أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - الدوغاتي في العهد الديمقراطي ..















المزيد.....

الدوغاتي في العهد الديمقراطي ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 11:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدوغاتي في العهد الديمقراطي ..

سمكو مراد الدوغاتي.. المرشح الثاني في قائمة التآخي الموصلية.. تربطني به علاقة قديمة تمتدُ الى منتصف السبعينات ، كنا حينها شباباً يدفعنا الحماس والحلمُ الثوري للنشاط بين الطلبة، رغم قساوة الأوضاع في الموصل، وما عرف عن مجتمعها وامتداداته وتنوعه وتأزمه بفعل تداخل وتشعب المؤثرات الاقليمية التي جعلت من المدينة واطرافها ساحة صراع لتصفية الحسابات بينها بحكم إرتباط البعض من شيوخ العشائر بعلاقات مع مراكز القوى التي من مصلحتها عدم استقرار الوضع في المدينة وتوابعها ..
مع هذا كنا نجاهرُ بأفكارنا.. ننشط .. نتحدى من يعترضنا مدفوعاً من سلطة البعث التي كانت لنا بالمرصاد ، في حينها كان سمكو مراد القادم من ريف تلكيف واحداً من نشطاء التنظيم في اعدادية الصناعة مع فجر الممدوح وكفاح كنجي وآخرين ..
الذين تعرضوا للملاحقة والاعتقال قبل أن يتشتتوا مع انعطافة عام 1978 التي اعلنت فيها اشنع حملة لملاحقة الشيوعيين والقوى الديمقراطية ليس في الموصل وحدها بل في عموم العراق ..
عندها افتقدنا سمكو.. الذي كان قد تخرج من اعدادية الصناعة، بعد أن توجهنا لشعاب الجبال لبدء الكفاح المسلح ، الذي ترافقت مع اولى خطواتنا فيه الكثير من الأخطاء والممارسات الفاحشة، بحكم طبيعة الصراع داخل الحزب وما افرزته تجربة العامل مع السلطة وحزب البعث من تداعيات واختلافات فكرية وسياسية ، ناجمة من حجم الخسائر التي تعرض لها الشيوعيون بسبب السياسات الخاطئة ونهج التحالف مع دكتاتورية البعث الشوفيني ..
في موقف حرج.. خطير للغاية.. تعرضت له اول مجموعة نزلت للداخل تموز 1980 تحركت من مقر كوماته على الحدود التركية نحو سهل الموصل اضطررنا انا وابو خلدون وناظم ختاري للاختفاء والتنقل بين كند دوغات والموصل وأسكي كلك لأكثر من شهر ، قبل ان نعود مضطرين من جديد للكند مع البطل الفقيد سيد قمبر الذي تكفل بنقلنا مجازفاً في تجاوز السيطرات من الكلك الى دوغات مروراً ببحزاني وبعشيقة ظهيرة يوم قائظ .. لم يبقى امانا ونحن نقترب من كند دوغات الا أنْ ابحث عن سمكو مراد من جديد .. فهو الوحيد ممن يمكن الوثوق به .. لكن كيف نصل اليه ؟ .. بأية طريقة ؟.. اقترحت على ابو خلدون أن ندخل دوغات في وضح النهار قبل التوجه للكند .. لم يكن معنا سلاح جعلتُ من علبة سكائر السومر بعد أنْ لففتها بكفية استخدمتها لمسح العرق ما يشبه المسدس تحت القميص ..
بعد أن ودعنا سيد قمبر توجهنا نحو مدخل القرية.. تجاوزنا عدد من البيوت.. تبعنا رجل بدين في العقد الثالث من عمره يرتدي دشداشة بيضاء كان واقفاً امام باب حديدي كبير حاول اللحاق بنا .. سألت ابو خلدون دون أن التفت اليه:..
ـ هل ما زال يتبعنا ؟..
قال:
ـ نعم ..
التفت نحوه .. بدأت احدق به بنظرة توحي اننا من رجال الأمن .. اقتربَ حاول ان يستفهم منا.. لكنني فاجأته باستفهام بصيغة أمرية ..
هل تعرف بيت سمكو مراد؟!.. اريدك ان تقودنا اليه .. كنت اريد أن يدرك سمكو اننا موجودين فقط ليس الا.. لنلتقي لاحقاً مع حلول الليل .. فكرت بطريقة وحجة لتدارك الشخص المتطفل الذي رافقنا الى حيث الدار المطلوبة .. بعد طرقنا للباب المفتوح ظهرت والدة سمكو مع شقيقه ليدعونا للدخول.. استفسرت منه عن سمكو
قال :
ـ ذهب الى الموصل ..
ـ شقيقك سمكو استدان مني 500 دينار .. إنْ لم يجلبها لي خلال يومين سأبلغ الشرطة عنه .. امامه يومان فقط .. والتفت لأغادر .. كنت عطشاناً لا حظت ابو خلدون يمدُ يده للطاسة الكبيرة المعلقة.. غرف بها.. أخذ يشرب .. همست له لا تشرب كثيراً كي لا ينتبهوا لنا .. خرجنا .. حاول الرجل الذي رافقنا أن يتقترب منا دعانا لشرب الشاي في بيته .. رفضنا.. لزيادة الوهم لديه .. عبرت عن اشمئزازي من القرية.. أهلها بسبب وجود أمثال سمكو فيها ..
تصور الرجل واعتقدَ اننا من رجال الأمن.. انتشرت دعاية قوية أن الأمن يبحثون عن سمكو .. سمكو الذي كنا بأمس الحاجة له أصبح مطلوباً ، قرر ترك المنطقة .. توجه الى بغداد ليختفي فيها مدة ، قبل أن نعرف بالحكاية ونرسل له خبراً بأن الذين دخلوا القرية بحثاً عنه مطالبين بتسديد الدين لم يكونوا الا صباح مع رفيقه ابو خلدون ..
مرت الأيام .. طال زمن الفراق .. كنتُ اتقصى اخبار سمكو من بعيد ادركتُ معاناته في زمن الحرب والاستبداد .. بعد سقوط الدكتاتورية وزوال نظام القمع قرأت له ما كان يضعه على شبكة النيت.. وفي محفل ثقافي لمجلة زهرة نيسان عام 2009 في بعشيقة وجدتُ سمكو بين المكرمين من ادباء وشعراء وفنانين من ابناء الموصل وتوابعها .. كنت في الصف الأخير مع ابن عمي .. كعادتي لا استسيغ الجلوس في الخط الأمامي.. طلبت منه ان يهمس له بهدوء ..
ـ استاذ سمكو ضابط أمن بعشيقة يطلب منك ان تجلس معه لدقائق ..
نهض سمكو منزعجاً .. تراجع خطوات للخلف .. تقدم نحوي .. عاملته بجفاء قائلا له بالكردية:
ـ استريح سيد سمكو .. نريدك ان تتعاون معنا ..
ـ مع من ؟
ـ مع جهاز الأمن الكردي ..
ـ هذا الطلب مستحيل ..
ـ لكن الكثير من رفاقك الشيوعيين تعاونوا معنا واستفادوا .. تحسنت اوضاعهم وانت تستحق ان تتحسن اوضاعك مثلهم .. كرر .. من المستحيل ان اخون رفاقي .. هذه ليست اخلاقي .. استمريت في تقديم الاغراءات المشفوعة بالتهديد المبطن له وهو يزداد اصراراً ومنعة.. حينما احتقنت عيناهُ.. ضحكتُ كاشفاً عن نفسي والمقلب المعد له .. لم يصدق .. حلق من الفرح .. طفحت عيناه بالدموع ..
سمكو يعد نفسهُ اليوم لأنتخابات مجلس محاظة نينوى.. لا اشك في فوزه بحكم شعبيته ودأبه .. جل ما افكر به .. جل ما يشغلني من أمر سمكو .. سمكو الدوغاتي في العهد الديمقراطي .. كيف سيتصرف مع من يشغل المقعد المنافس له في ذات المجلس .. اتخيل الصورة أمامي .. اتخيل المجلس القادم لمحافظة نينوى .. سمكو و "زميل" له من المتشددين المتزمتين .. ما اكثرهم في هذا الزمن الديمضراطي .. ينظران احدهم للآخر .. تلتقي العيون المتفرسة بالوجه. اتخيل ما يجول في الرأس من افكار .. المتشددُ يركز نظره في حنجرة الدوغاتي.. يخطط للتخلص من شيوعي كافر.. فاز بأعلى الاصوات .. المطلوب اختيار وسيلة لأنهائه فديمرظراطية المتشدد لا تتقبل الآخر.. لا تستوعبه إلا إذا أصبح في عداد الموتى من الفانين ..
في ذات الوقت الذي يحدق الدوغاتي بزميله .. قميء الوجه .. مستلب الروح .. العابس .. المتجهم .. فيعتصر قلبه الماً ويشفق عليه قبل أن يقرر دعوته لكأس عرق يفرفح الروح في بساتين زيتون بعشيقة ..
شتان ما بين الأثنين .. كلاهما يتجاذبان قطبا الصراع في العهد الديمقراطي .. احدهم.. الديمقراطي المزيف .. المخادع.. يفترش طريقاً للموت والجريمة.. الآخر يفتح آفاق البهجة .. السلام .. الأمل.. بمستقبل أفضل نتمناهُ..
ايها الدوغاتي الشجاع.. اعرف انكَ تحب المغامرات .. لم نخسرك في العهد الدكتاتوري.. لا تنسى ان رأسك مازال مطلوباً .. انتبه من عهد اشكل علينا.. خلط بين الدكتاتورية والديمقراطية .. انجب ديمضراطية تجمع بين القاتل والمقتول في مجلس واحد مغلف بالوهم والمتفجرات ..

لضمان العهد الديمقراطي انتخبوا سمكو الدوغاتي ..
ـــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
12/6/2013
ـ سيد قمبر من سادة الشبك في الموصل .. شيوعي ومناضل عمل في المنظمات السرية غير المكشوفة في العهد الدكتاتوري.. بقي على اتصال خاص بالحزب يؤدي المهمات الصعبة الموكلة له دون تردد في احلك الضروف ، كان رغم شكوك السلطة به قادراً على التعامل مع حالات الدهم والمراقبة بهدوء اعصاب ومرونة يحسد عليها .. تعرض للاستجواب ولم يثبت عليه شيء .. نصب له جهاز الأمن عدة كمائن للإيقاع به لكنه تخلص منها بذكاء .. استشهد في تفجير ارهابي بعد تهجيره من الموصل لاحقاً .. سبقه تفجير أدى لأستشهاد أحد ابنائه.. اعقبه تفجير العزاء مما أدى لسقوط المزيد من الضحايا من ابنائه واقربائه ..
ـ الرجل الموحى اليه الذي رافقنا لدار سمكو كان من عناصر السلطة في القرية وأصبح لاحقاً امراً لمفرزة أمن نسبت للعمل مع الجحوش



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالجمر والرماد يؤرخ لكفاح الأنصار..
- مسؤول بعثي شُجاع ..
- ابو فلمير ذلك الثوري المرح..
- تنويه خاص لقراء صوت العمال ..
- جحش مُؤذي في بامرني ..
- استذكار للأول من أيار ..
- في رحيل وارينا زريا ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق .. 2
- فواز قادري وهذه القصيدة ..
- القرآن وسيلة للتحرش الجنسي ..
- عدنان اللبّان في صفحات انصارية..
- المُتلصصُ على الموتِ في قوقعةِ خليفة ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق ..
- سرحان يْكولْ ..الى الصديق فواز فرحان
- لا لدينٍ يُبيحُ إختطاف الأطفال..
- تقرير عن اوضاع حقوق الانسان في العراق
- المهرجان الثامن لأيام الرافدين الثقافية في برلين ..
- الوهم الإسلامي كتاب يقدم الدين ويختصر التاريخ بلا رتوش
- البلم والعبَارة ..
- حول الإلتباس في تحديد الموقف..


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - الدوغاتي في العهد الديمقراطي ..