أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - الشعارات -المتوحشة- تفترس الشعوب -المعلولة-!















المزيد.....



الشعارات -المتوحشة- تفترس الشعوب -المعلولة-!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• الشِّعارُ:" عِبَارَةٌ قَصِيرَةٌ تَتَضَمَّنُ مَطْلَباً أَوْ مَطَالِبَ فِي مَجَالٍ مِنَ الْمَجَالاَتِ" .
و " عِبَارَةٌ تُلَخِّصُ الهَدَفَ "!
• والتوحش " الخُلُوْ".. و(الوَحْشُ.. الكائن الخالي من المعرفة) ..والشعار الوحشي (المُفتَقِر للبصيرة والجاهل بالعواقب)!!
• و الشَّعْبُ " الجماعة من الناس ، تخضع لنظام اجتماعيٍّ واحد" !
• والعِلَّة في اللغة: عبارة عَمّا اقتضى تغييراً ، ومنه سميت - عِلَّة المريض - لأنها اقتضت تغيير الحال!
• علَّتان لازمتا مجتمعاتنا منذ نشوئها:
• وعِلَّة الشعوب الاولى "التخلف " بالمعنى الواسع للكلمة!
فالتخلف يُنتِج الإذعان والتطرف معاً!
وأحد أبرز مؤشرات "التخلف"..( إستبعاد العقل والعقلاء ) عن مراكز صنع القرارات المؤثرة بمصائر الشعوب!
لهذا إستدرك متنوروا المسلمين ـ كغيرهم من العقلاء ـ بوقت مبكر.. لمواجهة ذلك الوباء المستوطن في رؤوس عامة الأمة وخاصة أهل الحكم..فَـ ( قَدَّسوا العقل وقَدَّموه على الشَّرْعِ) كما فعل المعتزلة!
• اما العلّة الثانية..فهي "الإستبداد"..الذي يُنتِج الإذلال والتوحش كنظام للحكم وكنمط للعلاقات الإجتماعية!
• الغوغاء: (هو الجراد حين يخفُّ للطيران، أو بعد ما ينبتُ جناحه. ويطلق على الكثير المختلط من الناس، وعلى السفلة من الناس، والمتسرعين إلى الشَّر، والعامة تستعمل الغوغاء للجلبة واللغط ).(المعجم الوسيط)
• والغوغائيُّ: ( إنسان متجرّد من الثوابت، يتحرك في إتجاه المجهول بقوةٍ شريرةٍ، تغذِّيها نفسٌ ثائرة على ذاتها وعلى من حولها، بعاطفة غبية، وجهلٍ مركّب، فتسارع إلى أسباب الفتنة والفساد والشر )!!. ( ابو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ـ ت: 238 هـ)
• الشعارات المتوحشة:
تلك الشعارات المنافية للمنطق العقلي ..والمتعارضة مع قوانين التطور التاريخية.. والمُستَخِفَّة بالظروف الموضوعية والذاتية لتحقيقها..والمفروضة بـ" االعنف " والتعسف على نمط الحياة السائد!
تلك الشعارات التي تطفح فوق سطح (فلسفة!) الإنكفاء ، كمرجعية معرفية للتطرف ونبذ الآخر!
المتذرعة بـ(الأزمة ) الاقتصادية ، أوالقومية ، أوالدين ، أو الطائفة..كروافع لأنماط ـ آسيوية! ـ من النازية والفاشية والعنصرية!
ترفعها (جماعات) تتدَرَّعُ بـ(نقائها المقدس!) ..العرقي ، أو العقائدي كـ(خير أُمة أُخرجت للناس)!..
وكجميع المتطرفين (الدينيين.الطائفيين.العرقيين.القبليين) نرى أولئك (الجميع) يُنسبون ذلك التوصيف (القرآني) لقومهم..دون غيرهم!
بديلاً لتصنيف الناس..حسب قيمتهم الإنسانية الكامنة في أعمالهم (قيمة المرء مايُحسن) كما قال أمير الفقراء علي بن ابي طالب!
• ومن أجل تكريس ذلك التصنيف العنصري التمييزي والإقصائي..يسعى أولئك المتطرفون الى:
1) تصفية معارضيهم بشتى الوسائل المتوحشة!
2) إفتعال خصوم لهم من خارجهم ومن داخلهم ..لتبرير إدامة التخويف من الآخر الذي يهدد وجودهم وأتباعهم!
3) إفتعال أزمات متفاقمة عسيرة المعالجة..لإدامة بيئة التناحر التي تضغط على (الغوغاء) للإلتصاق بشعارات أمرائهم المُغلقة..والموت دونهم!
4) التشبث بإستحواذ حركتهم أو حزبهم أو تيارهم ( الأوحد ) على إدارة السلطة ، والتَسَلُّطْ على المجتمع!
5) إقصاء وتهميش النقابات المهنية ، وتكبيل منظمات المجتمع المدني الإبداعية والحقوقية..تحت شتى الذرائع التخوينية والتكفيرية!
6) حصر السلطات بيد – زعيم مُؤلَّه – مُطْلَّق الصلاحيات..مُنفَلِت الأهواء.. مُجَوَّفْ الفكر..إنفعالي القرارات..معشو البصيرة!
• وتطفح تلك الشعارات عن منهجيات وعقائد إستحواذية تسلطية..ترتكز الى:
1) ان شرائعهم العِرْقية ، أو الدينية ،أو الطائفية فوق دستور الدولة المدنية..أية دولة!
2) إعتبار أهواء (نخبتهم) المتسلطة فوق مصالح الشعب وحقوقه!
3) كون الدولة ..دولة – زعيمهم المُؤلَّه – (الذي لايَمَسَّهُ حتى المطهرون!) فحسب!!!
4) قدسية (تَمَتُّعْ ـ القادة ـ بالطاعة المطلقة ممن هم أقل منهم مركزًا)..حسب توصيف النظام الداخلي للحزب الألماني النازي!
5) رعاية بيئة تخلق ، وتكرس " ثقافة " ، وممارسات الكراهية الماضوية المتوارثة ضد الأمم ، والأديان ، والطوائف ، والأفكار الاخرى!
6) إنتاج " ايديولوجية " تنبذ الأفكار الديمقراطية – التداولية – الحقيقية القائمة على مفاهيم المواطنة الحرة المُنتجة ، والوطن الكامل السيادة!
7) غرس " أوهام " قدرة ، وتفوق عِرقهم أو دينهم أو طائفتهم أو " شعاراتهم " على عِرق أو دين أو طائفة أو أفكار الآخر.. في عقول (مواليهم) ..!
8) إعتبار الحرب ، والعنف ، والسلاح ..(السلاح ـ شرف ـ المرء ..لاعقله)!..الوسيلة ـ التي لابديل لها ـ لفرض الإرادة القسرية على الآخر!
• وفي كل زمان ومكان..دائماً هناك أسباب أو ـ ذرائع ـ لإندلاع الصراع ، والتنابذ ، والحرب يستغلها المتطرفون أو يشاركون في صنعها..كـ:
1) فشل سياسة التنافق (التوافق!) بين (الشركاء) على إختلاف درجات تطرفهم ولاوطنيتهم !
2) إنعدام وجود الوسطاء الداخليين والخارجيين النزيهين عندما تتأزم أو تتفجر الخلافات بين الشركاء!
3) التصادم الموضوعي بين الايدولوجيات المتطرفة ، الكامنة خلف (شعارات) التكفيريين ، والتخوينيين من كل الأصناف!
4) ظهور (زعيم مؤَلَّه) يرفع شعارات إعادة ( توحيد الأمة )على حساب سيادة واستقلال ووجود الدول التي يقطنها أبناء العِرق او الدين او الطائفة كما فعل هتلر عام 1933..( يجب إلحاق أي أرض يقف عليها شخص ألماني الى الدولة الالمانية الأم )!
أو الإستلاب بذريعة (تأمين المجال الحيوي) لسلطة الزعيم المؤَلَّه (الرأسمال) وطبقته ، كما فعلت دول الاستعمار وبعدها الامبريالية العالمية في جميع قارات العالم..منذ تراكم رأسمال ونشوء – حاجته الإستحواذية - للموارد والاسواق!
5) إستقواء الأقلية المُنساقة وراء (الشعارات المتوحشة) بموارد الخارج الطامع الراعي والمُمَوِّل والمُسَلَّح والمُسَوِّق لها..لتعويض ضعفها الموضوعي أمام الظروف التأريخية المتعارضة مع تلك الشعارات ، ولقمع إرادة الأغلبية المُعتَرضة عليها!
6) تخوين الأقوام الأخرى ( العِرقية.الدينية.الطائفية.المناطقية) المشاركة لهم في الجغرافية الوطنية أو الإقليمية.. وممارسة (التطهير العنصري!) ضدهم.. بدعوى الخشية منهم على مصير (الشعارات المتوحشة العِرقية. الدينية. الطائفية. المناطقية) الإنعزالية والانكفائية الضيقة الأفق التي تخفي وراءها نوايا تفتيتية وإقصائية دموية!
7) طَفَحْ شعارات – التفوق! - ( القومي ، أو الديني ، أو الطائفي ) في رأس (الزعيم المؤَلَّه) ..وتَفَشّيها في رؤوس (غوغاء) القوم!
8) نبذ (المتطرفين ) للدساتير والاتفاقيات والقرارات المعمول بها في الدول الوطنية المدنية اوالهيئات الدولية الإنسانية ..التي تتعارض مع (شعاراتهم المتوحشة)!
9) تغلغل المطامع التوسعية للحركات (الإرهابية) الخارجية المتطرفة والدول الإقليمية الرجعية والامبريالية العالمية ، الى جغرافية وجسد الدول الوطنية ..كلما ضعفت هيبة الدولة الوطنية ..أو نخرها الفساد والإستبداد!
• مع الإشارة الى أن ما يدفع الى :
إنزلاق (التطرف) نحو هاوية الإرهاب الدموي ..
أو نشوء قوى (متوحشة) تُحبط الميل التنموي لقوى الشعب العاقلة ..
هو :
إنقياد رؤوس (الغوغاء) الموَحَّشَةِ من الفكر الحر كقطيع معصوب البصيرة..مُذعن لأهواء وآراء وأوهام زعيم العِرق ، أو الطائفة ، أو العقيدة ..(المؤَلَّه)!
في وقت يمسك فيه ذلك (الزعيم المؤلَّه) بـ:
موارد الثروة ، وسلطة السلاح ، وسلاح السلطة ، ومؤثرات صناعة النفوس!
• وتقف ـ دائماً ـ وراء تلك (الشعارات المتوحشة) مصالح قوى خارجية وداخلية:
1. (قوى خارجية) دولية وإقليمية..
راعية لـ(الشعارات المتوحشة) ..ومستثمرة بها في العبث بالشؤون الداخلية للبلدان الهشة لتفتيتها ..والبلدان الصلبة ..لنخرها!
2. (قوى داخلية) تنقسم الى:
1) (زعماء مؤلهون) يمتد حبلهم السري الى المراكز الخارجية الراعية والحامية والممولة والمسلحة لهم..(زعماء) تمتد تحت أقدامهم جسور دائمة وسالكة ، للإنسحاب الى الملاذات الآمنة خارج منطقة الخطر، التي ضمنها لهم (الراعي الخارجي) ..عندما تسخن الأجواء في داخل الوطن!
2) (نخبة عقائدية) متحجرة الوعي ..تتماهى في الشعارات المتوحشة وتربط مصيرها بزعمائها ( المؤلهون ) وبـ(نصوصها المقدسة !)..ومستعدة للموت دونها!
3) (مجموعات نفعية) ..من حثالات الطبقات ..تشكل أداة رافعه ..وأبواق مروِّجة ومبررة للشعارات..ذات مهارة وقدرة على تغيير ولائها في المنعطفات الحرجة..والإنتقال من خندق الى نقيضه الآخر!
4) (حشود غوغائية) مجوَّفة العقول ..يملأُ عقولها أي سيل لامعرفي عكر ينحدر اليها..وتشكل تلك الحشود ..القوة التنفيذية للشعارات المتعسفة..وهي وقود الشعارات..ورمادها ..عندما يندلع الحريق الذي تسببه تلك (الشعارات المتوحشة) في حياة الشعوب والبلدان!
• ولكي نفهم خفايا الحاضر الدموي في العراق والمنطقة ، ونستقرء ملامح المستقبل المُلتبس.. لابد من تصفح (الذاكرة القريبة من تاريخنا :ـ
كيفية ـ نشوء ـ دولة المحاصصة ـ (التي تدير أو تتستر على دوامة الموت والخراب منذ عشر سنوات ونيف في العراق) ؟!..كما وَثَّقَها صُنّاعها المحتلون ، المُعتَمَدون من فريق " الفوضى الخلاقة " الذين فَوَّضوا نائب الرئيس الامريكي الحالي ( جو بايدن ) بمواصلة تنفيذ مشروعهم.. وكما جاء بعضها في مذكرات بريمر ( عامي في العراق 2003) ..
هذا المشروع الذي يجري ـ اليوم ـ تسويقه وإفشائه ليس في العراق فحسب بل وفي دول إقليم الشرق الأوسط الاخرى!
• ففي عام 2003 قامت الولايات المتحدة بحملتها لغزو العراق بجيوش من 49 دولة، وكان هذا الائتلاف يعرف "بائتلاف الراغبين!"..بعد إن إستخفت بالامم المتحدة وتجاوزتها بقرار فردي..بسبب إعتراض روسيا والصين على الغزو في مجلس الأمن!
وتم الغزو إستناداً الى شعار ( تحرير العراق!) الذي أصدرته الإدارة الأمريكية كـ" قانون " في أكتوبر 1998!
• وبغطاء من (المعارضين العراقيين المقيمين في الخارج ممن ظلوا يعارضون نظام صدام حسين لعدة سنوات، وكانوا يتلقون أنواعاً مختلفة من الدعم من الغرب والدول العربية المعتدلة ، وغالبا ما كان يتم ذلك من خلال الأجهزة الاستخباريةِ)! (1)
• وتم الغزو لأهداف محددة:
أمن " اسرائيل "..وحقول النفط!
• (ان الولايات المتحدة تملك قائمة تفصيلية بأهم مواقع البنى التحتية والثروات الحيوية في جميع دول العالم دون إستثناء) !(وثائق ويكيليكس)
• إعترف (ألان جرينسبان) الموسيقار المحترف والرئيس السابق لمجلس الإحتياطي الإتحادي في الولايات المتحدة (البنك المركزي) في كتابه (عصر الإضطراب.. مغامرات في عالم جديد):
(انه بغض النظر عن قلق بريطانيا وأمريكا المعلن بشأن أسلحة الدمار الشامل الخاصة بصدام حسين.. يحزنني أنه ليس من المناسب سياسيا الإعتراف بما يعرفه الجميع وهو أن حرب العراق كانت الى حد كبير من أجل النفط..)!
(ويسجل جرينسبان مقولة الرئيس الامريكي جورج بوش.. "إدماننا للنفط" هو الذي يجعل لمستقبل منطقة الشرق الأوسط إعتبارا أكثر أهمية في أي توقع طويل المدى للطاقة ..قائلا : إن أي أزمة نفطية تشكل ضرراً بالغاً بالاقتصاد العالمي)!
• ( إن النظام والأمن والقانون التي كانت سائدة في عهد صدام كلها انهارت، وان كل الوزارات دُمِّرت بفعل السلب والنهب بإستثناء وزارة النفط ، لأن القوات الاميركية تلقت الاوامر بحمايتها، وتضم هذه الوزارة إرشيفا ووثائق حول حقول الشمال والجنوبِ(!(2)..
• ووفق (الرؤية الامريكية) التفتيتية للشعب العراقي كـ( أقوام متناحرة في تضاريس متباينة )..وليس كشعب واحد في وطن واحد..
(الرؤية التي يطبقوها على جميع الشعوب بإستثناء ـ الشعب اليهودي ـ في "اسرائيل" الذي جاؤا به للاستيطان في فلسطين من قارات العالم المختلفة! ) .. يصف بريمر إستباحة قوات الغزو للعراق:
• (اتخذت قوات التحالف موقعا لها في منطقة الاهوار في دلتا شط العرب لنهري دجلة والفرات، وفي المدن على ضفاف النهر والمدن المقدسة في الجنوب، حيث يتركز الشيعة الذين يشكلون 60 في المائة من مجموعة السكان وعلى مسافة 500 ميل الى الشمال هنالك مواقع لقوات التحالف في سلسلة الجبال التي تغطيها اشجار الصنوبر في مناطق الاكراد الذين يشكلون حوالي 20 في المائة من مجموع السكان، كما تتوزع وحداتنا في المناطق السهلية الصحراوية في وسط العراق وغربه التي تتشكل المناطق الداخلية للاقلية السنية العربية التي تشكل حوالي 19 في المائة من مجموع المواطنين العراقيين وقد ظلت تسيطر على المجتمع العراقي منذ قرونِ)!(3)..
• لهذا جرى تقطيع الشعب الى فئات متناحرة باسم المحاصصة.. في (نصوص الدستور. خرائط الجغرافيا "المتنازع عليها!". مراجع الولاءات لغير العراق) !
• وعندما اراد الغزاة إستيلاد "دولة المحاصصة"..عرض بريمر الدرس المستخلص من تجربة جيوش الاحتلال التي سبقت غزو العراق:
(ان حكومات المنفى تكون عرضة للاشتباه لدى من ظلوا مقيمين في البلادِ ، والتركيز فقط على مجلس " السبعة الكبار " كنواة لحكومة عراقية جديدة سوف يثير هواجس مشابهة في أوساط المواطنين العراقيين العاديين ، ممن ظلوا مقيمين في البلاد ، وعانوا من وحشية صدامِ ، والى جانب ذلك فان " المجلس " كان يفتقر الى التوازن المناسب فيما بين السنة والشيعة ، حيث كان الميزان يميل أكثر لصالح الاكراد ، ولم يكن فيه مسيحيون أو تركمان أو نساءِ ، ومن الطبيعي أن يكون المنفيون يرغبون في تولي شؤون الحكم سريعا ، وقبل أن يتمكن من ذلك الزعماء المحليون ممن كانوا مقيمين في البلادِ ، فهم يدركون إن نفوذهم في لندن وواشنطن وطهران والرياض سوف يتقلص ما لم تكن لديهم قاعدة سياسية راسخة على الارض في العراقِ) (4)..
لهذا كان لهؤلاء ـ الزعماء المحليين ـ أن يعيدوا إنتاج تبعيتهم وفق ظروف مابعد الغزو وتغير المهام!
• قال بريمر عن أول لقاء له مع الصحفيين ومعه " مجموعة السبعة الكبار" ( الجلبي. الطالباني.البارزاني.الجعفري.الجادرجي.علاوي.حامد البياتي.عادل عبد المهدي!):
(في نهاية الاجتماع أعلنت انه تمت دعوة مراسلي الصحافة لتحية أعضاء مجلس القيادة العراقية وقلت ـ انني سوف أُدلي بتعليق موجز وأقترح ان ترشحوا ممثلا للتحدث بعدي ـ وقد أحدث إقتراحي إرتباكا واضحا ، وبالرغم من مظاهر التعاون ألاّ ان هذا التجمع المختلف عشائريا وروحيا وسياسيا غير معتاد على التعاونِ ، وقد أخذ الأمر منهم اكثر من عشرين دقيقة لإختيار الزعيم الكردي مسعود البرزاني كمتحدث باسمهم ، وقد كان ذلك بمثابة نذير بالصعوبة التي ستواجه المجموعة حتى فيما يختص بالقرارات البسيطةِ)! (5)..
الصعوبة التي إمتدت الى يومنا هذا منذ الغزو 2003 ..وصارت وَبالاً على العراقيين ووطنهم ، وحاضنة للإرهاب الذي يذبح الأبرياء كل يوم!
• من جانب آخر.. فإن " المحتلين " العائمين على زَبَدْ "السبعة الكبار!" وأمثالهم ومن والاهم .. رغم كل ماألم بهم من هزائم في أكثر من بلد ، لايستطيعون التخلص من روح الإستعلاء الاستعمارية على الشعوب ، والإستخفاف بمواقفها وقدراتها الكامنة في ـ وطنيتها ـ ..إلاّ إذا لاحقتهم الهزيمة المُذلَّة في مراكز قوتهم..وداخل غرف نومهم..
• (في يوم الجمعة 25 يونيو 2003 استيقظت من جديد على صوت مجلجل يصرخ " إختبئ.. إختبئ " وبعد ثوان معدودة وجدتني أركض حافي القدمين باتجاه ملجأ الفيللا حين سقطت قذيفة هاون في المنطقة الخضراء). ( 6)
• (يوم السبت 26 يونيو 2003 كنت قد خلدت الى النوم للتو حين سقطت أول قذيفة هاون تلتها عدة قذائف بالقرب من المنطقة الخضراء لليوم الثالث على التوالي. فنظرت الى ساعتي وأنا أسير متثاقلا في الرواق فوجدت الساعة تشير الى الثانية عشرة وخمس دقائق عند منتصف الليل )(7).
• ( عرجت على بريان كورماك وقلت له: " أريد منك ان تضع خطة من خططك السحرية مع فرانك غالاغر وفريق ريك سانشيز لتخرجني من هنا غدا ". وعدت الى الفيللا وحزمت حقائبي على أمل أن تكون هذه آخر ليلة لي في بغداد. ولم يكن أحد يعلم بأن الاثنين هو اليوم الموعود ، ما عدا أقرب المقربين في الفريق المساعد لي. وكان معظمهم يخطط للمغادرة معي يوم الاربعاء على متن طائرة من طراز سي17 الى المانيا)(8)!
الارهاب المستورد والمُنتج محلياً .. دائماً..بعلم المحتلين وحمايتهم ورعايتهم!
• أبلغت الرئيس بوش (وردت لي تقارير عن سلفيين سعوديين يأتون الى العراق ، وقلت ان معظم القوات العراقية التي إختفت بعد الحرب، اختلطت مع السكان في غرب وشمال بغداد..)!(9).
• (كنت قد ابلغت الرئيس بوش في قطر إن إستخبارات التحالف لديها تقارير ذات مصداقية، تشير الى ان المتطرفين الوهابيين القادمين من الخليج تسللوا الى العراق، وإنهم يتصلون بالبعثيين السابقين غالبا في المساجد..)(10)
فيما شكلت شركات (الأمن "القتل" الخاص) ، غطاءً ، وحواضن للشبكات الإرهابية المستوردة الى العراق من مختلف الجنسيات ، ( ومنها ـ شركة بلاك ووتر ـ التي تتقاضى 450 مليون دولار سنوياً لحماية الدبلوماسيين الامريكان)!
لتمتع تلك الشركات بـ:
1) الحصانة القانونية التي فرضها الإحتلال!
2) الموارد المالية الهائلة المُستَنزَفة من خزينة العراق ، ومن خزائن الدول الممولة للارهاب!
3) الإرتباطات الخارجية والداخلية المشبوهة!
4) إحتراف القتل الفردي والجماعي!
5) التضليل الإستخباري والإعلامي الخبير!
6) القدرة على بناء وتطوير وتوسيع حواضن محلية لها وللإرهاب من خلالها في مناطق عديدة من العراق!
7) مهارتها في تجنيد المرتزقة الإرهابيين من بين حثالات المجتمعات المحلية!
وبعد عشر سنوات على (تحرير العراق!) مازالت تلك القوى الإرهابية تفتك بالعراقيين ، بل تحلم بإقامة دولتها الاسلاموية التكفيرية على حطام الدول الوطنية في المنطقة ، ( كتطبيق لشعارات الجمعيات الماسونية " البناءون الأحرار " العالمية المعروف بـ"الفوضى البناءة!" الذي يستهدف إسقاط الحكومات القائمة، وإلغاء أنظمة الحكم " الوطنية " في البلاد المختلفة ، والسيطرة عليها، من خلال بثُّ سموم النزاع داخل البلد الواحد، وإحياء روح الأقليات الطائفية والعنصرية)!
هذا الشعار الذي يعبر عنه مشروع (جو بايدن) لتقسيم العراق ، المستخلص من خطة (برنارد لويس) التي وضعها عام 1982 لإعادة رسم خارطة المنطقة (سايكس بيكو2)على أسس ، عِرقية ، ودينية ، وطائفية ..لتدور جميعا في فلك الدولة اليهودية القوية..وتحتمي بها..
بعد عشر سنوات من غزو العراق..مازالت:
1. الدماء تُسفك في شوارع العراق والمناحات تستوطن بيوت العراقيين!
2. القذائف تتساقط على المنطقة الخضراء والمفخخات تستبيح المدن المذعورة!
3. (السبعة الكبار) ومن التحق بهم .. يهرعون حُفاتاً في غير مكان وزمان بالعراق..خوفاً من مفخخات بعضهم للبعض الآخر!
4. الكراهية للعراق والعراقيين تُنتَج في رؤسهم وتُستورد من أسيادهم ورُعاتهم!
5. التناحر ( البدائي ) متفاقم فيما بينهم على الغنيمة التي اسمها العراق!
6. الولاءات للخارج الطامع معشعشة في نواياهم وسلوكهم ونفوسهم!
7. الاستقواء بالطامع الاجنبي على المخالف الوطني (امريكا. اسرائيل. تركيا. ايران. بعض الدول العربية المتورطة بالدم العراقي)!
وبعد عشر سنوات مازالت الشعارات المتوحشة تطل برأسها في نوايا السياسيين:
30/3/2013 السومرية نيوز/ بغداد/ :
( قال رئيس اللجنة البرلمانية القانوينة خالد شواني خلال زيارته الى الولايات المتحدة ولقائه بمقر الخارجية الاميركية مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ومسؤولي ملف العراق في الوزارة " ان اللجنة ترى في تأسيس ثلاث فيدراليات في العراق سيكون ضمانة لبناء دولة اتحادية موحدة وفق مشروع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن".
واتهم النائب عن القائمة العراقية حيدر الملا " الناطق الرسمي باسم القائمة العراقية" في بيان له في 27 اذار الماضي رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي " احد زعماء القائمة العراقية ورئيس مجلس النواب" بالسعي لتنفيذ المشروع!.
يذكر ان الملا كان من بين اعضاء وفد اللجنة القانونية النيابية التي التقت بايدن ومسؤولي وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن!.
فيما تدعو بعض (الاصوات ) في مناطق شمال غرب العراق (لإقامة الاقليم السني كحل للمشاكل المتراكمة مع الحكومة المركزية !)
ايلاف/18/ مايو/2013/ :
( قال الشيخ محمد طه الحمدون المشرف العام على تظاهرات سامراء خلال مؤتمر صحفي في سامراء نشرت تفاصيله وكالة انباء المدى المحلية بأن " إجتماعاتنا متواصلة منذ اسبوع مع اصحاب الرأي لتحديد الخيار الأفضل الذي يحفظ كرامتنا في المحافظات المنتفضة وقد وجدنا أن افضل مشروع هو الاقليم لأنه مشروع ناجح ومتكامل"، مبينا أن " اجتماعا تشاوريا سيعقد اليوم حول موضوع الإقليم"!
واضاف حمدون أن " اجتماع هام آخر وموسع يضم رجال الدين والمفكرين واعمدة القوم سندعو أليه قريبا في سامراء لتدارس فرصتنا الاخيرة في تشكيل الاقليم واعتقد أنه سيكون تأريخيا ومشروعا اصلاحيا ولا يستهدف احدا"!(.
إن من يتفكر بخارطة " اسرائيل " الكبرى الموسومة على الشيكل " الاسرائيلي " يجد انها :
تشمل " اسرائيل " وماتبقى من فلسطين ، والأردن ، وجنوب سوريا ، وشمال السعودية ، وعاصمة العراق " بغداد " وغربه "!!!!
ألا يكفي هذا للتفسير والتحذير؟!!!
• لقد مرت على العراقيين :
عصور من الحزن !
ودهور من التعسف!
وأطوار من ( الإستلاب)!
وصنوف من (التهميش والإقصاء)! ..
ولم نسمع عن (عراقي) شَهَرَ سَيفهُ بوجه الوطن ، مُهدداً بتمزيقه ، بدعوى (الخلاص من المظلومية!)..
إلاّ في زمن " البناءون الأحرار!"..و " ثوار الناتو! " من أصحاب(الشعارات المتوحشة!) ومحترفي " سياسة الخساسة " الميكيافيلية..
فهل يقبل عاقل ( أخذ الوطن بجريرة الطغاة )؟!
• سواء كانوا من " أبنائه " المستَورَدين مع الإحتلال تحت دخان ( الفوضى الخلاقة ) ..او المُستَوْلَدين من أرحام الغزاة في بيئة التخلف!
• أو من ( فرق الموت ) المُعاد إنتاجهم من (سكراب) الديكتاتورية التي مازالت تستوطن في جسد الدولة ورؤوس المتحاصصين!
• او من (معارضي) الدكتاتورية " المتطرفين " ..الأشد تعسفاً منها!
• أو من الإرهابيين الملثمين الخارجين من كهوف الكراهية الطائفية التكفيرية بجلابيب (تورا بورا)!؟
ألمْ تطرق ضمائركم قَوْلَةَ أمير مكة عام 597 هـ ..الشريف قتاده أبوعزيز بن إدريس ، بن مطاعن ، بن عبدالكريم ، بن موسى ، بن عيسى ، بن سليمان ، بن عبدالله أبى الكرم ، بن موسى الجون ، بن عبدالله بن حسن ، بن على بن أبى طالب؟..
القائل:
بِلادِي وإنْ جارتْ عَليَّ عَزِيزَةٌ
ولو أنَّنِي أَعْرَى بها وأجُوعُ
ولِي كَفُّ ضِرْغَامٍ إذا ما بَسطتُها
بِها أشتَرِي يَوم الوغَى وأبيعُ
مُعَوَّدةٌ لَثمَ الملوكِ لِظَهرِها
وفي بطنِهَا لِلمُجدبين رَبيعُ
أَ أَتْرُكُهَا تَحتَ الرِّهَانِ وأبتَغِي
لَها مَخرَجًا إني إذا لَرَقِيعُ؟
ومَا أَنَا إلا المِسْكُ في غَيرِ أرضِكُم
أَضُوعُ وأمَّا عِنْدَكُم فَأضِيعُ
• وكما فعلت امريكا في العراق سنة 2003 .. وبعده في تونس ، وليبيا ، ومصر ، واليمن سنة 2011 .. ..وفي سوريا اليوم..يتفاقم الشعار الذي أصبح رمزاً لـ(ربيع الناتو) وللواهمين المنزلقين خلفه..الذي يستهدف تفتيت الأوطان وتمزيق المجتمعات المؤتلفة ..ويتستر خلف تطلعات الشعوب للخلاص من "الدكتاتور"..
"إرحل"..ولتأتي بعدك (الفوضى الخلاقة!)..
الشعار الذي أعقبته " سياسة الخساسة " الذي سماها وأوصى بها "ميكيافيلي" الأمير ..كما جاءت في كتاب "الأمير":
( الدين خير وسيلة لتعويد الناس المفطورين على الشر للخضوع لقانون الأمير ..فعلى " الأمير" أن ينشر الدين..ويظهر بمظهر الوَرع..والأخلاق الحميدة ..ومن الخير للأمير أن يتظاهر بالرحمة والتدين وحفظ الوعد والإخلاص ..ولكن عليه أن يكون مستعداً للإتصاف بعكسها )!!
هذا " الشعار " والمضمون ( المتوحش) الذي نشر وينشر الخراب والموت منذ عامين ونيف في دول (ربيع الناتو) وفي سوريا..ونَشُمُّ دُخانه الخانق تحت رماد ( دول القش!) المتعطشة للحريق في أكثر من جغرافيا عربية وإسلامية....دون بصيص ضوء في نهاية نفق (الفوضى الخلاقة)!!
يقول بريمر في كتابه (عامي في العراق):
(إطلعت على تقارير تتعلق بدراسة لوزارة الخارجية ـ الامريكية ـ حول مستقبل العراق ، وتزعم انها وضعت خطة كاملة لنشاطات ما بعد الحرب في البلادِ ، وكان كروكر قد أدلى بدلوه في الدراسة ، ولذلك سألته عن الأمر فنفى نفياً قاطعاً، مشيرا الى ان الدراسة لم تكن بهدف وضع خطة لما بعد الحرب ، بل لوضع تصور يساعد العراقيين والأميركيين على التفكير في مستقبل البلاد بعد الإطاحة بصدامِ)!!!! (11)
نعم ..
لاخطط لمُشعِلي الحروب الأهلية ومُفَتتي البلدان..خَلْفَ شعار (الفوضى الخلاّقة) المتوحش..
حيث( طورت الولايات المتحدة الأمريكية هذا النهج، وصاغته في نظرية تعامل إستراتيجي، تتيح لها ألاّ تضطر إلى اللجوء إلى العمل العسكري المباشر إلاّ مضطرة، خاصة بعد التجربة الفيتنامية، فكانت نظرية " الفوضى الخلاقة "....التي تستهدف إستحداث حالة فوضى في مواقع الصراع بين أطراف محلية، تتيح للولايات المتحدة الأمريكية ركوب موجة الفوضى هذه وتوجيهها لصالحها، وتُسَخَّر من أجل تحقيق هذا الهدف مجموع الإمكانيات الأمريكية المتفوقة تقنيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، مستندة إلى أكبر حجم ممكن من المعلومات عن مواقع وأطراف الصراع المحلي...)!.
ويقضي هذا الشعار بعدم تورط جيوش الدول الرأسمالية مباشرة بالحروب لتجنب خسائرها البشرية والمادية..وبدلاً عن ذلك تأجيج الحروب الأهلية والبينية بين البلدان التي تختزن الموارد الاستراتيجية او المواقع الاستراتيجية ..لإستنزاف طاقاتها وقدراتها المجتمعية المحلية وإحراق مواردها..لإيصالها الى حد الغرق في مستنقع الموت الاعمى ، والرعب الدائم ، والخوف الشامل ، وانسداد أي كوة للأمل..مما يجعلها تركع وتتوسل لإستقدام الغزاة لإنقاذها من نفسها!!
تقول "كوندوليزا رايس":
( إن الولايات المتحدة سعت على مدى ستين عامًا إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية، ولم تحقق أيًّا منهما.. وتتبنى الآن نهجًا مختلفًا.. إن هناك من يقول: إن الديمقراطية تقود إلى الفوضى والصراع والإرهاب، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، بمعنى أن الفوضى تمثل الأساس المنهجي لخلق الديمقراطية الأمريكية المنشودة)!
وبعد أن تفتك "الفوضى الخلاقة" بالبشر والحجر وقبل أن ينقشع الغبار .. يعرض"الماسونيون" خرائط مصالحهم المُعَدَّة منذ زمن بعيد..لتنفيذها بدم أهل البلدان المُستباحة على " أرض يباب "!
لكنهم..
عندما يستشعرون إقتراب النار من حقولهم المحلية اليابسة ..
ويُدركون ان مصالحهم الاستراتيجية مهددة بالخطر..
يصابون بالهلع وفقدان التوازن..
فيدوسون على (الحلفاء التأريخيين!) ويسحقون (الاصدقاء المخلصين!) ويتخلون عن (الأقرباء الأثيرين!)..ويمدون أيديهم لألد الأعداء في العلن لإيقاف الانحدار..
(سيجري الحوار ـ المتكافئ ـ بين أمريكا " داعية الحرية! " وطالبان " ناشرة العبودية " ..على حافات حقول الغاز الاستراتيجية في الدوحة!) ..
لأن أعداء اليوم من " الإرهابيين" هم صنائعهم بالأمس..
ولأن مصالح "الرأسمال" المُهَدَدَة تقتضي العودة الى صنائع الأمس!
فماذا جرى في اجتماع " الثمانية الكبار " بشأن سوريا..
الذي عُلِّقت عليه "أوهام" كبيرة من جانب أصحاب مشروع " الفوضى الخلاقة" ..
الذين استخدموا "سياسة الخساسة" لتحقيق ماأخفقوا في تحقيقه بـ" الفوضى الخلاقة "..
بل أن الصحافة الغربية أسمته (اجتماع 7+1 )..بعد ان سَرَّبَ رئيس الوزراء البريطاني "كاميرون" للإعلام :
( إن البيان الختامي سيصدر باسم سبعة رؤساء ..بدون الرئيس الروسي!) بسبب عمق الخلافات مع بوتين بشأن سوريا ..
لكن ذات الصحافة وصفت البيان الموقع من ثمانية رؤساء بعد صدوره بأنه "روسي الهوى"!!!
• ان من يقرأ البيان الختامي لقمة الثمانية ، والتعليقات والإجراءات التي سبقته وأعقبته يسجل تراجع أصحاب مشروع "الفوضى الخلاقة" الاستراتيجي ..كما يلي:
1) مطالبة المعارضة المسلحة بتطهير نفسها من التنظيمات الإرهابية..أي إلغاء وجودها!
2) " تكليف" الحكومة السورية بإبعاد الافراد التابعين للقاعدة من سوريا..أي الإستمرار بتنفيذ تكتيكات " مصيدة الفئران " التي ينفذها الجيش السوري في عموم سوريا!
( بسبب القلق المتنامي من الإرهاب والتطرف في سوريا وكذلك الطابع المذهبي المتزايد للنزاع، تدعوا الدول السلطات السورية والمعارضة الى الإلتزام معا خلال مؤتمر جنيف بالقضاء وإبعاد كافة التنظيمات والأفراد التابعين للقاعدة من سوريا)(12)
وهذه خشية واعتراف بأن القوة المسلحة الأساسية والصلبة في المعارضة السورية هي من (المتطرفين) الاسلامويين.. وبينهم مجموعات المقاتلين الأجانب التي تضم متطرفين إسلاميين إعترفت الدول الغربية بوجودهم، كما اعترفت بوجود مواطنين لها بين صفوفهم!
( أعلن مسؤول المفوضية الاوربية لمكافحة الإرهاب المشارك باجتماعات الثمانية : ان عدد المسلحين " الاوربيين " المشاركين بالقتال في سوريا يفوق عدد المقاتلين " الاوربيين " الذين ذهبوا للقتال في افغانستان والعراق والصومال)!!
3) )الإلتزام بايجاد حل سياسي للازمة، ودعم تنظيم مؤتمر جنيف حول سوريا في أقرب وقت ، بغية البدء بتطبيق بيان جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012 الذي يحدد المراحل الأساسية التالية:
• تشكيل حكومة انتقالية تحظى بصلاحيات تنفيذية كاملة وتشكل بالتوافق المشترك.
• يجب المحافظة على الخدمات العامة أو إعادتها وذلك يتضمن القوات العسكرية والأمنية)(13).
4) عدم الإتفاق على تسليح المعارضة..
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما :
( إن تسليح المعارضة السورية بشكل عشوائي، ليس في صالح الولايات المتحدة الأميركية على المدى الطويل)..
مضيفًا:( قلت أنني سأزيد من دعمي للمعارضة، لكنني لم أحدد كيف سيكون ذلك. إحدى الصعوبات التي تواجهنا، هي أن أكثر المقاتلين فعالية في المعارضة ليسوا أصدقاء للولايات المتحدة، وتسليحهم عشوائيًّا لا يعتبر وصفة جيدة للمصالح الأميركية)!
أضاف أوباما، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية " انجيلا ميركل " في برلين:( بعض التقارير التي ترددت علناً تجاوزت الحد فيما يتعلق بأن الولايات المتحدة تستعد بشكل ما للمشاركة في حرب أخرى. ما نريده هو انهاء الحرب.)!
• ( قالت ميركل ان المانيا لن تسلح المعارضة حتى بالرغم من انتهاء الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على السلاح في سورية).
• ( أفادت صحيفة " ديلي ميل" الأربعاء، أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، تخلى عن خططه لتسليح المعارضة السورية..)!
• أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس( إن فرنسا غير مستعدة لتزويد المعارضة السورية بأسلحة قد توجه اليها لاحقاً )!
• حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين( ان الاسلحة التي ترسل الى مقاتلي المعارضة السورية يمكن ان ينتهي بها الامر في يوم ما الى استخدامها في اوروبا)!
• وفي السياق ذاته ، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من خطورة الذهاب باتجاه التسلح في سوريا. ورأى، خلال لقائه المفوضة الأوروبية العليا للشؤون الخارجية والأمنية " كاثرين أشتون "، أنّ هذا التوجه قد يدمّر سوريا تماماً، ويؤدي إلى اضطراب الأوضاع في المنطقة!
إذن..لاجديد في تسليح المعارضة..
( لأن القرار الأميركي بالتسليح "النوعي "، سيؤدي إلى إستلام سورية منظومة صواريخ كاسرة للتوازن مع إسرائيل، بكل ما يحمله ذلك من إنعكاسات سلبية على إدارة أوباما في الداخل الأميركي، وفوائد لسورية وحلفائها ، وتهديداً لـ" إسرائيل ")!
رغم إستمرار وإصرار " بعض الدول العربية " على المزيد من الدعم العسكري للمعارضة السورية المسلحة الموالية لها!
5) عدم التورط في مستنقع حرب جديدة بعد كارثتي العراق وافغانستان..
صرح "أوباما" لمحطة تلفزيونية أميركية بعد ساعات من انتهاء قمة الثمانية.. قائلا:( لا نريد الاشتراك في نزاع طائفي بين سنة وشيعة بل نريد إيجاد حل سياسي لإنهاء النزاع )!.
6) إستبعاد إنشاء منطقة حظر جوي على سوريا..
أبدى الرئيس الأميركي تشككه في الموضوع، موضحًا أن الحظر قد لا يحل المشكلة، ومضيفًا: (90% من القتلى لم يموتوا في الغارات الجوية. الغارات السورية ليست فعالة إلى هذا الحد، والأحداث تجري على الأرض)!.
• (تقول وزارة الخارجية الروسية " في حالة فرض منطقة حظر جوي على سوريا فإن كل الاحتمالات واردة ")!
• (يقول سيرغيه لافروف وزير الخارجية الروسية " ان عقد بيع صواريخ s300المضادة للجو ..لم يتم تسليمه كاملاً لحد الان")!!..
مما يعني ان لدى سوريا تلك الصواريخ وستستخدمها لاسقاط طائرات الحظر الجوي!..
وهذا ما سمعه "اوباما" من "بوتين " في قمة الثمانية!
• من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن موسكو لن تسمح بإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، وذلك إثر تقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة تعدّ لمثل هذا الاجراء.
ولفت لوكاشيفيتش إلى أنّ بلاده لا تريد تكرار النموذج الليبي في النزاع السوري، مشيراً إلى أنّ الانشطة الأميركية في الأردن انتهاك مباشر للقانون الدولي!
7) دعوة "بوتين" لـ "اوباما" للاجتماع به في 4 سبتمبر المقبل بشأن الوضع السوري ..وموافقة " اوباما " على ذلك!
• مما يثير التساؤل عن مغزى منح (فرصة) ثلاثة أشهر للجيش السوري لحسم معركة الشمال ..التي تشكل الفصل الرئيسي من لعبة "المصيدة" للارهابيين " الذين يجب أن لايعودوا الى بلدانهم التي جاؤا منها "ـ حسب دعوة وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ!..
• في ذات الوقت الذي أغلقت فيه تركيا الحدود أمام خروج المسلحين من سوريا عبر البوابات التركية التي جاؤوا منها قبل إغلاق معبر " القصير " في الوسط! ..وعددهم ( اكثر من 40 الف مسلح من 29 بلداً – حسب تقرير الأخضر الابراهيمي لمجلس الامن).. بدعوى منع التسلل من سوريا الى تركيا!!
8) عدم الاشارة لجهود الجامعة العربية وتركيا ودورهما في زهق أرواح أكثر من مئة الف سوري ، وهدر مليارات الدولارات وتخريب البنية التحتية للدولة السورية ( الدولة المؤسسة للجامعة العربية )..وإختفاء مطالبتها بإسقاط الاسد وتسليم السلطة للمعارضة التي إعترفت بها الجامعة في قمة الدوحة!
9) عدم المطالبة بـ" سحب قوات حزب الله من سوريا "!
10) عدم الاشارة الى الصفة التمثيلية الدولية لـ " المعارضة " ونزعها من حكومة الاسد..كما فعلت "الجامعة العربية "!
11) عدم الاشارة لشرط " تنحي " الاسد!
12) عدم الاشارة الى " محنة " الدول " المبتلية " بالنازحين السوريين!
13) عدم الاشارة لـ " الدعم الايراني " للنظام في سوريا!
14) عدم الاعتراف بـ"معارضة سورية محددة " تجلس مع النظام في ( جنيف 2)
15) تزايد القلق من تداعيات الكارثة السورية على مصير ـ الأوضاع الداخلية ـ لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة!
16) القلق من تنفيذ "التهديدات" بفتح أكثر من جبهة تستهدف " أمن اسرائيل"!
• وخلال قمة الثمانية..
( وضع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مُضيِّف القمة لائحة من خمس نقاط للمحادثات المقترحة لـ ـ جنيف 2 ـ كما يلي:
1) إيصال المساعدات الانسانية داخل سوريا.
2) مكافحة التطرف.
3) رفض إستخدام الاسلحة الكيميائية.
4) مرحلة انتقالية ديمقراطية وفق المثال الليبي.
5) اقامة سلطة تنفيذية(
ولم يؤخذ منها في البيان الختامي سوى( إيصال المساعدات الانسانية داخل سوريا. مكافحة التطرف، ورفض إستخدام الاسلحة الكيميائية )!.
• قال مسؤول كبير في البيت الابيض كان مرافقا لاوباما :
( يحقق البيان الختامي الأهداف بشأن سوريا التي سعى لها الرئيس في محادثاته مع الزعماء الاخرين وبينهم الرئيس بوتين وخاصة في ما يتعلق بعملية سياسية لحل الصراع، والتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية والدعم الانساني للشعب السوري)!!
كل ذلك لايعني قرب انتهاء الحرب..
أو تراجع كوارث الفوضى الدموية الهدّامة التي لم تترك بشراً ولاحجراً في سوريا..إلاّ وتُدميه!
لأن كل المؤشرات تؤكد إستعصاء الحل السياسي في هذه المرحلة ..لحين وضوح ميل ميزان القوى بشكل حاسم في ساحات الصراع المسلح لصالح أحد الطرفين ..وشعور أحدهما بـ"الضعف " الذي يدفعه للذهاب الى طاولة المفاوضات لإنقاذ مايمكن إنقاذه!
لذلك " هرع " زير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مطالباً بـ" ضرورة إعادة التوازن إلى المعارك "!
خشية من الإختلال الجوهري لذلك التوازن..رغم خشيته من إرتداد اسلحة " بعض " المعارضة السورية الى شوارع اوربا!
وهذا ـ الإختلال ـ يخشاه كلا الطرفين (الدوليين ، والإقليميين ، والمحليين ) المتصارعين على سوريا..
لأنه سيؤدي الى إختلال في توازن القوى الدولي..وليس الاقليمي ..أو المحلي فحسب..
فكما ذكرنا في مقال سابق " سينشأ نظام دولي جديد عند ضفاف الفرات!" من غبار خرائب المدن السورية ودماء أبنائها!!
----------------------------------------------------------------------
الهوامش:
• (1/2/3/4/5/6/7/8/9/10/11/بول بريمر-عامي في العراق 2003)
• (12/ 13/ نص من البيان الختامي لقمة الثمانية )



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُفول وبزوغ (القطبية الدولية)..عند ضفاف الفرات!
- (الصراع على سوريا)..بحور الدم..خطوط الغاز!
- لماذا ننتخب القائمة رقم 422 ؟!
- عاجل..غادرنا بصمت المطمئنين!
- أول العبادات -الحب-..وآخر العبادات-التسامح-!
- هل بإمكان المرء أن يكون حراً ووطنه مُستعبد؟!!!
- سلطات -ربيع الناتو-المُكَفِّرة للعقل.. لايمكن أن تحرر نفسها ...
- مغزى إستيلاد -دول فاشلة- من -ربيع الناتو-!!
- -ربيع الناتو- و-خريف العقل العربي-!..تفجير البلدان من الداخل ...
- هل بإمكان العقل أن يتحرر دون الإفلات من قيود العقائد؟!
- -المعارضون- المُستَنْجِدون بالغزاة !..
- -ربيع الناتو- و-خريف العقل العربي-..والأمور بخواتيمها!
- لاتَتركوهُ وَحدهُ منفرداً ..مُواجهاً (كواتمَ الصوتِ)!!!
- (الإفرنج) يُعيدون إنتاج (العثمانية) بعد قرن من إسقاطها..لتجو ...
- ياهادي.. يَتعقبُهُم جُرحِكَ..في ساحات المنتفضين!!
- مأزق الحكم في العراق..بين (الإختلاف) و(التخلف)!؟
- حصانةٌ لبنادق المحتلين ..ولاحصانة لأرواح العراقيين!!!
- هل تَجحَدُ (الأوطانُ) بأبنائها..وكيف يخون انسان (بلاده)؟!!!! ...
- ( عقلانية ) الانتفاضات الشعبية في بلداننا..وأوهامها؟!(1)
- (النظام الايراني) والعراق.. سدٌ تُرابيٌّ على الحدود وإختراق ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - الشعارات -المتوحشة- تفترس الشعوب -المعلولة-!