أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية















المزيد.....

خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية
( الخاطرة 1 )
د. محمد أحمد الزعبي
يشير ماجرى ويجري في سورية ، منذ 18 آذار 2011 وحتى اليوم ( 13.06.13 ) ، وبالتالي ماوصلت إليه ، أموركل من الثورة ، و الشعب ، و المعارضة ، و الجيش الحر ، ونظام بشارحافظ الأسد بصورة أساسية ، إلى مايلي :
1. تميز ويتميز موقف الدول الكبرى ، من الثورة السورية ، بالازدواجية وبالرمادية ، بحيث تصرح الواحدة منها بتأييدها للثورة هذا اليوم ، ثم يتم لحس هذا التصريح في اليوم التالي ، سواء بواسطة الدولة ذاتها ، أو بواسطة شركائها في لعبة " مكانك راوح " !. إن السبب الجوهري الكامن وراء هذا الموقف الرمادي المتناقض ، هو ـ بتقديرنا ـ خوف هذه الدول الكبرى على صنيعتهم " إسرائيل " ، ممن سيخلف بشار الأسد على السلطة في سورية ، أي أنهم يخافون عملياً أن توصل الديموقراطية السورية وصندوق الإقتراع إلى السلطة أناساً وطنيين غير فاسدين وبالتالي ،غير خاضعين لإرادة هذه الدول من جهة، ويمكن أن يطالبوا باستعادة أرضهم (حقوقهم المشروعة بموجب قرارات الأمم المتحدة ذاتها ) التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من جهة أخرى. إن اللعب بورقة جبهة النصرة من قبل هذه الدول الكبرى ، لايمثل بنظرنا أكثر من ورقة التوت التي تحاول هذه الدول سترعورة مواقفها بها ، وبالذات تلك الإزدواجية والرمادية التي باتت معروفة حتى من أطفال سوريا ، ناهيك عن آباء وأمهات هؤلاء الأطفال ( أسمع كلامك يعجبني ، أشوف فعالك أستعجب ).
2. وباعتبارها ( الدول الكبرى ) دولاً ديموقراطية (!) ، فإن أنظمتها السياسية ،لاتستطيع أن تبدو أمام شعوبها ، ولا أمام شعوبنا ، بأنها تساند نظاماً ديكتاتورياً مستبداً فاسداً ضد شعبه، الأمرالذي يذكر الأمر الذي سيذكر هذه الشعوب بقول الشاعرالفلسطيني معين بسيسو: (الشمس شيء داخل الحدود ، والشمس شيء آخر في خارج الحدود ). ولذلك فقد لجأت إلى لعبة " الضحك على الذقون " وهنا ، ذقون شعوبها و شعوبنا في آن واحد !!. لعبةالخطوط الحمراء ، لعبة الـ " لعم " التي تجمع بتذاكي مكشوف بين النعم واللا ، لعبة رمي الكرة بين نبيل العربي وبان كيمون ، لعبة كل من الدابي وكوفي عنان والأخضر البراهيمي ، كما ولجأت هذه الدول الديموقراطية الكبرى ،إلى لعبة ( روسيا بوتين )، حيث أن الديموقراطية الروسية ماتزال تحبوعلى الأرض ، والعلاقات الروسية الإسرائيلية في أحسن احوالها ، ورووسيا على بعد أمتار من العالمين العربي والإسلامي ، وعلى بعد خطوات من إيران ، وبالتالي فهي تستطيع أن تقوم بحماية كل من النفط وإسرائيل نيابة عنا ، ونكون نحن قد حافظنا على ماء وجهنا أمام كل ديموقراطيي العالم.
3. وصلتني وجهة نظر أخرى مناقضة لوجهة نظرنا التي أوردناها أعلاه ، مفادها ، أن الولايات المتحدة
الأمريكية قامت وتقوم بلعبة في غاية الذكاء في سورية ، من حيث توريطها لروسيا في المستنقع السوري
وبالتالي مستنقع الصراع السني الشيعي في العالم ، حيث سيكون عليها أن تواجه مليار مسلم سني ، ومن
ضمنهم جمهوريات القوقاز الإسلامية ، ولاسيما بعد دخول حزب الله والحوثيين والإيرانيين والشيعة العراقيين إلى الأراضي السورية ، ودعمهم المباشر لنظام بشار الأسد هناك.
يشبّه اصحاب وجهة النظر هذه ، توريط أمريكا والدول الأوروبية لكل من روسيا وإيران وحزب الله في الدخول إلى سورية ، وقتالهم ضد شعبها إلى جانب نظام بشار الأسد ، بتشجيع أمريكا صدام حسين على دخول الكويت ، والقضاء على جيشه ( 1991 ) ومن ثم عليه ( 2003 ) ، ويعتقد اصحاب هذا المنظور ، أن الولايات المتحدة سوف تبدأ الآن بتسليح الجيش السوري الحر، كي تعيد إليه اليد العليا في الصراع الدموي المستمر منذ اكثر من عامين مع ذلك التحالف الرباعي ( النظام ، روسيا، إيران ، حزب الله ) .
نقبل ـ من جهتنا ـ هذا الإجتهاد الأيديوسياسي لبعض من يخالفوننا الرأي ، ولكن مع الإضافة التالية ، وهي أن إمكانية أن تقوم أمريكا بعد كل ماجرى ويجري على الأرض السورية هذه الأيام بتسليح المعارضة يمكن أن يكون وارداً فعلاً ، ولكن هدف هذا التسليح ، لن يكون من أجل أن تنتصرالثورة السورية على نظام بشار الأسد ، كما يعتقد هذا البعض ، وإنما من أجل إطالة زمن هذه الحرب ، التي من المفروض أن ينتهي مطافها ـ حسب تصورهم ـ إلى صورة ( لاغالب ولا مغلوب !!) . وسيكون المغلوب الوحيد في مثل هذه الحالة ـ حسب تصورنا ـ هو الشعب السوري ، والمنتصر الوحيد هو إسرائيل . إن مسك الدول الكبرى العصا من منتصفها ، هو مايمكن أن يجعلها تسلح المعارضة ، بعد أن اختل توازن هذه العصا بدخول حزب الله بأوامر وتنسيق إيراني وروسي ، على خط حماية النظام في سورية .
يبدو أن على المجتمع الدولي أن ينتظر" جينيف 3 " لإيصال الشعب السوري والثورة السورية ، إلى هذه النقطة، أو أن تكرر أمريكا حرب 2003 العراقية في سورية ، لكي تحافظ بهذه الحرب على نظام " نوري المالكي القرداحي" ، أو مايعادله ، في قصر المهاجرين أطول فترة ممكنة .
إن الشعب السوري ، والثورة السورية ، لايريدون من أحد ، أن يتدخل في ثورتهم عسكرياً ، ولكنهم يريدون من الجميع موقف إنسانياً جاداً وحازماً ، يجعل نيرون سورية يتوقف فوراً عن حرقها ، وعن استخدامه الأسلحة المحرمة دولياً ، وعن مجازره الجماعية التي طال ويطال جحيمها الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل ، والأعزل قبل المسلح . والمسالم قبل المقاتل ... .
4. استمعت هذا المساء إلى بيان الاجتماع الموسع في القاهرة لعلماء المسلمين حول سورية ، وبالذات حول تخوفهم من دخول كل من إيران وحزب الله ، على خط الصراع المسلح ، بين ثورة آذار 2011، ونظام عائلة الأسد ، في سورية . وإذا كنت أتفهم التخوف المشروع دينياً لهؤلاء العلماء الأجلاّء من هذا التدخل الروسي ـ الإيراني في سورية ، فإنما أرغب أن أذكر السادة العلماء ،ومناضلي ثورة 15ـ 18 آذار الأبطال ، والجيش السوري الحر ، بأن نظام بشار الأسد ، ومن يقف خلفه أو أمامه ، قد صبوا جميعاً كامل جهودهم
، لكي يحرفوا ثورتنا المباركة عن مسارها الوطني الصحيح : المواطنة، الديموقراطية ،المساواه ، العدالة ،
في ظل مجتمع مدني تعددي وتبادلي ، وفي ظل دولة مرجعها الأساسي الدستور والقانون .
5.استمعت أيضا هذا المساء، عبر إحدى الفضائيات ، إلى تعليق مثقف استراتيجي(!) إيراني على بيان علماء المسلمين الذي صدر مساء هذا اليوم في القاهرة ، ورغم أني لاأنتمي سياسياً إلى أية جهة مذهبية ، فقد شعرت فعلا بالقرف والاشمئزاز من دفاع ذلك المثقف الإيراني الرخيص عن نظام بشار الأسد ، وعن مشاركة إيران وحزب الله مع هذا النظام في جرائم القتل والحرق والذبح والدمار في سورية . إن إغلاق التلفاز وكتابة هذه الكلمات كانا كل مااستطعته للرد على رخص وابتذال ذلك الموصوف بـ " المثقف " .
6. قبل أن أدفع بهذه المقالة إلى النشر ، صدر الموقف الأمريكي الجديد ، حول :
ــ اعتراف أمريكا رسمياً ، بأن بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري قد استخدم فعلياً السلاح الكيماوي ، ومن ضمنه غاز السيرين السام والقاتل ، وبالتالي فإن النظام السوري بهذا يكون قد تخطى الخطوط الحمراء التي حذرته أمريكا من تخطيها ، وأصبح لابد من وضع حد لمثل هذا التجاوز .
ــ استعداد أمريكا لتسليح المعارضة ، بما يسمح بزيادة قدراتها الدفاعية في مواجهة طائرات ودبابات وصواريخ نظام بشار الأسد المدعوم حتى النخاع روسياً وإيرانياً .
إن معرفتنا بالأبعاد غير المرئية وغير المسموعة لاستراتيجيات الدول الرأسمالية الصناعية الكبرى ، تسمح لنا بان نجزم بعدم وجود تغير نوعي في موقف هذه الدول من الثورة السورية ، اللهم إلاً بضرورة المحافظة استمرارية هذه الحرب ، إلى أن يقتنع طرفاها بضرورة الذهاب إلى " جنيف "، وتناسي كل ماجرى ويجري منذ أربعة عقود بصورة عامة ، ومنذ 18 آذار 2011 بصورة خاصة ، على قاعدة ( لاغالب ولا مغلوب ) ، ويعود كل من روسيا وإيران وحزب الله إلى قواعدهم سالمين غانمين ، وتضحي إيران وروسيا ببشار الأسد وبعدد من أتباعه من العسكريين والمدنيين ، مقابل بقاء التركيبة العامة للنظام الطائفي على ماهي عليه ، ويسحب علماء المسلمين فتواهم بالجهاد لمناصرة الشعب السوري ، وتبدأ الشركات الغربية بالتسابق على عقود إعادة إعمار ماهدمه بشار الأسد ، وكأنك يابوزيد ماغزيت .
وتكون الدول الكبرى ، ولاسيما أمريكا ، قد وضعت بهذا الحل الدبري ، حجرالأساس لصراع سني شيعي في سورية ولبنان ، ربما لـ 1400 سنة أخرى ، تماماً كما فعلت في العراق عام 2003 ... والله اعلم .
ــ انتهى ــ





#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء جنيف وما وراء الوراء
- ثورة آذار 2011 ومؤتمر جنيف2
- علم الإجتماع في الوطن العربي
- خواطر حول الإخوان المسلمين والثورة السورية
- عامان والثورة مستمرة
- في سورية : انتفاضة أم ثورة ؟
- ثورات الربيع العربي بين الرأي والرأي الآخر
- بشار الأسد وحكاية العصابات المسلحة
- نداء أخوي ثان
- المعارضة السورية في ميزان النقد ، مساهمة في التحليل والحل
- الدفاع عن الرسول : نعم ولكن!
- النظام السوري إلى أين؟
- حزب البعث وسرطان الطائفية
- التغير الإجتماعي بين الإصلاح والثورة الحالة السورية نموذجاً
- ليس من رأى كمن سمع
- جيش الأسد : من مذبحة الحولة إلى مجزرة تريمسة
- نداء أخوي
- الخامس من حزيران 1967
- خواطر شاهد عيان الخاطرة العاشرة
- ثورة آذار السورية بين إشكاليتين


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية