أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - أزمة ثقة وليست سانت ليغو














المزيد.....

أزمة ثقة وليست سانت ليغو


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 21:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحاول بعض الكتل رمي مسؤولية الفشل الذي تعرضت له في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة على قانون سانت ليغو وأنهم لولا تطبيق هذا القانون ما فقدوا مواقعهم السابقة ولما تعرض افرادهم للهزيمة ،وقد يصح هذا بنسبة بسيطة ،ولكن الحقيقة الواسعة غير هذا على الأطلاق .
ان من لايعرض نفسه ومسيرته للنقد القاسي والمستمر والذي يعتبر عملية تقويم مستمرة ،فأنه سوف يفاجئ بأخطاء ونكسات كبيرة في طريق مسيرته وهذا ينطبق على الأشخاص وعلى الكتل والجماعات في كل مجالات الحياة وحتى في الأقتصاد ،ولكن السياسة أخطرها كونها تتعلق بمصالح واسعة تشمل الأخرين ، أن الفشل الذي يلحق بحزب وهو يمسك بقياد البلاد ،يعم بدون ادنى شك ليشمل مجالات واسعة من استقرار وامن وخدمات وظروف معاشية وحياتية لأطياف المجتمع .
وليس العبرة في ان لايخطأ أحد فالجميع يتعرض الى أخطاء ولكن العبرة في ان هناك من يكتشف أي خلل أو انحراف في المسيرة قبل استفحالها ووضع الحلول لمعالجتها قبل فوات الأوان ، وحتما ً سنتجنب وقتها الكبوات التراكمية الكبيرة والتي تنطبع في ذهنية المواطن فتنسحب على ثقته بتلك الكتلة .
واليوم وشعبنا يعيش ديمقراطية لاتزال وليدة ويافعة وحالة جديدة لم يعشها من قبل، فأنه يناقشها صباح مساء ويعرضها بالقنوات والطرق الشعبية الخاصة به للنقد المستمر ،فنحن نسمع المواطن وهو ينفعل بالأحداث السياسية ويتحدث بها في اماكن التجمعات العامة وفي سيارات النقل الداخلي والدائرة والسوق والبيت وكل مكان ،وهذا ليس غريبا ً على العراقي أبدا ً انه من صلب تكوينه وقبل ان يتعرض الى ما تعرض له من هزات كبرى وحروب وحصار وديكتاتورية بغيضة ،فقد كان من الشائع ان بيروت تطبع والعراقي يقرأ ،وهو ناقد من الطراز الأول فهو ينفعل بأحداث قد تقع في بلاد العرب البعيدة عنه الاف الكيلو مترات فكيف بأحداث تقع في عقر داره وبمتناول بصره وتؤثر في الخدمة التي تقدم اليه وفي ظروفه المعاشية والحياتية التي يراقب بأمل كبير تحسنها وبلوغها مقدار يماثل ما تمتلكه بلاده من كنوز يسيل لعاب الآخرين لها ولكنه لم يستفد منها الاّ بالصورة السلبية حيث انها جلبت عليه اطماع الطامعين ،اذن هو يريد مسؤولا ً، عندما يوليه ثقته ويعطيه منصبا ً حكوميا ً عليه ان يكون اهلا ً للثقة يسابق الزمن من اجل تعويض ما مر بالعراقي من ظرف قاهر يتذكره بحسرة كبيرة ،لقد كان مقدرا ً للعراق بما يملكه من امكانيات ان يبلغ مصاف الدول المتقدمة عام 2000م ولكن قيادة لاهية شخصانية أخذت به في طريق معاكس تماما ً انسحبت تبعاتها على كل مرافق البلاد بدون استثناء .
فأذا كان الحال كما ذكرنا فهل كانت أحزابنا من التي تسلمت مقاليد السلطة وأيا ً كانت تلك السلطة محلية أو وطنية ،تحرص على جس نبض المواطن وسماع ما يعلنه من نقد بناء لشخصياتها أو أحزابها من خلال مجسات تكون وظيفتها الرئيسية التغلغل في طبقات المجتمع المختلفة وفهم همومها وما تفكر به ونقله الى قياداتها لوضع المعالجات السريعة ،ان من الخطأ ان نعمل على كسب شيخ العشيرة ولانبالي بما يشعربه افراد العشيرة ،هل كانت احزابنا تدرس حالة المواطن الأجتماعية والأقتصادية ومدى ما جلبه عليه الوضع الجديد من تغيير ورأيه فيه ، هل أن الوضع الجديد يسير بالأتجاه الذي يرضيه ويحقق طموحه في الحياة الحرة الكريمة ،أن هذا الطريق هو الطريق الوحيد الذي يجعل المواطن يتمسك بأولئك المسؤولين ،ولن يتمكنوا فقط بالوعود المعسولة والتخويف من كسب الآخرين .
أفرز الواقع ان من يبلغ السلطة عندنا يصبح بعيد عن هموم الناس ومشاكلهم بل أنه يهتم بنفسه ومصالحه ، وأول الخطوات التي يقوم بها بعد ان يتمركز جيدا ً هي ان يجعل اللقاء به صعبا ً ببروتوكولات يصبح الروتين سهلا ً بالقياس لها ،وقد كنت التقي أناس يتحدثون عن صعوبة مواجهة شخصيات في الحكومة المحلية ،ويضربون مثالا ً ان مواجهة رئيس الوزراء أهون من ان تقابل المسؤول الفلاني ،أن مثل هذا المسؤول عاش في برج عاجي بعيد عن الناس قريب من الأحلام وبالتالي فقد موقعه نهائيا ً ، والأمر لايتوقف على شخصه بل ينسحب الذنب على المسؤول الأعلى للكتلة الذي كان من واجبه المتابعة المستمرة لمن يمثل كتلته أمام الناس وأن تصله المعلومة الصحيحة عن سلوك افرادها بدلا ًمن ان يجد نفسه في نهاية المطاف وقد فقد الخيط والعصفور .
المشاكل التي يحسها المواطن العراقي اليوم كبيرة ويظهر أن السادة المسؤولين لايحسونها ،وهي بحاجة لحلول ثورية كونها تراكمت خلال السنوات العجاف التي مر بها العراق ،فأزمة السكن الخانقة لايمكن ان تحل بمدن الأستثمار التي تريد مئات الملايين من مواطن معدم لايملك قوت يومه ،وهي لم تعالج بحزم لحد الأن لأن السادة المسؤولين لايعانون منها ،كذلك ارتفاع نسب البطالة وانتقالها الى الخريجين ،إذ لم نسمع من قبل في بلادنا أن مهندس يبقى عاطل عن العمل ونحن بلد يتوجب ان نعيش اليوم البناء على قدم وساق ،كما أن عموم الموظفين يشتكون من عدم التساوي في الحقوق والرواتب رغم انهم يعملون في دولة يحكمها قانون واحد ،وهكذا يواجهك ارتفاع نسب الفقر ونقص الخدمات والأجراءات الروتينية المملة في علاج هذه المشاكل ، كيف لبلد ان يبني نفسه وهو يعيش سبات لمدة نصف عام كل عام في مناقشات سقيمة لأطلاق ميزانية البلاد ،لقد أصبح كل شئ يشكل عبئ على المواطن حتى مدرسة اولاده وعلاج عائلته ولكن مسؤولينا يفكرون بوضع عدادات لجباية اثمان الكهرباء والماء بدلا ً عن التفكيرفي كيفية انتظام تجهيزها ، وفوق كل ذلك فأن أهم النعم وهي نعمت الأمان مفقودة ،فالمواطن يدرك ان حياته مهدده في أي لحظة ولايمر يوم دون سقوط العشرات من الأرواح البريئة .
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ..حرب كونية جديدة
- بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية
- مشكلة فلسطين .. الحل الوحيد
- هل اصبحت لدينا سياسة ؟
- الأحزاب في العراق بين المكابرة والتصحيح
- الأرهابيون والمسالمون
- حزيران ذكرى لأستعادة الأمة وعيها
- فلسطين ضحية للدجل و تحريف التاريخ
- ما ذا أستفادت الدول التي صالحة أسرائيل
- عرس دم تحت علم الأمم المتحدة
- ادارة الصراع الأيراني الغربي
- اردوغان ..من يزرع الريح يحصد العاصفة
- حان دور الربيع الأسلامي
- قتل الزوج وأغتصاب العروس
- وزارة العمل تسرح عمالها !
- الأسلام براء من افعالهم
- تشغيل العاطل بين العشوائية والأسلوب الحضاري
- التدريب المهني ومعالجة البطالة
- العجيب في ثورات الربيع العربي
- الدم العربي الرخيص


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - أزمة ثقة وليست سانت ليغو