أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير ..؟؟














المزيد.....

العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حيت تحاول قراءة أي كتاب بالشكل المقلوب , فأمر طبيعي أن لا تفهم شيء لأن الجاذبية لا تتآمر مع الاثقال ضد قوانين الطبيعة , وما شممناه مؤخراً من رائحة حماس القذرة في القصير , ما هو سوى حلقة من مسلسل الطعن في الخاصرة السورية , إذن ليس الأمر معلقاً فقط على حماس التي أطعمناها يوما ثم بصقت على الصحن الذي أكلت فيه , فحماس لا تمثل الفلسطينين كما تماما مجلس اسطنبول او الائتلاف السوري لا يمثل السوريين . وقراءتنا للأحداث بكل أسف صارت معممة , بحيث نحكم على الكتاب من عنوانه فقط , وهذه الهجمة الشرسة التي لا داعي لها على شيء اسمه الوجود الفلسطيني , هو تفسير واضح بأن الكتب دوما نقرأها بالشكل المغلوط , وحماس ما هي سوى فقرة واحدة من فقرات الخازوق العثماني القطري السعوي , تماما مثل فقرات كثيرة ملتهبة في حب الوطن ويريدون حرية الوطن وهم سوريون في أصل الأمر .
المشكلة التي نواجهها ليست في حماس التي كشفت عن وساختها , ولا حتى عن السوريين الذين باعوا بلدهم وشرفهم وعلمهم وجيشهم لأجل الحرية . وليس في أصابع داوود باشا التركي التي لعبت في الحساء السوري حتى احترق , وليس في أخوة يوسف الذين لم يخجلوا من طعن يوسف علناً أمام باب الكعبة المشرفة حتى راقت دماؤه على جلد الذئب .

المشكلة في عقولنا التي ما زالت مثل الاسفنجة المعفنة , التي تخلت عن مهمتها في امتصاص أكبر قدر من المياة القذرة . وصارت أي قطرة ماء تجعلها تتمايل وتهتزّ كأنها امتلئت بالماء . وأبجدية التعميم المطلق والأعمى التي ننشرها في الأجواء , ما هي سوى دليل أننا ما زلنا في الدرك الأسفل من تخلفّ بعضّ المثقفين الذين يمارسون ثقافة الشجعان وهم جبناء يختبأون وراء أسماء ملوك وملكات من عصر كليلة ودمنة . وما زالت الشهرة بمفهومها المعروف هي اللعنة المقدسة التي ابتليّ بها الشعب السوري من شماله العثماني الى جنوبه الاسرائيلي , ومن شرقه الطائفي الى غربه النائي بنفسه .

مشكلتنا أننا جمهور يحترف التصفيق بكل مهارة , ونهللّ ونزمر ونطبلّ لكل من يقف معنا ويروينا بالماء المعصور على مزاجنا , وفي اللحظة التي يشعر بأن الماء قد تغير عياره , ينقلب عليه مثل الكلب السعران كي ينبح عليه ويهمشه بلا رحمة . والأمثلة كثيرة حتى للأعمى الذي لا يرى , ونحن سنظلّ للأسف نعيش في دائرة كبيرة ونحن نبحث عن زاوية فيها , وسنظلّ مثل القط الذي يحب خانقه دوماً . لأننا امتهنا ثقافة المكان وليست ثقافة الجغرافيا , رغم أن الرئيس بشار وهو الناطق الرسمي باسم هذا الشعب قد أوضح أن مشكلتنا في ثقافة الفكر والعقول , وهو من يعلم تماما ما حدث من خيانة حماس , ورغم هذا لم يقع في فخ ثقافة التعميم , ولم يقل أن الشعب الفلسطيني قد خان أمتنا , بل على العكس ما زال يتمسك بالقضية الفلسطينية , لأنه يعلم أن من يمثل حماس ما هم اليوم سوى رعاة أوباش لا يمثلون شيء من فلسطين ولا حتى من بعدها التاريخي أو الثقافي , باعوا قضيتهم كي يلحسوا الحذاء القطري , وفلسطين كما هي سوريا فيها من خرج يرفع علم بلده وفيها من خرج يرفع خرقة الانتداب الفرنسي . انها ثقافة التعميم التي يحاولوا أن يغرقونا فيها , فمجرد أن تسمع أن هناك فلسطيني أو أردني أو تونسي أو عراقي قد افتعل جريمة مثلا في سوريا , حتى يبدأ لسانك الكريم في تلاوة آيات الشتيمة والسباب والتنكيل بكل الشعب الذي ينتمي اليه هذا الشخص .

مشكلتنا أننا تحررنا يوما من الانتداب الفرنسي لكن لم نتحرر بعد من أفكارنا المعاقة , وانتصرنا في معارك كبيرة ولكن لم ننتصر على الحسّ الطائفي في داخلنا , ومهما زاودنا في الكلام ونمقنا الحديث واستخدمنا كل أدوات المكياج كي تتجملّ الحقيقة , فستظل مشوهة لأنها حقيقة . والشعور الطائفي ما زال ينخر في عظامنا مثل الدود وهذا ما يعتمد عليه تماما كلاب الأمة وأعداء الوطن , ففي الوقت الذي تشنّ فيه بعض الدول حرب على حزب الله لأنهم طائفيين , نسوا تماما أن حربهم هي أصلا طائفية لأنهم جردوهم من قيم الاسلام وخصخصوهم في طائفة واحدة . وما زالو يعزفون على وتر حقير قذر يمثل تربيتهم واخلاقهم المنافقة , ويقولون أن هذا شيعي وهذا سني . في حين أن ملك الموت حين يقبض الروح لا يسأله ما طائفتك بل يسأله ما دينك .
وديننا الاسلام كلنا وكما هناك شيعي هناك أيضا وهابي , ومن العدل حين نفتح جبهة ضد حزب الله باسم الاسلام , أن نفتح جبهة أخرى ضد الوهابية باسم من يشوه الاسلام .


بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين موت العباد وحياة الفساد ..ومواطن سوري يعيش صباح الأضداد ...
- حسن نصر الله مجرم بحق العرب يجب مقاضاته بجريمة تشويه التاريخ ...
- سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كل ...
- ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت .. ...
- لا تعتبي يا قدس لا تعتبي فقد باعوكي كلاب العربِ..؟؟
- بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟
- تنبشون قبور الصحابة الكرام يا أولاد الحرام ..؟؟
- بهاليل و مساطيل والمهنة حُكام عرب .؟؟


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير ..؟؟