أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد جمال الدين - المعادلة العجيبة والرهيبة !














المزيد.....

المعادلة العجيبة والرهيبة !


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام صرح حسين الشهرستاني بأن إنتاج العراق من النفط في العام القادم 2014 سيتجاوز 6 ملايين برميل في اليوم ! .. وهذا يعني وبحساب بسيط أن العائدات من ريع النفط في ميزانية العراق ستتجاوز 200 مليارد دولار أميريكي سنويا .. وأنا لا أريد أن أقارن معدل التضخم النقدي وإنخفاض قيمة الدولار في الخمس وخمسين سنة الأخيرة أو معدل زيادة نفوس الجمهورية العراقية والطاقات والموارد البشرية الإنتاجية في هذه الفترة .. وتأثير هذا على عملية البناء الإقتصادي وزيادة رفاهية الشعب .. أترك هذا للباحثين بشكل أكثر تفصيلا ..

ما أثارته في ذهني تصريحات الشهرستاني هي معادلة تبدو اكثر غرابة وتحديا من معادلة أينشتين الشهيرة ، ولربما أكثر إيلاما لنا من تفجيرات هيروشيما ونجازاكي ::

( كلما زاد إنتاج (إستخراج) النفط وتصديره زاد الإستبداد وإفقار الشعب وإذلاله !!!)

عائدات النفط تذهب بشكل مباشر أو غير مباشر ( أي بالنتيجة ، جراء سيطرة طبقة المتنفذين بالتجارة الخارجية ) لجيوب الفئات السلطوية الحاكمة مما يزيد في في سطوتها وإستبدادها .. هذه الفئات لا يهمها تلبية حتى أبسط حاجات جماهير الشعب بتوفير الماء الكهرباء وحتى النفط والغاز نفسه ، فكل هذه تقوم به عصابات مافيوية تكوّن طبقة وسطى من هرم السلطة ومهمتها إفقار الشعب وإذلاله بشكل عملي في كل مجالات الحياة الإجتماعية ، بحيث يبقى خانعا قانعا .. على مثال جوع كلبك يتبعك !
غاية ما يطلبه الشعب في هذه الحال هو السماح له بالذهاب مشيا على الأقدام والتمني عند قاضي الحاجات الذي قتله حقا أحد أعظم السلاطين العباسيين .

الوجه ألآخر للمشكلة أن الإقتصاد الريعي يكون بيئة صالحة لفكر التوكل الغيبي الديني ولا يصلح لصنع وتطوير ثقافة العمل وإنتاج الموارد والخدمات المادية والروحية ... مئات ألآلاف من خطباء وأئمة الجوامع والحسينيات والدعاة والقراء والرواديد ألخ .. يتقاضون أجورا من أموال النفط السائبة ، أجورا لا تختلف بطبيعتها عن أجور أي قحبة ! ..
والقضية هنا ليست حسدا لهم أو تنكيلا بهم بل بالعكس .. هؤلا ء أيضا مهانون ، ولكن وجودهم يسهم في ترسيخ تخلف المجتمع وإحباطه وإهانته ..

وزارت الدولة ومديرياتها ومؤسساتها ، أي كل ما يسمى السلطة التنفيذية ، وكذا السلطة التشريعية وحتى القضائية في شبه الدولة العراقية ، أضحت رهينة ليس لعملها وإنتاجها الإجتماعي بتنفيذ مهامها القانونية الدستورية بل رهينة لفتات مما تحصل عليه من إسقاطات المتنفذين في السلطة المافيوية من ريع النفط وليس جزاءا من الشعب العامل على خدماتهم .. حتى في النظام الملكي كانت كرامة الموظف والقاضي والمشرع أعلى شأنا بكثير من الناحية العملية والقانونية .. فلا عجب أن جهاز الدولة المترهل بمن فيهم مئات آلاف العسكريين لا يشعرون ربما بأدنى أحاسيس الوطنية ومفاهيمها الإبتدائية ...

هل النفط نقمة أم نعمة في أرضنا ؟؟
مياه النهرين العظيمين والأرض الخصبة كانت سببا في نشوء الحضارات هنا ، ولكن تلك المياه إحتاجت لليد العاملة والفكر الإنساني لخلق الرفاهية والسمو ..( في أوربا هنالك شعب " هولندا " يفتخر بأنه صنع أرض وطنه ، حيث كانت مستنقعات شاسعة فجففها ليزرعها فأصبحو أكثر دول العالم الزراعية غنى ً ) ، أما النفط فلم يجلب لنا إلا المآسي ،وضمنا أطماع المفترسين الأجانب ، عدا عن أن الإقتصاد الريعي يصنع حالة الكسل والفكر العبودي والغوغائي كبيئة نفسية وإجتماعية متوحشة ، فنحن لا نصنع حتى ملابسنا .. وهذا لم تتخلص منه حتى النخب التي تتغنى باليسارية والثقافة و والإلتزام الحزبي ألخ ....

غالبية الصراعات فيما يسمى بالصراعات السياسية ( وكأننا بالفعل أمام ديموقراطية تتنافس بها الرؤى والخطط السياسية الإجتماعية والإقتصادية أو القومية ) هي بالحقيقة صراعات عصابات مافيوية لقيادات قبلية شيعية أو سنية أو كردية على السيطرة والإستحواذ على الريع النفطي ، كما كانوا سابقا يتحاربون على تحويل مجرى نهير ما . ولكن الفرق هنا أن مئات وآلاف الأرواح تذهب سدى بالتفجيرات الإرهابية من كل الأطراف بدون أي فهم لما يحصل في واقع الأمر .. لأن الغرض الوحيد هو تغييب العقول بحيث لا تعي ما يحدث !



ما العمل ؟
مالعمل في هذه الحالة وكيف نستطيع أن نجعل ثروات أرضنا ، النفطية وغيرها خادمة لشعبنا ومصدر خير لأبنائه ومستقبلهم بدل أن تكون نقمة وسببا لإستعبادهم .


قبل عشر سنوات كتبت رؤاي عن ميزانية العراق والتخطيط الإقتصادي للعراق الجديد بعد التحرر من الفاشية ، وفي مقالي هنا قبل شهرين عن رؤى دستورية ، وعدت أن أعيد نشر تلك الرسالة .. ولكني ترددت كثيرا جدا في إرساله للنشر ، مخافة من الإنتقاد من الإقتصاديين المختصين بسطحية المعالجة ، أو كما قال شقيقي الشهيد خالد بأنني أكتب في الأحلام .. حيث أنني لست باحثا مختصا في علم الإقتصاد بل أكتب مايدور في ذهني وأراه منطقيا وقابلا للتطبيق ..
سأرسل المقال قريبا ، وهو بجزئين ، بدون أي تغيير أو تحرير ، اي كما كتب قبل عشر سنوات ، وأرجو أن يتسع صدر المحاورين لمناقشته بشكل جدي وليس عندي أي تحفظات أمام نقد أي خطا منهجي قد أكون وقعت به .

تحياتي



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقتلوا بعضكم بعضا .. ولكن لا تقتلوا الأبرياء ..
- حول الحجاب الراقص !
- الدوغما في الفكر الإقتصادي ( 2 ) ، حول إقتصاد الخدمات ومشاكل ...
- الدوغما في الفكر الإقتصادي ، حوار مع السيد عقيل صالح حول مسأ ...
- (جمهورية ) الفاتيكان الجديدة ، اكبر إصلاح تشهده الكنيسة الكا ...
- هل تصح مقارنة القرآن المحمدي بأغاني أم كلثوم ؟.. ردي على أسئ ...
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم (4 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم (3 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم ( 2 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم ( 1 / 4 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي (7 / 7 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي ( 6 / 7 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي ( 5 / 7 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي (4 / 7 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي ( 3 / 7 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي ( 2 7 )
- ملاحظات حول الدستور العراقي ( 17 )
- حول القضية الكوردية ، حوار جدي ! (3)
- حول القضية الكوردية ، حوار جدي ! (2 )
- حول القضية الكوردية حوار جدي ! ( 1 )


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد جمال الدين - المعادلة العجيبة والرهيبة !