أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) المشكلة والحل الدكتور حكيم العبادي















المزيد.....



مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) المشكلة والحل الدكتور حكيم العبادي


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفاهيم ... ( 9 )

ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني )
المشكلة والحل
الدكتور حكيم العبادي

العراق والرجل القوي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عصور منطق القوة ، ومنطق السيطرة ، وغلبة السيف ... كان العراق ، شأنه شأن جميع الدول ، يستقر بظهور رجل قوي في إحدى المدن ، أو إحدى الطوائف ، أو إحدى القبائل ... يقوم بتوحيد أبناء طائفته أو قبيلته ويبسط سيطرته على الآخرين بالقوة ... ثم صار هذا يتم بدعم من إحدى القوى الخارجية الطامعة بالعراق .. وربما كانت هذه القوى ، من يختار هذا الرجل ويسلطه على العراق بعد إجتياح عسكري .
كانت العنصريتان الفارسية والتركية هما طرفي هذا الصراع في العصر الحديث ... ولا بد أن ندرك ان السعودية قد أصبحت بعد سقوط النظام العراقي السابق حليفا ً طائفيا ً لتركيا ... بل قائداً فقهيا ً لهذا الحلف بفتاوى شيوخها ... ولم تحاول السعودية ممارسة هذا الدور في زمن صدام لسببين ... أولهما أن صدام كان ينتمي لنفس الطائفة ... وثانيا ً طبيعة شخصية صدام القوية التي لا تسمح لأحد باللعب في ملعبه !!! .
واحدة ً من المفارقات المضحكة المبكية في علاقة هذا البلد المظلوم بجيرانه ... والتي تبين شيئا ً من أخلاق العرب البائسة وتأثير الصحراء فيهم ... هي علاقة العراق بجارته الغربية : السعودية ... ففي حين كانت القبائل في السعودية تعتمد على العراق منقذا ً في أيام الشدة ، وملاذا ً من الجفاف ... وكان العراق يقابل قبائلها بالأهل والسهل ، (ذكرحنا بطاطو في تاريخ العراق الحديث إن عدد الهجرات السعودية الى العراق في القرن التاسع عشر فقط بلغت 89 هجرة - الجزء الأول من المقال) ... قامت هذه القبائل الأعرابية الوهابية المتخلفة ، في المقابل ، بعشرات الغزوات على العراق ... قتلت فيها ما يزيد عن ستين ألفا ً من العراقيين ، وخربت بيوتهم ، وسبت نسائهم ، وهدمت مقدساتهم في كربلاء والنجف ... حصل أغلبها بين القرن السابع عشر وبداية القرن العشرين ( ستيفن لونكريك – اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ) ... ولا زال هذا الجار يمارس أخلاقه الصحراوية المتخلفة في الإساءة الى العراق ... دون أن يدرك أن قوانين اللعبة قد تغيرت ... والعراق اليوم هو غيره بالأمس ... حين كان نهبا ً لكل معتد ٍ طامع ، بسبب فساد إدارة العثمانيين وانحطاط أخلاقهم ... ولربما كان سكوتهم عن هذه الغزوات لأسباب طائفية نتنة ... والمثير في الموضوع أنه في الوقت الذي كان فيه جيران العراق يمارسون عليه طائفيتهم البغيضة ... كان الكثير من العراقيين السنة الشرفاء ، يشاركون أخوانهم وبني عمومتهم الشيعة في صد الوهابيين !!! .
نعم ... هذا شعب ٌ يعرف معنى القيم !!! .
خلال تبادل السيادة على العراق بين القوى ، وتبادل مراكز النفوذ ... كان هناك منتصرٌ واحد ٌ في كل تغيير دموي يمر به العراق ... وخاسر ٌ واحد ٌيقع فيه السيف ... و نظرا ً لشدة البطش الذي كانت تمارسه هذه القوى ضد أعدائها بدافع الانتقام .. أو الإرهاب المبالغ فيه لغرض إخضاع المخالفين ... صار السواد الأعظم من الناس ، ممن لا ناقة لهم في الصراع ولا جمل ... يُظهرون الولاء الزائف للمنتصر... وصاروا يصفقون لكل حاكم جديد !!! ... حتى اتقنوا فن التقلب ... وذلك للمحافظة على ارواحهم وأملاكهم وتجارتهم ... فالعراق عبارة عن مجاميع من القرى والمدن المستقرة... ويد السلطة تستطيع الوصول إلى الناس بسهولة ... وليس كالصحراء التي تضيع فيها القبائل ... وتكون بمنأى عن سوط الحاكم وسيفه .
هكذا صار العراقي بلا موقف سياسي واضح ... أما العراق الوطن ... و شعور المواطن بالإنتماء إليه فكانا خاسرين على الدوام .
قد يلوم المتعجلُ في أحكامه ، شعب َ العراق على هذا ... ويؤاخذه على تلونه ... لكنه موقف ٌصحيح ٌ إلى حد ٍ ما ... فالعراق أشبه بسوق كبير ... يتعايش فيه الجميع ... أصولهم مختلفة .. قبائلهم متعددة ... أديانهم وطوائفهم كثيرة ... ولا يكاد يمر عقد ٌ من السنين دون انقلاب أو ثورة ... والحاكم الجديد ، شأنه شأن القديم ، لا يمثل إلا نفسه أو قبيلته أو طائفته في الغالب ... ولا مصلحة لباقي الناس في مقاومة المنتصر أوالدفاع عن المنهزم ... وما يعنيهم فقط هو حماية انفسهم وممتلكاتهم ... واللوم في كل هذا يقع على الحكام انفسهم دون ريب ... فأغلبهم كانوا من المغامرين ... وقليل منهم من حاول ان يخلق شعبا ً وطنيا ً ، موحدا ً ، متعايشا ً، متكافلا ً ، يمثل الجميع ، وينتمي إليه الجميع !!!... صفة التلون هذه ، لا يتصف بها العراقيون فقط ... وإنما هي سمة غالبة لجميع الدول أو المدن ذات النسيج الغجتماعي المشابه .

العراق بعد سقوط النظام في 2003 :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكبر مساويء صدام حسين الداخلية دون شك ، كان تدميره لمفهوم النخبة في المجتمع العراقي ... وقد كان الرجل عادلا ً ، والحق يقال ... فقد سحق الجميع ولم يوفر أحدا ً ... النخب العلمية و الإجتماعية والثقافية والسياسية الخ... لقد مسح الأرض بالجميع ... خوفا ً من أي شخصية يمكن أن تنافسه ، وتنال إحترام الناس ... دون أن يدرك أن العصر الجديد سينهي هذا المفهوم نهائيا ً !!! .
إعتمد صدام على مجموعة من الأقارب والموالين الذين كانوا على استعداد تام لعبادته ... فقد أحدث تغييرا عظيما ً في حياة كل ٍ منهم ... و كانت هذه التغييرات مستحيلة الحدوث وفق المسار الطبيعي للاشياء من دون تدخل صدام ... وهذا ما لم يعترف به بعض ضحايا صدام مثل رياض الحاج حسين وزير الصحة أنذاك ... الذي لم يكن يشعر أن لصدام ذلك الفضل الكبير في إستيزاره ... فهو طبيب مختص ، واستاذ جامعي ، وشخصية دمثة مثقفة ... واذا كان رياض ممن لا يستحقون الوزارة فمن يستحقها إذن ؟؟؟ ... على العكس من شخص آخر دون أن نسميه ... كانت وظيفته قاطع تذاكر في أحد المستشفيات ... تطورت ليصبح رئيسا ً للوزراء ... لا لكفاءة ٍ فيه .. وإنما لخضوع ٍ تميز به .. ومن مهازل القدر أن خضوعه لم ينفعه ، وانتهى نهاية ً سيئة ً كغيره ... هذا الرجل يحق له عبادة صدام لا عبادة الله ... فالله قد خلقه وقـَد َّرَ له أن يكون قاطعا ً للتذاكر ... لكن صدام كان له رأي آخر !!! .
هذا المبدأ كان واضحا ً في خطط الأجهزة الخاصة وفي برامجها ... ومن إطلع على الكراس الخاص بإختيار وإعداد متطوعي الحرس الجمهوري ، الذي وضعه ( هشام صباح الفخري ) حين كان رئيسا ً للمخابرات لفترة قصيرة في أواخر سنة 1983 ، يفهم تماما ً ما اعنيه ... ( أعتقد إن هذا الكراس يتضمن نفس الأفكار المطبقة في اختيار عناصر الحرس الملكي السعودي ، مع التوسع فيها وبامتيازات اكبر في حالة العراق ) .
لقد صدق الرجل في قوله : ( سوف اترك العراق خرابا ً ) !!! .

واقع العراق بعد السقوط :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع السياسيين العراقيين الآن هم من ماركة ( سياسيوا المرحلة !!! ) ... وكلهم دون استثناء ممن وضعتهم الصدفة التأريخية في هذا الموقع أو ذاك ... ورغم تميز القليل منهم ببعض الصفات الفردية الجيدة ، فليس بينهم أي زعامة مؤثرة أو تاريخية أو وطنية ... هذا من الناحية الفردية ... أما من ناحية القوى ... فإن جمبع الأحزاب أو الكتل السياسية المؤثرة في الساحة ، لا تمتلك أي برنامج ٍ وطني ولا أخلاقي واضح ... رغم تأثيرها في الشارع !!! ... وهذا من النتائج الحتمية للخلل الكبير في وعي المجتمع الذي سبق السقوط ... والفراغ الأمني الكبير الذي تلا السقوط .
وتعالوا نناقش هذه العبارة :
نتيجة للوضع الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي المتردي والبائس الذي كان عليه المجتمع ، بسبب الحصار المدمر الذي سبق السقوط ... وما سببته سياسة صدام طيلة 35 عاما ً ... ونتيجة للفراغ السياسي ، والإنهيار الأمني ، والعسكري ، والحكومي بصفته المؤسساتية ... والمقصود من قبل جيش الإحتلال ... فقد آلت السلطة بعد إجتياح العراق ، وسقوط النظام ، لقوى بعينها هي :
1 . أحزاب المعارضة التي كانت تعيش خارج العراق و بعض عناصرها غير المعروفة في الداخل ... والسبب واضح تماماً فهي الأكثر تنظيما ً ... ولكن ما يؤاخذ عليه هؤلاء ، أنهم جاؤوا بروح إنتقامية ... وبقصر نظرٍ عجيب ... حيث أصبح المال العام ، بل العراق بكامله غنيمة غنموها من عدوهم السابق ... وصارت السرقة والنهب وسائل مشروعة للإنتقام ... حللتها لهم عقولهم المريضة ... وباتوا مقتنعين أن هذا جزء من تعويضهم عن خسائرهم في زمن صدام ... وكأن العراق ملك لصدام ، وعليهم أن ينالوا تعويضاتهم منه !!! ... ولو كانوا متدينين أو وطنيين أو حتى سياسيين ، لعملوا بما يرضي الله الذي يدعون طاعته ، أو يرضي الناس الذين انتخبوهم على اقل تقدير .
وهكذا تعاملوا مع العراق ، لا بمنطق المحرر ... والوطني الغيور على بلده ... والذي حارب نظاما ً مستبدا ً ليمنح أبناء شعبه الحرية ... و إنما بمنطق اللص الذي أبعد لصا ً آخر ... لينفرد بالغنيمة لنفسه !!! .
2 . مّن تحالف معهم من المتلونين والانتهازيين في الداخل ... وقد مارس ما مارسوه ... فسرق ونهب وفسد وأفسد .
3. مجاميع كبيرة من البسطاء والمهمشين والفقراء والسذج ... ممن يبحثون عن الخبز ، وعن بعض التعويض لأشياء لا يمكن تعويضها ... أما موضوع الوطن ، فهو آخر اهتماماتهم !!!! .... وقد أحسن البعض ممن في الداخل استغلال هؤلاء ... فصاروا قوى بالغة التأثير ، وبالغة الخطورة في العملية السياسية أيضا ً ... وربما هيمنوا على الشارع ... وينقسم هؤلاء إلى ثلاثة اقسام :
أولا ً : الكتلة الرئيسية للكيان وتتكون من البسطاء والسذج والفقراء الذين يتحركون كالرجال الآلية دون وعي ... لكنهم يشكلون خطراً عظيما ً في النظام الديمقراطي لكثرة أصواتهم ... كما إنهم يشكلون خطراً فوضويا ً ، و أمنيا ً ، محتملا ً ، حين يراد منهم ذلك .
ثانيا ً : مجموعة من الانتهازيين واللصوص والمهربين والبلطجية الباحثين عن مظلة لحماية اعمالهم الغير مشروعة ... والمستفيدين من قلة المراقبة والحساب في هذه التكتلات ... فانظموا اليها كغطاء سياسي .
ثالثا ً : بعض المتعلمين ، وربما حملة الشهادات ، من الشطار الذين يبحثون عن المناصب .. وهم يعلمون جيدا ً أن فرصتهم الوحيدة هي في هذا التجمع ... لانعدام المنافسة أو لسهولتها النسبية في الحصول على الوظائف والجاه والامتيازات ... ويدركون تماما ً أن لا حظ لهم في الكيانات السياسية الاخرى !!!.
4. مجموعة من شيوخ العشائر بدوافع متعددة ، يعتمدون على البسطاء والفقراء من ابناء عشائرهم ... و يتغير ولاءهم لمن يدفع أكثر ... وهؤلاء شأنهم شأن المليشيات الطائفية أو الحزبية ، يشكلون بسلاحهم وعددهم وقلة وعيهم ، تهديدا ً كبيرا ً لأمن المجتمع وسيادة القانون ... وقد تحالف بعضهم مع الاحتلال وحارب الارهاب ... ثم انقلب لاحقا ً على النظام !!! .
5. بعض الرافضين لطبيعة النظام الجديد ... أو الراغبين في تمرير مخططات بعينها ... من غير المهتمين ، بالعراق ، حتى ولو إحترق ... أو صار تابعا ًسعوديا ً او ايرانيا ً او امريكيا ً او تركيا ً ... فهذا آخر اهتماماتهم !!! ... ما يهمهم فقط أن لا يكون كرسي الحكم لغيرهم ... متمثلين بما يتناقله انصاف المثقفين ، عن أسطورة تدمير شمشون لمعبد داجون الشهير ، البالغة السخف ، حين خلع عمودي المعبد بيديه ، صارخا ً (( عليّ وعلى أعدائي يا رب ))... فدخلوا لعبة الصراع على الغنائم والكراسي ظاهرياً ... والغاية الحقيقية هي عرقلة مسيرة الدولة ... وإفساد الأمر على الحكومة ، ليس إلا ّ .
6. بعض الطامعين بالمكاسب من قوى كانت محسوبة على صدام ... لكنها في الحقيقة لا توالي إلا نفسها ... ولا تبحث إلا عن مصالحها ... وهذه الفئة انتهازية بإمتياز ... وهي تبحث عن السلام والأمان كأغلب الشعب العراقي ، ولكنها تختلف عنه بانتهازيتها ... وهي من النوع الذي يقايض ولاءه بمصالحه ...فيتلون كالحرباء بعيدا ً عن مفاهيم الوطنية والمباديء والقيم ... وهؤلاء يؤمنون بالمثل الشعبي : ( من يتزوج أمي ... يصبح عمي !!! ) ... وهذا المفهوم من مفاهيم العبودية التي لا تدركها الناس ... فالمثل هو لسان حال أبناء العبيد والجواري ... ولا يمثل لسان حال الأحرار ... وقد جاء أصلا ً من انتقال الجواري والعبيد من مالك ٍ إلى مالك ٍ آخر ... وعند بيع الجارية أو العبد يكون ابنائهما ضمن الصفقة ... لأن الابناء يتبعون الآباء ... ويكون المشتري هو السيد الجديد ... و لا زال هذا الحكم ساريا ً في بعض المجتمعات التي لا زالت تمارس بعض قوانين العبودية .. ففي الهند مثلا ً ، لا زال هذا الحكم ساريا ً في بيع وشراء الأرض ... حيث تتضمن صفقة بيع الأرض كل ما فيها من الأشجار ، و من يعمل فيها من الأقنان .. والأقنان هم عبيد الأرض العاملين فيها ... حيث ينتقلون ضمن الصفقة إلى السيد الجديد .. من هذا المفهوم جاءت تسمية ديوان الشاعر بدر شاكر السياب ( منزل الأقنان ) .
7. بقايا أحزاب جماهيرية سابقة حالمة ... لم يبق َ لها من رصيدها الجماهيري في الخمسينات إلا ما تبقى لفيروز من حبيبها حين غنت : ( ما في حدا ... لا تندهي ... ما في حدا ) ... وسرعان ما عاد إليها الصدى ، لتصدمها الحقيقة .
8. ثلة لا تتعدى عدد اصابع اليد الواحدة من الشرفاء المخدوعين ، الذين تحركوا بفعل دوافعهم الوطنية فانخرطوا في العملية السياسية ... وسرعان ما ضحك منهم البحر ... وسخرت من أشرعتهم العواصف !!! ... أما أذكياء الوطنيين ففضلوا الإبتعاد عن مستنقع القذارة والفساد الذي بلغت روائحه السماء ... وجعل من العراق الدولة الأولى عالميا ً في الفساد !!! .
9. بعض رجال الدين ممن ركب الموجة ، وتحولوا بين ليلة وضحاها إلى احزاب سياسية ... والتف حولهم بعض الباحثين عن المناصب وقد حقق بعضهم مكاسب لا باس بها في بعض المحافظات .
10. مجموعة ضالة لا تتعدى بضع مئات من المرضى والمحبطين واليائسين والمدمنين وبقايا عالم تلاشى من أحلام ٍ لم تتحقق ... ينتشرون على صفحات الفيس بوك وأرصفة بلدان المهجر وعواصم الدول العربية ... بعضهم قد إستقطبه أعداء العراق ... يتحركون باسم الثقافة والفن والإعلام وحرية الرأي ... لا لون لهم ولا يعرفون ما يريدون ... أغلبهم لا يصرح باسمه الحقيقي ويتخفى بأسماء مستعارة ... لغتهم الشتائم واسلوبهم التسقيط والتهريج والإثارة ونشر الاكاذيب ... صفحاتهم تحوي مزيجا ً غريبا ً من البذاءة والشتائم والإنحلال المموهة ببعض الادب وقليل من الفن ... أسعارهم لا اكثر من قنينة خمر ووجبة في مطعم رخيص ، ليوجه شتائمه بعدها لكل شيء اسمه عراق !!! .
11. باقي الشعب العراقي الشريف من المثقفين والعلماء والمبدعين والبسطاء الانقياء ... اصحاب الوعي الحقيقي في الداخل والخارج ، ومن جميع الاطياف ... المغلوبين على أمرهم ...و الضحية الحقيقية في كل زمان ... هذا الجزء الرائع والشريف من الشعب ... هو الذي أيقظ في نفسي الامل ... ودفعني لكتابة هذا المقال ... وسنرى لاحقا ً كيف .

لماذا المحاصصة ؟؟؟ ... ولماذا يصطف الناس طائفيا ً :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظل كل هذا التنافر ، والتنوع اللا متجانس ، والصراع على السلطة ، وكثرة الطامعين فيها ، وتعدد مرجعياتهم الأخلاقية والدينية في الداخل والخارج ... وإختلاف الدوافع ... وكثرة المتغيرات ... والخوف الذي تراكم في العقل الباطن للفرد ... وتداعيات الموروثين الشعبي والديني الكبيرين ... كان لا بد من المحاصصة كحل ٍ وحيد لا يمكن الإستغناء عنه أبدا ً في المرحلة الحالية .
وما شتمها ... والتطبيل ضدها ... وإدعاء الترفع عنها أخلاقيا ً ووطنيا ً ... إلا ذرٌ للرماد في العيون ... فكيف يمكن ان يتوحد العراقيون في مثل هذه الظروف ؟؟؟ ... وكيف سيثق العراقي ، أيا ً كان ، بغير أبناء طائفته في ظل كل هذا التجييش ، والتحريض ، والتسقيط ، والتنافر ، والكذب ، والموت ، والتفخيخ ؟؟؟ .
أما غالبية الشعب المسحوق ... ممن أنهكته تماما ً مغامرات النظام السابق ... وما تلاها من حصار ٍ وذل ٍ و جهل ٍ ومهانة ... فقد قبض َ الريح ... وعافت نفسه حتى الأحلام ... ورضي من الغنيمة بالإياب ... وصار لا يبحث إلا عن الأمان ، حتى ولو من دون خدمات ولا خبز !!! .
هذا النظام المحاصصاتي الطائفي ... هو سبب تخبط لبنان وعدم استقراره لأكثر من سبعين سنة... ولا سبيل الى تغيير هذا الوضع إلا بوعي الشعب .

التأريخ والجغرافيا حين يتزوجان :
ـــــــــــــــــــــــ
كيف تولد الدول ؟؟؟
دعونا نتأمل نسب بعض الدول ... وظروف ولادتها !!! .
ولدت بعض الدول نتيجة زواج الصحراء بالصحراء ... فصارت لونا ً واحدا ً هو الأصفر ... وحيوانا ً واحدا ً هو الجمل ... وشجرة ً واحدة ً هي النخلة ... ودينا ً واحدا ً هو السلفية ... ولباسا ً واحدا ً لا يتبدل ... ووسيلة ً واحدة ً للعيش هي الغزو ... وطريقة ً وحيدة ً للتعايش هي الغلبة ... وفكرا ً واحدا ً تحجر منذ ألفي عام ... واستعصى على التغيير !!! .
وبعضها نتيجة زواج الحاجة بالصدفة !!! ... كمدن الملح سابقا ً... ثم مدن الذهب ... وحاليا ً مدن النفط !!! ... فهي عبارة عن أسواق كبيرة أنشأتها الضرورة التأريخية ... وليست دولا ً بمفهوم الدولة مهما استطالت أبنيتها ... وكثرت عماراتها !!! ... فهي تفتقر للكثير من مقومات الدولة ... ولهذ فوجودها مرهون ٌ بأسباب نشوئها .
فحتى مطلع القرن التاسع عشر ، كان الملح مادة ً أساسية في حفظ الطعام ، ناهيك عن قيمته في تغيير مذاقه ... فكان التقديد هو طريقة حفظ اللحوم .. وكانت أسماك القد والرنجة والسلمون تـُحفظ بتمليحها ... كذلك كانت الاجبان والمخللات والحساء وغيرها ... لذلك كان الغرام الواحد منه في يوم ٍ ما ، يستبدل بغرام ٍ من الذهب !!! ... ولكن سرعان ما تغير الحال بتوصل العلماء للتركيب الكيمياوي للملح وهو: (كلوريد الصوديوم ) أولاً ... وتوصلهم لحفظ الطعام عن طريق التجميد والتعليب ثانيا ً ... ثم التوصل لانتاج الملح بطريقة التبخير الصناعي ثالثا ً ... فانخفضت اسعاره فورا ً ، وقل الطلب عليه ، وبارت تجارته ... وصارت مدن الملح أطلالا ً !!! .
أما بعض الدول كالعراق ... الذي وُلد من زواج التأريخ والجغرافيا ... فقد أورثه أبواه كل متنافر ٍ غريب ... ففيه عبق التأريخ بجميع أطيافه ... السومريون والاكديون والآشوريون والعيلاميون والسريانيون والكلدان وغيرهم ... وعلى أرضه تصالح طرفا حرب البسوس من ابناء ربيعة ... وتآخى طرفا فتح القادسية ... وعلى ضفاف رافديه توحدت غطفان ... ونسيت عبس وذبيان خلافاتهما ، وصارت داحس والغبراء من أساطير الماضي ... وفيه من عبق الجغرافيا كل اطيافها ... عرب الصحراء بنوعيهما ... القحطانيون والعدنانيون ... واكراد الجبل ... و أبناء فارس .. والتركمان ... والأرمن ... وفيه من عبق الفكر كل متنافر ... المسيحي بجميع طوائفه ، والصابئي المندائي ، واليزيدي ، والمسلم بجميع طوائفه ... وكثير من التنوعات الجميلة الاخرى .
قد ينفد النفط يوما ً فتنتهي تجارته ... وقد تدخل الصحراءَ مفاهيم جديدة ... ولكن أنـّى لك أن تلغي كل َّ تأريخ العراق ، أو أن تغير جيرانه ؟؟؟ ... هذا هو النسب الذي لا يموت .
العراق بإختصار هو التاريخ والجغرافيا ، لأنه إبنهما ... ولهذا ستفشل كل محاولة ٍ للحل لا تستوعب هذه الحقيقة .
ففي وقوع العراق بين مركزي طائفتين وعنصريتين ، هما السعودية وايران ، تكمن مشكلته الأزلية ... حيث أن باقي دول الجوار لا تعني شيئا ً قياسا ً لمصائب هذين الجارين !!! .
والحمق كل الحمق ، أن يتوقع غبي ما ، أن ايران ستلغي تأثير السعودية في العراق يوما ً .. أو ان السعودية ستلغي تأثير ايران ... وجميع خسائر العراق ، على مر التأريخ ... كان سببها رغبة أحد طرفي الصراع بإلغاء الآخر في معاركهما السابقة .
العراق بلد عربي دون ريب ... وهو إمتداد لعروبة السعودية السنية ... كما إنه بلد شيعي بغالبيته ... وإيران شيعية ... ولهذا فعلى العاقل الذي يريد أن يبحث عن حل للمشكلة ... ويريد أن ينقذ الشعب ... ويخدم العراق ... ويُنصف المنطق ... ويحترم العقل ... أن يعمل وفق هاذين المنظورين ... شرط أن يكون الشعب العراقي فقط هو وسيلته ، وسلاحه ، وضمانه ... ولا أحد غير الشعب العراقي ، حتى لو كان هذا الأحد هو الملائكة !!! .
وعلى الطرفين أن يدركا ، إن الشعب العراقي ... بوعيه ، وثقافته ، وحضارته ، وماضيه ... حالة متقدمة جدا ً على العقلية الطائفية من جهة ... وعلى تخلف وجفاف وغباوة الأعراب من جهة ثانية .
العراق مدينة متحضرة كبيرة ، وبيئة مستقرة مسالمة ، ووسط إنساني للتعايش ... مرفوض ٌ فيه التعصب السني الصحراوي الوهابي المتخلف ... و مرفوض فيه عنصرية الفارسي الطائفي المتعالي ... وعلى كليهما أن يتجردا من عقليتيهما السابقتين لدخولهما العراق ... وان يتعايشا في العراق بأخلاق العراق ... لا بأخلاقهما قبل العراق .
إن من يحاول فرض فكره الطائفي على كل هذا التنوع الجميل في العراق ... و على كل هذا الماضي ... وكل هذه الفسيفساء البالغة التعقيد ... ومن يحاول فرض سياسته ... أو رؤاه ... أو تحقيق أحلامه المريضة ... كمن يحاول فرض دين ٍ معين على الامم المتحدة ... أو فرض سياسة ٍ معينة ٍ عليها !!! .
العراق كقوس قزح ... وقوس قزح مهرجان للألوان ... ولن يكون اصفرا ً تحت أي ضغط ... ولن يكون أخضرا ً كذلك ... فجماله بتعدد ألوانه ... هذا طبع الاشياء ... وهذا منطقها ... وهذا ما اورثنا إياه التأريخ ... وأورثتنا إياه الجغرافيا ... قد يموت بعضنا ... وقد يجوع آخرون ... لكننا سنبقى اوفياء لمنطق أبوينا ... وأوفياء لدمائنا ... هذه الدماء التي إختلط فيها الجميع عبر ألوف السنين ... وعلى بعض الصغار ممن غر ّتهم حجومهم الغازية الضخمة كحاكم قطر ... أن يبحثوا عن ساحة ٍ أخرى لفتنهم ... فاللاعبون على ساحة العراق ، فرضتهم الجغرافيا الام ... ولم يفرضهم سعر الغاز في السوق العالمية !!! .

سلاح المعركة الأحمق ... ولغة الحوار المتخلفة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلاح الكواتم هو سلاح المعركة الرئيسي السائد حاليا ً في العراق ... والشتائم والالفاظ السوقية هي لغة الحوار ... ومن يستخدمهما غبي دون ريب ... فالإغتيال قد ينفع في عصر مضى ، كعصر علي ومعاوية ... حين قرر الخوارج ان يقوموا بإغتيال علي ومعاوية وعمرو بن العاص ... أو في عصر الحشاشين في زمن صلاح الدين ... فإغتيال الرجل في ذلك الوقت قد ينهي أزمة .. وقد يغير نتيجة معركة ... وقد يسبب تغيرا ً كبيرا ً في الأحداث ... أما الآن .. فالكل يشبه الكل ... وليست هناك شخصية متميزة ... ولا يوجد رجال أقوياء ... ومن يتخذ الكاتم وسيلة لحل مشاكله ، عليه ان يغتال نصف الشعب العراقي ليحقق هدفه .
أما الآخر ، الأحمق البذيء الأهوج ... ممن يحاور بالشتائم ولغة الوضاعة ... فعليه ان يدرك ان هذه اللغة لم تنفع أحدا ً ... منذ عبدالله بن الزبعرى و حسان بن ثابت : ( لعن الإله ُوزوجها معها ... هند الهنود طويلة البظر ِ ) ... مرورا ً بشتم الأمويين لعلي على المنابر ... وحتى اساليب التسقيط السوقية التي يمارسها الحثالات من السوقة على صفحات الفيس بوك حاليا ً ... وعلى من يتصدى للعمل السياسي في هذا الزمان ان يجسد حدا ً ادنى من الخلق ونظافة اللفظ ... وقديما ً قال سقراط : ( قل لأعرف من أنت ) ... وغاية سقراط لم تكن قيمة اللفظ فقط ... وإنما نوعه أيضا ً لمن يفهون القول !!! .

تقسيم العراق هل سيحل المشكلة ؟؟؟ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يردد البعض كالببغاوات ما يريده ويخطط له اعداء العراق ... وينادون بالتقسيم ... هؤلاء لو فكروا بعمق ٍ لأدركوا أن مشكلة العراق ليست داخلية ... أي انها ليست بين العراقيين انفسهم... المشكلة بين جاري العراقي ... وما يحصل في الداخل هو صدى ما يحصل في الخارج ... ولذلك فالتقسيم سينقل المشكلة الى الحدود الجديدة ... وستبقى المشكلة قائمة طالما كانت هناك فتاوى تكفيرية لا إنسانية ... وطالما كانت هناك نزعات هيمنة عنصرية ... إذن فالتقسيم ليس حلا ً .
حين تختلف مع شقيقك ، يمكنك ان تقسم البيت ... أما حين تكون ضحية قوى خارجية تؤلــّب أخاك عليك ... و تثيرك ضد أخيك ... فالحل يكمن بمحاربة هذه القوى ... وفضح من ينفذ أهدافها من سفلة الطرفين ... وبإ قترابكما من بعضكما ... لا بتدمير بيتكما من الداخل .

مشاكل الشيعة والسنة في حكم العراق :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشيعة مشكلة أساسية في تولي الحكم...وهي مشكلة فقهية قديمة ، تعتبر من اساسيات الفكر الشيعي ... وهي تعدد المراجع ... خصوصا ً حين يدعم بعض المراجع أحزابا ً بعينها .
تعدد المراجع يؤدي إلى التشرذم وتشتت الاصوات في عصر الديمقراطية والإحتكام الى صناديق الإقتراع ... لذلك فالشيعة طائفة واحدة ... و قلوب ٌ شتى !!! ... ونتيجة هذا حكومة ضعيفة بالتأكيد .
وكان واضحا ً إن الخلافات بين كتل الشيعة في الآونة الاخيرة ، كانت أعمق من الخلافات بينها وبين الكتل الأخرى .
وقد برزت مشكلة ثانية أكبر و أشد حساسية في ظل وصول الشيعة الى الحكم في العراق ... وهي مشكلة الفساد واللصوصية وخراب الذمم الذي لا شبيه له ... ولا يمكن لحاكم بهذه الصفات ان تحترمه الناس ... فضلا ً عن عدم إحترام خصومه له .
والعجيب إن حكومة لا يكتمل أذان صلاتها إلا بعبارة ( أشهد ان عليا ً ولي الله )... تنسى أن عليا ً قد أطفأ شمعة بيت المال حين أراد احد الصحابة أن يحدثه في مسألة خاصة ... وإن عليا ً وضع النار على يد أخيه عقيل الاعمى ليذكره بنار جهنم إذا ما تجرأ على مال المسلمين ... فأي علي هذا الذي يتحدثون عنه ؟؟؟ .
أما مشكلة السنة الرئيسية ... فهي قلة عددهم ... وهذا يعني إستحالة وصولهم إلى الحكم في ظل نظام الاصطفاف الطائفي ... وعليهم لكي يعتلوا سدة الحكم أن يعيدوا الزمن إلى الوراء ... و أن يلغوا الديمقراطية ... وهذا مستحيل أكبر لا سبيل إليه !!! .
مشكلة السنة الثانية ، هي عدم تقبلهم الحكم الشيعي ... وعدم تعاونهم الصادق معه ... وإذا كان التحريض الطائفي لرجال الدين وراء هذا في غير العراق ... ففي العراق له سبب ٌ آخر إضافة ً لهذا السبب ، وهو فساد الحاكم الشيعي كما بينت التجربة الماضية ... ولا مندوحة للحاكم العراقي ... شيعياً كان ام سنياً .. من التحلي بالنزاهة والأمانة والاستقامة لكي يستفيد من تسامح غالبية أبناء الطائفة الأخرى ولا طائفيتهم ... وهنا استطيع أن أتسائل ... لو كان الوزراء الشيعة أمناء ؟؟؟ .. ولو كانت الحكومة قد حاسبت المفسدين والمرتشين والمختلسين واللصوص ؟؟؟ ... هل يتجرأ أحد ٌ عليهم كما نشاهد هذه الأيام ؟؟؟ .

شبكتان وسمكة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
إفلات سمكة من شبكة ، وسقوطها في شبكة أخرى ، لا يشكل أي إختلاف ... لذلك ما حصل في العراق بعد 2003 ... وما يحصل الآن في جميع البلاد العربية ليس تحريرا ً !!! .
مفهوم التحرير هو ان يقوم المحرر بإطلاقك ... لا أن يتغير مضطهدك بمضطهد ٍجديد ... ولربما كان أسوأ وأعتى وأكثر تخلفاً ممن سبقه !!! .
كان السوداني طيب الذكر عبدالرحمن سوار الذهب هو الوحيد الذي لم يحتفظ بسمكة الوطن في شبكته في التأريخ العربي !!! .

ما هو الحل :
ـــــــــــــــــــــــــــ
سألني أحد السياسيين الكبار من اصدقائي قبل 7 سنين : ــ ما رأيك بما يجري ؟؟؟ .. قلت له ــ لا يفاجئني ما يحصل ... ولا جديد فيه ... فقد كان هذا يحصل عند كل تغيير كبير في العراق .
قال ــ وهل سيطول ؟؟؟ ... قلت له ـــ نعم ... وكثيرا ً ... ففي الماضي ، كان الخلاص سهلا ً ... إذ كان يعتمد على ظهور فرد ٍ واحد ... أما الآن ، وفي زمن صناديق الإقتراع ، فالعراق بحاجة لظهور وعي وطني شعبي عميق عند الجميع ... وهذا ليس امرا ً هينا ً !!! ... خصوصاً في ظل كل هذا التخلف والتمزق والخراب داخليا ً ... وتزامنه مع التغيرات التي تجريها أميركا في المنطقة ، والفتنة الطائفية التي تبثها قوى الظلام خارجيا ً !!! .
سألني ثانية ً ـــ والحل ؟؟؟ ... قلت له عندي حلٌ مجنون ٌ سريع لإنقاذ العراق !!! ... ولكنكم لا تتقبلوه مني على الاطلاق ... وحل عاقل ٌ بطيء ، لكنه أقرب للقبول !!! ... ولك ان تختار أو ترفضهما معا ً .
تأملني طويلا ً ... وقال لي ضاحكا ً ، وكأنه سبر غوري : ـــ قل حلك السريع أولا ً ... ضحكت وقلت ـــ لن تقبلوه !!! .
قال : ــ هات ما عندك وسنرى .
قلت له ــ سلموا الحكومة التنفيذية لغير المسلمين !!! ... بكل ما فيها .. رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وجميع الوزارات ووكلاء الوزارات والادارات العامة ... أي جمل الحكومة بما حمل ... واحتفظوا بالمجلس النيابي ... وسأضمن لكم تقدما ً للعراق غير مسبوق ... فغير المسلمين سيخافون منكم ... وسيعملون على إرضائكم ... لذلك لن يـُفسدوا ولن يقصروا !!! ... فوق ذلك فهم أكثر وطنية منكم ...و أحق بالعراق ... و أخوف عليه ... وهم أصحابه الشرعيون قبلكم .
شرط أن تكونوا صادقين ولا تقوموا بإغتيالهم !!! .
ضحك بصوت عال ٍ و قال ــ هات حلك البطيء !!! .

(( يتبع ))

الدكتور حكيم العبادي
[email protected]



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) المشكلة والحل الدكتور حكيم العبادي