أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - رسالة شارون في -عيد الحرية- عبودية!















المزيد.....

رسالة شارون في -عيد الحرية- عبودية!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


عادة ما يلجأ رؤساء الدول والحكومات عشية الاعياد الوطنية والدينية الى بث رسائل الى شعوبها يكون مضمونها عادة البشائر التفاؤلية واغداق الوعود، حتى لو كانت كاذبة وعرقوبية، بتحسين الاحوال اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، الا في بلادنا التي لا يجيد فيها حكامها سوى نعيق الغراب وخراب الديار واغداق وعود مؤطرة بالسواد لغد أسوأ من امس ينتظر الجماهير الشعبية في اسرائيل وبلدان الشعوب المحيطة بها، وخاصة الشعب العربي الفلسطيني. فعشية عيد الفصح اليهودي، الذي صادف يوم الاحد من مطلع هذا الاسبوع والذي يرمز حسب الرواية الدينية التاريخية اليهودية الى حرية اليهود من اغلال قيود العبودية الفرعونية المصرية، عشية هذه المناسبة اكد المسؤولون في حكومة الكوارث الشارونية- البيرسية ان الحرية الوحيدة التي يؤلهونها، هي حرية منطق القوة، البلطجة العدوانية لاستعباد الشعب الآخر ومصادرة حقوقه الوطنية الشرعية وفق شريعة الغاب التي يتبنونها مع حليفهم الاستراتيجي في "البيت الاسود" الامريكي.
فعشية "عيد الحرية" دخل رئيس ووزراء حكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم في "منافسة مزاودة" من منهم اكثر اخلاصا لارض اسرائيل الكبرى في سياسته الممارسة لاغتصاب اكبر حيز من حرية وسيادة الشعب العربي الفلسطيني. وبرأينا لا يوجد منافس لجنرال والاستيطان، ارئيل شارون، في مدى المخاطر الجدية التي تنطوي عليها استراتيجيته المنهجية المعادية لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية في التحرر والاستقلال الوطني. فعشية عيد الفصح، وتحديدا يوم الخميس (21/4/2005) امطر ارئيل شارون مختلف وسائل الاعلام الاسرائيلية بوابل من التصريحات التي لا تترك مجالا للشك بان شارون لم يغير جلده ولم يتراجع عن هويته الاستراتيجية كجنرال للاستيطان ومعاداة الحقوق الوطنية الفلسطينية داخل معسكر اليمين بمركباته المختلفة المتطرفة والمغامرة والفاشية العنصرية والترانسفيرية. فشارون استغل عشية عيد الفصح اليهودي ليرد بشكل غير مباشر على المزاودين على خطته لاعادة الانتشار مع قطاع غزة من بين وزرائه و"المتمردين" في حزب الليكود واحزاب ارض اسرائيل الكبرى (المفدال وهئيحود هلئومي وغيرهما)، وقطعان الفاشية من المستوطنين وغيرهم، استغل هذه المناسبة ليقول لهم انه كان ولا يزال جنرالهم الاحرص من جميعهم في تجسيد ما يرمون اليه، وبنجاح، من مخطط استيطاني لمنع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة! كما انه بتصريحاته اراد ابراق رسالة للشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية يؤكد من خلالها ان عليهم ان يخفضوا من سقف تطلعاتهم الوطنية، فخطة شارون للحل مع الفلسطينيين محدودة الحدود في اطار السلبطة الاستعمارية لمشروع ارض اسرائيل الكبرى المعدلة. ففي حديثه لصحيفتي "يديعوت احرونوت" و"جيروزلم بوست" (على الانترنت) يوم 22 نيسان 2005 يؤكد شارون "اريد انقاذ اكبر قدر ممكن من الكتل الاستيطانية"! وهو يشير بذلك الى الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية الفلسطينية التي تستمر فيها اعمال بناء المنازل والطرق الجديدة ومواصلة بناء جدار الفصل والضم وعملية تهويد القدس الشرقية لعزلها نهائيا عن محيطها الفلسطيني. شارون اراد بتأكيده هذا ان يقول لمنتقدي خطته للفصل من داخل وخارج حزبه الليكودي ان هدف خطته لاعادة الانتشار مع قطاع غزة من طرف واحد ليس ابدا ضمان حرية واستقلال الشعب الفلسطيني في اطار دولة سيادية قابلة للحياة، بل هدفها المركزي ترسيخ اقدام الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي على اكبر مساحة ممكنة من الاراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل يضمن عرقلة قيام دولة فلسطينية طبيعية قابلة للحياة! ويرى جنرال الاستيطان والاحتلال انه في الظروف الدولية والمنطقية القائمة فان خطته للفصل مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية افضل وسيلة لنجاح مشروع ضم الكتل الاستيطانية ومنع قيام دولة فلسطينية طبيعية وحشر الفلسطينيين على اقل من نصف مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين في اطار "دولة فلسطينية مؤقتة" لكنها ابدية، وتبقى مربوطة بحبال التبعية الافتصادية والامنية باسرائيل.
ووفقا لمنطق شارون الاعوج فان الظروف مؤاتية للضغط على القيادة الفلسطينية وابتزاز تنازلات سياسية منها تجعلنا نملي عليها حلولا تنسجم مع اهداف خطة الفصل واجبارها على القبول بفتات مائدة الاحتلال. وشارون يأخذ بالاعتبار حقيقة طابع الموقف العربي الذي اصبح في عهد الهيمنة الامريكية والانحياز الامريكي السافر الى جانب العدوانية الاسرائيلية، ابعد من ان يؤلف عمقا استراتيجيا داعما حقا وبنجاعة للحق الفلسطيني العادل بالتحرر والاستقلال الوطني. فالانظمة المصرية والاردنية والموريتانية تقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع اسرائيل بمباركة امريكية، وجمهورية ليبيا الاشتراكية الشعبية العظمى اصبح حكامها يركعون عند عتبة "البيت الابيض" والنظام التونسي يستعد لاستقبال جنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون لتبجيله على دوره في حماية امن الفلسطينيين وتوفير الحرية والاستقلال لهم" هزلت! وسوريا تحت مكبس الضغوطات الامريكية والاسرائيلية والعربية ايضا، وقد ضعف موقفها بعد الانسحاب من لبنان، والعراق يرزح تحت نير الاحتلال الانجلو امريكي الهجمي. وفي ظل هذا الزمن العربي الرديء والمعيب ليس من وليد الصدفة ان يتجرأ وزير الخارجية الاسرائيلي، شالوم، في لقائه مع الرئيس المصري، حسني مبارك، بلجوئه الى قمة الوقاحة الاستعلائية الاستعمارية السافرة، ويقدم اقتراحا بديلا لخطة "خارطة الطريق"، "خطة سلام" جديدة مضمونها ومدلولها السياسي ان تهرول البلدان العربية الانظمة العربية، الى تطبيع علاقاتها السياسية- الدبلوماسية والاقتصادية- التجارية مع اسرائيل قبل التوصل الى الحل الدائم مع الفلسطينيين. ويقول المثل الدارج، "من يحني ظهره يركبه الآخرون"، فالتخاذل العربي وتواطؤ بعض الانظمة العربية يشجع حكومة العدوان الاسرائيلي على التطاول الوقح في تنكرها للحقوق الوطنية الفلسطينية. ففي وقت تواصل فيه حكومة شارون- شالوم توسيع رقعة الاستيطان الكولونيالي في الضفة الغربية المحتلة يطالب شالوم بوقاحة تطبيع لعلاقات مع العرب كوسيلة للضغط على القيادة الفلسطينية لقبول ما يملي عليها المحتل من حلول تصفوية، وان تكون "واقعية" بقبول ما يمكن انجازه في عصر القوة وحق القوة الاسرائيلية- الامريكية!
لم يمض اكثر من اسبوع على لقاء شالوم- مبارك وطرح شالوم "لخطة السلام" حتى انطلق شالوم بنفسه بالدوس على هذه الخطة الكولونيالية المشبوهة وبالمزاودة على شارون في مجال العداء لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الشرعية. فقد جرى ترويج اشاعة لعل مصدرها قوى الاستيطان والتطرف اليميني، ان في جعبة شارون خطة ثانية للفصل بعد اتمام خطة الفصل مع قطاع غزة! ومع ان شارون كرر عدة مرات انه لن تكون خطة فصل اخرى، بمعنى ان "الدولة الفلسطينية" التي يتحدث عنها لن تكون اكثر من كانتون قطاع غزة وبعض المواقع في الضفة الغربية، ومع تأكيدات شارون هذه الا ان وزير خارجيته، سلفان شالوم، وفي خطاب ناري له امام المئات من نشطاء الليكود صرح "انظر: "هآرتس- نيت، 20/4/2005، ان حزبه لن يؤيد ولا باي شكل من الاشكال، عملية فصل جديدة في ارض اسرائيل"!! اما وزير المالية بنيامين نتنياهو (المصدر ذاته) فقد صرح في المكان ذاته وسط عواء ذئاب الليكود "ان عملية فصل جديدة ستفسر عند الفلسطينيين بانها خنوع للارهاب"! فهذه التصريحات الديماغوغية على حلبة المنافسة على قيادة الليكود ولكسب ود وتأييد كوادر اليمينيين الليكوديين تعكس حقيقة ان القوة المهيمنة في هذا الحزب هي قوة معادية للتسوية السياسية العادلة مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، قوة تدعو للاحتفاظ بغالبية وان امكن بجميع المناطق المحتلة الفلسطينية.
ان ارباب الاحتلال الاستيطاني، من شارون، الى وزرائه وسوائبهم من القطعان الداشرة ارض اسرائيل الكبرى، يسقطون من حساباتهم الاستعمارية الرقم الصعب في معادلة الصراع المصيري، موقف الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية من خطط التصفية المرسومة. فالشعب الفلسطيني بتمسكه بثوابيت حقوقه الوطنية المشروعة، بالدولة والقدس والعودة، قادر على قلب حسابات المحتل رأسا على عقب ودفن خططه التأمرية للانتقاص من ثوابت حقوقه الوطنية. قادر على افشال مدلول رسالة شارون ومخططه الاستراتيجي اذا سلح الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية التمسك بثوابت الحقوق الوطنية باوسع وحدة صف وطنية كفاحية على مختلف المستويات والصعد وفق برنامج استراتيجي وتكتيكي متفق عليه. قادر عل افشال مخطط شارون بالعمل وبحكمة سياسية، لتجنيد الرأي العام العالمي والعربي والهيئات الدولية والعالم الاسلامي والاتحاد الاوروبي، الى جانب الحقوق الوطنية الفلسطينية العادلة وللضغط على حكومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية للاقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية. قادر على افشال استراتيجية الاحتلال الشارونية من خلال تكثيف النشاط الفلسطيني المدعوم بخطاب سياسي حكيم لكسب الرأي العام الاسرائيلي واقناعه ان بناء حاضره ومستقبله الامن والعيش في ظروف الاستقرار مرهون بزوال الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بجانب دولة اسرائيل. اما خطة شارون الاستراتيجية فان مدلولها لن يكون سوى مواصلة الصراع الدموي واحتمال انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة. وعلى قوى السلام وانصار حقوق الانسان في اسرائيل ان تدرك جيدا متطلبات التحديات الكارثية القائمة والمرتقبة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة شارون – نتنياهو الاقتصادية عمّقت فجوات التقاطب الاجتماعي
- مدفع نمر وصمدة ذيبة
- طَرْش العنصريين وصمة عار للرياضة
- رمانة أم الفهد عصيّة على الموت
- في ارجوحة المخططات التآمرية التصفوية: ألصراع على الحق بالوطن
- يوم الأرض مش يوم خبيصة
- ماذا تمخّض عن قمة الجزائر؟
- بعد سنتين من احتلال العراق: لا بديل لإنهاء الاحتلال الانجلوا ...
- الصمود والوحدة والتضامن
- عنزة ولو طارت
- على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة
- حين يلعب الاحتلال بالقانون الدولي!
- ألقاموس الثقافي- لاستراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج ...
- لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة
- هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيج ...
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...
- ألانتخابات العراقية في موازنة الواقع وآفاقه
- -حليمة تواصل عادتها القديمة-!
- شارون والمختار العربيد


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - رسالة شارون في -عيد الحرية- عبودية!