أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - ليث الحمداني - في الاول من أيار: اسماء في ذاكرة الوطن















المزيد.....

في الاول من أيار: اسماء في ذاكرة الوطن


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 05:47
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
    


حسن عيدان
عام 1967 خرج الناس الى الشوارع احتجاجا ويأسا وكفرا بالانظمة التي قادت العرب للهزيمة ، التهب الشارع البغدادي كما التهبت شوارع كل العواصم العربية رغم القمع والسجون ، خرجت مع من خرج من مقهى ابراهيم باتجاه شارع ابي نؤآس ثم الى بداية شارع الرشيد حيث كانت الحشود تخرج من الازقة حاملة شعارات كتبت على عجالة تطالب بمحاسبة انظمة الهزيمة ، لم اكن انتمي يومها لاي حزب ولكن جل اصدقائي من اهل اليسار الذين كانوا جزءا اساسيا في تلك التظاهرة وفجأة انقض مدنيون بالعصي على المتظاهرين ووجدت نفسي اتطوح واسقط ارضا اثر ضربة اغرقت وجهي بالدماء ، ساعدني شابان على الوقوف ثم نقلاني الى دار قريبة لتحرق امرأة عجوز قطعة صوف وتلصقها برأسي لايقاف تدفق الدم سألني احد الشباب هل تعرفني ؟ اجبته للاسف اخبرني بانه كثيرا مايراني في معمل سمنت بغداد فهو يعمل هناك وكنت اعمل يومها صباحا في المعمل فعلا وكانت تلك بداية معرفتي بحسن عيدان والتي تحولت الى صداقة عميقة كان يحدثني عن عائلته واخوانه وظروف حياته وكنت اراقب جديته في التحرك بين العمال ، عرفني على اخوانه كانا يعملان خياطين لدى اشهر خياطي بغداد يومها وكان رجلا ارمنيا يرتاد محله كبار القوم ، ثم انتقلوا فيما بعد ليفتحوا محلا خاصا بهم في شارع السعدون وفي نفس البناية التي شغل جزءا منها مقر اللجنة المركزية للحزب في اول ظهور علني له بداية الحوار مع البعث ، كان حسن يزورني في المجلات والصحف التي اعمل فيها عصرا وكنت اسمع منه تصوراته لمستقبل الحركة العمالية في المصنع الذي نعمل فيه كان العمل النقابي صعب جدا في معمل سمنت بغداد فقد اجهز البعث الفاشي على نقابته الكبيرة بعد انقلاب شباط ولكني كنت اسمع الكثير من الاعجاب برئيس النقابة المعتقل ( حنا ) ابو نمير ، وحين جاء البعث للسلطة استمر حسن في نشاطه النقابي وتعرض للضرب على ايدي جماعة السلطة الذين حاولوا وبالتعاون مع الادارة الفاسدة لعزله عن العمل نقل الى وجبة العمل الليلية خلافا للقوانين التي كانت لاتجيز تثبيت عامل في وجبة الليل ، اصر على البقاء في قسم التعبئة وهو أسوأ اقسم المصنع حيث كان اغلب عماله يصابون بالتدرن بسبب تكلس مادة ( تراب الكلنكر في الرئة ) وكانت لديه فرصة لتغيير موقعه بعد ان حصل على شهادة الدراسة الاعدادية ، خاض حسن عيدان معركته الانتخابية عبر قائمة ( نضال العمل ) التي كانت تضم الشيوعيين واحد اجنحة الحركة الاشتراكية العربية وسط جو عدواني خلقته الادارة الفاسدة ونقابيوا البعث الذين لم يعرف لهم أي نشاط سياسي في السنوات التي سبقت وصول حزبهم للسلطة والذين اعتمدوا على الكتل العشائرية القادمة من منطقتي ( سعيدة ) و( كرارة ) اقتيد للتحقيق بتهم زائفة وضرب مرة ثانية في باب المصنع ولكنه ظل على اصراره ، فازت نقابة السلطة واستمر الضغط على حسن حتى خلال فترة الجبهة الوطنية ، واصبحت مقابلاتنا منتظمة تقريبا فقد زارني مرة واحدة في ( طريق الشعب ) ثم اعتذر ويبدو ان توجيهات حزبية كانت تمنعه من ذلك فاصبنا تلتقي في مقهى بشارع سينما الخيام ، وحين اجهز البعثيون على التحالف وسادت الاعتقالات الاجواء اختفى حسن تماما وفؤجئت بعد مدة بان محل الخياطة الذي يملكه اخواه قد اغلق هو الاخر وقيا بان الامن اتخذوه فخا لمن يسأل عنهم .
البحث عن حسن عيدان كان ضمن اولوياتي بعد سقوط الدكتاتورية ، سألت عنه أكثر من مكان فلم أجد جوابا ثم اتجهت للصديق ( ابو هشام ) في مقر طريق الشعب فعرض علي البحث في ملفات الشهداء وفعلا وجدت صورة حسن وسط اضبارة تضم اسماء وصور المئات من المعتقلين الذين صفاهم النطام الدكتاتوري كانت االمعلومات تقول انه اعدم وافراد اسرته لتآمرهم على سلامة الدولة وروى لي فيما بعد الصديق د. شاكر اللامي تفاصيل حول الاسرة الشهيدة ، اشهد ان حسن عيدان لم يحمل يوما سكينا في جيبه كان مناضلا يؤمن بالعمل النقابي كاسلوب للتغيير ويرى ان الطبقة العاملة هي حاضنة الحزب وان حياته وسطها هي النضال الذي لابديل له
حسن عيدان اتذكرك شخصيا كلما مددت يدي لتلمس الجرح القديم ويتذكرك العمال الذين نذرت نفسك لهم انت في ذاكرة الوطن لان العمل هم نسغ الحياة للوطن

سعدون علاء الدين
عرفت سعدون علاء الدين قبل ان التقيه من يحيي ثنيان احد ابرز الصناعيين العراقيين الذين ادخلوا الطباعة الحديثة للعراق بعد ناظم رمزي وسركيس بدروسيان ، اسس ثنيان المطبعة التي حملت اسمه والتي تخرج منها سعدون علاء الدين..... قال لي ثنيان عنه يوما انه معجون بحب الطباعة بدأ عندي فتى صغيرا وأذكر انني ضربته أكثر من مرة ليتعلم ، وروى لي سعدون فيما بعد ان ( ابو نمير ) رماه مرة من فوق ماكنة الطباعة الرئيسية في المطبعة بسبب خطأ فني ارتكبه ومع ذلك ظل سعدون وفيا له ولايخاطبه الا بكلمة ( ستادي
كان يمكن لسعدون علاء الدين ان يصبح مالكا لمطبعة مستقلة بكل سهولة فهو واحد من ثلاثة ابرع طباعي اوفست في العراق اولهم مريوش فالح الذي يملك مؤسسة طباعية اليوم وثانيهم مهدي محمد صالح الذي يشارك مريوش في المؤسسة ولكنه اختار الطريق الاخر فعاش مطاردا ودفع حياته ثمنا لخياره السياسي ، ترك عمله والتحق بدار الرواد بعد اعلان الجبهة ليساهم في بناء المؤسسة الطباعية للحزب وكان يبذل قصارى جهده ليعلم الشباب ، اختلفنا اكثر من مرة فقد كنا( خصوما) بحكم العمل هو يمثل المؤسسة الطباعية وانا امثل الجانب التنفيذي في الجريدة تعلوا اصواتنا كلما تاخر دفع المواد للتنضيد او كلما تأخرت الجريدة ، وحين أجهضت تجربة الجبهة اعتقل مع من اعتقل من عمال الطباعة ، ثم اطلق سراحه وحوصر في رزقه ففي الوقت الذي كان فيه اصحاب المطابع يتسابقون لتشغيله لما يملكه من خبرة كانت اجهزة الامن تقطع الطريق امامه وتهدد من يفكر بتشغيله فعاش مطاردا الى ان اعتقل وغيب تماما ، كانت السلطة تسعى للانتقام منه لسببين الاول كونه من عائلة مناضلة معروفة فهو ابن شقيقة الراحل الكبير زكي خيري والثاني كفاءته وقدرته الفنية في مجال عمله والتي كان يستثمرها في خدمة الحزب
رحل ابو لبنى وترك وراءه زوجة واطفالا ولكنه سيظل في ذاكرة كل من عرفه وسيظل في ذاكرة الوطن

هادي صالح

جاء هادي صالح من منظمة حزبية الى مطبعة دار الرواد متطوعا اول الامر في قسم التصحيف ثم استهواه العمل في مجال الطباعة فبدأ من الصفر من اسفل السلم واجهته مشكلات العمل مع محترفين اول الامر لكنه لم يأبه بها عمل في أكثر من قسم ولم اسمع يوما انه اشتكى او تذمر ومرت الايام وارسل بدورة تدريبة ثم عاد لعمل مع فريق الطبع على الماكنة الجديدة ، كان هادي فرحا بعمله ومتفانيا فيه يقضي ساعات طوال في المطبعة ويحاول ان يتعلم كل شيء التقى داخل المؤسسة برفيقة عمره السيدة كوريا رياح وظلا يعملان معا في المؤسسة الى ان اجهز البعث على الجبهة فانتقل مع الاخرين الى خارج الوطن واستقر في السويد منذ سنوات ، وتواصلنا مجددا بعد ان استقر بي الحال في كندا ومع سقوط الدكتاتورية كان هادي من أوائل العائدين الى الوطن والى العمل النقابي ، التقينا ثاني ايام عودتي كان هادي مليئا بالحيوية والنشاط قال لي انه يحس بحيوية الشباب منذ عودته للوطن كانت بغداد بالنسبة له حلم تحقق بعودته كان لقاءنا مؤثرا وتذكرنا الاصدقاء الذين ذهبوا ضحية الدكتاتورية والاصدقاء الذين توزعوا على قارات الدنيا بحثا عن الامان ، بعد يومين جاءني والسيدة زوجته كانت هي الاخرى قد عادت للعمل في منظمات مدينة الثورة سعيدة بالعودة للوطن ومتفاءلة بمستقبله ، مازلت اذكر سعادة هادي بصدور العدد الاول من جريدة اتحاد العمل الذي كان ضمن هيئته القيادية وضعها امامي وطالبني برأيي فيها وبالاشارة لصدورها وكانت فرحته اكبر حين نشرنا خبر صدور الجريدة وصورة صفحتها الاولى ، كان وقته رغم صعوبة التنقل في بغداد موزعا بين الاتحادو مقر الحزب
ويتعاون مع آخرين من اجل اعادة تاسيس مطبعة الحزب ، افترقنا على ان نلتقي في يوم ما وتلقيت من كندا نبأ اغتياله بطريقة بشعة ، لقد اجهز القتلة على قلب ابو فرات النابض بالشباب وبحب العمال
هادي صالح احييك في يوم الطبقة العاملة واحيي كل الكادحين الذين رحلوا وهم يدافعون عن الطبقة العاملة وحقوقها المنتهكة في كل العهود انتم في ذاكرة الوطن



#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى لاترقصوا في محنة الوطن
- انتفاضة الاحواز وفشل الاسلام السياسي
- الوزارات السيادية التي تهم احزاب الطوائف والاعراق والوزارات ...
- مطلوب احترام عقل المرأة وليس استخدامها ( دمية ) في المشاريع ...
- اكثرية اهل العراق
- الدين والسياسة وهموم العراق
- ابو فرات وداعا
- الدكتور النابلسي والتطابق مع المرجعيات مااشبه الليلة بالبارح ...
- ديمقراطية الفايروسات
- الزميل نجاح محمد علي وازمة الصحفي المستقل في دول العالم الثا ...
- المؤتمر العاشر لاتحاد الصحفيين العرب لكي يكون الشعار صادقا و ...
- المترفون والتنظير في الشان العراقي
- عصر الجماهير التي تقاد بالشعارات
- حول توجيه اتهامات باطلة للدكتور علاء بشير
- حول بيان الصحفيين المهنيين :من اجل اعادة الاعتبار للمهنة الص ...
- ماذا سيقول ( منظروا الترف) حين يطبخ الفقراء وزراءهم وقادة اح ...
- كركوك......حق العودة ورفض استغلال محنة الفقراء مرة اخرى
- فيلم مايكل مور من يصنع الحرب..؟ ومن يدفع الثمن..؟
- وجهة نظر لماذا يستفزنا هذا الطرح ؟
- لماذا يستمر اعتقال العالم العراقي د. عامر السعدي


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - ليث الحمداني - في الاول من أيار: اسماء في ذاكرة الوطن