أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - من طال لسانه ...!














المزيد.....

من طال لسانه ...!


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 12:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عانت صورة العربي في المجتمعات الغربية من تشويه متعمَّد و غير متعمد حتى صارت تلك الصورة التي تتبادر لذهن الأجنبي مرتبطة بسخافات لا تخطر على بال، فباتت ليست بأفضل من صورة الهنود الحمر الذين يضعون ريش الطيور الملون على رؤوسهم و حول بطونهم العارية و يحملون حراباً مزركشة و يصدرون "ولاويلاً" كما نعرفهم حين يذكرون.
و من دون شك فإن أفلام الفيديو التي خرجت و تخرج من كاميرات الثوار السوريين تعتبر، بالاضافة الى دورها الاعلامي، أداةً مساهمةً في رسم صورة الثائر السوري بوضوح و بدون رتوش. و لأن هذه الصورة تساهم في تقديمنا للعالم فمن الواجب الاهتمام بما سنقدمه عن أنفسنا و أن نعمل على آلا تسبب في رسمنا في مخيلة الأجنبي على اننا شعب له ذيول و يأكل لحوم البشر.
وما تصريح الرئيس الروسي بوتين مرتين و في مناسبتين بأنه يخشى على سلامة وفد حكومته المفاوض في جنيف 2 من المعارضين السوريين الذين يأكلون لحوم البشر إلا إشارة إلى فيديو آكل لحوم البشر المقدام ابو صقار الذي قدم بعرضه الطرازاني ذاك مادة لبوتين كي يسخر من الثوار السوريين دون أن يُتهم بالمبالغة أو الكذب.
فمن المؤكد أن بوتين ليس مجنوناً، و هو بالقطع ليس غبياً حين تفوه بتلك الترهات، بل كان واعياً لما يقول، و هو لم يكذب من حيث الشكل. فهو حين قال ذلك اعتمد على ما رآه العالم من البطل الثوري ابو صقار و هو يلتهم قلب الشبيح كما يلتهم الضبع الجيفة.
أما دافع أبو صقار لما فعله مازال مبهماً، بينما تتراوحت ردود الافعال بين الاشمئزاز و القرف جزئياً الى الإستغراب كلياً. فمن السمتبعد أن يكون لهذا الفيديو ابعاداً استراتيجية تستخدم في المعارك، و من المشكوك فيه أن فرائص بوتين إرتعدت خوفاً من ابو صقار، كما و أنه من غير المؤكد أن بشار الاسد بلل سرواله في حضرة زوجته الجميلة، أو أن الشبيحة نزل عليهم وحي التوبة الى الله فجأة و هربوا الى ضيعهم الضائعة.
و على هذا المنوال نستذكر مقولات العرب الشهيرة التي كان لها نتائج عكسية تماماً و جعلتنا محط سخرية و مادة دسمة للحديث عن التخلف و الارهاب و الهمجية عند العرب.

و من هذه المقولات كانت أشهرها تلك التي تقول بــ "رمي اليهود في البحر". فحين كان صوت الاعلامي المصري محمود سعيد يجلجل و هو يعلن عن انتصارات العرب على اليهود في عام 1967، كانت اسرائيل تقضم اضعاف مساحة فلسطين بعد أن سحقت جحافل العرب مجتمعة.
أما محمد سعيد الصحاف وزير اعلام العراق 2003 في آخر أيام حكم صدام حسين فقد كانت تصريحاته من الفظاعة بحيث شككت حتى الامريكان بأنفسهم و بإنتصاراتهم حين كان يعلن عن دحر علوج الامريكان بينما كانت تلك العلوج في شارع مجاور للصحاف تنكّــل بالجيش العراقي الذي فــرَّ بعضه وهو يخلع زيه العسكري امام عدسات العالم.
ولا ينس السوريون وقفة ذلك الشلولخ "خالد محمد العلي" عضو مجلس الشعب السوري امام سفاح سوريا ليقول له: "يا سيادة الرئيس! قليل عليك الوطن العربي، لازم تقود العالم"، و قد وردت انباء غير مؤكدة عن قيام الشبيحة بقتل ولده ضمن فعالياتهم التشبيحية، و المؤكد أن الثوار أحرقوا كازيته و كتبوا له: "قليل عليك كازية واحدة، لازم تصير رئيس اوبك."
كل ذلك يمكن بلعه وهضمه مع قليل من المقبلات، و لكن أن تستمر طولة اللسان و الجعجعة الفارغة فهذا أمر يجب أن يوضع له حداً. فحين تتعالى اصوات تهدد أمماً و أقواماً أمثالنا كأهل الغرب كلهم، واهل الشرق كلهم، و الشيعة كلهم بلا تخصيص ولا تحديد، و تخوِّن الطائفة العلوية بلا تمييز و يتم اطلاق الوعيد تلو الآخر بالنتف و السلق، و إعادتهم لاول الخلق لمؤشرات عما ستؤول اليه الامور عندما تهدأ الاصوات المجعجعة و يرتفع الدخان عن ارض المعمعة.
ليس الامر صعب المنال و ليس مستحيل التحقيق. كل ما هو مطلوب هو عقلنة الخطاب و استخدام اللسان في المنافع فقط، و لنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال "و هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار الا من حصاد السنتهم". ويبدو أن هذا "الكبَّ" على الوجه لم ينتظر قيام الساعة فبعض من طالت السنتهم نالوا جزاءهم في الحال، أو على الاقل في حياتهم الدنيا قبل الآخرة.
ابو صقار، و أبو "الخل" عضو مجلس الشعب ، و محمود سعيد و محمد سعيد الصحاف و القذافي و أمثالهم الذين لا عد لهم و لا حصر من مجتمعاتنا العربية غـالوا كثيراً في تصريحاتهم فيما اعتقدوه في المصلحة العامة أو الخاصة، و لكنهم في النهاية كانوا ممن انطبق عليهم المثل الشعبي القائل "من طول لسانو قطعوا له اصبعته الكبيرة" . فإعتبروا يا أولي الالباب و حافظوا على اصابعكم الكبيرة.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب بعيداً عن تجاذبات المصالح
- خنادق الثورة مصانع الشرف
- الأسد و الإئتلاف الوطني يخشيان حكومة كاملة الصلاحيات
- المجلس الوطني في الائتلاف الوطني السوري حزب الله في لبنان
- يا ثائر- لا تنه عن خلق و تأتي بمثله
- التوابيت المأهولة
- الحكومات السورية الباراشوتية
- الهيكل التنظيمي لدولةٍ ثوريةٍ مؤقتة
- مستنقع أحلام الثورة السورية
- مناف طلاس فقاعة الشبيح الأكبر
- الدولة العلوية خيارُ ما قبل الانتحار
- عقد مصيرية في مسار الثورة السورية
- الفرق بين المعارض و الثائر السوري
- براقش تقتل أهلها بعد موتها
- هل بات قيام الدولة العلوية وشيكاً؟
- المخاض المرتبك للثورة السورية
- ننتصر و لا نموت
- النظام الأسدي و أحلام الانفصال النائمة
- الشعب السوري على مائدة اللئام
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - من طال لسانه ...!