أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن أبو هاشم - من بوابة فاطمة إلى بوابة القصير رحلة حزب الله إلى الهاوية















المزيد.....

من بوابة فاطمة إلى بوابة القصير رحلة حزب الله إلى الهاوية


أيمن أبو هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذهاب حزب الله إلى النهاية في مناصرة النظام السوري، كما انجلى في خطاب نصر الله في عيد المقاومة، لم يعد خيارا تفاضليا يتيح لسياسات حزب الله البراغماتية ان تحتفظ بهوامش المناورة والمراجعة والانسحاب الآمن . تلك الفلسفة التي طبعت تجربة الحزب التاريخية سواء في مواجهاته الإسرائيلية أو منازلاته اللبنانية ،غابت عن تدخله في أتون الصراع السوري من بوابة القصير،عندما كسر كل الفرص والخيارات الأخرى التي تجنبه استعداء الشعب السوري، وتقيه مسؤولية تاريخية دامغة في إثارة الفتنة المذهبية وتداعياتها الكارثية .
حملت ردود المواقف الغاضبة من قصدية حزب الله التورط بالدم السوري ، سؤالاً استنكارياً مُلحاً، كيف يتحول حزب لبناني تأسس على مشروعية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى ميليشيا طائفية تدافع عن الاستبداد في زمن الثورة السورية....!؟
يثيرالسؤال الذي أوجبته مظلومية الشعب السوري في حقبتها الدموية، معضلتين أساسيتين: الأولى ، تحديد طبيعة المصالح التي حكمت علاقة قوى المقاومة بالنظام السوري، وتأثيراتها على طرفي المعادلة - وبصورة أدق - تتبع المسار التاريخي الناظم لهذه العلاقة ،وكيفيات انتقالها من طورالتوظيفات السياسية إلى طور الارتهانات المصيرية .
الثانية ،إشكالية إعادة تعريف مشروع المقاومة ، وما تبقى من مشروعياته الوطنية والأخلاقية ، في ضوء حقائق الصراع السوري ،التي بّينت حجم انزياح وتشوه المثال الأبرز لتجربة المقاومة ، التي جسدها حزب الله في العقدين الأخيرين بصورة جلية .
لا تُخفِ هاتين المعضلتين تحولات الواقع الذاتي في بنى وخطاب حركات المقاومة في فلسطين ولبنان على وجه الخصوص . علّ في استرجاع حقبة الاستقطاب والصراع التي عَرفها تاريخ لبنان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، أن تضيء على مجرى ومكنون تلك التحولات العميقة ، التي أدت من حيث المآلات إلى تسييد حزب الله واحتكاره لمشروع المقاومة ،على انقاض تصفية الحركة الوطنية اللبنانية ،واعادة تكييف بقاياها الحزبية مع الرؤية السورية للمفهوم الوظيفي لفكرة المقاومة وأدوارها المتغيرة .
تجسدت تلك الرؤية عملياً منذ دخول القوات السورية إلى لبنان في منتصف السبعينات بغطاء عربي وتوافق دولي ، وسرعان ما اتضحت – آو آنذاك – مرامي السياسة السورية في إضعاف سطوة القرار الفلسطيني في لبنان ، منذ تغطية النظام السوري على المجزرة المروعة التي ارتكبها اليمين العنصري اللبناني في مخيم تل الزعتر عام 1976 .
وبمعنى أكثر وضوحاً ، ما كان للأسد الأب أن يؤمن النفوذ السوري في لبنان ، وأن لا يخرق في ذات الوقت التزاماته تجاه (إسرائيل ) وفق القرارين 242 و338 ، دون احتواء قوى الثورة الفلسطينية التي كانت تدعو إلى تحرير فلسطين ، وتعبئ جمهوراً عريضاً على جدليات فكرة التحرر الوطني ، وأمام استعصاء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الرافضة لفلسفة الاحتواء تلك، كان الاصطدام محتوماً، بين النظام السوري الطامح للهيمنة من جهة، والقرار الفلسطيني ذي النوازع الاستقلالية من جهة أخرى . وهو ما تبدى جلياً في الانشقاق الذي ضرب حركة فتح عام 1983 بدعم سوري مُعلن، وما تداعى عنه من احتراب داخلي فلسطيني، أفضى إلى إبعاد القيادة الفلسطينية المعاندة للقبضة السورية عن الحلبة اللبنانية ، مقابل رشوة الفصائل الحليفة للنظام بمنحها احتكار النشاط الفلسطيني المُسيطر عليه في الساحتين السورية واللبنانية .
جرياً على ذات النهج في الإخضاع والاحتواء ، قام النظام السوري بدعم حركة امل في حربها الظالمة ضد المخيمات الفلسطينية في بيروت عام 1985، من اجل تصفية الجيوب الفلسطينية الخارجة على عصا الطاعة السورية . وأطلقت تلك الحرب إشارة خطيرة لتورط إحدى حركات المقاومة - التي تأسست على عقيدة مناصرة المظلومين والمستضعفين – في توجيه أسلحتها إلى صدور اللاجئين الفلسطينيين واستباحة مخيماتهم ، مما أثار حينها شكوك كبيرة حول خطورة انحراف قوى المقاومة عن وجهتها ، ومخاطر توظيفها واستخدامها لأهداف سياسية وفئوية ومذهبية .
مع صعود نجم حزب الله الذي تأسس على خلفية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، تحت عباءة المرجعية الدينية الإيرانية ودعمها السياسي والعسكري والمالي ، توطدت علاقة السوريين بحزب الله منذ نهاية الثمانينات ، لاسيما بعد ان ساهمت القيادة الإيرانية في تبديد هواجس الأسد الأب من تنامي دور الحزب الناشئ على حساب حركة أمل ،الأقرب في تلك المرحلة الى عقل النظام الأب وحساباته اللبنانية.
استطاع حزب الله الاستفادة من الاحتضان الإيراني والدعم السوري، في تأكيد حضوره السياسي والعسكري، وفرض نفوذه الحزبي والمؤسساتي في الوسط الشيعي، لاسيما في ضوء تراكم خبراته القتالية، واحتكاره التدريجي لجبهة الجنوب اللبناني . وأتباعه سياسة الدفع بالكتف لإقصاء التشكيلات القومية واليسارية للحركة الوطنية اللبنانية، التي جفّت مصادر دعمها وتمويلها، مترافقاً ذلك مع خشيته من عودة قوات الثورة الفلسطينية الى خطوط المواجهة التي شغل الحزب أكثرية مواقعها، وكان لاتفاق الطائف بداية التسعينات الذي شرع للطائفية السياسية - دوراً لا يستهان به - في تكريس حصرية المقاومة بالهوية الشيعية .
بيدَ أن الشرعية الحقيقية التي اكتسبها الحزب في العالمين العربي والإسلامي ، تأتت من ضرباته المُنظمة والموجعة للقوات الإسرائيلية وعملائها في الجنوب اللبناني. إذ رأى فيها الكثيرون عاملاً حاسماً في الانسحاب الإسرائيلي المُهين بطريقته الدراماتيكية عام 2000، وانتصبت بوابة فاطمة في الجنوب شاهداً على نجاعة فكرة المقاومة التي استحوذ عليها الحزب.
هيأ النصرالذي سُجّلَ - وقتذاك -المناخ السياسي والشعبي لتغلغل النفوذ الإيراني في المنطقة من المنصة اللبنانية ، وتمكين الدور السوري من الإمساك بورقة الممانعة والاستقواء بها، ولاريبَ أن انسداد خيار التسوية في السنوات التي أعقبت اتفاق أوسلو، وافلاس رهان القوى الفلسطينية والعربية على عملية السلام، ماأسهم في تصليب معادلة احتكار الحزب لمشروع المقاومة ، والتنكر لتجربتها التاريخية ،ومصادرة خطابها الوطني والسياسي . وهو انعكاس للبنية الولائية المغلقة لحزب الله، باعتبارها المحدد الأساسي في تفاعلاته مع الواقع الطائفي اللبناني، وفحوى دوره الوظيفي في الاستقطابات العربية والإقليمية .
هذا ما بدا يسمُ سلوك حزب الله دون تورية ، في المرحلة التي أعقبت اغتيال الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 ، عندما فشل في تبديد الظنون والشبهات حول تورطه في تصفية الحريري، وتعطيله بالتعاون مع حلفائه مسيرة الوفاق الوطني اللبناني بصيغتها الاستقلالية، وصولاً الى اشهار سلاحه في الداخل اللبناني، حينما اجتاح بيروت في 7 آيار2007 لترهيب وإخضاع خصومه السياسيين وليّ أعناقهم .
تلك الوقائع والمعطيات كشفت الترابط العضوي لحزب الله بشبكة المصالح الإيرانية والسورية، كما أكدت على التوظيف المتمادي لرصيد المقاومة خارج السياق الفعلي لأهدافها وغاياتها المشروعة. والأخطر من ذلك أنها فتحت الأعين على مهلكة التجييش الطائفي والمذهبي في الخطاب الحزبي التعبوي ، لفرض معادلات سياسية يستحيل معها إعادة بناء الهوية اللبنانية على أسس وطنية عابرة للطوائف.
وبالوسع القول : إن تلك المقدمات التاريخية أنتجت مفهوم المقاومة الوظيفية الوكيلة ابتداءً ، والتي تتعدى سياق ضروراتها الوطنية وتتخلى عن شرعيتها الإنسانية والأخلاقية ، لحساب وفي خدمة من تَدينُ له بوجودها واستمرارها، فتهديه انتصاراتها بكل زهوٍ وفخر، كما فعلها نصر الله بإهداء منجزيه في عامي 2000 و2006 لسوريا وإيران .
لا يبتعد عن مجال هذا التعريف الانتكاسي لمآلات حزب الله، ما انتهت إليه العديد من القوى اللبنانية والفلسطينية ، ومعها أحزاب عربية ذات أيديولوجيات مختلفة ، أماطت تحديات الثورات العربية والسورية منها على وجه الخصوص ، عن هوياتها السلطوية الموروثة من أنظمة الاستبداد العربي ، وعن فوات أدوارها التاريخية الملحقة بنظام الممانعة و عطايا ولاية الفقيه .
لكن مأزق ما يسمى محور الممانعة والمقاومة انتهاءً ،يتجاوز حدود ما أتينا عليه، في تحول حزب الله إلى خط الدفاع البشري الأول عن النظام السوري الداعم له ، وقبل ذلك استماتته كي لا ينقطع الحبل السري الرابط بين بيروت و دمشق وطهران، أي في نهوض الوكيل بوظائف ومهام الأصيل. وهي مفارقة - أن تدل على شيء- فهو على حجم الارتهان المصيري لشركاء المعركة الأخيرة وجوداً أو عدماً ، وهنا تضيع الفوارق والتمايزات بين قتل الشعب السوري بصواريخ الاستبداد وقتله في القصير تحت راية المقاومة .



#أيمن_أبو_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن أبو هاشم - من بوابة فاطمة إلى بوابة القصير رحلة حزب الله إلى الهاوية