أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - العلاقة الشيعية الكردية – زواج متعة ام حساب العد والنقد















المزيد.....

العلاقة الشيعية الكردية – زواج متعة ام حساب العد والنقد


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1183 - 2005 / 4 / 30 - 11:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن الأحداث التاريخية الكبرى تقاس بنتائجها. وما جرى ويجري في العراق هو دون شك أحداث تاريخية كبرى من حيث مقدماتها ونتائجها بالنسبة له وللمنطقة عموما. بل يمكننا القول، بان ما جرى ويجري في العراق هو أحد الأحداث التاريخية الكبرى التي وضعت وسوف تضع مع مرور الزمن الجميع على محك الامتحان الاجتماعي والسياسي. والقضية هنا ليست فقط في أن ما جري ويجري في العراق هو صراع عالمي من حيث قواه المتصارعة، بل ومن حيث غاياته.
وقد يكون من الصعب أن تدرك القوى السياسية الفاعلة في العراق الحالي حجم ومستوى استقلالها الفعلي في إدارة شئون الصراع السياسي الداخلي، إلا أنها تساهم في الإبقاء عليه "محررا" من تأثيرها الفعلي. بعبارة أخرى، إن الصراع الدائر في العراق لا يتمثل حقيقة مصالحه الجوهرية. والقضية هنا ليست فقط في أن اغلبها هو نتاج تدخل خارجي (أمريكي)، بل ولعدم ارتقائها إلى مصاف الإدراك الفعلي لحجمها الواقعي ضمن المسار العام للسياسة الأمريكية في العراق. وعموما يمكن القول، بأنها جميعا تبدو كالنملة السوداء على صخرة صماء في ظلام السياسة الأمريكية. أما إدراكها الذاتي فانه لا يتعدى أوهام "السيادة" المزيفة. وهي سيادة يمكن بلوغ الكثير من مقوماتها في حال التمتع بالقدر الضروري من الرؤية الواقعية المستندة إلى إدراك واقع العراق الحالي ومتطلبات انتقاله الفعلي من التوتاليتارية إلى الديمقراطية.
غير أن تجربة سنتين من محاولات تذليل التوتاليتارية والدكتاتورية تكشف عن عمق الخلل البنيوي في المجتمع عموما وفي قواه السياسية بالأخص. وهي ظاهرة كشف عنها التناقض المثير في الانتخابات الأخيرة ونتائجها السياسية. فقد كانت الانتخابات خطوة تاريخية هائلة إلى الأمام في مسار الحرية، وخطوتان إلى الوراء في مجال المسار السياسي. بمعنى أنها أشركت الجماهير للمرة الأولى في تقرير شئون الدولة، إلا أن "انتخابها" كان محكوما بمستوى الخراب الشامل. مما أدى بالضرورة إلى ارتقاء قوى عاجزة من حيث إمكانياتها وأيديولوجياتها على تحقيق مشروع الانتقال العقلاني إلى الديمقراطية.
وهو تناقض سوف يطبع مجمل العملية السياسية في العراق في الأشهر القادمة. وبالقدر الذي يثير هذا التناقض حساسية بالنسبة للضمير والوجدان العراقي المعذب في انتظار تحقيق آماله الفعلية في البديل الديمقراطي، إلا انه كان اقرب إلى وهم الآمال الشعبية المتربية بنفسية التأمل العاطفي "للأمام المنتظر". وهو تأمل يشكل الخطوة العملية الاولى لتذليل نفسية الوهم والتأمل الخادع. والقضية هنا ليست فقط في أن العراقيين سوف يدركون خلال فترة بسيطة أن "الإمام المنتظر" ليس اكثر من قوى سياسية محترفة في إتقان صناعة الوهم، بل ومتمرسة أيضا في لعبة الرذيلة السياسية المغلفة بلباس التدين والورع الكاذبين. وهي ظاهرة تجسدت بصورة نموذجية في شكل ومضمون "المساومات" السياسية التي عملت من اجلها القوى "الفائزة" في الانتخابات. بمعنى أنها عوضا عن أن تتوجه إلى الناخب الفعلي، فإنها اختبأت وراء تاريخها المقدس "الشيعي" و"الكردي"، أي الطائفي والعرقي لتحيك منهما نموذجا جديدا لنفسية المؤامرة والمغامرة.
وهي ممارسة جعلت منهما بالضرورة قوى "خارجية" عن العراق، بمعنى أنها أخذت تخرج اكثر فاكثر عن المسار الضروري للانتقال من التوتاليتارية إلى الديمقراطية. ومن ثم إعادة إنتاج قيم الصدامية بلباس جديد.
فقد كان تاريخ العراق المعاصر، خصوصا بعد انقلاب تموز عام 1958 وحتى اليوم هو زمن الانتقال من دكتاتورية إلى أخرى. وبهذا المعنى لم يكن اكثر من زمن الانتهاك الدائم لفكرة الدولة الشرعية والمجتمع المدني والثقافة العقلانية. أما الآمال التي وضعت على إمكانية البناء الواقعي والعقلاني للدولة الشرعية والمجتمع المدني بعد سقوط الصدامية، فإنها تقف أمام امتحان تاريخي غاية في التعقيد.
فالوقائع الفعلية ما بعد الانتخابات لا تشير إلا إلى حقيقة واحدة جلية ألا وهي استمرار زمن المساومات الخفية، أي المؤامرات والمغامرات الجزئية التي تضع مصالح الأحزاب والقوى التقليدية فوق مصلحة البناء الضروري للدولة الشرعية والنظام الديمقراطي الاجتماعي. وإلا فمن الصعب فهم طبيعة ومستوى "المساومة" السياسية بين الحركات السياسية الشيعية والحركات القومية الكردية. فهي قوى تختلف من حيث مكوناتها وغاياتها القومية والسياسية والأيديولوجية. لكنها التقت في الممارسة العملية. وهو أمر يشير إلى أن القوة الفاعلة في أساليبها تقوم في غلبة المصالح الضيقة، أي المصالح التي لا علاقة جوهرية لها بفكرة البديل الديمقراطي في العراق.
وهي نتيجة تكشف من الناحية السياسية عن ضحالة هذه القوى، ومن الناحية التاريخية عن طابعها العابر والمؤقت. وليس مفارقة أن تسود في رغباتها وأعمالها وأقوالها فكرة المؤقت. تماما كما يمكننا القول، بان ما توصلت إليه هو عقد مؤقت اقرب ما يكون إلى زواج متعة محكوم بحساب العد والنقد. وشأن كل متعة مؤقتة عرضة للزوال السريع لأنها محكومة بمشاعر الغريزة ومتطلبات الجسد. بينما الدائم في تاريخ الدول والأمم والثقافات هو إبداع الروح.
وليس هناك من معنى للروح في العراق المعاصر غير الطاقة العقلية والأخلاقية الساعية لنقله من مستنقع التوتاليتارية والاستبداد إلى فضاء الحرية والديمقراطية المحكومة بقوة القانون والشرعية. وهو الانتقال الذي يشكل مضمون الغاية الكبرى التي يعاني العراق منها وفيها لكي تكون تضحياته الجسيمة وآماله الكبرى على قدر من الوفاق لا يمكن حجبها "بوفاق وطني" هو اقرب ما يكون إلى طائفية مبطنة وقومية مغلفة بعباءة التدين المزيف والوطنية الكاذبة.
إن الوفاق الضروري والحقيقي بالنسبة للعراق المعاصر لا يمكن إرسائه على أسس الخروج المغامر على منطق الديمقراطية الاجتماعية، كما رأيناه ونراه في "زواج المتعة" بين القوى السياسة الشيعية والقومية الكردية، بل في عقد اجتماعي سياسي جديد. وهو عقد كشفت عن ضرورته الفعلية أحداث الشهرين الأخيرين بعد الانتخابات، والسنتين الأخيرتين بعد سقوط التوتالتيارية البعثية والدكتاتورية الصدامية. إنها كشفت بما لا يدع مجالا للشك، بان القوى الطائفية والقومية الضيقة في العراق لا تفعل في الواقع إلا على إنتاج صدامية جديدة. أما مصيرها النهائي فهو مزبلة جديدة!
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحزب والأيديولوجيا في العراق المعاصر
- من جلالة الملك الى العم جلال
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق 4 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق -3 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق 2 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق - 1 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة والمثقفين في العراق
- هل العراق بحاجة إلى قضية كردية؟
- العمران الديمقراطي في العراق (4-4) فلسفة الثقافة البديلة
- العمران الديمقراطي في العراق (3-4) المجتمع المدني ومهمات بنا ...
- انتخاب الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات ...
- العمران الديمقراطي في العراق (2-4) الدولة الشرعية - البحث عن ...
- العمران الديمقراطي في العراق (1-4) التوتاليتارية والدكتاتوري ...
- الإصلاح والثورة في العراق – البحث عن توازن واقعي
- الراديكالية العراقية - التيار الصدري وآفاقة المسدودة - الحلق ...
- الراديكالية الشيعية المعاصرة وآفاق البدائل السياسية في العرا ...
- الاعلام العربي وإشكالية الأمن والأمان والحرية والاستبداد في ...
- الراديكالية والرؤية المأزومة في العراق – 2-4
- الرؤية السياسية - لا الرؤية الحزبية
- الراديكالية العراقية - الطريق المسدود 1-4


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - العلاقة الشيعية الكردية – زواج متعة ام حساب العد والنقد