلاد التي تهدر دون تحقيق اي مكسب للشعب .
ان الديمقراطية العراقية تتوقف عند حدود المصالح الامريكية وان امريكا تنشر الديمقراطية في الوطن العربي اذا اتفقت مع مصالحها ورسخت امن اسرائيل .
كما ان اسلوب الفوضى الخلاقة الذي يرافق الديمقراطية العراقية في العراق يدار بايادي عراقية صرفة ....وببراعة يحسدون عليها ....وباصرارهم على ان يحكموا من خلال المليشيات لهو خير دليل على عدم اكتراثهم للحالة التي وصل اليها العراق .كما وان امريكا لن تتخلى عن العراق ولكنها تسعى الى خلق النموذج الفاشل للدولة والذي يمكن ان يستمر لعقود من الزمن وسط الحالة القلقة التي لا يقوى او يمتلك احد الاطراف القدرة او القوة على حسم الصراع لصالحه ....كما انها لا تسمح باي تغير في المعادلة القلقة ....لذا نشهد بين الحين والاخر تشنجا وتصعيدا يصل الى حد الاصطدام ... ولكن سرعان ما تحل المشاكل بشكل يفاجيء العراقيين والمراقبين ......ان المتخاصمين يظهرون امام الكاميرات ليقبل احدهما الاخر وكأن شيئا لم يكن وهو الذي لم يبخل على خصمه بوصفه باقبح الصفات والاتهامات التي تندرج تحت بند الخيانة العظمى .
وكاستنتاج بسيط اذا ما استنسخت الديمقراطية العراقية على مصر وتونس وليبيا وسوريا ولبنان... حينها سيكون من السهولة ان يتم اشعال حرائق الفتنة الطائفية وتفتيت هذه الدول واقامة دويلات الطوائف ....وسيكون لاسرائيل الهيمنة المطلقة على هذه البقعة من العالم ...التي تتحكم باكثر من 40 بالمائة من احتياطيات النفط .
الامر الذي لم يحدث في العراق نجده يحدث في مصر ... حيث يستعجل الرئيس المصري الاخواني الصراع العربي العربي لا بل يعطيه طابعا جهاديا من خلال اطلاقه لفتاوى الجهاد في سوريا لمحاربة النظام العلوي ويلوح بالعداوة لايران من خلال وصفها بدولة الرافضة .... من المؤكد انها اعترافا من الاخوان المسلمين بفضل امريكا من تمكينهم حكم مصر .... والاستقواء على المعارضة بمزيد من السقوط في خدمة المخططات الامريكية الصهيونية .........وللموضوع بقية .....



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
- تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
- مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
- معركة القصير ....؟
- العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
- الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
- العرب وحالة .....كأن
- حاكمية اللئام
- اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
- امة العرب
- الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
- جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
- رجال في الحكم
- يوم دامي اخر
- الرسالة الشيطانية
- السنة والخيارات الصعبة
- الكتاب الازرق
- الشام شامك اذا الدهر ضامك
- 55
- تونس .... في حضن الجماعة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - الدولة الفاشلة