أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 4 )















المزيد.....

المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 4 )


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 02:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن تزايد صلاحيات مروجى ودعاة وتجار الوهم والخرافات والاكاذيب يؤدى حتما وبالتبعيه الى تفاقم الفكر الغيبى الهزلى الخزعبلى وأنتشار ثقافه التواكل والتخاذل والأتكال والتكاسل والأستسهال ورفض وكراهية وأحتقار الحياه،وضعف وتضأل القدره على التلامس مع غرائز النفس ومع الواقع والحياه، وفقدان الدافع والأمل والرغبه فى السعى للحصول على ما يبتغيه المرء ويتمناه، وأستفحال قيم وثقافة الموت وتفشى ما يسمى بالتجرد والزهد والتروحن ، وأزدراء الحياه والعزوف عن متعها ، وترجى تحقيق الأهداف والأمانى والتطلعات وحصاد جزاء الفقر والمرض والصبر والتحمل فى عالم وحياه أخرى _ لا تنس أن الفقراء لهم الجنه فى الحياة الأخرى،بينما الحياة الدنيا ملكاً للأغنياء الأذكياء _ وأعتماد وأنتظار الحلول الفجائيه السحريه الأعجازيه الرافضه والمحتقره والمعاديه لقوانين المنطق والعقل ومبادئ التفكير العلمى المنهجى العقلانى ،والمؤديه لأنتشار الأمراض الأجتماعيه والنفسيه وتخريب وتشويه قاعدة الإنسان الفكريه وكيانه الوجدانى،والتراجع والتقهقر المتتالى لأى تقدم أو أزدهار علمى أو اقتصادى وأجهاض أى مشروع فكرى وطنى حضارى تنموى.
د . مصطفى حجازى : ـ تنتشر اضرحة الاولياء ومقاماتهم فى كل ارجاء المجتمع المتخلف،ولا تكاد تخلو منه قريه او حى،وتقام حولها اماكن العباده ثم تحيط بها المساكن والمنازل والفنادق،وتنتشر الاسواق التجاريه . فهى محج وملجا واماكن للتبرك واستجلاب للخير ، ويقوم على هذه المقامات خدام وعلماء ـ يدعون انفسهم علماء ـ يلعبون دور الوساطه بين صاحب الحاجه وبين الولى،ويقودون خطاه فى التقرب منه والدخول عليه، من خلال مجموعه من الطقوس والادعيه والابتهالات وهم ينسجون الاساطير حول الخوارق والكرامات التى يأتيها هذا الولى،ويروجون لزيارته وتقديم النذور الى مقامه،مستفيدين من ذلك اكبر فائده ممكنه،ومستغلين صاحب الحاجه المتشبث بأمال الخلاص بعد أن حلت به كارثه لا يستطيع لها دفعاً ولم يجد له فيها عوناً،أبشع أستغلال .وأبرز دليل على ذلك وجود مقامات اولياء يدعى خدامها تخصصها بحل مشكلات النساء على اختلافها ( زواج،انجاب، مساعده على ضره،رد الحبيب او الزوج الى المنزل،الخ ...) بالاضافه الى النذور والقرابين،تحتل الادعيه والابتهالات مكانه خاصه فى التقرب من الاولياء والتماس قضاء الحاجات على ايديهم ، وتتنوع الادعيه لتشمل مختلف الاغراض وتصلح لقضاء الحاجات المتنوعه للفئات المغبونه ( فهناك ادعيه للشفاء من المرض واخرى لتفريج الغم،وثالثه لازالة الكرب،ورابعه لتوسيع الرزق،وهكذا...،).بالطبع يعمل شيوخ الطرق وخدام المقامات على تعقيد الادعيه وادخال التكلف والتحذلق اللغوى عليها،واسباغ طابع الغرابه التى توهم الانسان المغبون الجاهل بعلم وفير يقوم ورائها،وسر دفين يكمن فيها ، ويجعلها مفتاحا للوصول الى بركة الولى . ومن خلال ترك هذا الاثر فى نفوس الجماهير واشعارها بالعجز امام قوة علم شيوخ الطرق ، يرشح هؤلاء مكانتهم كوسطاء لدى الاولياء واسترضائهم،ويدفعون الجماهير الى الاستسلام والرضوخ لاستغلالهم. الادعيه فى اساسها تقوم على امل سحرى فى الخلاص من خلال الاعتقاد بجبروت الافكار والكلمات وما تتضمنه من رغبات، وبمقدار أنتشارها ينتشر العجز عن التصدى للواقع بالموضوعيه والعقلانيه المطلوبين،ويمكن اعتبارها كمراه تعكس اعماق المجتمع من حيث شعور افراده المقهورين بالضياع والوحده وبحثهم عن معجزه للخلاص...،ان الادعيه تشيع نفسيا نوعا من الاطمئنان الى القدر والمصير وتبث هدوءا فى وجود الانسان المتازم،من خلال القناعه بان هناك جهه ما ستتولى حل الازمه وتخليصه منها،ثم هى تمتص اذا كانت مطوله جزءا من القلق والتوتر النفسى .من خلال هذه الصوره الخيره للاولياء وكراماتهم والادعيه وغيرها من وسائل التقرب منهم يملاء الانسان المقهور خواء عالمه العاجز المحدد، بأمل القدره على التصدى لواقعه والتحكم بمصيره،بمقدار ما يتخذ من هذه الرموز حلفاء له.جبروت الرجاء يحل محل قوة الفعل التغييرى ، روحية الاستجداء والاحتماء تحل محل المطالبه بالحق والتصدى لانتزاعه . " التخلف الاجتماعى "
إن الأنصياع لقولبة قطعان الماشيه الناطقه التى تمثل الأغلبيه فى مجتمعاتنا لن يؤدى إلا لديمومة الأرتهان والعبوديه لسلطة وسطوة القيم الماضويه منتهية الصلاحيه الممتلئه بالبلاهه والعفن، والأنتماءات القبليه ،والمشروعات والتيارات والتوجهات والجماعات الفئويه الأقصائيه الأستئصاليه العنصريه الشوفينيه،وأزدياد التراجع عن فكر وقيم المدنيه والمواطنه والمساواه فى القيمه الانسانيه والحقوق والواجبات والقدره على الفعل والتواجد الحقيقى،وتعزيز سيادة ثقافة العار وقيم القبيله القائمه على معاداة ورفض ومنع و تجريم وتحريم التعاطف أو الصداقه أو المحبه أو التعاون أو الشراكه أو الزواج إلا من نفس اللون أو العرق أو المجتمع أو الدين أو المذهب أو الطائفه ، فليس من حقك أن تود أو تصادق أو تصاهر من هو خارج عن قيم وأفكار ومعتقدات قبيلتك ،وإلا استحققت الرفض والنبذ والأزداء والتحقير والأضطهاد المنظم والطرد من الجماعه فى الحياة الدنيا ،ثم الطرد من رحمة الله فى الحياة الأخره،أى جهنم وبئس المصير.
د . عبد العزيز قبانى : ( العصبيه هى الولاء لسلطة الجماعه ولخصوصيتها والأنتصار لها بتعصب ، الأنتصار لسيئاتها كما لحسناتها بتعصب أنطلاقاً من الأنتصار لها ظالمه أو مظلومه . والتعصب هو الرفض والكراهيه لكل ما هو مخالف ومغاير لجماعتها ، لذاتها الجماعيه ، رفض وكراهيه مقرونان بالأنغلاق الفئوى على الذات مع كل ما يختزنه هذا الأنغلاق من عدوان وعنف وهواجس وأستبداد وأنعزال عن ذوات الجماعات الأخرى ، وما ينطوى عليه هذا المخزون من أستباحه لحياة الأنسان وجوهره ومن أنكماش وتشرنق خوفاً على الخصوصيه من الأندماج والذوبان ، والعصبيه لكونها نعره فئويه تشد الفرد المسكون بها إلى الولاء لجماعتها ، فلا يقوى على
الأنفصال أو الأستقلال عنها ، لأيجاده الحمايه فى كنفها كجزء منها ، وإن فعل وأبتعد عنها بالهجره لسبب أو لأخر يلازمه الشعور بالوحده والضعف والضعه والتهميش والخوف على المصير لشعوره بأنقطاعه عن جذوره ومصدر قوته ، ما لم يكن مثقفاً واعياً ، أستقل عنها بإرادته الحره وهاجر بعيداً عنها طلباً للحريه بوعيه ، فئوية الحريه يترتب عليها تعطيل العدل لأنها فى طبيعتها التمييزيه نصر للأخ ظالماً كان أو مظلوماً ، بينما العدل نصر للحق بأحقاقه ، فلا يميز بين أخ وغير أخ بل بين حق و باطل .
والفئويه التى تعطل العدل تعطل النقد ، لأن النقد هو العدل فى الحكم ، ومن لا يقوى على العدل أحقاقاً للحق لفئويته ، لا يقوى على النقد لأن العادل كالناقد يجمع بين الأراده والعقل والأخلاق والأنحياز الفئوى الأعمى يغرب الأنسان المتعصب عن إنسانيته وعن إنسانية سواه .
( العصبيه بنية المجتمع العربى : دار الأفاق بيروت )



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 1
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 2
- الجرائم الجنسيه 1
- حقائق هامه عن الثقافه العربيه 1
- المثليه الجنسيه النسائيه فى السينما المصريه ( 1 )
- أنفجار قنبلة الجنس 1
- ماذا تعرف عن علم التنميه البشريه ؟ 1
- البرمجه اللغويه العصبيه ( 1 )
- أزمة المرأه العربيه 2
- كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 3
- كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 2
- كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 1
- اساسيات النهضه 1
- دعوه للتفكير والتغيير 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 2
- بداية الهجوم الأصولى 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 1
- ازمة المرأه العربيه 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 12
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 14


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 4 )