أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - فى نقد الفكر القومى العربى الاصولى














المزيد.....

فى نقد الفكر القومى العربى الاصولى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 07:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



لم يكم من الممكن ان تصل الاوضاع العربيه من البؤس لو لم يرتكب الفكر القومى العربى اخطاء قاتله ندفع ثمنها الان كما اثبت الاحداث فيما بعد .التى تمثلت بعدم اكتراث المفكريين القوميين العرب بتراث عصر النهضه الذى شكل حركه تنويريه واسعه بل ثوره فعليه عن طريق الفكر و عن طريق مقاربه المشكلات التى تم تلخيصها بلغه تلك الايام بالاتحاد و الترقى (لا نقصد هنا الجمعيه العثمانيه التى تحمل هذا الاسم).
فقد حمل عصر النهضه افكارا هامه و جديده على العرب مثل حريه المواطن و الوطن و تحرير الدين من الخرافات و تحرير المراه و اهميه التعليم للجميع الذ

لقد كان عصر النهضه رغم الملاحظات التى ابديت نحوه ,و هى ملاحظات جديره بالاهتمام كملاحظه جلال صادق العظم حول عدم اكتماله و نضوجه ليصبح مشروعا, او مشاريع سياسيه الامر الذى ابقاه فى دائرة الفكر النظرى الصرف.و نحن نعرف من خلال تاريخ الفكر الانسانى انه لا يمكن الحكم على فكره سياسيه الا عبر تطبيقاتها السياسيه و هنا فقط يمكن معرفه قوتها و كذلك عيوبها. لان التاريخ البشرى و تاريخ العلوم بما فيها العلوم الانسانيه كان و لم يزل قائما على نظريه التجربه و الخطا.

اهميه فكر عصر النهضه من وجهة نظرى انه شكل اول محاوله عربيه فى العصر الحديث لاجل القيام بقطيعه مع الماضى. و القطيعه مع الماضى فى هذه الحاله هو القطيعه مع كل تراث و ثقافه الدوله السلطانيه.و مفهوم القطيعه تعلمناه من الفلسفه الفرنسيه و خاصه من بشلار الذى عارض الفكره السائده حول تطور المجتمعات مثل ورق الشجر التى تنمو شيئا فشيا بل عبر القطيعه مع الماضى .

و الامر الاخر المرتبط بالاول ,هو ان اسئله عصر النهضه قد تعدت المستوى السطحى من الامور بل تجاوزتها مثيره اسئله جوهريه حول اسس و بنيه المجتمع من تعليم الى ادارة الى الحريات الى موضوع المراه الخ.
و نحن نعرف من التاريخ ان الشعوب المهزومه تسعى عادة لمعرفه سبب هزائمها .و كلما كانت الاسئله توغل فى العمق كلما ساعد ذلك فى تلمس الشعوب لطريقها نحو الخروج من الهزيمه .

و الذى حصل حسب قراءتى ان الفكر القومى لم يهتم و احيانا نظر بازدراء الى التراث العقلانى و التنويرى لعصر النهضه , و راح يركز اهتمامه على تجاوز التبعيه للغرب ,و هو لا يلام على تركيزه على التحرر من التبعيه بالطبع لان ذلك كان اهم تحديات تلك المرحله. لكنه ارتكب خطيئه قاتله عندما تم التركيز على حريه الدوله من التبعيه لللاجنبى بدون الالتفات الى حريه شعب الدوله.تماما مثل ربان السفينه الذى يضع اولوياته فى نجاه السفينه لدى تتعرضها لللامواج العاتيه, لكنه يستمر فى سوء معامله سكان السفينه.فقد اكد التاريخ بصورة مؤكده انه لا فصل بين حريه الوطن و حريه المواطن و اى محاوله للفصل بينهما هى ضرب من الوهم.و لا يمكن الادعاء ان البلد حر ان يم يكن افرادها غير احرار.

لا شك انه يوجد عوامل كما يرى العديد من الباحثين قد تكون خارج اراده الفكر القومى نسبيا مثل
قيام دوله صهيونيه فى قلب المشرق العربى و ما تبعها من انتشار لثقافه الحرب و التصدى للاسرائيل خاصه فى المشرق العربى . كل ذلك قد يكون قد لعب دورا ما فى تقويه فكر الايديولوجيه الواحده التى شكلت دور الحاضنه للفكر الاستبدادى العسكاريتارى الذى لعب دورا فى اجهاض عمليات تطور حياه مدنيه و مجتمع مدنى فى المنطقه العربيه.و لكن هذا السبب كان يمكن تحويله الى مكمن قوه لو كان للدوله رؤى و خيارات سياسيه غير التى انتهجتها لان الدوله الحره بشعب حر قادره على التصدى للعدوان اكثر من دوله حره بشعب غير حر.

و هكذا تمت صياغه البلاد العربيه الرئيسيه وفق مفهوم الدوله الامنيه ذات الطابع الشمولى الامر الذى لم يؤدى فقط كما اسلفت الى تعطيل نمو المجتمع المدنى. بل ادى بطريقه غير مباشره الى تقوية الفكر الايديولوجى الاصولى الدينى الذى جاء محاكيا الى حد ما ( الاصوليه القوميه) و ان بصبغه دينيه ,فالواقع السياسى و الثقافى العام كان البيئه الحاضنه التى تربى فيها الجميع.

لذا ليس من المستغرب ان القوى الاساسيه التى ظلت تحافظ على قوتها نسبيا حتى فى ظل قمع دول القوميه العربيه كانت القوى الدينيه التى سرعان ما برزت بقوه فى احداث الربيع العربى.


خلال هذه المرحله ولد جيلين من العرب فى مجتمعات مشوهه تعيش فى اطار ثنائيه الاستبداد و النفاق و هما صفتان متلازمتين و يؤديان عاده الى اضعاف ثقه المواطن بنفسه. لان حياته كلها باتت مرتبطه بالخوف من السلطات الامر الذى همش حياه غالبيه المواطنين و شجع و قوى ثقافه الفساد و النفاق و الجبن فى التصدى للواقع.


كل اثر ذلك على عموم حركه المجتمع على مستوى التقدم و التطور و العمران لان حريه المواطن ليست مساله هامشيه كما ظنت هذه الانظمه مسوغة ذلك بسلم اولوياتها .

فقد اكدت اكثر من دراسه حديثه فى اوروبا جرت مؤخرا عن علاقه الحريه بالابداع و بالسعاده و بالصحه النفسيه و الجسديه لللانسان. و الدرس الثمين الذى لم تتعلمه قوى تيار القوميه العربيه على انواعها ان الحريه امر يعادل الفطره الطبيعيه فى الانسان: فالمعلم الحر يدرس افضل. و البناء الحر يعمر بيوتا و جسورا اقوى من الفاقد حريته .و الجندى الحر يدافع عن الاوطان افضل و الفلاح الحر ينتج قمحا افضل!

مفكر و باحث فلسطينى
كتاباته مترجمه الى اكثر من 15 لغه



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى شباب و شابات بلادنا: فلنقف جميعا موحدين ضد فضائيات الفتن ...
- فى ذكرى استشهاد على فوده صاحب ديوان ( فلسطينى كحد السيف)!
- هل بدانا نرى انهيار الشرق الاوسط القديم؟
- فى ذكرى رحيل الشاعر اللبنانى خليل حاوى
- لكى لا تضيع قضيه المطرانين يوحنا ابراهيم و بولس اليازجي مثلم ...
- فى ذكرى حرب حزيران 1967 لماذا هزمنا؟
- عندما اجبرت اسرائيل على الانسحاب من لبنان
- نحو حوار و مصالحه تاريخيه مع الحضارات المجاوره للعرب
- لماذا هذا الانخفاض الكبير فى مشاهده قناه الجزيره؟
- عن المجدرة والسنه و الشيعه و المسيحيين !
- الاخطار الاستراتيجيه التى تتعرض لها القضيه الفلسطينية
- هل تتحمل الثقافه العربيه المسوؤليه فى انفجار المجتمعات العرب ...
- اشكاليه الهويه لدى الفلسطينيين
- من نظام شمولى علمانى الى نظام شمولى دينى
- انهيار مرحلة باكملها
- اشكالية الفتاوى السياسية
- حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!
- اشكالية انهيار النظام العربى القديم!
- غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - فى نقد الفكر القومى العربى الاصولى