أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب














المزيد.....

تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من يتابع الطريقة والاسلوب الذي يتعاطى به الاعلام الاسرائيلي مع الانتفاضة – التقسيمية – التي تحدث في تركيا مع اطلالة هذا الصيف المشتعل سياسيا ، يشتم رائحة الازدواجية والنفاق والتخبط وغياب الموضوعية والاستقلالية في الرأي ، وكل يوم يمضي من عمر هذه الانتفاضة يؤكد بأن هناك شبه تنسيق بين تعامل هذا الاعلام مع وسائل الاعلام في الولايات المتحدة ، القاسم المشترك بينهما سيطرة الضبابية على مواقفهما .

هذا يذكرنا بتعامل هذا الاعلام مع سلسلة احداث الثورة في مصر ضد حليف امريكا واسرائيل حسني مبارك ، وضد الرئيسين اليمني والتونسي السابقين ، عندما نقول بأن التعامل في الاعلام الاسرائيلي يتم بالازدواجية نعني بأن هناك مواقف ظاهرة ومكشوفة وأخرى غامضة بالنسبة للموقف من النظام الحاكم في تركيا حاليا ، هذه المواقف ليست خالية من حالات التشفي الى درجة الاستعداد لصب الزيت على نيران الانتفاضة التركية، وقد اعترف بهذه الظاهرة الصحفي

المعروف ( يارون لوندون ) فقد كتب بصراحة في عموده الاسبوعي في صحيفة يديعوت احرنوت في عددها الصادر في العاشر من الشهر الحالي (معاناة رجب طيب اردوغان ، في هذه الايام تثلج وتفرح قلوب الاسرائيليين ، ولو قدر لنا ان ندعم المحتجين لما تأخرنا دقيقة واحدة) ، هذا يؤكد بأن جهات اسرائيلية غير رسمية تتمنى ان تحترق اطراف اصابع الزعيم التركي اردوغان والسبب معروف ، وهو ان الأخير سبب الاحراج والازعاج لإسرائيل في يوم من الايام او كما اطلق على هذه الايام – أيام المرمرة - عندما حاول التمرد على اسياده في حلف الاطلسي وفي واشنطن ، لكنه عاد سريعا الى حظيرة هؤلاء الاسياد بعد تدخل الرئيس الامريكي براك اوباما الذي اذاب بعض كتل الجليد التي اعاقت بعض الشيء من حالة التواصل بين الكيان التركي والكيان الصهيوني .

وقد بات معروفا بأن قيام اوباما باعادة هذا الاصطفاف الاسرائيلي التركي كي يستطيع اردوغان القيام بدوره الذي كلفه به حلفاءه في واشنطن وحلف الاطلسي ، وهو التخلص من سوريا الدولة والنظام لتمهيد الطريق امام بسط المشروع الامريكي في المنطقة ، أن حلفاء اردوغان يعرفونه جيداً لقد قرأوا هوسه واحلامه بانتشال رفاة الامبراطورية العثمانية من اضرحة التاريخ وانه يحاول اليوم ان يتقمص شخصية السلطان سليمان القانوني اوالسلطان سليم الاول اللذان سيطرا في يوم من الايام على الشام والعراق ومصر والحجاز وغيرها من الاقطار العربية ، هذه الاحلام هي التي ربطته بالحلف الرجعي الامبريالي ضد سوريا .

الاعلام الاسرائيلي الرسمي لا يجرؤ حتى الآن على اتهام اردوغان بالنزعة الدكتاتورية المغلفة بديمقراطية مشوهة شبيهة بالديمقراطية الاسرائيلية التي تجمع ما بين التعددية الحزبية واستخدام القوانين والممارسات العنصرية بحق حوالي خمس مواطني الدولة ، وهم المواطنون العرب الى جانب سلب حق تقرير المصير لشعب ما زال يرزح تحت نير الاحتلال منذ اربعة عقود ونيف .

هناك مفاصل مشتركة بين تركيا الحديثة واسرائيل ، هذه المفاصل تلتقي في طريقة الحكم وفي عمليات القمع والبطش ضد قطاعات اثنية من مواطني كل منهما ، اضافة الى الصراعات بين التيارات العلمانية والتيارات الاخوانية والحريدية في كل منهما .

بالنسبة للحالة الاولى فان تركيا العثمانية وتركيا الحديثة كانت سباقة ولا زالت ضمائر التاريخ تلاحقها بسبب المجازر التي ارتكبتها ضد الارمن وضد الملايين من اليونانيين الذين تم طردهم واقتلاعهم من المدن التركية التي عاشوا بها مئات السنين ، وبصورة خاصة مدينتي اسطنبول وازمير ، اما الاكراد سكان تركيا فقد عانوا ولا زالوا يعانون من سياسة التمييز العنصري من قبل سلطات انقره السابقة والحالية ، لم تتوقف عمليات القتل والبطش والتنكيل بحق هؤلاء المواطنين والبالغ تعدادهم في تركيا حوالي 12 مليون كردي ، لقد منعتهم السلطات التركية من التحدث بلغتهم وتعليمها للأجيال الكردية ، كما حاولت مصادرة هويتهم الثقافية والقومية واطلقت عليهم لقب الاتراك الجبليون حتى تفصلهم عن قوميتهم الكردية .

لم تختلف ممارسات اسرائيل العنصرية عن توأمها تركيا ، فالمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في احداث سنة 1948 لم تختلف عن مجازر الاتراك ضد العناصر القومية من ارمن ومن عرب لواء الاسكندرونة و يونانيين وغيرهم ، وكما ان المجازر التركية لم تتوقف حتى اليوم .

واسرائيل هي الاخرى قامت بعشرات المجازر ضد الفلسطينيين بعد قيامها كما ارتكبت المجازر البشعة على الجبهات العربية المختلفة من بينها مذبحة قانا الاولى والثانية ومذبحة صبرا وشاتيلا ومذبحة بحر البقر في مصر ومصنع الغزل والنسيج في القاهرة .

لم تكتف السلطات الاسرائيلية بطرد الشعب الفلسطيني من وطنه فقد لاحقته ايضا في الشتات وحاولت مصادرة ذاكرته وثقافته وهويته لمنعه من حق العودة .

لا تختلف الصورة كثيرا عن معاملة السلطات الاسرائيلية مع مواطنيها العرب الفلسطينيين عن معاملة السلطات التركية مع مواطنيها الاكراد ، السلطات الاسرائيلية ترفض حتى اليوم منح المواطنين العرب حق ادارة شؤونهم التربوية كما هي حق الاقليات الاخرى في دول العالم ، كما انها ترفض الاعتراف بهم كأقلية قومية ، بدلا من ذلك تقوم بوأد روح المساواة والانتماء عندهم وتضيق الخناق على معيشتهم ومصادرة اراضيهم .

يشعر المواطنون العرب في اسرائيل بانهم غرباء في وطنهم و مشاركتهم في اصدار القرارات الهامة في الدولة معدومة ، الاحزاب والمؤسسات الصهيونية تضعهم دائما على هامش اولوياتها وفي خانة الاتهام والشك وعليهم دائما اثبات براءتهم واخلاصهم .

هذا هو وضع الكثير من الاقليات القومية في تركيا والاكراد في مقدمتهم اسرائيل ولا تستطيع اتهام اردوغان بالعنصرية والدكتاتورية لإنها بمثابة مدرسة للعنصرية والتمييز القومي ، وصدق المثل القائل الذي في عينه خشبة لا يستطيع ان يعاير الذي في عينه قشة .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار
- ابنكم نظيف ( الى روح الشهيد اسامة عقل حسن منصور )
- في حديقة الربيع العربي أمريكا ترفع يدها..!
- انقلاب طنطاوي الابيض


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب