أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - صدى لحكايات في افق الذاكرة














المزيد.....

صدى لحكايات في افق الذاكرة


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 13:15
المحور: الادب والفن
    



قناطر
يالحنين الروح الهائمة الى قناطر الطفولة .. وجذوع النخيل المستلقية فوق الجداول ، ونحن كنا نحاول عبورها مثل لاعبيّ السرك... والبلابل التي كانت تتلذذ بنقر أعذاق الارطاب وثمارالتين كانت تصدح ضاحكة على زحف أقدامنا الصغيرة المعفرة بالطين ..والتي لم تكن تمتلك أجنحة.
ولنقيق الضفادع الخجولة صدى في الذاكرة وهي تختبىء وراء أجمة القصب والطحالب...
والنحل الذي كان يتعقبنا أيضاً ويهجم على حلوى التمر في أكفنا الصغيرة كان يشاطرنا الرحلة.
وكم من مرات.. عبرت أقدامنا البريئة تلك القناطر.. نحو الجرف الاخر من الشط بإتجاه
البساتين التي كنا نظنها كانت بعيدة وهي تستحم بشلالات الصباح !!
كي نقطف الرمان والتوت ونعدو خلف الارانب البرية ونقلد قفزات الجراد أونمتطي الحمير الكسولة .
ونشاكس صبايا القرى الاخرى
في حقول القمح
ومعابد الشمس
ثم أخيراً نعود مرهقين من نزق الطفولة الى أحضان أمهاتنا .. بعد أن يتسلل غروب الشمس الى جيوبنا المثقبة !!
....
أرنوبة
بيت الطفولة في مدينة الناصرية والذي لم يكن يخلوا يوماً ما من وجود الحيوانات مثل القطط والارانب أو الدجاج والحمام.
وأول حيوان كان برفقتي وانا كنت بعمر الخمسة سنوات كانت أرنبة صغيرة
وقد أسميتها ايضاً (أرنوبة) .
وبعد سنوات طويلة مرت على ضفاف الغربة تذكرت في تلك الليلة أمي وهي كانت تروي الى أحفادها في ليالي الشتاء الممطرة عن أرنوبة وقصتي معها.
كانت الام تحكي للصغار قبل أن يخلدون الى النوم !!!
"كان عمكم (سعد).. طفلاً صغيراً يعشق أرنوبته الرمادية الصغيرة وهي عادةً ما كانت تنام معه في السرير مع قطته أيضاً والتي كانت تغار من أرنوبة ، وفي الصباحات
كان يطعمها ويداعبها ويهتم بها كثيراً.
وذات ليلة شتائية مرعدة وممطرة نفذ الجزر وهو طعام أرنوبة المفضل من الدار وبقيت أرنوبة جائعة .
فبرح سعد خلسة الى بيت الخال في الشارع الاخر من الدار باحثاً عن جزرة الى أرنوبتة .
ثم عاد عمكم .. بعد نصف ساعة وأقدامه كانت تطير فرحاً وكان أيضاً خائفاً من الرعد وظلمة الليل.
وحين وصل حاملاً بعض الجزر والخضار شاهد الوجوه حزينة
رمقني بنظرة استغراب يشوبها التساؤل
" أين الارنوبة ياأمي" !!؟؟
نظر أخوته بآسى ومواساة.
فعرف حينها إن أرنوبة قد ماتت
فبكى سعد وهو لم يكن يعرف حينها لم الموت إختطف أرنوبة بهذه السرعة ولم صوت الرعد أفزع قلب أرنوبة فتوقفت نبضات قلبها وماتت خائفة في إحدى زوايا الغرفة الطينية"!!!؟؟؟؟
...
ترنيمة الامومة

أتذكر والدتي المرحومة وهي كانت تحمل بسطلها النحاسي وتغرف فيه مياه الامطار التي كانت تهطل بغزارة فتفيض بحوش الدار .. ثم تلقي بتلك المياه فوق حافات رصيف (شارع عشرين).
وقد كان عمري حينها لم يتجاوز أصابع الكف .. وهي كانت تدور بصبرٍ كسيزيف بعذاباته وكالنواعير الابدية في دورانها.
جل ما اتذكره أيضاً من حضور الام العظيمة أنها كانت تاخذ قسطاً من الراحة بعد ان تركن بسطلها جانباً وتحتضن موقد النار المشتعل تحت سقيفة إدى زوايا الدار لتجفف ملابسها وتدفأ بأطرافها المتيبسة من البرد وهي تتهدج بتراتيل مشحونة بالتساؤل والحزن ( تاري النار جنة والمومن جذب)!!! . بمعنى أن دفء النار والحطب هي جنة للفقراء والمشردين وليس كما يذكر الروزخونات وشيوخ الدين .. من ان النار هي الجحيم في اليوم الاخر .

ثم مرة أخرى تعود من بين فصول استراحتها وإبعاد فيضان مياه الامطار كي تتقفدني في سريري وتربت على كتفيّ وأنا أقاوم النعاس كي أستمع الى ترنيمتها الحنونة والشجية وكأنها نشيد يتسلل من ضفاف الاهوار البعيدة كي تصل الى مسامعي ..
" دللول يلولد يبني دللول
عدوك بعيد وساكن الجول ".



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشم فوق جسد موجة
- قلبي ان لم يضمه العشق يصدأ
- الاغنية الاخيرة فوق ناصية العشق
- مرثية رصيف الطفولة والوطن
- سمفونية العطور وكرنفال العشق
- حين يتسلل القدر نافذة المساء الاخير
- تقويم العشق
- تعويذات المتيّم
- العاشق وفتاة النهر
- ياوجع الارتحالات والغياب
- تهجدات في ظل فيضّك
- مكابدات فوق ضفاف الجرح
- قداس في محراب القمر
- وشم لقبلة أخيرة على جسد زقاق
- نقوش على جدارٍ منسيّ
- تلاوة الببغاء شارلي الاخيرة
- أمنيات في حضرة 2013
- أشخاص في ذاكرة مدينة
- ايقونات في معبد الطفولة
- مقطوعات في ذاكرة ملونة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - صدى لحكايات في افق الذاكرة