أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الرواني - بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة















المزيد.....

بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 17:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بياني الشخصي الى الامة الاسلامية

(1-10)
حضرة الامة الاسلامية العظيمة المحترمة..
أيها المسلمون المحترمون..
طوائف الاسلام ومذاهبه وفرقه جميعا..
سماحة آيات الله العظمى والوسطى والصغرى.. المراجع العظام.
سماحة حجج الاسلام الشيوخ الافاضل طلبة البحث الخارج ..
أصحاب الفضيلة أساتذة الحوزات العلمية في العراق وخارجه.
أصحاب الفضيلة أساتذة الازهر الشريف..
السادة أعضاء هيآت الإفتاء في جميع البلدان الاسلامية.
قداسة العلماء فقهاء الدين في جميع الاقطار الاسلامية المباركة.
الشعوب الاسلامية والنخب الاسلامية في العالم الاسلامي المحترمون..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة وبركات..

أكتب اليكم كلماتي هذه وقلمي يجود بآخر انفاسه، بعد أن أحسن رفقتي أربعة عشر عاما، لذا أرجو من حضراتكم حسن الاستماع والإصغاء، فلست طويل أمل في ان يعينني قلمي فأفوه بمثل هذا الكلمات بعد يومي هذا.

لستُ أطمع أبدا في أن تهزكم مقالتي هذه فتنتفضون أول ما تنتفضون على أنفسكم، كما أتمنى ذلك، وتغيروا حالكم، فتغيروا الدنيا بأجمعها، بعد أثبتت وقائع الاحداث الجارية المتتابعة منذ قرون وقرون، كما ينقل لنا التاريخ، عن حال الدنيا قبل مجيئنا اليها، وكما نشاهد بأمهات أعيننا وآبائها، أثبتت ان لا مشكلة على وجه الارض من أقصى شرقها الى أقصى غربها، ومن اقصى شمالها الى أقصى جنوبها، لا مشكلة فيها الا انتم، المسلمون، والاسلاميون، والمتأسلمون.
لست أطمع أن تأخذكم هزة كهزة النشور فتحشركم كلماتي هذا الخارجة من قلب يضج بقلقه، وحزنه، ولا أظن أن الاخيرين، قلقي وحزني، سيثيران فيكم خفقة من شعور، بالندم، بالقلق، بالحزن، بالصدمة. أنا متيقن، أن كل هذه الجهنم التي تفور في مراجل صدري، تحول جليدا مأ ان تحل في فِناء مسامعكم، وثلاجات ضمائركم، وقواحل صحارى عقولكم، ووحشة مقابر ضمائركم.
عجزت الالسن الفصيحة، والاقلام الصريحة، والملكات والقريحة، مع طويل ما خاطبتكم بحبرها وزبرها، وصراخها وشجوها، عن إهاجة نفوسكم، وخرق شرانق غفلتكم، وكسر توابيت موتكم، شاخت بين ظهرانيكم مئات من المتنورين الواعين، كهول من المفكرين، والباحثين، ولاكوا صمتهم وهم يسألون ربهم التعجيل في تخليصهم من جحيم العيش في دنيا انتم فيها، بعد أن بُحت حناجرها، واستنزفت محابرها، تصرخ فيكم فما من سامع، وتوصيكم فما من مبال، وترشدكم فما من مسترشد، يحرقون أعمارهم لإنارة دربكم، وتتهافتون الى ظلماتكم، ويوقدون لكم شموعا من الوعي عجنوها مع أنفاس حياتهم وأوقات ليلهم ونهارهم، فتطفئونها بجهلكم وغبائكم، وقبح رعانتكم.
قرأت كتابكم من الجلد الى الجلد مرات عدة، وحفظت منه سورا كثيرا، نسيت بعضها وما زلت أحفظ بعضها الاخر، قرأت كتابكم، فما وجدت فيه آية واحدة تأمر بالجهل، او توصي به، أو تحسنه، أو تحث عليه، أو تعد عليه في الدنيا خيرا، أو في الاخرة اجرا، ومع هذا فأنتم مكبون على جهلكم وغارقون فيه من شحمة آذانكم الى أخماص أقدامكم، لا تتمسكون بشيء من الدنيا كما تتمسكون بجهلكم، ولا ترون شيئا أجمل عندكم يبرق في عيونكم كجهلكم، ألبستموه ثوبا من العلم، وتاجا من الفخر، وأقداما من آيات القرآن يمشي بهما، وأيديا من حديث محمد يبطش بهما، وعينيين من حديث السلف والاصحاب والتابعين، ولسانا من فصاحة علي في نهجه، وصلافة من صلافة خلفاء بني العباس، وتفاهة من تفاهة بني أمية، وأحاديث مبتورة موضوعة مكذوبة عن أئمتكم علي وذرية علي، وحشوا رثا من آرائكم تقطعون مواضع الشك بشك مثله، فلا انتم طالبو رشد فترشدون، ولا عالمون فتهتدون.
قرأت كتابكم من الجلد الى الجلد، فما وجدت فيه آية واحدة وردت فيها لفظة شيعة علي، ولا تشيّع، ولا صحابة أهل السنة، ولا تابعين، ولا اصول الفقه، ولا علم الكلام، ولا حوزة علمية، ولا جامع الازهر، ولا هيئة افتاء، ولا تقريب بين المذاهب، ولا طوائف، قرأت كتابكم من الجلد الى الجلد، فما وجدت في الاسلام فرقا، ولا مذاهب، ولا مللا، ولا نحلا، ولا آية تأمر شيعيا بقتل سني، ولا آية تأمر سنيا بقتل شيعي، لم أجد في القرآن جيش المهدي، ولا العصائب، ولا تنظيم القاعدة، ولا جيش النصرة، ولا لواء ابي الفضل العباس، ولا حوزة النجف، ولا حوزة قم، ولم أجد فيه اصطلاحا واحدا من اصطلاحات اصول الفقه، لا الاصول العملية، ولا البراءة ولا الاحتياط ولا التخيير، ولا الاستصحاب، ولا الاجماع، ولا العقل، ولا التفسير بالرأي، ولا التفسير بالمأثور، ولا حكم الكراهة ولا على الاحوط، ولا على الاظهر، ولا على الاولى، ولا ترددات الشرايع، ولا تقسيمات الاحكام، ولا الاصول العامة للفقه المقارن، ولا الشروح، ولا شروح الشروح، ولا الحواشي، ولا حواشي الحواشي، ولا المتون، ولا فهارس المتون، قرأت كتابكم من الجلد الى الجلد، فلم أجد فيه آية واحدة تتحدث عن فرقة ناجية واخرى أو اخريات هالكة، ولم أجد فيه شيئا عن الفلسفة ولا العرفان ولا التصوف، ولا المنطق ولا الكلام، ولا المقدمات ولا السطوح، ولا البحث الخارج، ولا ولا ولا ....
ثم قرأت كتبكم المصنفة في حديث نبيكم محمد، وما تسمونه بالموسوعات الحديثية، فوجدتها غابة مملوءة بالمزالق والمهالك، ما تخاصم اثنان منكم في شيء وإن كان تافها إلا كانا كلاهما مدججين باحاديث عن النبي محمد، بل وبآيات القرآن، فعلمت ان الحديث سواء كان حديث محمد فقط كما عند السنة، أم حديثه وحديث ذريته كما عند الشيعة، متاهات لا يسلم من ولجها، ولا يأمن عاقل الضياع فيها، لذا خرجت منها، وأذناي ممتلئتان بشكواكم من مشاكل التعامل مع النص الديني قرآنا وحديثا، فبين ناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، ومكي ومدني، وآيات احكام، وآيات تعلولة، وحديث مقطوع السند، وآخر معلق، وموضوع، وقطعي الدلالة، ومجروح الناقل، ومجهول الراوي، وخبر الآحاد، فبعضكم هرب من هذه المتاهات الى تعطيل الدين، وبعض الى الدعوة الى القطيعة المعرفية، وبعضكم الى ابتكار نظام معرفي جديد يتخذ محورا في التشريع اسماه الواقع، بعد نظامي النص والعقل، أضعتم من عمري سنين وسنين.

قرأت كتابكم، وأنتم تصيحون وتصرخون آناء الليل وأطراف النهار بأن التوراة والانجيل الموجودين بين الناس اليوم ليسا هما النازلين من الله، بل حُرِّفا وغُيِّرت النصوص الاصلية بل تقولون ان النصوص الاصلية للتوراة والانجيل رفعها الله عن الناس، وما في ايديهم منذ ذلك اليوم حتى اليوم، أكاذيب وكلام زخرفه ودسه المزيفون من امم أولئك الانبياء، وان التاريخ وبعد الزمن وطول العهد وتصرم الدهور حالت دون حفظها عن التغيير، حتى اذا ما اورد مورد الاشكال والتسقيط نفسه على قرآنكم، انتابتكم نوبة هراش اصلاحي، فتذبون عن صدق كتابكم وعصمته وامتناع التغيير والزيادة والنقصان عليه، مع انكم تجيزون التغيير والزيادة والنقصان على كتب الانبياء قبل نبيكم، مع اشتراكه مع الكتب الاخرى في بعد الزمان، وتقلب الاحوال، وطول العهد، وتصرم القرون.

لم تصنعوا، ولم تزرعوا، لأنكم من الصحراء، رواسب الربع الخالي لا تفارقكم، وانتم لا تستطيعون الخروج من صحرائيتكم، خشونة رمال الحجاز ممزوجة بدمائكم، كفّرتم جميع من على وجه الارض، وأسقطتم قيمة جميع الاديان، وطفقتم ترمون جميع من لم يدخل في دينكم بالجهل والجنون، مبشرين الناس بجحيم هم وقودها، فلم يهنأ البشر بحياتهم وأنتم تشهرون سيوف القتل ونيران التدمير باسم الدعوة الى الدين والهدى، تسحقون الحضارات مبررين فعلكم بأنه طاعة لولي الامر تارة، وجهاد في سبيل الله أخرى، وفتح بلاد الكفار ثالثة، ونشر كلمة التوحيد رابعة، حتى اذا ما اراد احدهم الخلاص من سيوفكم وناركم، والدخول في دينكم وملتكم، ظللتم تعيرونه بماضيه، واخذتم تتنافجون عليه خيلاءً وكبراً بأنكم أدخلتموه الدين الحق، وهديتموه من ضلاله، وانقذتموه من الهلاك بعد ان كان سائرا الى جهنم.
لم تزرعوا، ولم تصنعوا، ولم تقدموا للناس خيرا كما تتبجحون، تتشدقون بآيات كتابكم ليل نهار، الايات المنادية بعمران الارض، وخلافة الانسان لله فيها، فلا خَلَفتم ربكم في الارض، ولا عمرتموها كما أوصاكم، قسمتم الدنيا الى نصفين، دار الاسلام، ودار الكفر، تقدمت الحياة وتقدمت الدنيا وانتم ما زلتم كالثور يدور في مكانه، ما زلتم شاغلكم الاشغل الحديث في النجاسات، والطهارة المائية، والترابية، تنفقون من اوقاتكم واوقات الجماهير من الناشئة وطلاب الحوزات والمعاهد الدينية سنين وسنين وانتم تتباحثون حول عضو الذكر والمقدار الذي يعتبر ولوجه زنا، هل هو كامل الحشفة أم نصفها ام أقل.

لم تزرعوا، ولم تصنعوا، ولم تبنوا مسكنا، ولم تصنعوا علاجا لداء، لا عهد لكم بهذه وأمثالها، قرآنكم يحثكم على القتل والقتال ليل نهار، عندكم الاف الاحاديث النبوية والائمتية، تأمركم بالجهاد والقتال في سبيل الله واعلاء راية الدين ونشر كلمة التوحيد، حتى سلاحكم الذي تجاهدون به لم تصنعوه بأنفسكم، تجيدون القتل والقتال، والتكفير والتحريم والتحليل، وتجيدون ملأ مكان الله.

لم تزرعوا، ولم تصنعوا، ليس هذا من شأنكم، كنتم تعتاشون على السلب والنهب، والان تعتاشون على السرقة باسم الله، تمتصون جيوب الناس وعرق جبينهم باسم الدين، خمسا، وزكاة، وصدقات، ومساعدات، وتبرعات.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءتي من الطائفتين العظيمتين
- أزمة التنظير في بعدها البروليتاري


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الرواني - بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة