مسلسلات رجالي دوت كوم/ قلش رخيص.. الحلقة الأولى: الصراحة راحة.

مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 19:38
المحور: كتابات ساخرة
    

جلست جاهدً في محاولة لتخيل سيناريو وحوار ذلك المسلسل المزعوم بأنه حكر على الرجال فقط، بدون عناصر نسائية، والذي قررت له قناة الحافظ أن تبثه في رمضان فكان الآتي بعض ما أمكنني تصوره:

المشهد الفلاني (أكيد داخلي لأن المسلسل مش هينفع فيه خارجي نهائي)
في هذا المشهد سيدخل الأب الملتحي، وللعلم سيكون منكوش اللحية قليلا، ولا مانع من تضخيم الحاجبين بعض الشيء، لتدخل الكاميرا إلى حجرة الابن، وللعلم ملتحي أيضًا لكن بلحية تم تحديدها ونتف بعض شعيرات خدها، ولا مانع ان يكون الشاب "مجلجل" شعره، وسيبدأ الحوار الآتي:
الأب: ماذا تفعل يا حمادة؟
الابن: أبتاه!! يا مرحبا.. يا سعدي بتلكم الزيارة
الأب: حقًا أنت سعيد يا حمادة بزيارتي لغرفتك؟! فلم أراك في كلامك "لجلج".
الابن: ويحك يا أبي، بل أنا أبلج
الأب: أتسب أباك يا حماده؟
- الابن: لا يا أبي، إنما قصدت خانك وحيك يا أبي، وأنت تعلم أني أحبك، فطوال عمري لم أر غيرك وعمي وخالي وابن عمي وابن خالي وابن أخو عمي وابن أخو خالي وشقيق صديقك وابن صديقك، أنت تعلم يا أبي.
(الكامرا هنا تتحرك مع الأب حين يقترب من حافة السرير ويجلس، ويمسد لحيته ويهز رأسه، ويطلق مجموعة من التنهيدات والاصوات المختلطة)
الأب: نعم يا حماده، فانت تعلم ان أباك رجل ولا يعرف إلا الرجال.
الابن: ولكن يا أبي، كنت أجلس كما ترى أمام الحاسب الإليكتروني، وهنا ينبغي الاعتراف بان الشيطان إبليس الملعون وضع فكرة عجيبة في رأسي
- الأب: ماذا؟! ألم أحذرك بان هذا الجهاز سيفسد عقيدتك وثوابتك
الابن: فلتسمعني يا أبي أولا ولترشدني
الأب: لماذا يا ولدي؟؟!! ألم أخبرك بان نجاتك في قنوات المشايخ والعلماء الربانيين، وعليك بمشاهدة برامجهم فيها الإجابة على كل أسئلتك، اظنك حتى لن تحتاج السؤال فهم يقدمون لك إجابة لكل شيء، فهم اعلم أهل الارض يا ولدي.
الابن: لكن يا أبي!! (هنا سينهض الابن ويتحرك في مواجهة الكاميرا، لتقف كلوز على وجهه، ومحاولة مستميمة منه واغماض واضح للعينين، ومصمصة للشفايف) أود أن أخبرك بذنب أعظم، لقد ولجت إلى الشبكة العنكبوتية من خلال الحاسوب يا أبي.
* (الكاميرا تنتقل في كادرات متقاطعة بين كلوز وجه الابن وكلوز الاندهاش والصدمة على وجهة الأب، وهنا نسمع صوت المنشد صاحب فيديو كليب "محمد مووووورسي..قاعد ع الكوووورسي.. ويظل المشهد متجمد على ملامح الوجهين بينما المنشد يتابع أغنيته، وبعدها تتوقف الكاميرا في كادر نصفي طولي يتحرك ببطء لتاتي صورة وجدي العربي فقط ملثمًا بشال عربي وغطرة ويقول على غرار مسلسل على هامش السيرة...)
صوت وجدي: يقول المرشد: من دخل الانترنت فهو غير آمن، ومن سمع نشرات الاخبار فهو غير آمن، ومن قرأ الجرايد والكتب فهو غير آمن)
* (تعود الكاميرا كلوز على وجه الابن ويبدا الكادر في الاتساع لأعلى)
الابن: أبي.. ادع المرشد يغفر لي يا أبي
الأب: سأخبر أمير الأسرة، وسيرفع الامر إلى عظمة المرشد وهو رقيق جميل عطوف
الابن: اتمنى يا أبي
-الأب: لكن قل لي يا حماده، كيف الأمر؟
الابن: وجدت صورة مكتوب عليها امرأة.
الأب: ماذا!! امرأة!!
- الابن: نعم كائن ملفوف طيب الملامح يا أبي
- الأب: فلتصمت، ألم اخبرك يا حماده أن هذا الكائن أسطوري ومن الاسرائيليات المدسوسة، وأنها من تاريخ الإنسانية المزيف، وليس هناك ما يسمى بذلك الاسم.
- الابن: ولكن يا أبي قرأت أن الرجال يلزمهم امرأة للجماع ثم الإنجاب والحفاظ على النوع
(الكاميرا هنا ستقف بوقوف الأب، وستنزل الموسيقى التصويرية مرة أخرى بفيديو محمد مورسي قاعد ع الكوووورسي)
الأب: أتقرأ؟؟!! ألهذا الحد بلغ بك التمادي في المعصية..أتقرأ يا حماده؟؟!! فليغفر لك المرشد يا ولدي
الابن: ولكن يا أبي كيف كيف جئت أنا للدنيا مادامت غير موجودة
(الكاميرا في كادر فجائي كلوز على وجه الأب، ثم كادر أمامي لجسم الاب وهو ينهار على حافة السرير)
الأب: حماده، هناك ما ينبغي أن تعرفه قبل فوات الأوان
الابن: ماذا يا أبي، احدث مكروه للأمير أو مولانا المرشد لا سمح الله.
الأب: لا، حفظهما الله
(يتجمد الكادر والأب والابن يرفعان الأكف للدعاء للأمير والمرشد، بينما تنزل نفس الأغنية لنفس المرشد محمد موووورسي قاعد ع الكووورسي)
حماده: ما الامر يا أبي؟
الأب: حماده
(الكادر يتتالي في حركتين متتابعتين للكلوز على وجه الأب)
الأب: أنا مش أبوك يا حماده
البن: مستحيل، أومال أنت مين يا عم
الأب: أنا أمك يا حماده
(تنزل الأغنية نفسها محمد موووورسي قاعد على الكورسي، ويحتضن حماده الأب ويبكي)
حماده: ماما ماما ماما ماما
الأب: لا تقل ماما يا حماده وإنما قل أماه.
(وتتابع الأغنية لنفس المنشد، محمد موووورسي قاعد ع الكووورسي)

#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات