أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المساوي - صراع الدمى: رشيد نيني وحزب “العدالة والتنمية”.















المزيد.....

صراع الدمى: رشيد نيني وحزب “العدالة والتنمية”.


محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 03:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في زمن مضى كان أعضاء حزب العدالة والتنمية يتلذذون بما كان ينشره الصحافي رشيد نيني في عموده، ما زلتُ أتذكر أحد أقربائي من هذا الحزب كيف كان يدافع عن نيني وكيف كان يقول عنه أنه الصحفي الشجاع والحر الذي لا يخاف لومة لائم، كان ثمة تناغم كبير بين نيني والعدالة والتنمية وازداد منسوب التناغم بمناسبة انطلاق الحراك الشعبي حيث توافقت نعوت بنكيران التي كالها لأبناء الحراك بتلك التي كان يكيلها رشيد نيني للمناضلين والمناضلات في عموده؛ من قبيل (الشواذ، العدمين، الطبالة، الغياطة، الخرافيين، وكالين رمضان…الخ) مما جعل الصحافي علي أنوزلا يكتب حينها “بلطجية الاعلام وصلوا”، ونفس الاساليب القدحية كان يستعملها بنكيران ورشيد نيني معاً. والآن بعد أن دارت الدوائر صار حزب العدالة والتنمية يقود المحكومة على انقاض حلم شعب. وزُجّ برشيد نيني في السجن ولم يتضامن معه بجد إلا حركة 20 فبراير التي سبق له أن قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر، خرج نيني من السجن، وعاد ليستأنف اصدار عموده، وعادت الاجهزة التي كانت تمنح له المعلومات من قبل لتمكنه منها من جديد، ويعاود الانخراط في “صراع الحيتان الكبيرة”، هنا جنّ جنون “إخوة العدالة والتنمية” فانتقل رشيد نيني بالنسبة إليهم من أشجع وأنظف صحفي الى أحقرهم، فقط لأنه كشف عن طريقة تعين أحد “زبناء” العدالة والتنمية في ديوان وزير الاتصال والتلاعب الذي حصل فيه.
في الايام القادمة سنشهد صراعاً قوياً بين نيني والعدالة والتنمية، نيني سيستمر في ايراد معلومات ومعطيات خطيرة في عموده مسنودا ب”التماسيح والعفاريت”، أي تلك الجهات التي تعمل على انزال سروال “اخوة بنكيران” هم من سيتكلفون بتسريب معلومات دقيقة له، وهو ما سيشعل غضب العدالة والتنمية الذين طالما دافعوا عن مهنية نيني ونظافته، وطالما استقووا به…
إننا نبني طرحنا هذا على افتراض أمرين هما:
- إن رشيد نيني لا ينطق عن هوى، بل المعطيات التي يتضمنها عموده الشهير يستقيها من مصدر معلومات هو في محيط “صناعة السياسة” في المغرب أو قل هذا المصدر يأتي من داخل “المطبخ السياسي”، ثم بعد ذلك يتم توظيف هذه المعلومات في صراع الاجنحة من داخل محيط القصر الملكي، أو توظيفها في الصراع ضد الخصوم الاخرين من غير الملتفين حول “المطبخ السياسي”…ولنا خير دليل في المعطيات التي كان قد سبق له أن أوردها حول المطرود من “جنة المخزن”؛ حسن أوريد قبل سنتين، حينها لم يمتلك أوريد أمام دقة المعلومات إلاّ أن ردّ على نيني بقوله” إنني سبقتك إلى دار المخزن وأعرف أحابيله جيداً”، أوريد كان يغمز في هذا الرّد أن معلومات نيني هي من ايحاء جهات من داخل محيط القصر للنيل منه في سياق “صراع الدجاجات في حوش الديك”. ثم الدور الذي كان يضطلع به نيني قبيل انطلاق الحراك الشعبي وبعيد ذلك، وكيف سخر عموده ل”يكشف” عن عناصر البوليزاريو داخل حركة 20 فبراير (كذ)، وماذا يلبسون وماذا يأكلون، بل أيضاً لم يتورع عن إيراد حتى كيف يعيشون حياتهم الخاصة جداً، لكن عندما وصل إلى التورط في الانحياز الى طرف دون اخر من حول القصر الملكي، وبدأ يصل الى ياسين المنصوري وفؤاد عالي الهمة والياس العماري.. هنا أحرق أصابعه وتم إدخاله الى السجن ليتأدب و”اجبدوا لو ودنيه مزيان”.

- إن قبول النظام المغربي بحكومة “الاسلامين” ليس قبولا بالديموقراطية، بل هو تكتيك يستهدف تحقيق “الحسنيين”، أولاً الظهور بمظهر النظام المتكيف مع المتغيرات الإقليمية السياسية التي حكمت برفع الاحزاب الاسلامية الى سدة الحكم، وثانياً العمل على ضرب “مصداقية” الاسلاميين وإظهارهم أمام الشعب مجرّد منافقين وكذّابة؛ يقولون ما لا يفعلون (فكم من وزير منهم وعد بتقديم استقالته لكنه لم يفعل، وكما وعد بنكيران بعدم اللجوء الى الاقتراض من الخارج لكنه عاد وفعل ..الخ)، وهذه خطّة تتجاوز استهداف “العدالة والتنمية” للوصول الى قواعد العدل والاحسان؛ التنظيم الاكثر قوة في المغرب. هكذا قدّم وسيقدّم حزب “العدالة والتنمية” خدمات جليلة للنظام المغربي، من خلال القبول بالعمل كواقٍ (pare-choc) للصدمات الاحتجاجية، وكذا المساهمة في هز الثقة لدى جزء من الشعب الذي يتعاطف مع الاسلاميين، والراجح أن جزءاً من قيادة العدالة والتنمية واعية بهذا المقلب وبل ربما هي أيضاً متورطة في نسج حباله، لأن توالي الاهانات القادمة من القصر ومحيطه لا يمكن أن تجعل الانسان ساذجاً الى هذه الدرجة، دون أن نعدم وجود قيادات تغلب عليها النية الحسنة، لكنها يغيب عنها “أن الجحيم معبد بالنوايا الحسنة ” كما قال سارتر ذات مرة.

واضح إذن استراتيجية المخزن في التعامل مع حكومة بنكيران هي العمل على انهاك الحزب، حتى يجعل منه حزباً عادياً مثله مثل الاتحاد الدستوري أو التجمع الوطني للأحرار..؛ يمارس السياسة بمنطق الوزيعة واقتسام الفتات الذي يجود به النظام، ويجعل من الاسلاميين، الذي يمثلهم، مجرّد متهافتين شأنهم شأن باقي الاطياف، ليبقى الملك وحده الضامن. ولعل تجربة ما سمي ب “حكومة التناوب” وما آلت اليه الاحزاب التي تحملت مسؤوليتها، بله ما آلت إليه المرجعية السياسية التي كانت تؤطر هذه التجربة، أو بالأحرى هذا ما ترسخ في الوعي الشعبي، أتذكر بمناسبة حكومة التناوب كنتُ أسمع مراراً من أناس بسطاء يقولون، وكلهم أمل، أن هذه الحكومة ستأتي بالجديد، لأنها حكومة يقودها الاتحاد الاشتراكي وستجعل من المغرب مثل اسبانيا التي كانت حينئذ “الفردوس المفقود” حقاً بالنظر الى استعار نار الهجرة الى هذا البلد الجار ذات سنوات التسعينيات. لكن بعد ذلك صار المواطن العادي يمتعض لكل من له علاقة بالاتحاد الاشتراكي أو التناوب، وحينما تسأله لماذا يردّ عليك :”لانهم غير شفارة”. هذا ما يريده النظام أن يترسخ في أذهان الناس عن الاسلاميين بمساعدة بنكيران واخوانه، وكل هذا لخدمة هدف أساس هو ترسيخ فكرة أن السياسة في المغرب تنبني على: “ألا كل شيء ما خلا الملك باطل”، لا الاشتراكيون ولا الاسلاميون ولا الماركسيون…كلهم على شاكلة لشكر وعليوة وحرزني وبنكيران والرباح والهلالي، لا يجثون إلا على بطونهم، ليبقى الملك وحده الصادق الآمين.



#محمد_المساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التدخل الامبريالي في توجيه مسير -الربيع العربي-
- الريع الثقافي؛ من وحي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة
- هلوسة
- قبلة -سبايدرمان- ونزعة ترقية موضوع الجنس
- وطن -السنطيحة-
- قبلة المطار
- بنكيران من الشعبوية المفرطة الى الفاشيستية
- حوار صريح مع صحفي غير صريح
- المسكوت عنه في قرار انسحاب -العدل والاحسان- من حركة 20 فبراي ...
- السيدة هلاري و-الشيخ- القرضاوي يشيدون بعرس الذئب؟
- الملكية وحزب العدالة والتنمية الاسلامي
- افتحوا الابواب:شبيبة المغرب الكبير قادمة
- في مديح الردة
- العرابthe godfather
- بنكيران، خيرات، شعو، ووزارة الداخلية؟؟؟
- إني أتهم،المثقف :كلب الحراسة الجديد
- في حوار مع الشاعر ادريس علوش
- رسالة الى رئيس جهة الحسيمة-تازة-تاونات
- من منظمة الى الامام الى النهج الديموقراطي، قطيعة ام استمراري ...
- ملاحظات ووجهة نظر حول ندوة وكلاء القاعديين بمراكش


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المساوي - صراع الدمى: رشيد نيني وحزب “العدالة والتنمية”.