أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر الدلوي - ليبرتي وروح الإنتقام الفارسية القائمة















المزيد.....

ليبرتي وروح الإنتقام الفارسية القائمة


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 10:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للمرة الثالثة على التوالي وخلال شهور قليلة يتعرض مخيم ليبرتي الكائن في محيط مطار بغداد الدولي والمفترض أن يكون مؤمنا ً تأمينا ً جيدا ً لضربات صاروخية لعل اشدها وأكثرها عددا ً ما كان بالأمس .
فقد تعرض المخيم يوم أمس لضربة صاروخية قوامها 40 صاروخا ً من عيار 107 ملم وقد أدت الضربة لمقتل إثنين من قاطنيه وهما ( جواد نقاشيان و كلثوم صراحتي ) وجرح أكثر من 50 آخرين .
وهذا المخيم هو نتاج مفاوضات طويلة الأمد بين الأمم المتحدة , وحكومة جمهورية العراق و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة , حيث تم الإتفاق على أن يكون محل إيواء مؤقت لأعضاء هذه المنظمة لحين تدبير الأمم المتحدة من جهتها إتفاقا ً مع أحدى الدول التي ستقبل بإستضافتهم .
تم ذلك بعد فصول ٍ مثيرة من الإحتجاجات التي أعقبت التغيير الدراماتيكي للنظام في 2003 قام بها من وصفوا أنفسهم على إنهم مواطني محافظة ديالى على تواجد أعضاء المنظمة في مدينة أشرف الواقعة على الطريق الواصل بين قضاء الخالص وناحية العظيم .. والتي بنيت في زمن النظام الصدامي المقبور , ومن تابع تلك الفصول وطرائق تطورها , قد يصاب بالذهول للجرأة التي أمتلكتها مؤسسة إطلاعات في شراء الذمم وتجييش المليشيات الطائفية ولأتضح له مدى التغلغل لنفوذ هذه المؤسسة حتى في مكاتب الدولة العليا , إذ كان فصلها الأول متمثلا ً بتسيير تظاهرات مدفوعة الأجر لحدود تلك المدينة من قبل عشائر محسوبة مذهبيا ً وموالية لحكومة طهران , ثم رفع ( فلكسات ) كبيرة جدا ً تحمل صور المالكي مهددا ً ومتوعدا ً للمنظمة بالويل والثبور وصور الخميني على طول الطريق من منطقة جديدة الشط فالغالبية والخالص إنتهاء بناحية العظيم , ثم تلتها هجمات بالمورتر والصواريخ من قبل مليشيات يقودها مسؤول في أحد الأحزاب الدينية المتنفذة مستغلا ً منصبيه الحزبي و الرسمي , إلى محاولات قطع الأنابيب الناقلة لمياه الشرب من قضاء الخالص للمدينة وقطع الكهرباء عنها , لتنتهي عند الهجمات الرسمية الوحشية من قبل قوات الجيش والشرطة والتي ذهب العديد من أعضاء المنظمة نتيجتها بين قتيل و جريح , والموثقة لدى المنظمات الدولية بالصور و الأفلام , بعد الإنذار الشهير لبولغانين العراق .. دولة رئيس الوزراء بإخلاء المدينة المغتصبة وإعادة الأرض العراقية السليبة لأحضان الوطن الأم وأصحابها الشرعيين الفلاحين الذين قبضوا تعويضا ً عادلا ً عنها من النظام السابق .
إن وضع المنظمة الخاص في العراق ولجوء معظم أفرادها إليه أثناء الحرب الظالمة بين البلدين والتي يتحمل مسؤوليتها بالتساوي قادة العراق و إيران آنذاك , وإستغلال النظام المقبور وأسياده من الأمريكان والعبيد من قادة الخليج لهذا الوضع بشكل سيء , عبر إغداق الأموال عليها و الممررة إليه من أولئك الأسياد ,والتسليح الموازي يومها لتسليح أحدث الجيوش العربية , وتطور العلاقة ليسمح لنفسه مثلما سمحت قيادتها له ولنفسها بأن يقحمها في المعارك الستراتيجية بين الجيشين , وما قيل عن إستغلاله لها بعدذاك في ضرب ابناء الشعب العراقي المنتفض ضده بعد الهزيمة النكراء في حرب الكويت , وتقييد حركتها بعد الغزو من قبل الجانب الأمريكي الذي أتفق مع قيادة المنظمة على تسليم أسلحتها الثقيلة مقابل تأمين الحماية لها من قبله .. وترك أشرف لقمة سائغة لهذا التحالف غير المقدس بين إطلاعات والمليشيات الطائفية وقوات حكومة المالكي التي كانت تؤمن افسناد لكل الفعاليات المضادة لتواجد المنظمة هناك تنفيذا ً لرغبات مرجعها في طهران .
هذا الوضع الخاص , كان يحتم على حكومة المالكي ومن باب الإلتزام بالأخلاق العربية , المتمثلة بالعفو عند المقدرة بوضع الترتيبات الخاصة بإخراج المنظمة من العراق مع الأمم المتحدة منذ الأيام الأولى للغزو , لكنه كنظام مستعبد من قبل الغزاة وحلفائهم في إيران لم يفعلها بالتي هي أحسن مدفوعا بالهوس الفارسي في الإنتقام من العدو حتى ولو بعد مليون سنة .. مثلما نشاهد اليوم من حرب كارثية ضد بغداد لا لشيء .. فقط لكونها كانت عاصمة الخلافة العباسية التي مرغت إنوفهم بالوحل , و دليلنا في ذلك محاولة نسف تمثال ابو جعفر المنصور , وخطة تشييع مناطق بغداد ذات الأغلبية السنية المتخذة كغطاء يرمي لزرع الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وتأجيج الكراهية بينهم .
لا تركها لقمة هينة بيد كلب من كلاب إطلاعات .. يتبجح في كل مرة بإصدار بيان يعلن فيه مسؤوليته عن القصف , دون أن تفعل له حكومة المالكي شيئا ً , في دليل ٍ فاضح على مشاركتها الفعلية في هذه العمليات , ولو اخذنا حادثة الأمس بالحسبان , فاربعين صاروخا ً من هذه النوعية تحتاج عشر منصات أرضية لإطلاقها , أو خمسة محمولة على سيارات جيب , فمن أين لهذا الكلب كل هذه القدرات ؟
وإذا كانت حكومة المالكي لاتستطيع أن تفعل له شيئا ً , فكيف لها بمواجهة من أرعبتنا و ترعبنا بهم كل يوم بإسطوانتها المشروخة , وأعني بذلك تنظيم القاعدة والتكفريين وبقايا وفلول النظام السابق وكل هؤلاء مجتمعين يشكلون حسب عقيدتها السنة النواصب الحاقدين على آل البيت .. إن حكومة جل تفكيرها و معظم خطتها في إدارة الدولة قائمة في تقديري على مبدأين باطلين فاشلين هما , التعويض عن خسارة الحكم لأربعة عشر قرنا ً في أربعة عشر عاما ً , والإنتقام من الآخر عبر التطهير الأثني عبر تأجيج روح الكراهية له بكل الوسائل المتاحة , الإعلام المأجور , والإرهاب بالنيابة ( إرهاب الدولة ) , وتخوين وتلفيق التهم للشركاء في الوطن ,.... إلخ مافي جعبة حواة إطلاعات وفيلق قدس من الاعيب , حكومة تسّير الأمور بهذه العقلية .. يجب أن تحاكم أمام محكمة دولية خاصة في عصر ٍ تنهض فيه مفاهيم السلام والعيش المشترك لتسود قيم البشر في كل أرجاء الكوكب .. وبالمقابل يجب أن يحاكم معها كل مجرمي الحرب و مؤججي الصراعات المسلحة في إيران والسعودية وقطر وأمريكا وإسرائيل , فكل هؤلاء بإعتقادي مشتركين في كل ما يحصل من جرائم بشعة يندى لها جبين الإنسانية التي دخلت ألفيتها الثالثة مستبشرة ً بعالم خال من كل هذه الترهات .
و منظمة مجاهدي خلق لمن لا يمتلك خلفية تاريخية عنها .. وهذا ليس في معرض التحيز لها أو الدفاع عنها بل إحقاقا ً و إنصافا ً للتاريخ , مع شريكتها المنظمة اليسارية ( فدائيي الشعب الإيراني ) كانتا من أبرز القوى اللتان ساهمتا في تأجيج الصراع بين جماهير الشعب الإيراني ونظام الشاه المقبور بالإضافة لمناضلي حزب ( تودة ) . إذ لم تشهد كل الوثائق المصورة منها والأشرطة الفيديوية المحفوظة في أرشيف القنوات الفضائية اليوم .. والتي قيض لنا أن نعاصر أحداثها يوما ً بعد آخر ونتابعها عبر الراديو والتلفزيون .. لم يشهد كل هذا الكم من الوثائق على تواجد المعممين يومها كمشاركين أو كقادة كما قد يتوهم اليوم الكثيرين من أجيال ما بعد أحداث بهمن 1979 والتي أنتهت بإنتصار الثورة .. وقدوم آية الله الخميني بطائرة خاصة من باريس وما تلاه من استقبال جماهيري ضخم وخروجه من الطائرة محمولا ً على الأكتاف إلى مقره في حسينية جميران وسط طهران .
عندما صار التصادم حتمي بين الجماهير المنتفضة ونظام الشاه .. أستعان الشاه بقوات النخبة في نهاية المطاف .. مضطرا ً لإنزال جزئها الأهم المتمثل بلواء حمايته الخاص والمسمى بالـ ( خالدون ) بدباباته و مدرعاته مزودا ً بأوامر لسحق وإبادة الثوار .. لكن إصرار شبيبة الثورة وطلاب الجامعات ( ومعظمهم كانوا من المنتمين لهاتين المنظمتين واللتين كان يقودهما – مسعود رجوي و رفاق الخالد أسكندري نزاد ) على الجلوس والنوم تحت سرف الدبابات .. أذهل منتسبي لواء الخالدون اللذين سارعوا للإنضمام للثوار لتغلق بذلك صفحة حكم الشاه شرطي أمريكا في منطقة الخليج .
لكن هفوتها الكبيرة تمثلت في موالاتها لنظام الخميني الذي ما أن استتب له الأمر بعد حمامات الدم التي نصبها لجنرالات الجيش الإيراني , حتى إنقلب كالوحش الكاسر على منظمة فدائيي الشعب و مناضلي حزب تودة بينما ظهر قائدها الموالي آنذاك مسعود رجوي على شاشات التلفزيون مقبلا ً يد ( والده .. كما قالها يومئذ بعظمة لسانه ) الخميني .. والذي سرعان ما انقلب على ولده المطيع مباشرة بعد أن مسح يديه مما أرتكبته بحق الآخرين .
اليوم يجب أن يقف مجرمي الولايات المتحدة متمثلين برئيسها و الكونغرس وأفسد منظمة دولية في العصر الحديث وسكرتيرها بان كي مون أمام مسؤولياتهم التاريخية وقفة شجاعة و يوقفوا هذه المهزلة التي إن كانت تسيء فلا تسيء إلا لوطننا وشعبنا و بوصفهما لا يمتلكان أي مقومات للنخوة العربية ولا لمفاهيم التسامح التي تريد الإنسانية جمعاء لها الإنتشار الواسع و تشكل نقطة خزي في جبين و تاريخ شعبنا , حتى وإن كان لهذه المنظمة دور في إهراق دماء العراقيين كما يؤكد البعض .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى معك يا موسى الكاظم في حوار مفتوح
- بين المركز والأقليم .. كيف تبنى مؤسسات الدولة ؟
- خدمات ما بعد البيع
- مزارب المشاية في أطراف الولاية
- لماذا عيد الحب وليس الحدث الحقيقي
- بالونات السيد المالكي الإختبارية
- الطريق السريع محمد القاسم
- ولاية السفيه .. محاولة جس نبض أم مخطط متكامل مسبق
- لقلب الشجاع
- إبتكار عراقي بإمتياز .. الحسينيات المتحركة
- الرابع عشر من تموز .. نقطة مضيئة في تاريخ وطن ..
- في ذكراها التاسعة والأربعين.. الخلود لشهدائها والمجد للأحياء ...
- أنْتَ شَمْسٌ و المِلُوكِ كَواكِبٌ
- ما لا يعرفه عنك أحد أيها الأمير
- هل هناك تغيير قادم في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- بين - ويكيبيديا - وقيادة حشع ..هوة لا بد من ردمها !!!!
- في ذمة الخلد أيها المناضل الكبير
- مجدا ً لحزب الشيوعيين العراقيين
- ويحبون المال حبا ً جما ً
- على هامش إنعقاد لقاء التيار البؤسقراطي العراقي في فندق الشير ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر الدلوي - ليبرتي وروح الإنتقام الفارسية القائمة