أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - حميد كشكولي - الأول من آيار_ اليوم الأول للدنيا















المزيد.....

الأول من آيار_ اليوم الأول للدنيا


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 12:05
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
    


كل فجر أخبّئ أحلامي في جناحات طيور تشيّعني ،
و ألملم همساتي على ظهر خطواتي ،
أمضي إلى أخطبوط يسحب ببراثنه الفولاذ نظراتي ،
و أنثر بذور الموت للتنّين الملتف حول أعناق ظلالي.
* ** ** ** **

كل صباح أُعمِّدُ جلدي ببسمات أطفال الزقاق و أمضي،
لأكفر بآلهة تختفي وراء أقنعة السديم،
كل يوم أغذّي الحديد بدمي ،
و أنتشر رحيقا لفراشات الغد.
** ** **
لكن هذا اليوم ليس كباقي الأيام،
هذا اليوم تنزل بروق من عظام لتحرق الزوّان في حقل دراويش الدروب ،
و تنير سفوح جراحي،
و ترقص فيها أزهار قلبي.
** ** ** **
في هذا اليوم أحمل نجوما إلى البيت ،
و أستمع إلى سمفونية المطارق و الفؤوس و المناجل ،
و قهقهات الماء،
و ترانيم التراب.
** **** ******
اليوم أمسح جبيني بغبار الفراشات ،
و اوقظ عظام أبي من الموت .
* * * * ** **
كل صباح طير الصبح هاجع ،
و غمامة في غرفتي تنوح ,
تتفتق أزهار الآلام ،
و نور الشمس في نافذتي يتلوى،
و الأصيل يموت على صدري.
وتفوح أعشاب الشمس النارنجية في حوض سريري برائحة الأطيان.
** *** **** *****
لكنّي اليوم يقظ لن أنام ،
أسمعُ غناء طيور الماء و أنثرُ أزهار الجراح .
اليوم أهيمُ في سهوب المِسك ،
و أزور صقور النصر في القمم ،
و آتي بحلم باسِمٍ إلى البيت.
*** ****
اليوم تمتلئ الحياة بأحلامي الخضراء ،
فأنا عشب ينبض بالعشق ،
ونبض التراب و ابتهاج الفولاذ و زقزقة الألوان .
‏30‏/04‏/


الأول من آيار هو اليوم الأول للدنيا . يطلع علينا في زهو الربيع . هذا اليوم يهمنا جميعا كبشر لأنه يوم التفكير بالحياة حيث يفقد كل شئ متعلق بالعرق و الجنس و اللون و اللغة و الأوطان معناه ، و الكل يؤكد أن لا وطن للعمال ، و الكل جزء في الكل ، و كل العمال في أي بلد رافد يصب في نهر العمال العالمي ، نهر الحياة العظيم الهادر. يوم أعلن بناة الحياة انطلاقة نيران رفضهم في وجه الظلم و الإستغلال ، و شمّروا عن سواعدهم للكفاح في سبيل انهاء الفقر و الآلام و و خلق حياة أفضل للبشرية . العمال و الشغيلة في هذا اليوم يؤكدون على التضامن الطبقي ، نابذين كل أسباب التفرقة التي تبتكرها قوى الشر الرأسمالية و الإمبريالية من قبيل بدعة قدسية الحدود الوطنية و القومية . فالعمال بعد تجارب مريرة كانوا دائما مؤمنين بأن لا وطن لهم ، و أن قوتهم في تضامنهم الأممي والطبقي ووحدة مصيرهم الكفيل بالانتصار و تحرير البشرية بما فيها الطبقة البرجوازية .
نحتفل بهذا اليوم المجيد و تمر البشرية في تحولات خطيرة ، و الرأسمالية وصلت إلى أقصى درجات امبرياليتها و في سبيل ادامة استغلالها للطبقة العاملة أمست تستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد البشرية التقدمية . و من جانب آخر كسرت الطبقة العاملة حواجز الخوف و اليأس و التردد و اصبحت تنظم صفوفها في أنحاء كثيرة من العالم لمواجهة الهجمة الشرسة من قوى الاستغلال و الاستثمار .
الرأسمالية في أنحاء العالم في حالة نفير عام و تعبئة ، و تتدخل في شؤون البشر وفي كل صغيرة و كبيرة في حياة الإنسان، و تبحث عن مناطق آمنة في العالم ، و أيدي عاملة رخيصة في بنغلاديش و اندونيسيا و الهند لإدامة ماكنة الإستغلال و مص الدماء . الرأسمال اليوم له حرية الحركة مسنودا بالبنك الدولي و صندوق النقد الدولي و القوات العسكرية الأمريكية .
و أن العمال و الكادحيبن يعون تماما أن الدول الرأسمالية تعيش تناقضات حادة و تعاني من شروخ كبيرة و صراعات على النفوذ .. و نحن نشهد الصراع الدائر اليوم بين الرأسمالية الأمريكية و الأوروبية و الصينية و اليابانية .. و و الرأسمال الروسي و الهندي يتقدم لمنافستهم ..
ان استمرار قوى الاستغلال و الاستثمار في الامساك بمصير الانسانية لينذر بمستقبل مظلم للبشرية و الأجيال القادمة . و لهذا أمام القوى التقدمية مهام خطيرة و صعبة في مواجهة قوى الشر الرأسمالي افمبريالي و فضح مخططاتها الجهنمية ضد البشرية . و قد تجرع الشعب العراقي منذ عقود مآسي الجوع و المرض و البؤس لم تكن إلا نتيجة سياسات الرأسمال العالمي و الشرائح المحلية المرتبطة به ، في فرض حصار جائر عليه حصد أرواح مئات الآلاف من المحرومين ، و قوّى النظام البعثي و جعله لأكثر شراسة و وحشية في مواجهة الشعب و معارضيه.
أما في عراقنا الجريح المظلوم فتخيم ظلال القوى الظلامية على الحياة ، و تتفاقم البطالة ، ويعيش العمال في ظروف قاسية ، و تعاني الجماهير من شحة المياه الصالح للشرب و انقطاع الكهرباء و انعدام الأمن . تدمير البنية التحتية العراقية السبب الرئيسي لذلك . و لكن هذا التدمير ليس سببه فقط القنابل و الضرب الامريكي ، بل ثمة أسباب أهم منها النهب و السلب الذان تقوم بهما القوى التي برزت مع احتلال العراق ، و الخصخصة و تخفيض الضرائب المفروضة على الرأسماليين . و قد خفضت قوى الاحتلال ألأجور في سبيل جذب الاستثمارات الخارجية إلى العراق ، لهذا قامت بخصخصة الأقتصاد العراقي ، إذ أعلن بوش و المرتبطون بالأمريكان أنه ينوي جعل العراق نموذجا للسوق الحرة في الشرق الأوسط و آسيا الجنوبية . و العمال العراقيون و الشغيلة و القوى التقدمية الاشتراكية و الشيوعية يعون أن كل تلك السياسات لا تحقق أي مكاسب لهم و للجماهير المحرومة. و الكل يعرف أنه ليس حتى من مشروع برجوازي لبرالي لبناء الدولة العراقية ، و أن كل ما موجود على الساحة السياسية من أيديولوجيات عشائرية و مذهبية و قومية تتناقض مع أسس المجتمع المدني . و ان المآسي الحالية نتيجة منطقية لوجود تلك القوى الرجعية المتنفذة في العراق.
لهذا نضال الطبقة العمالية العراقية أصبح نضالا في سبيل الحقوق و تحسين ظروف العمل و نضالا ضد الاحتلال في نفس الوقت . و لكن من أخطر ما يواجه الطبقة العاملة أن المقاومة ضد الاحتلال تقودها القوى الرجعية و القوميجية البعثية و الارهابية الاسلامية . السؤال هو كيف يمكن للطبقة العاملة و القوى التقدمية المتحالفة معها أن تواجه كل هذه القوى الظلامية المتكالبة ضد مصالح الجماهير العراقية . و كيف بامكانها افهام العالم أن هذه القوى الظلامية لهي أخطر من الاحتلال و الامبريالية ؟ إنه لكفاح مرير على الطبقة العاملة خوضه بالتضامن مع أحرار العالم . و أنه لجميل أن يتفاهم الكادحون المحرومون العراقيون مع الراي العام الأمريكي و الغربي ، و يؤكدوا للجندي الأمريكي أنه أخوهم ، وأنه أيضا مثلهم مخدوع بالسياسة الأمبريالية لإدارة بلده ، و أن أهل العراق شعب شريف ينبذ الإرهاب و الارهابيين و أنه لفخر عظيم له أن يصادق أخوته الأمريكان و يناضلوا يدا بيد في سبيل حياة جميلة آمنة للجميع ، و ينعم فيها الكل بالرفاه و الحريات و الكرامة الإنسانية .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقرتان و اختلاف نظريات الاحتلاب
- السبب الحقيقي لامتناع الطالباني عن المصادقة على قرار اعدام ص ...
- إلى أين ؟ إلى أين ؟
- البابا الراحل كان حليف ريغان في قتل المستضعفين
- لي وطن من آلامي
- مات ابن باز الغرب الإمبريالي
- تثاؤب الخواطر
- العشائرية و المجتمع المدني نقيضان
- خيرالله طلفاح في الجمعية الوطنية مشرِّعا
- حلبجة بحاجة لمداواة جراحها العميقة
- e pur si mouvولكنّها تدور
- نار بروميثيوس لن تنطفئ أبدا
- ما أغناي ! لي الدنيا كلّها
- البقرة الحنون
- سونامي العراقية
- معجزات أم التجرّد من الشعور الإنساني؟
- سُوْرَة المشاهدة - للشاعر الإيراني سهراب سبهري ( 1928_ 1980 ...
- للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد ( 1935_ 1967 ) لا يبقى إلا الص ...
- أحد سكان العراق سنة 38هجرية : ... ما ينهاهم دينهم عن سفك الد ...
- هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - حميد كشكولي - الأول من آيار_ اليوم الأول للدنيا