أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..














المزيد.....

ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل في المأثور من الأقوال : لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ، فليس من الممكن وليس من المعقول بالمرة أن يخرج الناس في عز ظهيرة متجشّمين عناء الطريق وسط حر قائظ صوب صناديق الأقتراع لينتخبوا زيداً بكاريزما زيد وبأخلاق زيد وبأبجديات زيد وبكل مباديء زيد فيترأّسهم أخيراً بغتة عمر ، وهذا المنطق جديد على الديمقراطية وإنقلاب عليها ، ومذهب طاريء في العرف الديمقراطي لم تألفه الشعوب التي سبقتنا فيها قبلاً إلاّ في عهد أحزابنا العراقية الحديثة الممارسة في السلطة ، والمتسلّطة على مقاليد المشهد السياسي العراقي رغم عراقة تأسيسها وطول عمر نشأتها ، ومايحدث اليوم يتنافى عملياً مع طبيعة الممارسة الديمقراطية وعرفها الذي يسري في مجتمعات عريقة سبقتنا رهطاً طويلاً من السنين في هذه الممارسة ، فلم ولن يصح أبداً أن تنتخب زيداً فيتولاّك عمر ، وهذا قفز على إرادات الناس ، وإمتهاناً لخيارات الناخبين ، وقتلاً لآمالهم ، وإستخفافاً بتطلعاتهم ، وعمر هذا أيّاً كان متحدّره طالحاً أم صالحاً يخرج خلسة من بين الكواليس دون سابق إنذار فيتولى بدفع خفي مقاليد الأمور ، ومقدرات الناس ، فما هكذا أبداً تورد الأبل ، وأن على الجميع أن يعرف أن عملية فرض المحافظ على الأمة بهذه الطريقة بحجة أن من حق الكتل إختيار محافظ من غير المرشحين ليس صحيحاً ، لأن المحافظ هو منصب أعلى الهرم الأداري في المحافظة ، وعليه لابد أن يكون من إختيار الناس وحدهم وهو حقهم الطبيعي في العرس الديمقراطي ولاغير ، ولكي تسود حالة من الأستقرار والأطمئنان في طبيعة العلاقة بين الرئيس والمرؤوس وعلى درجة كبيرة من القناعة ، ومايجري بينه وبين الناس في عملية إنتخابه أولاً كعضو في مجلس المحافظة هو عقد إجتماعي بين الطرفين ، وبعد ذلك يتولى هو شخصياً مسؤولياته الأخلاقية والوطنية أمام ناخبيه بعد تكليفه من بين أعضاء المجلس المنتخب في حسن إختيار مساعديه وموظفيه ، والذين لابأس بهم في أن يكونوا من غير المرشحين ، وهنا يمكن أن نقول أن كل أعضاء مجلس المحافظة الذين فازوا في الأنتخابات هم لم يأتوا إليها من فراغ بل جاؤوا برغبة الناس وإختيار الأمة ، وهم وحدهم ومن بين ظهرانيهم يتم إختيار أياً منهم لتولي منصب المحافظة بأعتبار أمراً واحداً لا ثاني له أنه من إختيار الأمة ولاغير ، ولم يأتي عليها وإليها بوصاية من أحد ، وهنا فقط وفي هذه الحال نضمن سلامة الممارسة الديمقراطية من عبث العابثين ، ومن تأثيرات الطارئين ، وعدم الألتفاف عليها والقفز على منجزاتها ، ولانرجو منكم أن تعيدوا إلى أذهاننا ذكرى مريرة في توزيع الطاغية المقبور المناصب لأزلامه فارضاً إيّاهم على الناس غير آبه بهم ساحقاً مقدراتهم بأقدام طاغوت قاتل لايكن للدماء حرمة ولاللناس رحمة ، ولاننسى أنه في المرة السابقة جيء بمحافظ إلى ذي قار من خارج الحدود ، وهو لم يعد يدري أصلاً مايحصل فيها أو بالأحرى ماحصل فيها قبلاً ، فكيف سيتولى أمر وزمام محافظة كبيرة هو قصي عنها وبعيد ، وإزدرد الناس الأمر وإعتبروه أمراً مقضياً ، وكظم المثقفون غيظهم الذي كان يشتد بهم يوماً بعد آخر أمام تراجع وتردي الخدمات ومستوى التنفيذ المتلكىء جداً في المشاريع والخطى السلحفاتية البطيئة المميتة التي كانت عليها سياسة المحافظة ، وعلى أمل حلول وقت الأنتخابات التالية ، والتي كانت تلك الآمال فيها بارقة خير وأمل كبيرين يرجو الناس بهما التغيير نحو الأحسن والأفضل لتحقيق أحلام تراود الكثيرين من أبنائها الذين عانوا الأمرّين من سياسات الأنظمة البائدة وأرباب المقابر الجماعية التي أذاقت أبناء المحافظة الويلات والثبور ، وجاء اليوم المرتقب ، وخرج الناس فرحين مستبشرين وبخطى يملأها الأمل بتحقيق كل ماتصبو إليه أحلامهم وأمانيّهم في قيادة جديدة ، ودماء جديدة ، ووجوه جديدة لتعبّر وبصدق عن ديمقراطية الممارسة ، وحرية التعبير ، وحسن الأختيار الذي لابد أن يكون بوعي هذه المرة بعد أن ذهبت أمانيّهم قبلاً أدراج الرياح ، والتي جاءت حينها بغير ماتشتهي السفن ، ولابد هذه المرة أن يتساقط الرطب في سلة المعدومين والمحرومين ، ولابد من وضع حد لفيتو الجهات الحاكمة المهيمنة على السلطة ، ولابد لها أن تعرف وتفهم جيداً أن زمن إحتكار السلطة قد ولّى وإلى الأبد ، ولامجال بعد اليوم للوصاية على الناس ، والتلاعب بمقدراتهم كيفما تشتهي إملاءات تلكم الأحزاب مع الأحترام الكبير والتقدير العالي لمسيرتها النضالية ، ودورها الريادي والجهادي ضد الطاغية المقبور وأزلام البعث ، ومع التثمين الكبير والحقيقي ، والأنحناء إحتراماً وإجلالاً لقوافل توابيت الشهداء الذين رووا أرض الرافدين بدمائهم الزكية الطاهرة في سبيل رفعة العراق دافعين ضريبة حرية أبنائه ، ولكن كل هذا لايعطي تلك الأحزاب الحق في فرض وصايتها على الأمة تحت أي مسمّيات أبداً ، وعليها أن تخطط من جديد وتجتهد لتجد سبيلاً آخر للتربع على عروش القلوب قبل أن يفكروا في التربع على عروش الكراسي الزائلة ، والتي لودامت لغيرك لما وصلت إليك ، وإلاّ فحينها فقط سيتم نسيان كل ذلك السفر التاريخي والجهادي الكبير وكأن شيئاً لم يكن ، ولنا في كلام سيد البلغاء والمتكلّمين إمامنا علي بن أبي طالب (ع) إذ يقول أثناء مبايعة الناس له : والله أردت من نفسي لكم وزير خير لكم مني أمير . وصدق أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والتسليم . فلاتنسوا ولاتتناسوا حق الشعب المضيّع في أتون صراع الساسة اللاهثين وراء المجد الشخصي والمنافع الخاصة ، وتكالبهم على مناصب الدنيا تكالب النمل على عين حلوى حتى بات السياسيون مثار تندّر أبناء الشعب من البسطاء في المقاهي والأماكن العامة ، والأسد المفترض يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
- البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً
- إنتهاك الدستور والقانون .. منهج إحترافي أم حذاقة لصوص
- الأكراد .. هل هم قادمون ؟
- الأنفجارات .. وثقافة الأستقالة
- المحافظات .. ونتائج الأنتخابات
- مشاركة وطنية .. أم شراكة حرامية ؟


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..