أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - رواية














المزيد.....

رواية


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


روايتي أنتَ ..
أنتَ .. أنتَ روايتي ..
أقصيك ثم أدنيك .. أسافر إليك ثم أرحل عنك .. أحاكمك .. أقاصصك ثم أصالحك .. أمزقك بشراسة لبؤة فقدت وليدها للتو ثم أعيد لملمة قصاصاتك بحنو قطة تجثو على صغارها .. أهجرك وأمعن في هجرك ثم أعود إليك كما تعود قطرات الندى إلى بتلات الزهر عند كل صباح ..
أنتَ .. أنتَ روايتي .. ولا رواية لي غيرك .
بعد أن مسح ذاك الصباح الغجري ذاكرتي .. بعد أن احتلها احتلال الغجر ومسح بهمجيته كل عناوينها .. بعد أن أجهز على جميع غرف الإنعاش فيها ولم يبقَ فيها شيء يتذكرني أو أتذكره .. بعد أن أصبحت ذاكرتي صفحة بيضاء كنورس صافحت عيناه نور الشمس لأول مرة على شاطىء البحر فأخذ يرسل قبلاته إليها ثم يستردها كمحارب عنيد يتعلم فن مغازلة الحياة ..
بعد أن أصبحت ذاكرتي خالية من كل شيء .. بعد أن أصبحت ذاكرتي نورساً أبيض .. ظهرت أنتَ .. ذاكرتي أصبحت خالية من كل شيء .. إلا منك .
وحدك من نجا من ذلك الإعصار .. وحدك من صمد في وجه ذلك الاجتياح .. وحدك من ظهر لي من غرفة الإنعاش وطبع على جبيني ابتسامة الحياة .. وغمر يدي بقبلة هامسة " عود أحمد للحياة " ..
كيف بقيتَ في ذاكرتي .. كيف لم يمحِك ذاك الصباح .. كيف تسرب كل شيء إلا أنتَ بقيت جديداً متجدداً لامعاً براقاً كنجمة ولدت منذ لحظات ؟
كيف اختصرت الزمن واختزلت المسافات وأخرست نغمات اللغة وعطلت عقارب الوقت وأتيت على جناحي يمامة تحمل إليَّ باقة من أزهار الأمل .. وتمنحني نافذة واسعة شاسعة مشرقة ضاحكة مستبشرة أطل من خلالها مرة أخرى على هذه الحياة ؟
كيف كنتَ أنتَ مع هذه الحياة جنباً إلى جنب .. تنتظرني دون أن يعيقك ملل الانتظار .. كيف لم ينتابك اليأس ويقتلك الملل وأنتَ تنتظرني على أمل أن أطل عليك مرة أخرى من نافذة أخرى .. نافذة جديدة .. من نوافذ هذه الحياة .
كنتَ لي منذ دهر بعيد من الزمان .. وغبت عنك دهراً آخر .. وحين طويت تلك الدهور خلف ظهري .. ووضعت قدمي على أول رصيف من أرصفة النسيان .. وهممتُ بكتابة روايتي .. روايتي التي لا تنتمي إليك .. ولا تتكلم لغتك .. ولا تنتظرك كي تظهر من بين السطور كما تظهر النجوم للعشاق في سماء الأمنيات ..
كدتُ أشرع بكتابة رواية جديدة لن تكون أنتَ بطلها الوحيد .. أو حتى أحد أبطالها .. حينها فقط ظهرت أنتَ .. وجدتك أمامي متفتحاً كألوان قوس قزح .. لامعاً كنجمة صيفية .. باسماً كوجه القمر .. باشاً كوجه السماء حين ترسل إلى الأرض قبلاً من مطر .. حانياً كقلب قديس يبارك خطواتٍ باكية استجارت به من غدر الزمن ورجت المغفرة ..
الآن أنتَ بطل روايتي الجديدة .. روايتي القديمة الجديدة المتجددة المتعثرة المستقرة الآن في أمن وآمان بين يديك ..
كنتَ أنت تلك الرواية القديمة .. وأصبحت أنتَ الآن هذه الرواية الجديدة ..
روايتي أنتَ ..أنتَ روايتي منذ الأزل .. وإلى الأبد .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصامت إلى حين !
- سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 9
- أوراق تنعي أصحابها .
- مطري أنت
- مطرٌّ أسود
- مجهول .. في عالم مجنون !
- صفحات غير مشوشة
- هنا القدس
- نيسان .. ارحل .
- إلى نيسان
- محطات
- همسات نورانية جزء 11
- كنتَ حلماً
- الحقيبة الحمراء
- سلسلة جاهلية جزء1
- -لما عالباب منتودع -
- أيام عَ البال
- رسالة لم تكتمل
- الأماكن
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 8 .


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - رواية