أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد غريب - هل الديموقراطية سيئة؟














المزيد.....

هل الديموقراطية سيئة؟


أحمد غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 20:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بالطبع لو سلطنا الضوء على محمد مرسي كمنتَج من منتجات الديموقراطية لوجب أن يكون السؤال -على الأقل- هل الديموقراطية سيئة إلى هذا الحد؟
لكن المشهد في مصر لا يتصدره مرسي ليكون محوراً للتساؤل، وإنما جماعة الإخوان المسلمين؛ لعل مشكلة مرسي نفسه من ناحية الأداء الشخصي عدم استطاعته تصدر أي ركن أو زاوية من زوايا المشهد المصري إلا على سبيل السخرية من أسلوبه وتناقض قراراته وأفعاله وركاكة سياساته وتخبطها.
سبب التساؤل هو التحذير الذي تضمنه تصريح السفيرة الأمريكية آن باترسون، من أن المظاهرات لن تخدم استقرار الديموقراطية؛ لو قالت باترسون هذا الكلام قبل عام لوجدت من يسمعها بطريقة أخرى، لا من يرد عليها بسؤال عن جودة وسوء الديموقراطية نفسها.
الخوف كان الناخب الوحيد في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، خوف الكنبة من تطرف الإسلاميين، وخوف قطاعات من داعمي ومؤيدي الثورة، مثل جيكا رحمه الله، من دولة مبارك. الخوف لم يكن مؤثراً على كتلة الإسلاميين التي تحركها دوافعها الأيديولوجية وتوجيهات التنظيم ومساوماته؛ إذا طلب منهم المقاطعة يقاطعون أو التصويت يصوتون، لا توجد دوافع لدى هذا النوع من الناخبين كالتي نعرفها.
عادة بعد أن يصل مشهد الخوف في الأفلام إلى ذروته، تحلّ ابتسامة، لكن الوضع تحول إلى سخرية مرّة، وعبث، فبسبب الخوف من الشخصية المرعبة تم إعطاء كل السلطة في الدولة لأول شخص تم الترتيب ليكون أول من يمرّ بجوار الكاميرا، وكان اسمه محمد مرسي!
لكن بعيداً عن الجزء الهزلي من المشهد، والذي انقلب كابوساً أفظع: هل الديموقراطية سيئة؟
في الحقيقة أغلبية الشعب المصري الفاعلة تتمسك بالديموقراطية، ومبادرة "تمرّد" هي في قلب عملية التمسك بالديموقراطية وعدم التضحية بها، وعدم التنازل عن مكتسباتها، بل إعادتها لمصدرها بعد أن تم اختطافها.
هل النظام السياسي الذي أسسه مرسي بواسطة الإعلان الدستوري نظام ديموقراطي؟ لقد وضع الدستور تحت حراسة الكتلة السياسية الإسلامية وحدها، وأغلق الطرق الشرعية لمعارضته معارضة ديموقراطية، معارضة تشارك في صنع القرار وبلورته، من خلال برلمان حقيقي، لقد أطاح مرسي بجوهر الديموقراطية، وظن أنه استكمل تأسيس نظام سياسي يستند إلى رئيس منتخب ودستور مستفتى عليه وبرلمان بديل، لقد شنق مستقبله السياسي كرئيس مدني منتخب عندما انقلب على أصوات من جعلوه رئيساً، واستند إلى خطة التمكين التي تصورت الجماعة أنها تفي شكلياً بتلبية مطالب الثورة بالديموقراطية.
الثورة هي الديموقراطية الكاملة، أو بتعبير الكاتب شريف يونس هي "الفعل الديموقراطي الأكبر". الثورة هي منبع الديموقراطية، هي أقصى درجات المشاركة، وأكثرها طبيعية وتخلصاً من قيود المال على الناخبين، وقيود القوانين ومناورات السياسيين وأحابيل الدعاية.
الثورة المصرية هي الأب والأم الشرعيان للديموقراطية في مصر. قبلها كان المواطن بحاجة إلى الدخول إلى عرين أقسام الشرطة ليستخرج بطاقة انتخابية، ثم يعود مرة أخرى إلى نفس الوكر يوم الانتخاب، ويمر عبر تجمعات البلطجية ثم الشرطة ليدلي بصوته داخل نفس الأقسام التي تسعى بكل الطرق لإحباط صوته، وهو يعلم أن صوته لن يحتسب في الأغلب، هذا في في حال أنه لم يقم ببيعه بنفسه مقابل إغراء أو التخلص من خوف.
لم تنجح ألاعيب الإخوان من أجل تلفيق نظام سياسي تكون المعارضة فيه صورية كما كانوا هم أيام مبارك. ألاعيب الإخوان تصوّرت أنه يمكن التحايل على حقوق التصويت التي انتزعتها الثورة بالدم والتضحيات، بالاعتماد من ناحية على كتلة المؤيدين، وإقصاء المعارضين بالتخوين والتكفير، واستمالة بعض الشرائح الضعيفة بواسطة تقديم بعض السلع والمنتجات التموينية، لتسديد متطلبات ما بات يعرف بـ "الصندوقرطية".
لكن أداء مرسي هزم نفسه، وأداء رئيس وزراءه لم يستطع إبقاء مستويات الصبر لدى الشرائح الضعيفة عند درجة تضبط الانفجار.
مبادرة" تمرد" هي تصحيح للانحراف الذي ألحقته جماعة الإخوان بالديموقراطية، تصحيح للوضع الكاريكاتوري الذي أنتجه إصرار الجماعة على وصول أي شخص منها لكرسي الرئاسة، حتى ولو كان "استبن" بديلاً طرح اسمه كسد خانة دون أن يكون مؤهلاً. في الحقيقة لقد بينت الأيام سريعاً أنه لو كان المرشح الأصلي خيرت الشاطر هو من وصل إلى الحكم لما اختلف الأمر إلا قليلاً، فخواء السياسات منع الجماعة من الوفاء بالحد الأدنى من المهمة في لحظة تاريخية كالتي نعيشها.
وضعية الاستبن وأداؤه المهزوز عمّق القلق، وسرّع من كشف الزيف. وأطماع التمكين أعمت أبصار أصحابها عن إدراك أن الديموقراطية لم تكن منحة منهم، لكنها منحة من الشعب لهم؛ شرط صيانتها.
ألم يكن باستطاعة السفيرة الأمريكية أن تربط بين نضال الشعب المصري من أجل انتزاع حقوق جماهيره في المشاركة وبين حركة الجماهير الأمريكية التي كانت منبوذة من المشاركة الديموقراطية في الستينات؟ ألم تجد في أي كتاب للتاريخ ولو شبهاً واحداً بين مطالب الشعب المصري الحقوقية، والديموقراطية الكاملة جزء منها، وبين مطالب شعوب أخرى؟ لماذا لم تفهم، مثلها مثل الإخوان، أن الديموقراطية في مصر منحة من الشعب رضخت لها السلطة شكلياً لكنها لاتزال تتحايل عليها، وليست منحة من السلطة المحلية أو من دولة عظمى؟



#أحمد_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج التركي!
- تمرّد
- هواجس عن التدين كوسيلة خروج على القانون!
- دولة مدنية.. أحلام الثورة مستمرة
- دورة العنف.. الرصيد لا يسمح!
- من سيتكلم باسم الشعب؟
- الجماهير أسبق من السياسيين: هذه دولة الإسلاميين.. فماذا عن د ...
- الإسلام السياسي ونزعة الخصومة
- دستور الإخوان:المقاطعة.. والشرعية
- مليونية 27 نوفمبر.. الكتلة الحرجة
- الإسلام السياسي.. الحاكمية.. والبطولة الغائبة
- الأصابع الخفية
- ماذا حدث لسوريا؟
- -الخطة بوتن-
- -والله الموفق-
- المشير
- بروفات مواجهة إسرائيل
- إسرائيل تتحدث
- فن الجماهير: كلمة السر -منقول-


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد غريب - هل الديموقراطية سيئة؟