أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - لماذا ؟؟!!














المزيد.....

لماذا ؟؟!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 10:19
المحور: كتابات ساخرة
    


لماذا ؟؟؟
في اللهجة الصعيدية المصرية والبدوية في كافة ارجاء الوطن العربي الكبير ،من محيطه الى خليجه ،يتم استبدال او النطق بحروف بشكل لا تستغيه اذاننا ،فبدلا عن الجيم يقولون ياء ،والقاف ينطقونها جيم ،وهكذا كما تسعفني الذاكرة المهلهلة قرأت عن المفكر واحد رواد النهضة العربية في العصر الحديث الشيخ والاستاذ عبد العزيز البشري المصري انه وحينما اراد السخرية من "العقول" العربية كان يقولها بلهجته الصعيدية ، فيقول العجول العربية بدلا من العقول العربية ،وبهذا يصيب الهدف دون ان يجرح احدا وهو "يختبيء"وراء لهجته الصعيدية .
لقد مرت فترة طويلة منذ حاول رواد النهضة العربية الحديثة ادخال "التحديثات "على العقلية العربية لكي تواكب ركب العصر ،وتدفع الامة العربية الى مصاف الامم المتحضرة ،وبرز منهم الامام محمد عبده ،طه حسين ،الافغاني ،قاسم امين وغيرهم كثر ،كلهم حاول ،كتب ،وتتلمذ على يديه مجموعة من المفكرين الذين اضافوا اضافة نوعية الى الحياة الثقافية واغنوا المكتبة العربية باعمال ما تزال حية في النفوس .
لكن مع ذلك فان حال الامة العربية ينطبق عليها المثل الشعبي الساخر "لورا يا اولاد عمي لورا " ،فالظلم والعدوان على الحقوق العامة والحريات العامة والاموال العامة ،اصبحت من سمات انظمة الحكم العربية ، والممارسة الحياتية العربية على ادنى مستوياتها .
اذن لماذا محاولات التنوير والتمدن العربية ،تفشل فشلا ذريعا ،بينما امم اخرى كانت مذدنبة وراء العرب في الرقي والتمدن تجاوزتنا بكثير واصبحت في الصفوف الاولى من الامم التي تقود مسيرة التطور العالمية؟!
الامر كما يبدو للوهلة الاولى يتنافى مع كل القوانين للتطور الانساني ،لكن وكما وصف احد معارفي ، العرب ، بانهم لم يخرجوا من طور البداوة العقلية والفكرية وبكلماته "لا يغرنك انك تشاهد اناسا يرتدون البدلات الانيقة والفاخرة وربطات العنق ،ففي داخل كل واحد منا نحن العرب يعيش اعرابي اشعث اغبر حاملا سيفه ومستعدا للغزو او القتال ،ضد أخوته وأهله "،يا له من وصف دقيق وصائب .
الحكام ،بما فيهم الجدد ، هم مجموعة من شيوخ القبائل ،يأمرون وعلى الرعية الطاعة ،يوزعون المال على من يشاؤون وليس لاحد حق الاعتراض ،التفكير قصر عليهم فعلى رأي المثل "الشيوخ لا يغلطون "وكل من جاء بفكرة او رأي جديد هو عميل او زنديق . وليس الامر مقصورا على هذا فكل الامم والشعوب ضالة مضلة ،وما الديموقراطية الا مؤامرة على الامة والدين ،وحرية الفكر بدعة .
واكثر ما يغيظني واعترف بذلك صراحة ودون مواربة ان اشاهد على شاشة الفضائيات احد هؤلاء المدعين "بالعلم " وهو يتحدث عن الغرب الفاسق الفاجر فيما يجلس على كرسي صنعته الايدي والعقول الماهرة الغربية ،وهو يقرا من شاشة حاسوب نقال مصنوع في امريكا ويستمتع بالهواء المنعش البارد من مكيف هواء مصنوع في اليابان ويرتدي دشداشة من صنع تايوان وملابس داخلية من صنع دلتا الاسرائيلية،وشبشبا من صنع ماليزيا ويعود الى بيته الذي بنته شركة هندية في سيارة مرسيدس من صنع المانيا ،ويتناول وجبة دسمة من الخراف الاسترالية ويشرب بعدها المشروب الغازي الامريكي ويحلي بحلوى فرنسية وما الى ذلك فليس في حياته شيء من صنع ابناء جلدته ويجلس امام الكاميرا ويشتم الغرب ويمجد ملكه ويدبج المدائح لنفسه ولعشيرته الاقربين ،وهو يأكل ما لا يزرع ويلبس ما لا يحيك ، ولله في خلقه شؤون .
بينما ما يحدث لدى ابناء دينه او قوميته لا يعنيه في كثير او قليل وما يهمه هو السلطة له ولسيده فالاخوة في القومية والدين يتضورون جوعا ،بينما هو يشرعن لشيخ قبيلته كل الموبقات والمفاسد .
فالكارثة الانسانية والتي اطلق عليها وزير فرنسي بانها فضيحة القرن الواحد والعشرين ،الجفاف والمجاعة في القرن الافريقي الذي يستوطنه الكثير من العرب والمسلمين لا تعنيه وسيده في شيء، فطالما يشتم الغرب الكافر الذي يمد يد المساعدة للمنكوبين فقد ضمن من منظوره جنة الدنيا والاخرة ،واعاد للاسلام امجاده بالشتائم.
الانكى والامر ان محاولات تقديم العون للمنكوبين والتي تقدمها هيئات اغاثة عالمية غربية "كافرة" تعترضها جحافل حركة الشباب الاسلامية الصومالية التي تسيطر على جنوب البلاد وتمنع وصولها الى المنكوبين دون ابداء سبب وجيه ، وتقوم بالاعتداء على ممثلي هيئات الاغاثة الاممية ،بحيث يضطر المنكوبون للنزوح الى مخيمات الاغاثة على الاراضي الكينية سيرا على الاقدام دون ماء او غذاء ،الامر الذي يتسبب بموت المئات والالوف من المنكوبين ،لكن لا حياة لمن تنادي،وبعد اجهاد العقل في فهم سبب اعتراض حركة الشباب على ايصال المعونات ،لم اجد سببا مقنعا اللهم الا اذا اعتبرت الحركة الدعم الغربي دعما كافرا ولا يجوز للمسلم ان يأكل طعاما كافرا ومن الافضل ان يلاقي حتفه او تتعرض النازحات للاغتصاب من قطاع الطرق في مسيرتهن الطويلة للحصول على الغذاء في كينيا، ولا حول ولا قوة الا بالله .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
- صناعة الفتن ...
- بسهولة ويسر !!! أو ظاهرة العنف الدموي في الوسط العربي
- الاقنعة المتكسرة
- ساعات معدودات -تحت نير الاحتلال -...
- القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
- ورددت الجبال الصدى ....خالد حسيني وروايته الجديدة
- هل يمكن تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟؟
- تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر
- عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
- جدلية اللغة واهلها
- التسعيرة ..
- خط احمر
- الحوار ، متمدن أم متدين ؟!
- ضحايا الجشع أو عولمة الرأسمالية
- حرب مؤسسة الكهنوت من أجل السيطرة
- تعقيب على مقال الاستاذ جمشيد- العنصرية هي الحل
- الصحة تاج على رؤوس الاغنياء
- المطلوب منظومة قيمية .. -لا صهيونية ولا سلفية -
- ملاحظات على مقال - في حب اسرائيل -


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - لماذا ؟؟!!