أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - بدر الدين شنن - من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان















المزيد.....

من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 12:09
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
    


منذ أن اعتمدت الأممية الأولى الأول من أيار ، كل عام ، يوماً عمالياً عالمياً ، تخليداً لذكرى شهداء مجزرة شيكاغو الذين سقطوا في تظاهرة سلمية مطلبية ، على أيدي سلطات الرأسمالية الأمريكية ، ولتأكيد وحدة النضال الطبقي ، انتقل النضال العمالي إلى مرحلة جديدة ، هي أرقى بما لايقاس من المراحل السابقة في مواجهة النظام الرأ سمالي ، انتقل من النضال المطلبي لتحديد ساعات العمل وتحسين مستوى الأجور وتوفير الأمن الصناعي ، إلى النضال للخلاص النهائي من مجتمع الاستغلال الطبقي .. وارتسم في الأفق العمالي هدف الإشتراكية

ومنذئذ ، خاضت الطبقة العاملة والحركات العمالية الثورية ، المتنامية كماً وتنظيماً ووعياً ، ضد الظلم الرأ سمالي ، مواجهات ومظاهرات وإضرابات وصدامات ، وقدمت تضحيات لاتحصى . و استطاعت في أوائل القرن العشرين أن تشكل قوة اجتماعية وسياسية هي الأهم في تطور تلك البلدان خلال قرون خلت . وتمكن أحد الفصائل العمالية الثورية " الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي " في اوكتوبر 1917 أن يقود ثورة عمال وفلاحي روسيا القيصرية ، ويؤسس لأول مرة في التاريخ لبناء مجتمع إنساني خال من الظلم الاجتماعي ، وأن يدفع بالوعي الثوري العمالي إلى أمام ، وأن يقرب آفاق الخلاص من القهر والظلم والاستغلال ، ولا ينتقص من هذه الحقيقة الإنهيار الذي آل إليه ماتم بناؤه على تلك الأسس . ويكفي للدلالة على الدور الهام ل " المشروع الاشتراكي الأول " ، الذي كان يجب تطويره وإغناؤه ، وتلافي نواقصه التي حدثت ، بفعل عدم توفر الخبرة في بناء النظام الاشتراكي لأول مرة في التاريخ ، وبفعل البيروقراطية الفاسدة ، وبفعل التآمر الامبريالي وظروف الحرب الباردة الشديدة التكلفة والخطورة والتعقيد ، ما جاء بعده من قوى بدعم الامبريالية الدولية هي الأكثر سوءاً وعفناً في المجتمع الروسي ، التي دمرت الدولة الكبرى ، ونهبت الإقتصاد الوطني ومارست أحط وأسوأ عملية نهب عرفها التاريخ ، ونشرت المافيات من كل شاكلة ولون ، ووفرت للولايات المتحدة الأمريكية فرصة التفرد في السيطرة عاى العالم ونهبه ، والتلاعب بمصير ومقدرات الشعوب

لايختلف إثنان ، أن انهيار المشروع الاشتراكي الأول قد أحدث صدمة عنيفة للطبقة العاملة وحركاتها الثورية . تجلى ذلك بانحسار النضال العمالي ، وارتباك وتراجع الكثير من القوى الثورية والكثير من الأحزاب الشيوعية . غير أن هذا العامل على أهميته لم يلغ الطبقات الاجتماعية ، لم يسقط مقولة الصراع الطبقي ، ولم يبدل في الاستقطابات الرئيسية في هذا الصراع ، بل زادها تأكيداً ووضوحاً ، إذ اندفعت القوى الرأسمالية ، التي اضطرت في السابق تحت ضغط عامل جذب المشروع الاشتراكي الأول ، أن تقدم الضمانات الاجتماعية ومستويات معيشة مقبولة أوحسنة لطبقتها العاملة ولشعوبها ، إندفعت ، في السنوات الأخيرة مابعد الاتحاد السوفييتي ، إلى التشدد إزاء مطالب الحركات العمالية والقوى الشعبية ، بل وإلى التراجع الفظ عن الكثير مما تحقق سابقاً ، وتتجه الأمور الآن نحو الأسوأ لتكريس هذه التراجعات في دستور الاتحاد الأوربي المزمع تطبيقه في المستقبل القريب
وتظهر المعطيات المتواترة ، أن أوضاع الطبقة العاملة العالمية سوف تزداد سوءاً ، ومرد ذلك الارتفاع الكبير لنسبة البطالة ، وتقلص فرص العمل نتيجة التطور العلمي في وسائل الإنتاج الآلية والإلكترونية في البلدان الصناعية المتطورة ( المركز ) وتفضيل الشركات العابرة للقارات الاستثمار في الأطراف ، لقربها من مصادر المواد الأولية والأسواق ولتوفر الأيدي العاملة الرخيصة . وازدياد نسبة التضخم والفقر والتلوث البيئي وا ستلاب السيادة الوطنية ، والخضوع لظروف عمل ومستويات مشروطة بمصالح الرأسمال الدولي وعملائه من الحكام المحليين المستبدين الفاسدين في الأطراف

وحيث ان الربح هو الغاية لحركة الرأسمال ، فإن الرأسمال لم ولن يتورع ، في سبيل المزيد من الأرباح ، عن إرتكاب أحط وأبشع الجرائم بحق الإنسانية . ولذلك نراه ، رغم امتلاكه قيماً وثروات هائلة يحجم عن وضع برامج لحماية البيئة من التلوث الذي يهدد كوكب الأرض بالدمار ، ويمتنع عن المساعدة في مكافحة مرض الآيدز الذي يطاول الآن نحو خمسين مليون إنسان هم برسم الموت ، ويرفض إعفاء الدول الفقيرة من قيود الديون الخارجية التي حولت شعوبها إلى عبيد للدول الرأسمالية بكل ماتعنيه هذه العبودية من ظلم وقهر ومآس ، ويرفض تحمل المسؤولية في مكافحة الفقروالأمية وتوفير السكن الإنساني وتأمين مياه الشرب ونشر الطب الوقائي لمليارات البشر ، بل يشعل الحروب هنا وهناك ، باسم الحرب على الإرهاب تارة وإزالة أسلحة الدمار الشامل تارة أخرى ، وبا سم السلام هنا والديمقراطية هناك ، ليؤمن تسويق منتوجه المدني والعسكري ، ويصرف المليارات على الإنفاق العسكري لإرهاب العالم وإخضاعه لسيطرتة العالمية ، وفي هذا السياق لعله من المفيد التذكير ، أن الإنفاق العسكري للولايات المتحدة الأمريكية بلغ عام 2005 خمسماية مليار دولار أي بزيادة عشرين بالمائة عن أيام الحرب الباردة ، وكذلك الإشارة إلى إعادة بناء القوات المسلحة لألمانيا واليابان ، وتوسيع حلف الأطلسي بانضمام ، أو ضم ، بلدان أوربا الشرقية إلى هذا الحلف الإستعماري العدواني ، وإشعال الحرب في أفغانستان والعراق والتهديد بنقل الحرب إلى بلدان أخرى مثل سوريا ولبنان وإيران وكوريا وكوبا وفنزويلا . ويترافق ذلك مع حرب " فكرية " وإعلامية تسف الفكر الاشتراكي وقيم ومثل وعقائد تشكل عوائق أمام عولمة العبودية الرأ سمالية

وهذه التطورات العالمية الأكثر اؤماً وإيلاماً قد انعكست على بنية الحركة العمالية وعلى مفاهيمها وآلياتها بأشكال جديدة ، باتت تلعب دوراً ملحوظاً عبر إعادة توحيد الطبقة العاملة العالمية مع امتداداتها الزراعية والخدماتية والإدارية في المركز والأطراف ، وتخلق ظروفاً أكثر دينامية وتأثيراً في الصراعات الدولية الراهنة والمقبلة لصالح الشغيلة بأطيافها المختلفة ، وتجعلها مرشحة في وقت ليس ببعيد ، أن تكون قادرة على الحد من اندفاعات الرأسمالية الهيستيرية ، إزاء قوى العمل وإزاء الشعوب الضعيفة ، الأمر الذي قد يد شن في وقت ملموس بداية عهد الإنحسار الفعلي للنظام الإمبراطوري الرأ سمالي . والأهم من كل ذلك ، أن هذه التطورات تقدم من جديد التبرير العلمي والعملي للنظرية الماركسية .. للنضال الاشتراكي .. للنضال من أجل عالم بلا ا ستغلال إنسان لإنسان .. بلا حروب عدوانية وإذلال للشعوب .. وتضع الحركات السياسية العمالية أمام مهام ثورية جديدة .. مهام وطنية وديمقراطي وأممية

ولأن الشرق الأوسط والعالم العربي تحديداً ، بات يشكل المسرح الاستراتيجي الأساس للرأ سمالية الإمبراطورية ، فإن الطبقة العاملة في بلداننا تواجه مهام صعبة ومعقدة . فهي مطالبة بالنضال لتحقيق ا سقاط الأنظمة الاستبدادية والرجعي المفوتة ، وإقامة أنظمة ديمقراطية ، وإفشال ا ستغلال الرأ سمالية الإمبراطورية لواقعنا الردئ والتصدي لمخططاتها التي تحاول أن تفرضى علينا بالتآمر أو الإحتلال حلولها وبدائلها ، وشق الطريق لحراك اجتماعي ديمقراطي ذي أفق ا شتراكي يتلاقى مع كل قوى الحرية والتقدم على المسويين العربي والعالمي . إن منطق التاريخ .. منطق الصراع الطبقي الجاري الضاري المحتدم بصوره ومواقعه المتعددة ، يضع أمام الطبقة العاملة العالمية بتجلياتها المختلفة عدداً من المهام الأساسية ، وفي مقدمتها : أن توحد صفوفها ، وتطور آلياتها وتحالفاتها ، وتغني برامجها الوطنية والديمقراطي والأممية ، وتناضل في المركز والأطراف من أجل : حماية الحقوق والحريات العمالية المكتسبة ، ووضع حد للتراجعات اللئيمة التي تقوم بها الأنظمة الرأ سمالية في المركز ، حماية الاستقلال الوطني وا سقاط الأنظمة الاستبدادية وإشاعة الديمقراطية ، وإيجاد حل عادل ديمقراطي للأقليات على اختلافها ، وتصفية الفقر الكارثي والمجاعات الجماعية ، وإالغاء الديون الخارجية للبلدان الفقيرة . الوقوف بحزم ضد الحروب العدوانية التي تقوم بها أو التي تزمع القيام بها الرأسمالية العالمية الإمبراطورية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأطلسيين ضد البلدان المستقلة ، بهدف نهبها وا ستغلال ثرواتها وأراضيها وفرض الهيمنة العبودية عليها تحت أي عنوان أوذريعة
ولنجدد العزم في الأول من أيار هذا العام على النضال من أجل عالم أفضل تختاره الشعوب بملئ إرادتها .. عالم الحرية والديمقراطية والسلام والصحة والكرامة لكل إنسان .. أي كان وفي أي مكان .. عالم يؤسس ويبني بالخيار الديمقراطي مجتمعاً عادلاً خال من ا ستغلال إنسان لأخيه الإنسان .. وشعب لشعب آخر



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع
- إلى أبي رشا
- الحق على البابا
- إلى .. الرائد .. مروان عثمان
- مع القطاع العام .. ضد الخصخصة واللصلصة
- ليلـة قرطاجيـة
- أحرار جزيرة العرب .. نحن معكم
- الجمرة
- أزمة الزعامة السياسية في سورية
- ياعمال العالم اتحدوا
- إضاءات على عام 2004
- كل عام وأنتم بخير
- آخـر زمن ..
- ماذا بعد الرقم - 137 - في سورية؟
- لهفي
- صيرورة
- تضامناً . . مع المعتقلين الأكراد
- الصحافة الالكترونية .. والحوار المتمدن
- حين لاوطن
- مازال هناك المزيد


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - بدر الدين شنن - من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان