أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - هذا ما لزم توضيحه














المزيد.....

هذا ما لزم توضيحه


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنت على وشك القيام بإجراء عملية قلب مفتوح، حاول أحد أصدقائي أن يسري عني فداعبني قائلا: ها توحشنا مقالاتك، ورددت، مداعبا أيضا: فلنعتبرها استراحة محارب. مداعبتي كانت تحمل الكثير من الحقيقة، فكل مرة كنت أكتب، كان قلبي يكتب، يثب مع كل سطر، حتى نفذ مدادي واسترحت قليلا.

وبعد تمام العملية كنت من الوهن بما لا أستطيع معه الكتابة، ثم كانت الأحداث الموجعة للقلب، الموجوع أصلا، هي التي تمعن في منعي من الكتابة، فكيف كان لقلب موجوع أن يكتب عن سيناء وهي تستباح وتتحول مرتعا للإرهاب، أو قناة السويس وهي تُعَد وليمة تلتهمها دولة بحجم قطر، أو سدٌ النهضة الذي سيمنع عنا قطرة الماء، أو السولار الذي لا يجده الفلاح كي يدير آلات الحصاد، أو انقطاع الكهربا الذي يعيدنا لمصباح الكيروسين بعد أن كنا نتفاخر بكهربة الريف ، أو وزراء ومحافظين الإخوان وكافة تجاوزاتهم، أو شباب الثورة وهم يُسحَلون ويُخْطَفون ويُنّكل بهم كل يوم ؟

كانت مصر تئن، وكان قلبي يئن معها، كانت تتفكك وتتقوض وكأنها بلد بلا تاريخ، وبلا حضارة.

وفي هذا المناخ الملبد بالغيوم نبتت "تمرُّد"، خرجت للوجود وخرج وراءها كل الشعب، قام الناس بما يشبه الخيال في توقيع استمارة تمرُّد التي تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، مشهد لم نره إلا مع "هاني رمزي" في فيلم "عايز حقي" حيث يسعى بطل الفيلم لجمع توقيعات كل جموع الشعب كي يعطوه توكيلا لبيع القطاع العام على أن يوزع ثمنه عليهم بالتساوي بعد أن تتم عملية البيع .. فيلم يعني خيال.. ولكن أن نرى الخيال واقعا، فهذا إما أنه عبقرية شعب، أو شفافية فنانين رأوا المستحيل واقعا ممكنا.

وهنا خرج الإخوان وأتباعهم يقولون:
- الرئيس جاء بالصندوق؛ وعليه البقاء لحين انقضاء فترته الرئاسية، وأن عزل رئيس بمظاهرات شعبية يُعد مقدمة للتمرُّد على أي رئيس قادم وعزله بمظاهرات شعبية، وهذا لا يحقق الاستقرار المنشود، وبدلا من أن يكون عزل الرئيس حلا، سيصبح مشكلة لأنه سيكون مدعاة للمزيد من عدم الاستقرار، والمزيد من عزل الرؤساء مستقبلا.

في الواقع، كان يمكن أن تكون حجتهم منطقية لو أننا نعزل الرئيس نظرا لفشله فقط. الرؤساء عادة لا يُعْزلون بسبب فشلهم في إدارة شئون البلاد ، ولكنهم يُعْزلون لأمرين:
- الأول، عدم شرعيتهم في الوصول للحكم.
- والثاني، قيامهم بأعمال تفقدهم هذه الشرعية.

وكلا الأمرين ينطبقان على الدكتور مرسي؛ فالدكتور مرسي فاقد للشرعية في الوصول للحكم، فقد صاحب انتخابه عمليات تزييف وتزوير، فقد تم تزييف إرادة الجماهير بالزيت والسكر وأنابيب البوتاجاز، وتم التزوير باستمارات المطابع الأميرية، والبطاقات الدوارة، والطفل الدوار، وتزويرقاعدة بيانات الناخبين، ومنع الأقباط في بعض الدوائر من ممارسة حقهم الانتخابي، وغيرها من الإجراءات، بل أن هناك طعن في تزوير النتيجة النهائية للانتخابات.

ثم بعد تولى منصب الرئاسة، قام الدكتور مرسي بالعديد من الأعمال التي تفقده شرعيته، فقد حنث باليمين الذي أقسمه أن يحمي الدستور والقانون، فاغتاب الدستور وأصدر إعلانا دستوريا يخرج عن نطاق وظيفته التي انتخب من أجلها، وفي محاولة للقضاءعلى دولة القانون، قام اتباعه بتعطيل المحكمة الدستورية عن القيام بدورها، وسعى مجلس شورته لإصدار قانون ينكل بالقضاة والسلطة القضائية.

تلك الأسباب التي تفقد الرئيس شرعيته هي التي تدعوا الجماهير كي تخرج مطالبة بعزله، والواجب أن تطالب بمحاكمته على كل ما ارتكبه هو وجماعته من مخالفات تجاوزت القانون والدستور، وانتهكت كرامة المواطنين، وأزهقت الأرواح، وقسّمت الوطن.

خرجت تمرُّد للوجود كي تعيد لنا الروح، وتصب في قلبي حياة جديدة حين أرى مصر تنفض عن ردائها هذه الجماعة وهذا الرئيس. خرجت تمرُّد ومعها جماهير الشعب تطالب بعزل رئيس فاقد للشرعية، كي ترد الشرعية لمنصب الرئاسة، وتعيد لمصر دولة القانون.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة تزداد نقاء وإصرار..
- هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
- الصمود لا العنف
- الديكتاتور العظيم
- آخر فرصة..
- يشكرون المرأة الكفيفة لأنها أيقظت ضميرهم
- لماذا يستهدفون الوحدة الوطنية؟
- أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟
- المصارحة في مقابل المواربة
- أخطأت وأصاب الناس
- خذ القلوب الحجرية وأعطنا القلوب اللحمية
- المربع قبل الأول
- السلطة المطلقة مفسدة مطلقة
- الشعب يريد سقوط الهيمنة
- الترتيب الشديد
- من دهشور الأبنة إلى دهشور الأم عند الحدود
- قميص دهشور الذي قسم ظهر البعير(2)
- قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير
- الديمقراطية هي الحل
- طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الديني ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - هذا ما لزم توضيحه