أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسعد يحيي - مذكرات حول العرض المسرحي امرأتان ج1














المزيد.....

مذكرات حول العرض المسرحي امرأتان ج1


محمد مسعد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


امرأتان
مذكرات حول عرض يحمل خطاب المهزومين

مقدمة ليس لها ضرورة قصوى
ربما كان من الصعوبة بمكان أن تقرر وأنت المشارك في تصنيع عرضاً ما أن تدلي بدلوك في أعماقه لتستخرج تأويلات و رؤى نقدية حوله.
وهذا هو حالي في مواجهة ذلك العرض الذي أنا بصدده الآن ولكن ما يتيح لي أن أضع نفسي في مواجهة ذلك العرض هو كون عملي (كمساعد مخرج) لا يلتبس بأي عمل إبداعي في تصنيع العرض فهو عمل تنفيذي محض لا يحتاج سوي تقني قادر على التسجيل لكل ما تنطق به المخيلة الإبداعية للمخرج وذلك ليقوم بتنفيذها حسب أصول المهنة .

1- عالم البرجوازية الصغيرة
أن الخطاب المعلن لنص / عرض (امرأتان) هو انهيار العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع وسيادة قيم المصالح المادية والتلذذ بمراقبة ما يحدث لتعساء الحظ من أفراد ذلك المجتمع وهو ما يتمثل في ما صنع (الناس) بعالم (بثينة الأخت الكبرى (العانس) )حيث قاموا بتدميره بعد موت والداها في حادث سيارة أودي بحياتهما حيث أصبحت وبشكل مفاجئ في مواجهة صريحة مع قواعد النظام الاجتماعي المنحل أو بمعني أخر أصبحت في مواجهة مع (الناس) اللذين هم كل النظام (فؤاد الخطيب (النذل الذي تركها بعد موت والداها وسرقة نصيبها ونصيب أختها الصغرى (هدي) في المصنع من قبل شريك والدهم ) - الشريك اللص (الذي سرق نصيبهما في المصنع ) – الخال المهاجر (الذي تركهما وسافر لأمريكا تاركاً (بثينة وهدي) دون معين أو سند ) – الناس (اللذين تابعوا كل ما حدث دون أن يقوموا بأي فعل لإنقاذهما مما يحدث لهما على يد الأوغاد ) – زملاء العمل السابقين لبثينة( الطامعين فيها كأنثي ) .. الخ .
هذه هي حدود عالم بثينة (وبثينة فحسب) العالم الذي يعلن انتصاره في نهاية على (هدي ) الأخت الصغرى المتفائلة التي ينهار عالمها في نهاية العرض لتعلن أنتصار تلك القيم التي تقول بها شخصية (بثينة) .
أن الخطاب المعلن إذن لعرض (امرأتان ) هو ذلك خطاب برجوازي بجدارة حول أزمة القيم ويقدم الحل لها متمثلاً في حتمية عودة النظام إلي أصوله القيمية العليا ليصحح مساره كما يحقق للمتفرج حالة تطهيرية عبر ذلك الشعور الذي يدفعه للبرجوازي من كونه ذا تفوق أخلاقي وهو ما يصفي المسافة الفارقة بين قيمة المعلنة وواقع ممارسته على أرض الواقع .
ولعل ما يؤكد ذلك الطرح وبجدارة كون النص يحمل طابع الدراما الاجتماعية البسيطة وهو ما يتأكد من خلال إعادة تشكيل فراغ مسرح الغد بحيث تم تقسيم مساحة الفرجة ومساحة الأداء بحيث تعود خشبه المسرح الإيطالية التقليدية لتحتل فراغ المسرح حاملة قيم المسرح البرجوازي وطرق إنتاج فرجته الخاصة .
ولكن خلف ذلك الخطاب المعلن يوجد خطاب مضمر يحمل خطاب الطبقة البرجوازية الصغيرة في مصر تلك الطبقة التي وجدت نفسها في مواجهة أزمة اقتصادية عنيفة وطاحنة وتراجع طبقي مصاحب عاد بها إلي حالة التقزم ودفعها في طريق الانحلال والذوبان التدريجي إلي الحد الذي صارت فيه على شفا الهاوية من الموت بفعل أتساع الفوارق الطبقية بين الأغنياء والفقراء ، فالعرض وكما أطرح( كرؤية تأويلية أولي)يطرح خطاب تلك الطبقة المحاصرة بحيث تعبر عن نفسها من خلال المبدعين للعرض وهو خطاب يمكن أن نلمح أثاره في العرض على عدة مستويات :-
• لعل ذلك الديكور التقليدي للغاية - في إطاره العام- يؤكد على كون النص ينتمي إلي تلك الفئة من الدراما البرجوازية التي يطغي فيها الصالون بشكله التقليدي كممثل لأقنعة تلك الطبقة ولكننا نجد ذلك الديكور الناعم الحامل للمسات برجوازية سواء في اختيار قطع الديكور المستخدمة أو في الألوان المستخدمة وهي ألوان ذات طبيعة مبهجة إلا أن الستائر السوداء للمسرح تبدو في إحاطتها لعالم قطع الديكور التي تفتقد إلي الاتصال بين وحداتها يكشف عن ذلك الحصار المفروض على عالم الشخصيات الدرامية كما أن التناقض بين تلك الحالة الفرحة والمتفائلة والإعتام المحيط بعالم يؤكد على ذلك التناقض الجوهري الذي تعاني منه الطبقة بين عالمها الداخلي الضيق والذي يحمل مفهومها عن ذواتها وعن العالم وبين ذلك الضغط الخارجي على ذلك العالم إلي الحد الذي تبدو فيه قطع الديكور شديدة الضئلة داخل ذلك الفراغ الذي تشكله ستائر.
• في إشارة دالة إلي ما تعاني منه تلك الطبقة من أزمة تنعكس في ملامح الهروب من الواقع والبحث عن حلول لإشكاليات وجودها الاجتماعي تشير علاقة الأخت الصغرى هدي بالدين إلي ما تعاني منه تلك الطبقة من حالات هروبية من أزمات وجودها وعلاقتها بالعالم فهدي ترتدي الحجاب .. تستمع إلي عمرو خالد .. تصلي ...ولكن كل ما يرتبط من مظاهر التدين على هدي يظهر بوضوح في تلك اللحظات التي تعاني فيها من عدم القدرة على حل أزمتها في علاقتها مع (مصطفي) _ حبيبها الذي يحاول التهرب من علاقته بها .. فنحن نشاهدها تستمع إلي عمرو خالد في ذات الوقت الذي تعاني نتيجة شعورها بمحاولات مصطفي الهروب من علاقته بها . كما يبدو ذلك واضحاً أيضاً في علاقة بثينة بالمجتمع في رافضة له غير قادرة على التكيف الاجتماعي مع النظام الاجتماعي الذي فقدت اللإنتماء إليه نتيجة لسقوطها الطبقي بعد ضياع موردها المادي وما ترتب على ذلك من فقدنها لعلاقتها الاجتماعية والعاطفية نتيجة خذلان طبقتها لها وهو ما أنعكس في علاقتها مع العالم في صورة ميل للانطواء والانعزال وعدم القدرة على الخروج صوب النظام أو التعامل معه .
أن الأختين على الرغم من ذلك التباين الواضح في علاقتهما بالعالم يصوران خطاب تلك الطبقة وأزمتها وشعورها بالهزيمة والخروج من النظام الاجتماعي.
أن العرض يحمل ذلك الخطاب المضمر لخطاب مهزوم يحمل تلك المعاناة العنيفة لطبقة تشعر بالضيم والظلم لكنها لا تجد ما يخلصها من تلك المعاناة لكونها غير قادرة على الوعي بالأسباب الحقيقية لازمتها وهو ما يحول الخطاب الذي تعبر به الطبقة عن نفسها إلي خطاب للمهزومين لا يملكون سوي وصم العالم بالفساد والبشاعة .



#محمد_مسعد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وتوزيع السلطة داخل اللعبة المسرحية
- القطار والبحث عن استعادة عالم مستحيل


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسعد يحيي - مذكرات حول العرض المسرحي امرأتان ج1